قبس من (النور)

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛

:: مقال رائع ::
ومادة قيّمة، أسأل الله تعالى أن ننتفع منها.

د. عبدالحكيم الأنيس.

قبس من (النور)

/

/

(كتاب “النور في فضائل الأيام والشهور” للإمام ابن الجوزي البغدادي من كتبه الوعظية المؤثرة المُحفِّزة، ويقع في اثنين وعشرين مجلسًا، وقد وفقني الله لخدمته، والحمد لله.
وهذا “قبسٌ” منه بين يدي طباعته)…

يا قليلَ الاعتبار وقد سمعَ ورأى.
يا طويلَ الأمل ورفيقُه قد رحلَ عنه ونأى.
يا مشغولاً باللهو مُغترّاً بالمُنى.
يا متعلقًا بما يُوقِنُ أنَّ عُقباه الفنا.
يا مَنْ أكثرُ عمرهِ بالتسويف قد مضى.
ما أنتَ إلا غرَضٌ لسهام المنيّة والقضا.
يا قليلَ الزاد وحادي رحيلهِ قد حدا.
تأهبْ للتلفِ وتهيّأ للردى.

يا مَنْ إلى القبر في كـلِّ لحظة يسري.
يا مَنْ عمرُهُ يُنْهب وهـو لا يدري.
يا قليلَ الفهم وهذا العتابُ يجري.
تدرَّعْ بدِرع الصبرِ فإنَّ سِهامَ الموت تفرِي.

يا أيُّها الغافل:
بادرْ أيامَ عمرك بالصدقِ في أقوالِك.
وأخلصْ في أعمالك، فمُحاسبُك الكبيرُ المالِك.
وقدِّمْ بين يديك ما يسُرُّك مِنْ مالِك.
واحذرْ مِن مكرِ أمانيك وغرورِ آمالك.

يا مَنْ دأبه المعاصي ويُذْهِبُ زمانه فيما لا يُجدي.
يا مَنْ سلك من الهوى سبلاً تُضِل ولا تهدِي.
أتراك إذا نزل بك الموتُ بماذا تفدي؟
فاشتغلْ في خلاصِ نفسك ولا تقل: مالي ولا عبدي.

متى تقفلُ إلى بابِ مولاك مُصالحًا.
متى تَـقْـبَـلُ ممَّنْ أصبح لك ناصحًا.
يا خاسرًا متى تكون رابحًا؟
يا مستأنسًا بذكر الدنيا ستُصْبحُ عنها نازحًا.
وقد مهدتُ لك عند مولاك طريقًا للنجاة واضحًا…

-يا أيُّها المفرِّطُ في زمنه إلى متى تتعرضُ لأسبابِ العقاب.
وتُعْرِضُ عن أبوابِ الثواب.
وتبارزُ بالقبائح ربَّ الأرباب.
فمَنْ أعظمُ منك جُرأةً على العذاب؟

فالله اللهَ عباد الله:
بادروا بالأعمال الصالحة ما دمتم في خيرٍ مقيم.
وقِفُوا على بابِ الطلبِ بحُسْنِ الأدب، فإنَّ الربَّ كريم.
واعملوا ليومٍ ترى الناس سكارى وما هم بسُكارى مِنْ شدة الهول الجسيم.
يا مَنْ يُحدِّثُ نفسَهُ بدخوله جنّات النعيم.
إنْ كنتَ ذا تقوى فأنت على صراطٍ مستقيم، وفي النَّعيم المقيم.

المصدر/ شبكة الألوكة.

اللّهمّ أعنّا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك.

إعجاب واحد (1)