قصة مدينة إسبانية عزلت نفسها عن العالم لتنجو من جائحة كورونا

إحصائية فيروس كرونا 15/4/2020

تذكرة بدعاء النبي ﷺ عند الوباء : «اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيء الأسقام» .

كانت مدينة “زاهارا دو لاسيرا” الإسبانية قديمًا حصنًا منيعًا لبلاد الأندلس، وذلك لقلعتها العريقة المبنية على قمة الجبل، التي بنيت لصد الأعداء وحماية البلاد من الغازين، فشهدت العديد من الحروب في العصور الوسطى كانت فيها هي الدرع الحامي للبلاد…

واليوم، وبعد مرور قرون عادت المدينة المطلة على الريف الأندلسي لتكون حصنًا منيعًا في وجه الوباء المتفشي في البلاد، وتصبح المدينة الإسبانية التي لم يدق فيروس كورونا بابها ولم يُسقط مصاب بها

فعندما دخل الوباء القاتل للبلاد، وبدأ يُسقط الإصابات، ويحصد أرواح المواطنين…

فسرعان ما قررت سلطات المدينة الأندلسية عزلها عن العالم، وأغلقت جميع مداخل المدينة الخمسة، باستثناء بابًا واحدًا فقط، منع الدخول أو الخروج من خلاله دون إذن، لتصبح من المدن الإسبانية القلائل التي استطاعت النجاة من مخالب الفيروس، الذي اجتاح مدن البلاد، وراح يحصد الأرواح يومًا بعد يوم…

ففي الوقت الذي تسجل فيه إسبانيا ثاني أكبر بؤر الإصابة بفيروس كورونا عالميًا، متخطية إيطاليا، وتصبح خلف الولايات المتحدة الأمريكية كثاني أكبر بلد موبؤة، استطاعت المدينة الأندلسية، التي تعد وجهة سياحية شهيرة للزوار من جميع أنحاء العالم، تعليق السياحة وحماية مواطنيها، دون تسجيل أية حالة إصابة بالوباء المتفشي، الذي أودى بحياة 11 ألف إسباني، وأسقط 118 ألف مصابا

قرارات العزل، وتشديد الإجراءات الوقائية اتخذها عمدة المدينة الأندلسية سانتياجو جالفان، ليكون نموذجًا ملهمًا لباقي المدن الإسبانية، في سرعة تعامله مع المرض، دون انتظارات قرارات الحكومة في البلاد، ليستطيع حماية سكان المدينة، في الوقت الذي شهدت فيه البلدات والقرى والمدن المجاورة سقوط العديد من الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس، وفقا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية

وتحظى قرارات عمدة المدينة الجذرية في التعامل مع فيروس كورونا، بالدعم الكامل من سكانها وخاصة كبار السن؛ إذ بدأت القرارات بإرسال السياح الفرنسيين والألمان، وأغلقت جميع مداخل المدينة، إلا مدخل واحد فقط، وضع عليه نقطة تفتيش شديدة، حيث يتم رش السيارات والمواطنين بالمطهرات والمعقمات والماء…

ففي نقطة التفتيش على بوابة المدينة، يقف ضابط الشرطة، ورجلين يرتديان ملابس واقية، تستخدم عادة لرش بساتين الزيتون، التي تشتهر بها المدينة، يغسلون السيارات الوافدة، حتى إنَّ السيارات يجب أن تمر بفرشاة كبيرة على الأرض لضمان تطهير إطاراتها؛ إذ يقول جالفان: “لا توجد سيارة تأتي عبر نقطة التفتيش لا يتم تطهيرها”…

واتخذت المدينة عدة إجراءات وقائية صحية، فأدخلت احتياطات طبِّيَّة تكفي للمدينة، بجانب تطهيرها باستمرار، إذ يقول جالفان: “كل يوم اثنين وخميس في الساعة 5:30 مساءً، تخرج مجموعة من حوالي 10 أشخاص لتطهير المدينة وجميع الشوارع والساحات والمنازل من الخارج”.

« اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ».

إعجاب واحد (1)