للقلوب مفاتيح

للقلوب مفاتيح


[FONT=Simplified Arabic][SIZE=3][COLOR=#000080][SIZE=1]

[/size][/color][/size][/font]إذا تأملت القلوبَ وجَدْتَها كالأبواب من جهة أصحابها, أو من جهة مفاتيحها.
فبابُ الكريم تلقاه مفتوحاً على مصراعيه وربما كان كذلك في كل وقت؛ فلا يغلقُ أمام أي آتٍ أو زائر.
وقلبه كذلك؛ فهو مفتوح للشاكي, وللباكي, وللمنتقد, وللمادح والقادح.
وكلما زاد الكرم زاد ذلك المعنى.
وبابُ البخيلِ مغلق, وقلبه كذلك، وكلما زاد بخله أُحْكِمَ إغلاقه.
وهكذا المفاتيح؛ فلكل قلب مفتاح؛ فإذا عرفت المفتاح، وأحسنت طريقة الفتح - حصلت على مرادك.
وإذا جهلت المفتاح, أو لم تعلم كيفية الفتح - رجعت بالخيبة, وصِفْر العَيْبة.
ثم إن من الناس من تفتح قلبه بالثناء الصادق, ومنهم من تفتح قلبه بالتحية, ومنهم من تفتح قلبه بتذكيره بأياديه البيضاء, ومنهم من تفتح قلبه بذكر أسلافه الكرام, ومنهم من تفتح قلبه بمزحة خفيفة, ومنهم من تَدْخُل عليه عبر السؤال عن الحال, ومنهم من تدخل عليه من باب تخصصه وهكذا…
وعلى كل حال فإن طلاقة المحيا, وطهارة القلب, وحسن التأتي, ولطف المدخل - مفاتيح عامة ملائمة لجميع الطبقات.
وبَعْدُ فإن التوفيق بيد الله, وله مقاليد السموات والأرض, والمفتاح بيده - عز وجل - وهو الفتاح العليم.

محمد بن ابراهيم الحمد.

جزاكم الله خيرا

فالقرآن هو الذي رباها، وأدبها، وزكى منها النفوس، وصفى القرائح، وأذكى الفِطَن، وجلا المواهب، وأرهف العزائم، وهذب الأفكار، وأعلى الهمم، واستفز الشواعر، واستثار القوى، وصقل الملكات، وقوى الإرادات، ومكن للخير في النفوس، وغرس الإيمان في الأفئدة، وملأ القلوب بالرحمة، وحفز الأيدي للعمل النافع، والأرجل للسعي المثمر، ثم ساق هذه القوى على ما في الأرض من شر، وباطل، وفساد، فطهرها منه تطهيراً، وعمرها بالخير والحق تعميراً.
الشير الإبراهيمي …