ما اجمل السلوك النبوي

ما اجمل السلوك النبوي
كان صلى الله عليه وسلم يجيد آداب الصحبة والسلوك فكان إذا مشى مع صحابه يسوقهم أمامه فلا يتقدمهم ويبدأ من لَقيه بالسلام وكان إذا تكلم يتكلم بجوامع الكلم كلامه فصل لا فضول ولا تقصيرأي على قدر الحاجة وكان يقول من حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه وكان يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت وكان طويل السكوت دائم الفكردمث الخلق ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن قلت لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد وكان لا ينتصر لنفسه أبدا، و إذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه كل ضحكه التبسم وكان يشارك أصحابه في مباح أحاديثهم إذا ذكروا الدنيا ذكرها معهم وإذا ذكروا طعاما أو شرابا ذكره معهم كان لا يعيب طعاما يقدم إليه أبداًوإنما إذا أعجبه أكل منه وإن لم يعجبه تركه.وهو القائل أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً وإن من أحبكم إلى وأقربهم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وسئل –صلى الله عليه وسلم عن البِر فقال حسن الخلق وسئل أي الأعمال أفضل فقال حسن الخلق
وكان صلى الله عليه وسلم يحرص أشد الحرص على أن يسود الود والألفة بين المسلمين فكان يوصيهم فيما يوصيهم- بقوله إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه وقولهة لا يقيمن أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعواوتفسحوا يفسح الله لكم
وقوله لا يحل لرجل أن يجلس بين اثنين إلا بإذنهما
وقوله يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير
ويحدثنا كلوة بن الحنبل فيقول بعثني صفوان بن أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فدخلت عليه ولم استأذن ولم أسلم فقال لي الرسول إرجع فقل السلام عليكم أأدخل
ثم يتجلى سمو خلقه وحسن أدبه في حفاظه الشديد على كرامة الكائن البشري الذي كرمه المولى سبحانه ومراعاته الذكية لمشاعر الناس وأحاسيسهم ومما يدل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يواجه أحداً بأخطاءه وإنما كان يقول
ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا تاركاً الفاعل الحقيقي يحس بذنبه ويعرف خطأه دون أن يعرف الآخرون عنه شيئا

ويحكي معاوية بن الحكم قائلاً بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم
فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون أفخاذهم
فلما رأيت أنهم يصمتونني سكت
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه فو الله ما قهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن رواه مسلم

وعلى الرغم من كل ذلك فقد كان دائماً يدعو ربه قائلاً اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي
فيجب علينا اخواتى فى الله ان نتمثل بهذا السلوك ولا نقبل بغيره والله اعلى واعلم

جزاك الله الخير

وجزاكم الله مثله والله اسأل ان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا الاخلاص فى القول والعمل

جزاكم الله الخير