ما الذي يمنح الحياة معنى بعد المليون الأولى؟؟؟

ما الذي يمنح الحياة معنى بعد المليون الأولى؟

by كتابة. كيفين ميلر

[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif][SIZE=4]
مقال عن: روب لامورت، صاحب شركة بيهيفيوريل إيكونوميكس للإستشارات الإستثمارية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أن تصبح مليونير و عمرك ۳٥ سنة فهو بمثابة الحلم الأمريكي للكثير من أصحاب المشاريع. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يعطي معنى لحياة إنسان وصل للإكتفاء المادي و حقق ذاته أيضاً. كانت هذة هي التساؤلات التي كانت تؤرق روب لامورت فبعد أن حقق أرباح طائلة من شركتة المتخصصة في الإستشارات الإستثمارية بدأ يشعر بالحاجة الى رضاء روحي داخلي يعيده في النهاية الى إيمانه الذي عرفه في طفولته.
ماذا أريد أن أفعل
حين تخرج روب من الجامعة في عام ۱٩٦٥ لم يكن يعرف ماذا يفعل و ذلك مثله مثل العديد من الشباب. لذا فقد أخذ نصيحة أحد الناصحين و التحق بوظيفة في وال ستريت في أحد أقسام بنك من البنوك و كان يدعى تشيس منهاتن. كان مؤشر إستيعابه للعمل يزداد يوماً بعد يوم و ذلك على الرغم من إن دراسته في الجامعة كانت في الرياضيات و ليس البورصة و المال كذلك فإن ما لم يتعلمه في العمل ذهب ليتعلمه في جامعة نيويورك لإدارة الأعمال. كان لب عمل روب هو البحوث فكانت مهمته تتمثل في غربلة و تنقية كل المعلومات التي تصل الى البنك و ذلك لإختيار ما هو مناسب و ذو فائدة. و من خلال تلك المهمة بدأ روب يشكل أساليب علمية تساعد على تحديد اتجاهات الأسواق من ارتفاع أو انخفاض. يقول روب “كنت أجمع حزمة من المؤشرات معاً و بالنظر اليهم و هم ممتزجين معاً يمكننا تقدير إن كانت سترتفع أم تنخفض الأسواق.” كانت هذة هي أحد معدات روب التي أصبحت صميم مهنته. اعتقد روب أن هذا النظام الذي اكتشفه قد يكون شئ يمكن أن يستخدمه البنك و يبيعه للشركات الكبرى كي يحققوا عائد أفضل من ودائعهم. لذا فقد عرض أسلوبه الذي إبتكره على رئيس قسم الإستثمار بالبنك مقترحاً عليه أن يسمح له بتسويقه. أعجب رئيس القسم بالمنتج لكن شعر بأن روب يتهجم و يتخطى مرؤسيه بإقتراحه أن يكون مسئولاً عن المبيعات. كان روب يدرك إنه جالس على منجم من دهب و ليس عنده أي إستعداد أن يتنازل عنه لأحد لذا فقد قدم إستقالته و ترك العمل. يقول روب "صراحتاً فأنا لم أجد تصرفاً أفضل من هذا. كنت شاباً و كنت أشعر إني أملك شيئاً ذو قيمة."
قرار صائب
كان قرار روب بترك العمل قرار حكيم فبعد فترة قصيرة إنضم الى صفوف أحد شركات السمسرة في وال ستريت و على مدار ستة سنوات من العمل باع روب بحثة و إكتشافه الى مؤسسات مالية في العالم كله. كانت في البداية بعض الصعوبات في إقناع الناس بإسلوبه الجديد و ذلك لأنه إسلوب لم يكن قد سمع به أحد من قبل في عالم المال. فقد كان الناس مبهورين بنظرياته و لكنهم كانوا مترددين في الدفع. لكن حين حدثت أزمة البترول عام ۱٩٧١ تهافت الجميع لمعرفة رأي روب في الأمر من الناحية المالية و بدأوا في شراء البحث منه.
مولد بيهيفيوريل إيكونوميكس
قام روب بعد ذلك بخطوة آخرى جريئة و هي تأسيسه لشركة خاصة به وسمّاها بيهيفيوريل إيكونوميكس و تعني سلوكيات إقتصادية و كانت مكاتبها في مركز التجارة العالمي بنيويورك. يرجع إسم الشركة الى حقيقة كونها كإسلوب و سلوك تأسس على دراسة الناس و دراسة قرارتهم التي يتخذونها حيال أموالهم. تزوج روب بعد ذلك و أصبح أيضاً اباً لطفلة تسمى روبيا.لكن إنتهى زواجه بالفشل. بعد ذلك و في الوقت الذي كان العمل ينتعش بصورة كبيرة كان روب يشعر بإحساس شديد بوجود شئ مفقود في حياته. يقول روب "حين أكملت عامي الـ ۳٥ كنت مليونيراً، كان في إستطاعتي شراء أي شئ أريده و كذلك كان في إمكاني فعل أي شئ. ظاهرياً كان يظن الناس إني أملك كل شئ لكن في الحقيقة لم يكن بداخلي أي سلام.
البحث عن إجابات
بدأ روب يبحث عن إجابات روحية لكي يجد السلام الداخلي، فتقاعد عن العمل و إنضم لجماعات جدل و شعوذة كانت قد ظهرت في ذلك الوقت و كانت تسمى نفسها العِقد الجديد. إدعت هذة الجماعات إنها تستطيع شفاء أمراض الناس بأستخدام الأرواح. و صل الحال به أنه كان يسمع ويتحدث الى أصوات لم يستطع التخلص منها. لذا فقد ذهب ليقابل زوجين مسيحيين ليساعدوه على التخلص من هذة الأصوات التي كانت بالطبع أرواح شيطانية و شريرة. و بالفعل صلوا له الزوجين و أخرجوا منه الأرواح و توقفت الأصوات التي كان يسمعها. و بذلك تحرر روب من عبودية الشيطان الذي تملكه لفترة.
العثور على الحقيقة
لم يكن ما سمعه روب من الزوجين المسيحيين عن يسوع شيئاً لم يكن قد سمعه من قبل ذلك لأنه ذو خلفية كاثوليكية سمع عن يسوع حين كان طفلاً. و لكن كانت هذة المرحلة هي مرحلة الإنتقال نحو علاقة أعمق مع يسوع المسيح. يقول روب “لمس بحق الرب قلبي و ذلك بطريقة جعلتني أشعر بأن كل الأشياء اجتمعت معاً لكي أعرف الحقيقة.” بدأ روب يتردد على الكنيسة و بدأ يحدث تغيير في حياته. كذلك بدأ يشعر بالفرق بين ما كان عليه حين كان يتبع جماعات الدجل و الشر و ما صار عليه بعد الإيمان بيسوع. يقول روب “أيقنت كم كنت مخدوعاً. كان كل ما أقرأه في الكتاب المقدس هي الحقيقة بعينها. و بمعرفتي لله بدأت أوجه حياتي نحوه، و أقول له لم يعد يا رب الأمر ماذا أريد أنا بل ماذا تريد أنت مني” بعد ذلك بدأت تحدث التغييرات الحقيقية و لم أعد بعد نفس الشخص بل شخص جديد."
الحياة لهدف
بدأ روب ينمو في الإيمان و إنضم الى مؤسسات الخدمة المسيحية كمؤسسة حملة الجهاد لأجل المسيح بدأ روب يعمل في الخدمة من خلال هذة المؤسسة و تبنى ايطاليا كدولة يكون مسؤلاً عن الخدمة بها. كان يدعم الخدمة بايطاليا مادياً و معنوياً و ذلك من خلال سفره الى هناك مرتين في السنة. يقول روب “كانت البركات تدهشنا و نحن نرى الله يتعامل بطرق عجيبة هناك في ايطاليا.” مضي عشرة سنوات على إيمان روب وبرغم مرور الوقت فهو دائماً يندهش من كيفية وصول الله اليه و تغييره لحياته. يقول روب “كان الله قد أعد خطة لحياتي منذ البداية لكنني اكتشفتها الآن. إني أعلم أن النجاح الذي تحقق هو بفضل البركة الكبيرة التي أعطاني الله إياها.إذ أعطاني عطايا و مواهب أستطعت بها أن أحقق ما حققته. إن الإهتمام بالحياة و ما في العالم بدلاً من الحياة الأبدية فهو بمثابة تاجر اليوم الواحد وليس كالمستثمر الذي يملك خطة طويلة الأجل، لذا فأنا لا أريد أن أكون تاجر اليوم الواحد الذي يعد خطته ليوم واحد. إذ حتى و أنا سعيد بنجاحي فهذا لا يقترب و لو قليلاً من أهمية ما سيحدث لحياتي الأبدية.”
[/size][/font]