مفكرة الإسلام: شن “الأخضر الإبراهيمي” المبعوث السابق للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي هجومًا حادًا على السياسة الأمريكية في العراق, مؤكدًا أن واشنطن دمرت العراق وسلمته لإيران.
وفي مقابلة مع مجلة “نيشن” الأمريكية، قال الإبراهيمي: إن واشنطن دمرت العراق وحطمته, وإن إنقاذه لن يكون إلا من خلال تعاون الدول العربية ودول الجوار, إلا أن تلك الدول ترفض, لأن الولايات المتحدة تريد أن تساعدها في تنفيذ سياستها التي وصفها بـ"العفنة".
وضرب مثلاً بالعشوائية التي أدار بها الأمريكيون الدولة بعد الغزو, قائلاً إنه عندما كان في العراق عام2004, شكا له الناس في الموصل من أنه لا يوجد مدرسون لتعليم أبنائهم, وعندما أبلغ بول بريمر (الحاكم الأمريكي) بذلك أخبره بأنه تم الاستغناء عن المدرسين والمهندسين, لأنهم كانوا أعضاء في حزب البعث, برغم أنهم في العراق كان لا يمكنهم الالتحاق بأي عمل إلا من خلال عضوية الحزب الحاكم.
وأشار المبعوث الدولي السابق إلى أن الإعداد لغزو العراق بدأ مبكرًا بعد هجمات 11 سبتمبر2001, وأن اجتماعًا كبيرًا عقد في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون يوم17 من الشهر نفسه كان مخصصًا للعراق وليس لأفغانستان, وأن أحد المشاركين في الاجتماع أبلغه بذلك.
واشنطن سلمت العراق للشيعة ولإيران:
وذكر الإبراهيمي أن الولايات المتحدة سلمت العراق للشيعة الذين جاءوا من إيران, وكان من الصعب عليهم حل الجيش, فاتخذت القرار نيابة عنهم.
وأشار إلى أن80% من قوة الشرطة العراقية حاليًا من رجال الميليشيات, أما في الجيش فالنسبة أقل, إلا أن غالبيته من المدعومين من الميليشيات, واعتبر أن تلك لا يمكن أن تكون تشكيلة لقوات أمن قومي.
وحول النفوذ الإيراني في العراق, أكد أن إيران ليس لها فقط نفوذ من خلال ما تقدمه للعراقيين من أموال وأسلحة, ولكن لديها رجالها في العراق أيضًا.
وحذر المبعوث الدولي السابق من أن الحرب الأهلية إذا اشتعلت لن تكون حبيسة حدود العراق, ويمكن أن تمتد إلى لبنان, كما سيكون هناك شباب عرب يريدون أن يتطوعوا بالذهاب إلى العراق لنجدة إخوانهم السنة.
الأمريكيون دمروا العراق:
وأضاف الإبراهيمي: أقول بوضوح إن الأمريكيين دمروا العراق وحطموه ولن يمكنهم إصلاحه, معتبرًا أن العراق يحتاج إلى إصلاح بأيدي العراقيين وبدعم الجيران, وأنه من الجنون أن يقول بعض الجيران إن الأمريكيين دمروا العراق وعليهم إصلاحه, ولابد للسعودية وتركيا وإيران أن تتعاون.
وشدد على أنه رغم أن الأمريكيين لن ينجحوا وحدهم في حل مشكلات العراق, فإن ذلك لا يعني إمكانية ذلك بدونهم, لأنه لا يمكن تجاهل وجود نحو150 ألف جندي.