مسلمو الإيجور في مواجهة الاحتلال الصيني,من هم الإيجور؟من لهم؟...ملف كامل مدعم بالصور

[CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

سلّطت الصدامات العرقية التي هزّت عاصمة منطقة تركستان الشرقية (شينجيانغ بالصينية) الأضواء على معضلة النزاع العرقي بين “الأويغور” المسلمين وأثنية “الهان” في حين تحاول بكين السيطرة على الأوضاع في هذه المنطقة لمنع اتساع الاضطرابات إلى مناطق أخرى من البلاد ولضمان الاستقرار الإقليمي … وقد أجبرت هذه الصدامات الرئيس الصيني هوجين تاو على مغادرة قمة مجموعة الثماني في إيطاليا والعودة إلى بلاده لمتابعة التطورات في اقليم شينجيانغ.


تركستان الشرقية

فماذا تعرف عن أقليم تركساتن الشرقية ؟

هي مقاطعة صينية تتمتع بنظام إداري خاص، تقع في أقصى شمال شرق البلاد. عاصمتها مدينة “أورومتشي”. يطلق عليها تركستان حيث أنها ذات أغلبية اسلامية. والاسم ينقسم إلى كلمتين “ترك” و “ستان” ومعناها أرض الترك.

الموقع الجغرافي : دولة محتلة من قبل الصين، يحدها من الشمال الغربي كل من “طاجيكستان”، “قرغيزستان” و"كازاخستان"، من الشمال الشرقي جمهورية “منغوليا”، من الشرق مقاطعتي “قانسو” و"تشينغهاي"، جنوبا منطقة “تبت”، ومن الجنوب الغربي الـهند وأفغانستان.

وقد أطلق الصينيون على تركستان الشرقية اسم “شينجيانگ”، وتعني الوطن الجديد، أو المستعمرة الجديدة، وكانت تتمتع قديمًا بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.

نظام الحكم : منطقة ذاتية الحكم

العاصمة: أورومتشي
اللغة الرسمية: اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ولغات مختلفة من أبرزها الكزاخية والأويرات والساريكولي والواكهي وهما لهجتان قريبتان من اللغة الفارسية ولغة الأوردو.


المساحة الكلية : 1,850,000 كلم²
السكان: يبلغ عدد السكان 21 مليون نسمة
العرقيات : تركيبة السكان في منطقة “شينجيانغ” متنوعة. اليوغور، شعب مسلم ذو أصول تركية، هو أهم مجموعة عرقية، إلا أنه لا يشكل الأكثرية. تأتي قومية الـ"هوي" الصينية في المرتبة الثانية من حيث التعداد. بقية التركيبة العرقية تتكون من: الـ"كازاخ"، قومية الـ"مانتشو" ، الروس والمنغوليون.

  • ولكن الحكومة الصينية علمت مؤخرا على توطين العديد من ذوي اصول قومية الهان في أقليم شينجيانغ لتتغيير الطبيعة الديموغرافية للمنطقة حيث غيرت نسبة المسلمين فيها من 90% إلى 50% بقصد طمس الصبغة الاسلامية عن الاقليم.

  • اليوغور: كلمة تعني “التضامن” أو “الاتحاد” باللغة الأويغورية

-وقد ساهم شعب تركستان الشرقية، في بناء صرح الحضارة الإنسانية العالمية منذ أقدم الفترات التاريخية، ويرجع لهذا الشعب الفضل في اختراع حروف الطباعة من الخشب وقاموا بطبع العديد من الكتب والمعارف والعلوم. وكانت تركستان الشرقية قديمًا تتمتع بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم، والدولة البيزنطية
الاستقلال : حصلت تركستان الشرقية على الاستقلال الذاتي سنة (1366 هـ 1946م)



لمحة تاريخية :

كانت بداية وصول الإسلام إلى تركستان- بصفة عامة- في خلافة “عثمان بن عفان” (رضي الله عنه) على يد الصحابي الجليل “الحكم بن عمرو الغفاري”، بيد أن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي “عبد الملك بن مروان” على يد قائده الباسل “قتيبة بن مسلم الباهلي” الذي تمكّن في الفترة من (83- 94هـ = 702- 712م) من السيطرة على ربوع التركستان ونشر الإسلام بين أهلها، ثم دانت لحكم العباسيين بعد سقوط الخلافة الأموية.

وفي نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي الأول في القرن الثالث للهجرة أسلم الخاقان سلطان الترك " ستوق بوغراخان " وسمى نفسه عبد الكريم ، وتبعه في الإسلام أبناؤه وكبار رجال دولته، ومنذ ذلك اليوم أصبح الإسلام دينا رسميا للدولة ، وبقيت تركستان دولة إسلامية مستقلة حوالي تسعة قرون ، ومنذ ذلك الحين جميع أهلها مسلمون

وجاء حكم المنشوريين للصين ، وقسمت التركستان إلى مقاطعتين ، شمالية عرفت بجونغاريا ، وجنوبية عرفت بكاشغر وسموها (سينكيانج ) أي المقاطعة الجديدة .

وفي ظل الإحتلال الصيني توالت الإنتفاضات من مسلمي التركستان الشرقية ورفض المسلمون الاحتلال ، وقضى الصينين على الدول المستقلة التي قامت بالتركستان الشرقية . وقام الشيوعيون بتهجير غير المسلمين إلى المناطق الإسلامية ، فانخفضت نسبة المسلمين إلى 70% ، وهاجر العديد منهم إلى تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية وبعض الدول الإسلامية في جنوب شرقي قارة آسيا ، ولقد كان بالتركستان 16 ألف مسجد قبل الحكم الشيوعي ويصل عددها حاليا إلى 9 الآف مسجد .

نشعر أننا غرباء في بلادنا

إلى جانب عمليات الاعتقال، وكبت الحرية الدينية، فإن أشد ما يخافه مسلمو الإقليم حاليًا هو اختفاء هويته الإسلامية أمام المد الشيوعي الذي يغذيه مشروع حكومي جار منذ عشرات السنين بتوطين مئات الآلاف من عرقية “الهان” الصينية الشيوعية في الإقليم.
وبحسب صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” فإن “الهانيين” صاروا يسيطرون على كافة الوظائف الرئيسة والنشاط السياسي للإقليم الذي ضمته الصين عام 1949 بعد أن كان دولة مسلمة مستقلة تسمى: “تركستان الشرقية”.

  • يقول أحد مسلمي الإيجور وهو مدرس: “نشعر أننا غرباء في بلادنا… نحن مثل الهنود الحمر في الولايات المتحدة”.
  • “إنهم يحاولون تدمير التوازن الديموجرافي باستقدام صينيين لمنطقتنا… يريدون لجنسنا أن يختفي من الوجود، إنهم يجففون منابع جذورنا، يريدوننا عبيدًا لهم”، بحسب تعبير قطب، أحد تجار القماش في سوق العاصمة أورومتشي.
    ونتيجة لهذه السياسات الحكومية، ارتفعت نسبة “الهان” من 7% إلى أكثر من 40%، حسب إحصاءات رسمية.
    وتضيف الصحيفة أنه بمساعدة الحكومة، صار أتباع “هان” هم المسيطرون على غالبية المصانع والشركات، ولا يقبلون عمالة بها من غيرهم؛ مما اضطر الإيجوريون إلى امتهان أعمال متدنية مثل الخدمة في المنازل.
    وأصبح الإيجوريون مواطنين من الدرجة الثانية، فهم ممنوعون حتى من مجرد تمثيل هامشي في الهيئات الحكومية، كما لا يُسمح لهم باستخدام لغتهم في المدارس.
    كما أنهم وضعوا في موقف صعب للغاية؛ فهم بين خيارين إما فقدان ثقافتهم وإما تهميشهم اقتصاديًا، فالمساجد والمدارس الدينية تواجه حملات إغلاق؛ بحجة عدم وجود تراخيص، وتمنع السلطات الشباب دون الـ18 عامًا من الصلاة بالمساجد.

ويفسر مراقبون أن الضغوط الصينية على الإقليم يقف خلفها موقعه الإستراتيجي القريب من دول وسط آسيا، ومخزونه الكبير من البترول والغاز الطبيعي، إضافة إلى إستراتيجيتها في منع أي محاولة استقلال لأحد الأقاليم عن سيطرتها، وذلك بالرغم من أن الإقليم يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1955.

آخر حملات القمع ضد مسلمي الإيجور كانت في صباح الجمعة الموافق 26 يونيو 2009حيث هاجم الآلاف من العمال الصينيين الهان عمال إيجور مسلمين يعملون في مصنع للألعاب في مقطاعة كونجدوج الواقعة جنوب الصين. واستخدم العمال الصينيين السكاكين والمواسير المعدنية والأحجار في الهجوم على العمال الإويجور ما أدى إلى جرح وقتل ما يقرب من ألف مسلم إيجوري، ما يعني أن نزيف الدم الإيجوري ما زال مستمرًا …!!

الاقتصاد :

التعدين: تزخر أراضي تركستان الشرقية في الوقت الحاضر بالثروات المعدنية والطبيعية ،إذ تحوي في باطنها 121 نوعا من المعادن، فهناك 56 منجما من الذهب وهناك النفط واليورانيوم والحديد والرصاص، كما أن هناك مخزنا طبيعيا للملح يكفي احتياجات العالم لمدة عشرة قرون مقبلة حسب إحصائيات أخيرة، هذا بالإضافة إلى الثروات الزراعية والحيوانية والرعوية، حيث بلغت أنواع الحيوانات 44 نوعا

تمتلك تركستان الشرقي احتياطيا ضخما من البترول ينافس احتياطي دول الشرق الأوسط، أكثر من 8 مليارات طن من احتياطي البترول، وتنتج منه 5 ملايين طن في العام، وتمتلك من الفحم ما يعادل (600) مليون طن، وبها أجود أنوع اليورانيوم في العالم، ويستخرج من ستة مناجم بها ويستخرج من أرض تركستان نحو 118 نوعًا من المعادن من أصل 148 نوعًا تنتجه الصين بأكملها؛ لذا فهي عصب اقتصاد الصين وعصب صناعاتها الثقيلة والعسكرية، فالصواريخ الصينية النووية، والصواريخ البالستية عابرة القارات تنتج في تركستان الشرقية

الزراعة: يرتبط النشاط الزراعي في المنطقة بنظام الري، فالمناخ جاف والأمطار قليلة. من أهم المحاصيل الزراعية: الفواكه (العنب)، القمح، والذرة والقطن. ثاني النشاطات الفلاحية تربية المواشي، وتتنوع أشكاله: الأبقار، الخيول، النوق (الجمال) والأغنام

الصناعة: من بين الصناعات المنتشرة في المنطقة: تكرير النفط، صناعة السكر، الصلب، الكيماويات، الإسمنت، والمنسوجات. مقارنة ببقية مناطق الصين الشرقي، تعتبر الصناعات في منطقة شينجيانغ أقل تطورا. تم إنجاز أول خط للسكك الحديدة والرابط بين العاصمة “أورومتشي” و"بكين" عام 1968 م

أهم المدن :

اورومتشي
مدينة في شمال شرقي الـصين، وعاصمة منطقة شين‌جيانگ الذاتية الحكم الاويغورية. يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة. تقع المدينة وسط واحة تشرف على جبال "تيان شان.

تعد المدينة مركز النشاطات الصناعية المحلية (الصديد والصلب،المنسوجات،عتاد الميكانيكا) والفلاحية (الحبوب، محاصيل زيوت الطعام وغيرها) وتقع على مقربة منها مناجم الفحم، الجص والكلس

كانت المدينة محط رحال القوافل الآتية من آسيا الوسطى، يشكل سكانها خليطا من قوميات مختلفة: اليغور و بعض الأقليات الصينية ، الكازاخ والقرغيز


العاصمة اورومتشي ليلا

قشغر
مدينة إسلامية نموذجية تهدف إلى جمع السكان فيها بدلا من انتشارهم خارجها، فقد عُرف في المدينة الإسلامية بناء مساكنها حول المسجد وميادين الأسواق ، وهي المركز الثقافي لشعب الاويغور، وقد لعبت مدينة قشغر دورا مهما في انتشار الاسلام فى الشرق.

ومعني كلمة “قشغر” في اللغة الايغورية “سوق اليشم”. حيث كانت منطقة مشهورة بانتاج اليشم فى طريق الحرير القديم الذي يربط الصين بالدول العربية والدول الغربية.


مسجد عيد كاه … وأمام ساحته تقام الاحتفالات الشعبية والدينية

وضع المسلمين الإيجور في ظل الاحتلال

السلطات الصينية الشيوعية تفرض قيودا ضخمة على الشعائر الدينية بشكل عام إلا أن هذه القيود بدأت تقل بعد انهيار الكتلة الشيوعية التي كان يتزعمها الاتحاد السوفيتي وحدوث تغييرات في عدد كبير من الدولة الشيوعية وتحولها إلى دول رأسمالية، إلا أن الصين واصلت اضطهاد مسلمي تركستان ومنعهم من إقامة شعائرهم الدينية وتعلم دينهم ولغتهم، وسعت إلى طمس هويتهم، حيث كان المسلمون يدرسون تعاليم دينهم خفية في البيوت وكذلك يستخفون بالصلاة والصيام، وفي عام 2007 صادرت السلطات جوازات سفر أبناء الإيجور لمنعهم من السفر لأداء فريضة الحج.

الموقف الغربي من قضية الإيجور

كعادة الدول الغربية لم نسمع لها صوتا بعد وقوع المجزرة الأخيرة التي تعرض لها المسلمون في تركستان الشرقية وأسفرت عن مقتل الآلاف رغم تنديدها في مواقف أقل حدة بممارسات منافية لحقوق الإنسان، ورغم وقوع عدد أقل من القتلى في طهران عقب الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ولكن المصالح المتشابكة مع الصين التي توحشت اقتصاديا في الفترة الأخيرة وهددت العروش الغربية الهشة أعمى “البصائر الديمقراطية” بالإضافة إلى أن المسلمين أصبحوا الآن يتعرضون للعنصرية والاضطهاد داخل البلاد الغربية نفسها دون اتخاذ أي إجراءات لحمايتهم حتى وصل الأمر إلى قتل امرأة مسلمة بريئة داخل المحكمة وتحت حراسة الشرطة في ألمانيا لمجرد ارتدائها الحجاب.

موقف الدول الإسلامية

الموقف الحقيقي الذي سمعنا عنه على المستوى الرسمي للدول الإسلامية هو الموقف التركي ويبدو أن تركيا أصبحت واجهة العالم الإسلامي في مثل هذه القضايا خلال الفترة الأخيرة بعد موقفها المشرف من العدوان الصارخ على غزة؛ فقد دعا وزير الصناعة التركي الأتراك إلى مقاطعة البضائع الصينية احتجاجًا على الحملة التي يتعرض لها مسلمو الإيجور. وقال: إنه يجب على الأتراك ممارسة ضغط على الصين لإنهاء العنف، وذلك عن طريق مقاطعة البضائع الصينية، كما أشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان إلى أن تركيا الدولة ستطلب من مجلس الأمن الدولي مناقشة سُبل إنهاء العنف بين الإيجور والهان الصينيين في شينجيانج، وأعرب عن أسى بلاده وقلقها لأحداث تركستان الشرقية، قائلا إن “أنقرة تتابع عن كثب ما يجري في الإقليم”، وأبدى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو استعداد بلاده للتعاون مع الصين في حل الأزمة.

واجب المسلمين نحو إخوانهم

لقد عبرت بعض الفعاليات الإسلامية عن الدور الذي ينبغي القيام به لنصرة المسلمين في تركستان الشرقية؛ فقد قال الداعية السعودي المعروف الشيخ سلمان بن فهد العودة: “إن العلاقات العربية الصينية الرسمية، وكذلك التجارية يجب أن توظف لرفع الضغط، والظلم عن إخواننا، ونحن أمام مجزرة وقضية أن حكومة الصين ترفض التدخل وترفض عرض القضية على مجلس الأمن هذا لا يعني أبدا أن يسكت المسلمون”، كما أكد الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، أن ما حدث في هذه الجريمة “يستلزم من الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات اقتصادية ضخمة مع الصين أن تراجع حساباتها أو تقايض تلك المعاملات واستمرارها بحياة كريمة للمسلمين في تركستان وحرية عقيدة يتوجب تمتعهم بها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية وقوانين الحرية والديمقراطية التي تنادي بها كل دول العالم وشعوبه”، في نفس الوقت جددت منظمة المؤتمر الإسلامي قلقها من تدهور الأوضاع في الإقليم ضد السكان من الإيجور المسلمين. وأعرب أوغلو في بيان عن اعتقاده بأن “المشكلة العضال” التي يواجهها الشعب الإيجوري في إقليمهم المتمتع بالحكم الذاتي في الصين، لا يمكن أن تُحَل عن طريق الإجراءات الأمنية وحدها. وأشار إلى أن الإيجور شعب عريق يطمح إلى المحافظة على خصائصه الثقافية والعرقية وهُويته الإسلامية، وإلى التمتع بحقوقه الثقافية والاقتصادية غير القابلة للتغير. وحث الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تربطها علاقات وثيقة بالصين على دعم جهوده في هذا الصدد.
و من واجب الأفراد أيضآ نشر المقالات التي تتحدث عن القضية كما هو الحال في هذا المقال
[/center]