مِن حُسْنِ الظنِّ بِالله تبارك وتعالى : أن يتفاءل المسلم في أحلَك الظّروف

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
خواطر تحوي العظة والعبرةِ.

:: مُقتطف قيّم.

مِن حُسْنِ الظنِّ بِالله تبارك وتعالى : أن يتفاءل المسلم في أحلَك الظّروف

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الفأل الْحَسَن ، ويَكْرَه الطّيَرَة .


قال عليه الصلاة والسلام : لا طِيَرَة ، وخَيْرها الفَأل .
قالوا : وما الفَأل ؟
قال : الكلمة الصالحة يَسمَعُها أحدُكم . رواه البخاري ومسلم .



وفي الحديث الآخَر : لا عَدْوَى ، وَلا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ . قِيل : وَمَا الْفَأْلُ ؟ قال : الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ . رواه البخاري ومسلم .


قال القرطبي في " تفسيره " : وَإِنَّمَا كَانَ يعجبه الفأل ؛ لأنه تَنْشَرِحُ لَهُ النَّفْسُ ، وَتَسْتَبْشِرُ بِقَضَاءِ الْحَاجَةِ ، وَبُلُوغِ الأَمَلِ، فَيَحْسُنُ الظَّنُّ بِاللَّه عَزَّ وَجَلّ ، وَقَد قال : " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي" ، وَكَان عليه الصلاة والسلام يَكْرَهُ الطِّيَرَة ؛ لأنَّها مِن أَعْمَال أَهْل الشِّرْك ، وَلأَنَّها تَجْلِبُ ظَنَّ السُّوءِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلّ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْفَرْق بَيْن الْفَأْل وَالطِّيَرَة : أَنّ الْفَأْل إنَّما هُو مِن طَرِيق حُسْن الظَّنّ بِاللَّه ، وَالطِّيَرَة إِنَّما هِي مِن طريق الاتّكَال على شِيءٍ سِوَاه .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)


قال القرطبي في " الْمُفْهِم " : قوله تعالى: " أنا عند ظنّ عبدي بِي " قِيل : مَعناه : ظَنّ الإجابة عند الدعاء ، وظَنّ القَبول عند التوبة ، وظَنّ المغفرة عند الاستغفار ، وظَنّ قَبول الأعمال عند فِعلها على شُروطها ؛ تَمَسّكا بِصَادِق وَعْده ، وجَزِيل فَضْله .
قلتُ : ويُؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : ادعُوا الله وأنتم مُوقِنون بِالإجابَة .
وكذلك يَنْبَغِي للتائب والمستَغْفِر ، وللعَامِل أن يَجْتَهد في القيام بما عليه مِن ذلك ، مُوقِنًا أن الله تعالى يَقْبَل عَمَله ، ويَغفِر ذَنْبه ، فإنّ الله تعالى قد وَعَد بِقَبُول التوبة الصادقة ، والأعمال الصالِحة .


فأمّا لو عَمِل هذه الأعمال ، وهو يَعتقد ، أو يَظُنّ أن الله تعالى لا يَقْبَلها ، وأنها لا تَنْفَعه ، فَذَلك هو القُنوط مِن رَحمةِ الله ، واليَأس مِن رَوْح الله ، وهو مِن أعظم الكبائر …
فأمَّا ظَنّ الْمَغْفِرَة والرّحْمة مَع الإصرار على المعصية : فَذَلك مَحْض الْجَهْل والغِرّة ، وهو يَجُرّ إلى مَذْهَب الْمُرْجِئة . اهـ .


تمّ بحمد الله تعالى.

المصدر/ مشكاة الإسلامية.

اللّهمّ أعنا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك.