مِن مَواعِظ القُرآن

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
خواطر تحوي العظة والعبرةِ.

:: مُقتطف قيّم.

مِن مَواعِظ القُرآن

قال عَامِرُ بنُ عَبْدِ قَيْس : ثَلاثُ آيَاتٍ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ اكْتَفَيْتُ بِهِنَّ عَنْ جَمِيعِ الْخَلائِقِ :
أَوَّلُهُنَّ : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) .
وَالآيَة الثَّانِيَة : (مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسَلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
وَالثَّالِثة : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) . رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان ".


قال ابن الجوزي : قوله تعالى: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ) أَيْ : فَعِظْ بِهِ . قَال بَعْضُ السَّلَفِ : مَنْ لَمْ يَعِظْه الْقُرْآنُ وَلا الشَّيْبُ فَلَوْ تَنَاطَحَت بَيْن يَدَيْه الْجِبَالُ مَا اتَّعَظ !
يَا ذَا النفس اللاّهِية ، تَقرأ القرآن وهي سَاهِية ، أمالَك نَاهِيَةٌ فِي الآيَةِ النَّاهِيَةِ ؟


1df9074563ed08a6bccd3ce2e46613c5


كَمْ خَوَّفَكَ الْقُرْآنُ مِنْ دَاهِيَةٍ ؟
أَمَا أَخْبَرَكَ أَنَّ أَرْكَانَ الْحَيَاةِ وَاهِيَةٌ ؟
أَمَا أَعْلَمَكَ أَنَّ أَيَّامَ الْعُمْرِ مُتَنَاهِيَةٌ ؟
أَمَا عَرَّفَكَ أَسْبَابَ الْغُرُورِ كَمَا هِيَهْ ؟


وقال : لَقَدْ وَعَظَ الْقُرْآنُ الْمَجِيدُ ، يُبْدِي التِّذْكَارَ عَلَيْكُمْ ويُعيد ، غَيْرَ أَنَّ الْفَهْمَ مِنْكُمْ بَعِيدٌ ، وَمَعَ هَذَا فقد سَبَقَ العَذَابَ التّهْدِيد (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) .


إِنَّ مَوَاعِظَ الْقُرْآنِ تُذِيبُ الْحَدِيدَ ، وَلِلْفُهُومِ كُلَّ لَحْظَةٍ زَجْرٌ جَدِيدٌ ، وَلِلْقُلُوبِ النَّيِّرَةِ كُلَّ يَوْمٍ بِهِ عِيدٌ ، غَيْرَ أَنَّ الْغَافِلَ يَتْلُوهُ وَلا يَسْتَفِيد .
(التبصرة).


وقال ابن القيم : مَن لَم يَشْفِهِ الْقُرْآنُ فَلا شَفَاهُ اللَّه ، وَمَن لَم يَكْفِه فَلا كَفَاه اللَّه .
(زاد المعاد) .


تمّ بحمد الله تعالى.

المصدر/ مشكاة الإسلامية.

اللّهمّ أعنا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك.