نظام الإنتاج الآني بين التجربة اليابانية والتجربة الغربية

أصبح نظام الإنتاج الآني (Just-In-Time) والذي يرمز له اختصاراُ (J I T ) من المواضيع التي تثير العديد من الباحثين في نظم الإنتاج الحديث في العالم عموماُ وفي البلدان النامية خصوصاُ خلال السنوات الأخيرة حيث ظهر هذا النظام في اليابان في أواسط السبعينات وفي شركة تويوتا للسيارات حيث تطور وتبلور كنظام إنتاجي متكامل من قبل خبراء هذه الشركة. وأصبحت تطبيقاته في متناول المستفيد في أواخر السبعينات.
ويعتقد الباحثون أن الفكرة الأساسية للنظام بدأت قبل ذلك بكثير وبالتحديد في الخمسينات على أثر زيارة رئيس شركة تويوتا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الحين وإعجابه بنظام عمل أحد الأسواق المركزية هناك, حيث يتميز عمال هذا السوق بمرونة عالية في العمل والقابلية على أداء أكثر من نوع من الوظائف في وقت واحد وتهدف سياسة الإدارة في هذا السوق إلى تحسين خدمة المستهلك وتقليل وقت الانتظار للزبون إلى أدنى حد ممكن وتجدر الإشارة إلى أن اليابان استفادت بشكل كبير من برامج التدريب والتطوير للحكومة الأمريكية والتي كانت مصممه لغرض تحسين عمل الشركات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد اقتبست اليابان هذه المعلومات وطورتها بعد الحرب العالمية الثانية في الوقت الذي تركت الولايات المتحدة الأمريكية هذه البرامج بعد الحرب. كما أن اليابان استضافت خبيري الإنتاج الأمريكيين الكبيرين (Juran, Deming ) واستفادت من خبرتها في مجال الجودة بالذات بشكل كبير جداُ.
يعرف نظام الإنتاج الآني بأنه نظام إنتاجي هدفه الرئيسي إنتاج نوع محدد من الوحدات الصناعية أو المنتجات المطلوبة في الوقت المحدد بالضبط وبالكميات المطلوبة بالضبط, دون السماح بالزيادة أو النقصان, لذلك فانه يدعى بنظام الخزين الصفري (Zero Inventory System ) .
أن هناك اعتقاد سائد بأن تطبيق نظام الإنتاج الآني كان وراء النجاح الكبير الذي حققته الشركات اليابانية في الاختراق المتميز للأسواق العالمية لما له من فوائد عديدة أهمها :
1- الإنتاجية العالمية.
2- الجودة العالية .
3- الكلف المنخفضة .
مما أدى إلى التركيز على دراسة التجربة اليابانية ونقل نظام الإنتاج الآني إلى الشركات الأمريكية والكندية والدول الأوروبية.
أن العديد من الشركات الغربية لا تستطيع تطبيق نظام الإنتاج الآني بالشكل الذي تطبقه الشركات اليابانية بسبب خصوصية الثقافة والتقاليد الشائعة في اليابان, والتي تجعل الشركات اليابانية تتمتع بخصائص عمل فريدة من نوعها مما يستلزم إجراء بعض التحويرات واستخدام أنظمة مساعدة لتطبيق النظام في الشركات الغربية .
يعزي الباحثون أسباب نشوء نظام الإنتاج الآني في اليابان دون غيرها من البلدان لأربعة أسباب رئيسية وهي:
1- نقص المساحة .
2- قلة الموارد الطبيعية .
3- حب العمل الجماعي .
4- خصوصية الثقافة والتقاليد الشائعة في اليابان.
وللأسباب المذكورة يعتقد الباحثون العرب في مجالات نظم الإنتاج الحديثة انه يستوجب على شركات الدول النامية دراسة العوامل الحرجة التي تؤثر على تطبيق نظام الإنتاج الآني في بلدانهم وإمكانية الاستفادة من بعض مبادىء هذا النظام وإمكانية تطبيقها على مراحل لغرض التعرف على المشاكل التي قد يجلبها تطبيق هذا النظام واقتراح الحلول اللازمة لها في الجانبين التقني والبشري