السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام، هذا الحديث ضعيف لا يجوز العمل به، فقد ضعفه الترمذي والنووي والشوكاني والمنذري والذهبي وابن حجر والألباني، وفي غيره غنية مما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه أمثلة:
- تريد أن يصلي الله عليك مائة مرة [ ليس الملائكة، بل رب العزة بنفسه ]، صل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر مرات، لأن الإمام مسلما روى في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من صلى علي واحدة ، صلى الله عليه عشرا.
- تريد كل يوم ألف حسنة في خمس دقائق: روى الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أيعجز أحدكم أن يكسب ، كل يوم ، ألف حسنة ؟ " فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال " يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة . أو يحط عنه ألف خطيئة " .
- تريد ألف ألف حسنة، ومغفرة ألف ألف سيئة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، و له الحمد ، يحيي و يميت ، و هو حي لا يموت ، بيده الخير ، و هو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ، و محا عنه ألف ألف سيئة ، و رفع له ألف ألف درجة . [ حسنه البغوي والشوكاني والألباني وغيرهم ].
وغير هذا كثير جدا في الأحاديث الصحيحة.
أريد أن أنبه إلى أنه لا بد من التثبت في نقل الحديث لتجنب الوقوع في الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقع الإنسان في ذنب فظيع من حيث لا يدري ويساهم في نشر الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحمل وزر كل من عمل بما نقل، وهناك مثلا موقع جيد لتحقيق صحة الأحاديث، يمكن التثبت من الحديث فيه قبل نقله، وهذا هو عنوانه: http://www.dorar.net/mhadith.asp
وفق الله الجميع.
[SIZE=2]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت ميرفت … أسأل الله لك دوام الصحة والعافية، وأن يعينك في امتحاناتك وفي كل أمور حياتك وأن ييسر لك الخير حيث كان ويحفظك من الشر حيث كان … وجميع المسلمين.
أريد التنبيه على أمور:
- ديننا لا يؤخذ بالتجربة، فلسنا في مختبر كيمياء، ولكن يؤخذ من " قال الله " و " قال رسول الله " ، وهذا أمر متواتر مجمع عليه عند كل علماءنا المعتمدين. وباب التجربة منه يدخل المبتدعة والمفتونون من أجل اللعب في ديننا، وانظروا إلى الصوفية مثلا، تجدون التجربة ينبني عليها أكثر مذهبهم، كلما ارتاح قلب أحد إلى شيء جربه، ثم ينشره في الناس، والتفصيل في ضلال هذا الأمر طويل، وللإمام ابن القيم في الرد على هذا بحوث ماتعة.
- من المقرر عند علماء السنة وأئمتها أن " كل عبادة حرام إلا التي أمر بها الشارع " ، لأن هذا يفتح باب البدعة على مصراعيه، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول تقريبا في كل مناسبة " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ، وقد جاء أن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أمين سر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: " كل عبادة لم يفعلها رسول الله وأصحابه فلا تعبدوها ".
- مرة أخرى أقول: لا يجوز العمل بالحديث الضعيف، لأنه لا يعقل العمل في الدين بشيء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
ومن العلماء من أجازه بشروط تصعب على العامة، منها أن لا يكون الضعف شديدا، وأنى للعامي التأكد من هذا، وأن يندرج الحديث تحت أصل عام، وأن لا يعتقد ثبوته أثناء العمل به. من أجل هذا يكون أسلم وأسهل للعامي الاكتفاء بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ففي ذلك غنية وسلامة له، علما أنه لو تتبع كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعجز عن فعله كله، فكيف يستجيز الانتقال لما لم يثبت، وكما قال أحدهم لمن يريد العمل بالحديث الضعيف: " عندما تعمل بكل ما صح، ولن تستطيع، فاعمل عندها بالحديث الضعيف ". فليكن الاجتهاد – إذن – في الاستكثار من السنن الثابتة وعمل ما نقدر عليه منها، ولا يكن اجتهادنا في العمل بما يخالف هدي نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
- " القرآن الكريم كله فضله عظيم على من يقرأه، ألا بذكر الله تطمئن القلوب " : هذا كلام حق لا مراء فيه – أختي الكريمة، ولا يشكك فيه مؤمن أبدا، لكنه لا يجيز لنا الابتداع في الدين، وأن نصنع في كتاب الله ما نشاء، هذا كمن يقول لنا: أنا أقرأ دائما سورة الإخلاص في السجود، فإذا أنكرنا عليه قال " القرآن الكريم كله فضله عظيم على من يقرأه، ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عن قراءة القرآن في السجود. نقرأ القرآن … نعم … لكن كما علمنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يجوز في ديننا التجربة أو الابتداع.
أختي – الفاضلة - ، لقد حفظك الله من فوات الامتحان … برحمته وفضله، وربما قد اطلع الله على إخلاصك له وشدة حاجتك لرحمته وكونك مريضة مضطرة ولا ذنب لك في الغياب عن الامتحان، وعرف أن عملك بالضعيف لم يكن عمدا أو حبا في مخالفة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فتفضل عليك وامتن عليك بفضله فألغي الامتحان، أما أن يعتقد أن العمل بالحديث الضعيف هو السبب فلا، وزد على ذلك أنه في ساعة الكرب والشدة لم يدلنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على قراءة ثلاث آيات … الخ … ولكن علمنا مجموعة من الأدعية المباركة، التي قد ثبتت في الأحاديث الصحيحة، فلا يجوز لمسلم أن يترك ما علمه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ليعمل بشيء آخر بدله، لم يثبت في الشرع، فهذا كمن يقول لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: قد وجدت يا رسول الله شيئا أفضل مما دللتنا عليه !!!
هذا، وأسوق هنا هدية إليك يا أختي الفاضلة، وهي باقة من أدعية الكرب والحزن الصحيحة، تجدينها في كتب الأذكار الصحيحة مثل كتاب " حصن المسلم " أو " صحيح الكلم الطيب " :
- عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ما أصاب أحدا قط هم و لا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ، و ابن عبدك ، و ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همي ، إلا أذهب الله همه و حزنه ، و أبدله مكانه فرجا قال : فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. [ صحيح، انظر السلسلة الصحيحة ]
- قال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل : الله ، الله ربي لا أشرك به شيئا. [ صحيح، انظر السلسلة الصحيحة ]
- عن أبي بكرة – رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
- قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين( ؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط ؛ إلا استجاب الله له. وفي رواية أخرى : ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب ، أو بلاء ، من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه ؟ دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. [ انظر صحيح الجامع ]
- روى البخاري عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول : ( لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ، ورب العرش العظيم )
وغير هذا موجود في السنة الصحيحة.
الخلاصة، أمران:
في صحيح السنة غنية عن الضعيف.
لا يجوز الابتداع ولا التجربة في ديننا.
هدانا الله جميعا إلى الخير ووفقنا إلى العمل به.