بسم الله الرحمن الرحيم
الاستمتاع بالأمومة ليس مستحيلاً
الاستمتاع بالأمومة ليس مستحيلاً
كثيرًا ما نلاحظ عدم قدرة الأمهات على التواصل مع أبنائهن؛ وذلك على الرغم من اختلاف ثقافة وظروف كل أم إلا أن المشكلة واحدة وهي عدم القدرة على الاستمتاع بوقتهن مع الأبناء.
الوقت الذي ستقضينه مع أبنائك ليس هو المهم، ولكن الأهم هو كيفية قضائك لهذا الوقت معهم ؟!! فقد تكونين ربة منزل، ولكنك مرهقة ومشغولة بأعبائك المنزلية، وبهمومك الشخصية التي تدفعك مسافات بعيدًا عن أبنائك، وقد تكونين امرأة عاملة لا تجد الوقت أو الطاقة لقضاء بعض الوقت مع أبنائها.
فنموذج المرأة العاملة المطحونة في عملها – التي قد تكون في مركز مرموق - ومع انتهاء يومها في العمل … تتجه إلى دار الحضانة الموجود بها الابن لتتسلَّمه، وهي منهكة القوى لا تقوى على الحديث أو حتى الاستماع لما سيقوله ابنها، وفور وصولها إلى المنزل تسرع للانتهاء من احتياجاته الأساسية لتضعه في السرير لتجد بعض الوقت لتنتهي من مسؤولياتها المنزلية الأخرى … ومع نهاية اليوم تشعر بتقصير وتأنيب ضمير تجاه هذا الابن الذي لا تجد له الوقت لتقضيه معه.
ونموذج آخر لأم قررت عدم الخروج للعمل، وذلك لتتمكن من التفرُّغ لأبنائها ومنزلها سواء أكان هذا القرار عن رضا وقناعة أم قد فُرِضَ عليها فهي تكرس حياتها لأبناها ومع ذلك قد تشعر ببُعد أبنائها عنها.
في رأيي أن المشكلة في الحالتين هي في مدى المحاولة الحقيقية في التواصل مع الأبناء ، فإن ما يهم هو قوة حضورك ومدى تأثيرك في طفلك خلال الوقت الذي تقضينه معه وليس كم الوقت الذي تقضينه معه … فبتنظيمك لوقتك ورغبتك القوية في إثبات قدرتك على القيام بالتزاماتك جميعها سوف تجدين الوقت الذي تقضينه بين أبنائك؛ بحيث يكون وقتًا ممتعًا ومفيدًا يقربك منهم ويؤثر في نموهم النفسي، العاطفي، البدني، العقلي، والاجتماعي.
سواء أكنت امرأة عاملة أم ربة منزل خصصي وقتًا محددًا لابنك نصف ساعة أو ساعة في اليوم، كذلك حددي وقتًا للطبخ والاهتمام بنظافة المنزل، وحددي وقتًا لإعداد التقارير في العمل … اغتنمي هذا الوقت في اللعب مع أبنائك ألعابهم الطفولية الجميلة التي تخرجك من الروتين اليومي. قرري في يوم أن تقوموا بالتلوين؛ أحضري مجموعة ألوان وأوراق وابدئي في التلوين، سيجلس ابنك بجوارك وهو في منتهى السعادة وهو يراك تشاركينه اللعب والتلوين، وأؤكد لك أنك ستستمتعين بذلك الوقت، وفي يوم آخر أحضري أوراقًا ملونه ومقصًا واصنعي علمًا صغيرًا للوطن … علميه الألوان واستخدام المقص وحدثيه عن وطنه وعلمه ونشيده ستشعرين أنك تبدئي حياتك من جديد مع أبنائك …
مع بداية فصل الربيع أحضري طبقًا صغيرًا وقطعة قطن وحبوب اللوبيا مثلا وحدثيه عن الربيع والزرع والنمو والشمس وكيف أنه ينمو كما ينمو الزرع ومدى حاجته للشمس والغذاء … قد يطول الحديث أو يقصر ولكن بالتأكيد سيتجاوب ابنك معك، ويتعلم كيف يفكر وتنمو معه الرغبة في المعرفة ومن أسئلته ستجدين الموضوع التالي الذي تستطيعين أن تتواصلي معه من خلاله.
فقط جربي أن تتحدثي باهتمام مع ابنك أو تشاركيه أي نشاط من أي نوع يحبه ومدى تأثير ذلك على علاقتكما.
أعطيه في هذا الوقت المخصص له بشكل يومي الاهتمام والتركيز الحقيقي لكل ما يقول أو يفعل … انظري في عينيه واستمعي له ولا تقاطعيه ولا تتركيه وهو يتحدث إليك لتفعلي أي شئ آخر؛ لأن في ذلك إهمالاً له يفقده الرغبة في التحدث معك، وقد يشعره بأنه شخص غير مهم، وما يتبع ذلك من أثر سيئ على نفسيته.
اهتمي بأن تستمعي له وأن تجعليه يتحدث عن نفسه، وعن الآخرين…عن مخاوفه، أحلامه، رغباته وعن رفضه لبعض أو لكثير من الأشياء وأسباب رفضه لها، وذلك ليتعلم كيف يعبر عن نفسه وعن مشاعره وليتعلم الشجاعة في مواجهة ما يجهله أو يخافه.
وعليك بالتأكيد الاهتمام بالرد على تساؤلاته، ولكن ليس بإجابات محددة مسبقا عرفتيها أو تعلمتيها ولم تفكري فيها … لا تسارعي بالرد بأجوبة غير مقنعة أو غير منطقية، وذلك لأن أجوبتك على أسئلته ستتحول لأسئلة يواجهك بها مرة أخرى … فلا بد من الحرص الشديد في التعامل مع أسئلة أطفالك، وعدم الاستهانة بها، وذلك لأنك منبع المعرفة الأول لهم فلا بد من اكتساب ثقتهم حتى تكوني المرجع الأول لهم في سنوات عمرهم الأولى.
ولا أعني بذلك أن تدّعي بأنك العلامة الفقيهة العالمة بكل شئ … على الإطلاق ……
بل على العكس فأنا لا أجد غضاضة أو مانع من الاعتراف لابني بأني لا أعرف إجابة هذا السؤال أو ذاك ولكني أوجّهه في نفس اللحظة للشخص أو المكان الذي يستطيع أن يحصل منه على الإجابة الدقيقة؛ فمثلا حين يسألني عن أمور علمية خاصة بالطبيعة لا أعرف إجابة لها أنصحه بأن نلجأ إلى المكتبة للإطلاع على كتاب متخصص في العلوم البيئية لنجد الإجابة على سؤاله أو باللجوء إلى شخص أعلم مني في هذا الموضوع وبذلك أكون وجهته بشكل سليم للحصول على المعلومة التي يحتاجها، ولم أعطه إجابة ساذجة غير دقيقة لا تقنعه ولا تشبع رغبته في المعرفة.
أما عدم الرد على تساؤله يعتبر تجاهلاً غير صحي لعقل الطفل لأنه يحد من تنمية قدراته العقلية الإبداعية والابتكارية، فبعض الأطفال وبعد قليل من التجاهل لأسئلتهم الكثيرة قد لا يتوقفوا عن الاندهاش، ولكن بالتأكيد يتوقفوا عن التساؤل فنفقد بذلك عقل مفكر ومبدع قد يضيف لمستقبله ومستقبل بلاده الكثير.
أبناؤنا في الغد هم ثمار ما نزرعه اليوم، وكلما اهتممنا بما نزرعه داخلهم اليوم وهم في أول الطريق بالتأكيد سيظل داخلهم ينمو معهم ويكوّن شخصيتهم … إذا أعطيناهم حبًا واهتمامًا حقيقيًا ووقتًا ستكون النتيجة في النهاية مبهجة … فقط حاولي ولا تستسلمي لما يفرضه عليك الواقع، أو ما تفرضيه على نفسك من ظروف تعوق دون تحقيق ذلك التواصل بينك وبين أبنائك؛ لأن قليل من الوقت والحب – ولكن بشكل دائم ومستمر- لهما الكثير من التأثير على أطفالك أحبائك.
الوقت الذي ستقضينه مع أبنائك ليس هو المهم، ولكن الأهم هو كيفية قضائك لهذا الوقت معهم ؟!! فقد تكونين ربة منزل، ولكنك مرهقة ومشغولة بأعبائك المنزلية، وبهمومك الشخصية التي تدفعك مسافات بعيدًا عن أبنائك، وقد تكونين امرأة عاملة لا تجد الوقت أو الطاقة لقضاء بعض الوقت مع أبنائها.
فنموذج المرأة العاملة المطحونة في عملها – التي قد تكون في مركز مرموق - ومع انتهاء يومها في العمل … تتجه إلى دار الحضانة الموجود بها الابن لتتسلَّمه، وهي منهكة القوى لا تقوى على الحديث أو حتى الاستماع لما سيقوله ابنها، وفور وصولها إلى المنزل تسرع للانتهاء من احتياجاته الأساسية لتضعه في السرير لتجد بعض الوقت لتنتهي من مسؤولياتها المنزلية الأخرى … ومع نهاية اليوم تشعر بتقصير وتأنيب ضمير تجاه هذا الابن الذي لا تجد له الوقت لتقضيه معه.
ونموذج آخر لأم قررت عدم الخروج للعمل، وذلك لتتمكن من التفرُّغ لأبنائها ومنزلها سواء أكان هذا القرار عن رضا وقناعة أم قد فُرِضَ عليها فهي تكرس حياتها لأبناها ومع ذلك قد تشعر ببُعد أبنائها عنها.
في رأيي أن المشكلة في الحالتين هي في مدى المحاولة الحقيقية في التواصل مع الأبناء ، فإن ما يهم هو قوة حضورك ومدى تأثيرك في طفلك خلال الوقت الذي تقضينه معه وليس كم الوقت الذي تقضينه معه … فبتنظيمك لوقتك ورغبتك القوية في إثبات قدرتك على القيام بالتزاماتك جميعها سوف تجدين الوقت الذي تقضينه بين أبنائك؛ بحيث يكون وقتًا ممتعًا ومفيدًا يقربك منهم ويؤثر في نموهم النفسي، العاطفي، البدني، العقلي، والاجتماعي.
سواء أكنت امرأة عاملة أم ربة منزل خصصي وقتًا محددًا لابنك نصف ساعة أو ساعة في اليوم، كذلك حددي وقتًا للطبخ والاهتمام بنظافة المنزل، وحددي وقتًا لإعداد التقارير في العمل … اغتنمي هذا الوقت في اللعب مع أبنائك ألعابهم الطفولية الجميلة التي تخرجك من الروتين اليومي. قرري في يوم أن تقوموا بالتلوين؛ أحضري مجموعة ألوان وأوراق وابدئي في التلوين، سيجلس ابنك بجوارك وهو في منتهى السعادة وهو يراك تشاركينه اللعب والتلوين، وأؤكد لك أنك ستستمتعين بذلك الوقت، وفي يوم آخر أحضري أوراقًا ملونه ومقصًا واصنعي علمًا صغيرًا للوطن … علميه الألوان واستخدام المقص وحدثيه عن وطنه وعلمه ونشيده ستشعرين أنك تبدئي حياتك من جديد مع أبنائك …
مع بداية فصل الربيع أحضري طبقًا صغيرًا وقطعة قطن وحبوب اللوبيا مثلا وحدثيه عن الربيع والزرع والنمو والشمس وكيف أنه ينمو كما ينمو الزرع ومدى حاجته للشمس والغذاء … قد يطول الحديث أو يقصر ولكن بالتأكيد سيتجاوب ابنك معك، ويتعلم كيف يفكر وتنمو معه الرغبة في المعرفة ومن أسئلته ستجدين الموضوع التالي الذي تستطيعين أن تتواصلي معه من خلاله.
فقط جربي أن تتحدثي باهتمام مع ابنك أو تشاركيه أي نشاط من أي نوع يحبه ومدى تأثير ذلك على علاقتكما.
أعطيه في هذا الوقت المخصص له بشكل يومي الاهتمام والتركيز الحقيقي لكل ما يقول أو يفعل … انظري في عينيه واستمعي له ولا تقاطعيه ولا تتركيه وهو يتحدث إليك لتفعلي أي شئ آخر؛ لأن في ذلك إهمالاً له يفقده الرغبة في التحدث معك، وقد يشعره بأنه شخص غير مهم، وما يتبع ذلك من أثر سيئ على نفسيته.
اهتمي بأن تستمعي له وأن تجعليه يتحدث عن نفسه، وعن الآخرين…عن مخاوفه، أحلامه، رغباته وعن رفضه لبعض أو لكثير من الأشياء وأسباب رفضه لها، وذلك ليتعلم كيف يعبر عن نفسه وعن مشاعره وليتعلم الشجاعة في مواجهة ما يجهله أو يخافه.
وعليك بالتأكيد الاهتمام بالرد على تساؤلاته، ولكن ليس بإجابات محددة مسبقا عرفتيها أو تعلمتيها ولم تفكري فيها … لا تسارعي بالرد بأجوبة غير مقنعة أو غير منطقية، وذلك لأن أجوبتك على أسئلته ستتحول لأسئلة يواجهك بها مرة أخرى … فلا بد من الحرص الشديد في التعامل مع أسئلة أطفالك، وعدم الاستهانة بها، وذلك لأنك منبع المعرفة الأول لهم فلا بد من اكتساب ثقتهم حتى تكوني المرجع الأول لهم في سنوات عمرهم الأولى.
ولا أعني بذلك أن تدّعي بأنك العلامة الفقيهة العالمة بكل شئ … على الإطلاق ……
بل على العكس فأنا لا أجد غضاضة أو مانع من الاعتراف لابني بأني لا أعرف إجابة هذا السؤال أو ذاك ولكني أوجّهه في نفس اللحظة للشخص أو المكان الذي يستطيع أن يحصل منه على الإجابة الدقيقة؛ فمثلا حين يسألني عن أمور علمية خاصة بالطبيعة لا أعرف إجابة لها أنصحه بأن نلجأ إلى المكتبة للإطلاع على كتاب متخصص في العلوم البيئية لنجد الإجابة على سؤاله أو باللجوء إلى شخص أعلم مني في هذا الموضوع وبذلك أكون وجهته بشكل سليم للحصول على المعلومة التي يحتاجها، ولم أعطه إجابة ساذجة غير دقيقة لا تقنعه ولا تشبع رغبته في المعرفة.
أما عدم الرد على تساؤله يعتبر تجاهلاً غير صحي لعقل الطفل لأنه يحد من تنمية قدراته العقلية الإبداعية والابتكارية، فبعض الأطفال وبعد قليل من التجاهل لأسئلتهم الكثيرة قد لا يتوقفوا عن الاندهاش، ولكن بالتأكيد يتوقفوا عن التساؤل فنفقد بذلك عقل مفكر ومبدع قد يضيف لمستقبله ومستقبل بلاده الكثير.
أبناؤنا في الغد هم ثمار ما نزرعه اليوم، وكلما اهتممنا بما نزرعه داخلهم اليوم وهم في أول الطريق بالتأكيد سيظل داخلهم ينمو معهم ويكوّن شخصيتهم … إذا أعطيناهم حبًا واهتمامًا حقيقيًا ووقتًا ستكون النتيجة في النهاية مبهجة … فقط حاولي ولا تستسلمي لما يفرضه عليك الواقع، أو ما تفرضيه على نفسك من ظروف تعوق دون تحقيق ذلك التواصل بينك وبين أبنائك؛ لأن قليل من الوقت والحب – ولكن بشكل دائم ومستمر- لهما الكثير من التأثير على أطفالك أحبائك.
م ن ق و ل
والله من وراء القصد
والله من وراء القصد