عارض الانفجار … أبو خلدون
عارض غريب يجتاح الأمريكيين هذه الأيام، ويثير حيرة العلماء والمختصين هو: عارض الانفجار الداخلي. و”الانفجار الداخلي” ليس سياسيا، ولا علاقة له بالقاعدة أو أية جماعة من الجماعات التي تصفها الولايات المتحدة بالارهاب، وإنما هو عملية داخلية بحتة يكون الشخص فيها في كامل صحته، وفجأة يحس بآلام شديدة في معدته، وبعد ثوان، ينفجر، وتتدفق أحشاؤه إلى الخارج.
وعارض الانفجار الداخلي لا يزال محصورا في أمريكا، ولم تتحدث الجهات الصحية في أي مكان في العالم عن حالات مشابهة له في بلادها، ولعله من سلسلة الأمراض النفسية الخطيرة التي تنتشر هذه الأيام بين الأمريكيين دون سواهم، مثل عارض “اليد الغريبة” التي تتصرف فيها إحدى اليدين وكأن لها عقلا خاصا يسيرها يختلف عن العقل الذي يسير اليد الأخرى، فإذا أمسكت اليد السليمة بكوب ماء للشرب، حاولت اليد الغريبة انتزاعه منها وطرحه أرضا، وفي بعض الحالات استفاق المصابون بهذا العارض من النوم ليجدوا اليد الغريبة تطبق على أعناقهم تحاول خنقهم، واليد السليمة تحاول إنقاذهم منها. ومن ذلك أيضا “عارض التعشيش” الذي يصيب بعض الأمريكيات في فترة الحمل، حيث تهجر المرأة منزلها وزوجها وأولادها وتخرج لتمضي النهار فوق غصن شجرة، وكأنها طائر يرقد في عشه فوق البيض، وطوال فترة الرقود تظل شاردة لا تتكلم، وبالكاد تسمع ما يدور حولها.
وخلال الشهرين الماضيين توفي بعارض الانفجار ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و64 سنة، من بينهم مدرسة رياضة في الخامسة والأربعين من العمر تدعى ماريا شوارتزمان قال طلابها إنها كانت تدربهم على بعض التمارين السويدية، وفجأة أحست بألم شديد في معدتها، فضغطت عليها بيدها، وبعد لحظات سمع الطلاب صوتا خافتا غريبا تلاه صوت أكثر حدة سقطت بعده مدرستهم أرضا وقد تمزق بطنها واندلعت الأحشاء منه. ومن ضحايا المرض أيضا ميكانيكي في السادسة والخمسين من العمر يدعى كارل بولوك، كان يغلق محله في المساء، استعدادا للعودة إلى البيت، وفجأة أحس بألم شديد في معدته، فطلب سيارة إسعاف، وقبل وصول السيارة إلى المستشفى كان كارل قد انفجر.
ويميل العلماء الأمريكيون إلى الاعتقاد أن عارض الانفجار فيروسي سببه جرثومة تنتقل إلى المريض من إحدى الحيوانات البرمائية، مثل الضفادع، وقال الدكتور ايرنست هولفستر، أحد الذين يحققون في أسباب هذا العارض: “إن الإصابة الفيروسية قد تولد غازات في البطن، وهذه الغازات تؤدي إلى تمزق الأنسجة الداخلية، وربما الانفجار”. بينما يميل البعض الآخر إلى أن السبب هو: بعض المواد الكيماوية السامة التي تدخل في تركيب بعض المواد الغذائية المعلبة، حيث أن هذه المواد تمتزج بمواد كيماوية أخرى يحصل عليها الإنسان من مصادر غير الأغذية، وتتفاعل معها وتكتسب خاصية التفجر، بينما يقول البعض أن أسباب العارض نفسية.
وتحاول الدوائر الصحية الأمريكية الإيحاء أن عارض الانفجار، كما الانفجارات، مستورد، وأن جرثومته جاءت من ألمانيا على متن إحدى السفن، أو من إحدى الطيور المهاجرة، ولكن عمليات التشريح التي أجريت لجثث ضحايا العارض لم تكشف وجود جراثيم غير عادية في الجسم، وقال أحد الأطباء: “لم نجد أي دليل على عدوى غير طبيعية لدى المرضى، ولذلك فإن اكتشاف مصل مضاد للمرض غير ممكن حاليا، لأننا لم نكتشف الجرثومة المسببة للمرض حتى الآن”.
وجرثومة المرض موجودة في الرعب الكبير الذي تحاول الحكومة الأمريكية بثه في نفوس مواطنيها عندما تحاول الايحاء لهم بأنهم معرضون لهجوم نووي في أية لحظة، وأن هنالك إرهابيين يحاولون وضع قنبلة نووية تحت سرير كل مواطن أمريكي.