الصحابة

أنس بن أبي مرثد الغَنَوي

رضي الله عنه

يوم حنين
في غزوة حنين سار المسلمون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأطنبوا السيرَ حتى كان عَشيّة ، فحضرت صلاة الظهر عند رَحْل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فجاء رجل فارساً فقال :frowning: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى صعدت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعُنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا الى حُنين)000فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال :frowning: تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله تعالى )000

ثم قال :frowning: مَنْ يحرسنا الليلة ؟)000قال أنس بن أبي مرثد الغَنَوي :frowning: أنا يا رسول الله )000 قال :frowning: فاركب )000فركب فرساً له ، فجاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :frowning: استقبِلْ هذا الشعبَ حتى تكون في أعلاه ، ولا تغرنّ من قِبِلكَ الليلة )000فلمّا أصبحنا خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فركع ركعتين ، ثم قال :frowning: أحْسَسْتُمْ فارِسَكم ؟)000قالوا :frowning: يا رسول الله ما أحْسَسْناهُ )000فثوّب بالصلاة ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو يتلفت الى الشعب000

حتى إذا قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال :frowning: أبشروا فقد جاء فارسكم)000 فجعلنا ننظر الى خلال الشجر في الشعب ، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فقال :frowning: إنّي انطلقتُ حتى إذا كنت في أعلا هذا الشِّعب حيث أمرني رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ، فلمّا أصبحتُ اطلعتُ الشعبيـن كليهمـا ، فلم أرَ أحداً )000فقال رسـول اللـه :frowning: هل نزلت الليلة ؟)000قال :frowning: لا إلا مصلياً أو قاضي حاجة )000فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :frowning: فقدْ أوْجَبْتَ ، فلا عليكَ أن لا تعمل بعدها )

أنس بن زُنيم الكنّانيّ

رضي الله عنه

فما حملت من ناقةٍ فوقَ رَحْلِها***أبَرُّ وأوفى ذِمَّةً من محمدِ
أنس بن زنيم

العفو
أسلم يوم الفتح ، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهدَرَ دمه ، وكان الذي كلّم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نوفل بن معاوية الدّيلي ، فعفا عنه ، فقال نوفل أنتَ أولى بالعفو ومَنْ منّا لم يَؤذِك ويعادِكَ يا رسول الله ؟! وكنّا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع حتى هدانا الله بكَ وأنقذنا من الهلكة )**فقال -صلى الله عليه وسلم- (: قد عفوتُ عنه )**فقال فداكَ أبي وأمي )

أنس بن مالك

خادم الرسول


اللهم أكثر ماله وولده وبارك له "
" وأدخله الجنة
حديث شريف

أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري ، ولد بالمدينة ، وأسلم صغيراً
وهو أبو ثُمامة الأنصاري النّجاري ، وأبو حمزة كنّاه بهذا الرسـول الكريم
وخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد أخذته أمه( أم سليم )الى رسـول
الله وعمره يوم ذاك عشر سنين ، وقالت :frowning: يا رسـول الله ، هذا أنس غلامك
يخدمك فادع الله له )000فقبله الرسـول بين عينيه ودعا له :frowning: اللهم أكثر ماله
وولده وبارك له ، وأدخله الجنة )000فعاش تسعا وتسعيـن سنة ، ورزق من
البنين والحفـدة الكثيريـن كما أعطاه الله فيما أعطاه من الرزق بستانا رحبا
ممرعا كان يحمل الفاكهة في العام مرتين ، ومات وهو ينتظر الجنة000


خدمة الرسول
يقول أنس -رضي الله عنه- : أخذت أمّي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت :frowning: يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتْك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك )000فخدمتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ، فما ضربني ضربةً ، ولا سبّني سبَّة ، ولا انتهرني ، ولا عبسَ في وجهي ، فكان أول ما أوصاني به أن قال :frowning: يا بُنيّ أكتمْ سرّي تك مؤمناً )000فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به ، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً



الطيب
دخل الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- على أنس بن مالك فقال عنده ( من القيلولة ) فعرق ، فجاءت أمه بقارورة فجعلت تُسْلِتُ العرقَ فيها ، فاستيقظ النبـي -صلى الله عليه وسلم- بها ، فقال :frowning: يا أم سُلَيْم ، ما هذا الذي تصنعين ؟)000قالت :frowning: هذا عَرَقُك نجعله في طيبنا ، وهو من أطيب الطيب من ريح رسول الله -صلى الله عليه وسلم -)000وقد قال أنس :frowning: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيبَ ولا مسسْتُ شيئاً قط ديباجاً ولا خزّاً ولا حريراً ألين مسّاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000



الغزو
خرج أنس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الى بدر وهو غلام يخدمه ، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس :frowning: كم غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000قال :frowning: سبع وعشرون غزوة ، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر ، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام )000فقال :frowning: كم غزا أنس بن مالك ؟)000قال :frowning: ثمان غزوات )



الحديث عن الرسول
كان أنس -رضي الله عنه- قليل الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ : أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجلٍ :frowning: أنت سمعته من رسول الله ؟)000فغضب غضباً شديداً وقال :frowning: والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً ، ولا نتّهِمُ بعضنا )



قال أبو غالب :frowning: لم أرَ أحداً كان أضنَّ بكلامه من أنس بن مالك )


الوَضَح
وكان أنس -رضي اللـه عنه- ابتلي بالوَضَح ، قال أحمد بن صالح العِجْلي :frowning: لم يُبْتَلَ أحد من أصحاب رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا رجلين : مُعَيْقيب كان به هذا الداء الجُذام ، وأنس بن مالك كان به وَضَحٌ )



الرمي
كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين ، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه ، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته



البحرين
لمّا استخلف أبو بكر الصديق بعث الى أنس بن مالك ليوجهه الى البحرين على السعاية ، فدخل عليه عمر فقال له أبو بكر :frowning: إني أردت أن أبعث هذا الى البحرين وهو فتى شاب )000فقال له عمر :frowning: ابعثه فإنه لبيبٌ كاتبٌ )



عِلْمه
لمّا مات أنس -رضي الله عنه- قال مؤرق العجلي :frowning: ذهب اليوم نصف العِلْم )000فقيل له :frowning: وكيف ذاك يا أبا المُغيرة ؟)000قال :frowning: كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا له : تعالَ الى مَنْ سمعَهُ منه )000يعني أنس بن مالك



[CENTER]قال أنس بن مالك لبنيه :frowning: يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب )

فضله
دخل ثابـت البُنَاني على أنس بن مالك -رضي اللـه عنه- فقال :frowning: رأتْ عيْناك رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ؟!)000فقال :frowning: نعم )000فقبّلهما ثم قال :frowning: فمشت رجلاك في حوائج رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ؟!)000فقال :frowning: نعم )000فقبّلهما ثم قال :frowning: فصببتَ الماء بيديك ؟!)000قال :frowning: نعم )000فقبّلهما ثم قال له أنس :frowning: يا ثابت ، صببتُ الماءَ بيدي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوضوئه فقال لي :frowning: يا غلام أسْبِغِ الوضوءَ يزدْ في عمرك ، وأفشِ السلام تكثر حسناتك ، وأكثر من قراءة القرآن تجيءْ يوم القيامة معي كهاتين )000وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى )000

الصلاة
لقد قدم أنس بن مالك دمشق في عهد معاوية ، والوليد بن عبد الملك حين استخلف سنة ست وثمانين ، وفي أحد الأيام دخل الزهري عليه في دمشق وهو وحده ، فوجده يبكي فقال له :frowning: ما يبكيك ؟)000فقال :frowning: ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة ، وهذه الصلاة قد ضُيّعت )000بسبب تأخيرها من الولاة عن أول وقتها000

الأرض
قال ثابت :frowning: كنت مع أنس فجاءه قَهْرمانُهُ -القائم بأموره- فقال :frowning: يا أبا حمزة عطشت أرضنا )000فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية ، فصلى ركعتين ثم دَعا ، فرأيت السحاب يلتئم ، ثم أمطرت حتى ملأت كلّ شيءٍ ، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال :frowning: انظر أين بلغت السماء )000فنظر فلم تَعْدُ أرضه إلا يسيرا )000

وفاته
توفي -رضي الله عنه- في البصرة ، فكان آخر من مات في البصرة من الصحابة ، وكان ذلك على الأرجح سنة ( 93 هـ ) وقد تجاوز المئة000ودُفِنَ على فرسخين من البصرة ، قال ثابـت البُنانـي :frowning: قال لي أنس بن مالك : هذه شعرةٌ من شعر رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فضعها تحت لساني )000قال :frowning: فوضعتها تحت لسانه ، فدُفن وهي تحت لسانه )000
[FONT=Times New Roman]

[/font]
كما أنه كان عنده عُصَيَّة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمات فدُفنت معه بين جيبه وبين قميصه ، وقال أنس بن سيرين :frowning: شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول : لقِّنُوني لا إله إلا الله ، فلم يزل يقولوها حتى قُبِضَ )[/center]