العلماء: التجمهر أمام الكنائس يولد الفتن واستعادة المختطفات مسئولية الدولة

كتب ـ محمد كمال الدين:

حالة من الجدل تسود المجتمع المصري سواء مسلمين أو أقباط بعد الحديث عن مسألة إسلام بعض المسيحيات وزواجهن من مسلمين ثم إشاعة اختطافهن على يد أشخاص تابعين للكنيسة، وهو ما يثير الفتنة بين الجانبين بدعوى انتساب هذه الفتاة لأي منهما، ما يؤدي لاشتعال حرب التصريحات التي تكب الزيت على النار لتنتفخ أوداج الفتنة أكثر فتسلك بالبلاد طرقا غريبة تهدد أمنها واستقرارها. وكان أخر هذه الفتن التي انتشرت في مصر حادث إمبابة بمحيط كنيسة مارمينا، الذي راح ضحيته أكثر من 15 شخصا وإصابة 200 أخرين، ومن قبله ما أثير في وسائل الإعلام عن إسلام كاميليا وأخواتها، وهو ما أشعل النار في الفترة الماضية خاصة في ظل ما تمر به البلاد من حالة فوضى بعد ثورة 25 يناير تقوم بها بعض المرتزقة وفلول الحزب الوطني لتحقق ما فاوض عليه الرئيس السابق حسني مبارك “إما الفوضى وإما أنا”.
وفي ظل هذه الأحداث تفتح بوابة الوفد هذا الملف للوقوف على اسباب هذه الفتنة، ورأي العلماء في كيفية مواجهة هذه القضايا التي تخص إسلام إمرأة مسيحية والزعم بخطفها ومحاولة استرجاعها مرة أخرى، وهل يحق للعامة التصدر لمثل هذه القضايا، وما هو دور ولي الأمر في هذه الأحداث.
في البداية يقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية واستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعةجامعة الأزهر، إن ولي الألأمر هو الشخص الوحيد الذي يحق له التصرف في هذه القضايا بإعادة المرأة المسلمة إذا تم احتجازها بعد إشهار إسلامها من أي جهة مهما كانت، مؤكدا أن الشرع لا يجيز للعامة أن يفوض من نفسه حاكما لمحاصرة أي دور عبادة بسبب احتجاز إمراة أسلمت، بل يجب إبلاغ ولي الأمر وسلوك المسلك الشرعي حتى لا تتطور الأمور إلى ماحدث في كنيسة مارمينا بإمبابة.
وأضاف أن التعدي على وظيفة ولي الأمر والنائب العام جريمة خاصة وأن الذي يقوم بمحاصرة كنيسة مثلا لطلب إمرأة أشيع اختطافها لا يقدر حساب فعلته من خلال رد فعل الطرف الأخر وهم الأقباط الذين قد يظن بعضهم أن المسلمين سوف يهاجمون كنيستهم، ما يدفع بعض المتطرفين فيهم لإطلاق النار عليهم مثلما حدث خلال الأحداث الأخيرة.
تفعيل دولة القانون
وتساءل عثمان خلال تصريحاته لـ “بوابة الوفد”: “ما هو ذنب الأبرياء الذين راحوا ضحية هذا الاعتداء بسبب استنتاجات لم تثبت صحتها؟”، مؤكدا أن الحل الأمثل لهذه الأحداث الطائفية هو تفعيل دولة القانون والتصدي لمثل هذه القضايا وعدم مجاملة طرف على حساب الأخر.
وحمل عضو مجمع البحوث الإسلامية المسئولين مسئولية هذه الأحداث الطائفية، مشيرا إلى أن الدولة تتعامل مع هه القضايا بغموض ومجاملات، مطالبا بالكشف عن مصير أي فتاة يشاع إسلامها من عدمه، حتى لا تدخل البلاد في نفق مظلم لا يعلم مداه الا الله.
وناشد المواطنين من الجانبين بالهدوء والتعاون على نهضة هذه البلاد والتصدي لهذه الفتنة، مؤكدا أن إسلام إمرأة لن يضر المسيحة في شيئ وبالمقابل عدم إسلامها لن يضر الإسلام في شيئ، مطالبا بأن يسلك الناس المسالك الشرعية من خلال اللجوء إلى النيابة إذا ثبت اختطاف أحد أو ارغامه على اعتناق دين معين.
من ناحية أخرى، أكد الشيخ يوسف البدري التخاذل في نصرة إمرأة قامت باعتناق الإسلام وتم اختطافها من جهات غير معلومة سواء كانت الكنيسة أو غيرها يدفع المواطنين لسلوك مثل هذا المسلك الذي حدث مع كاميليا وأخواتها واختتمت به الأحداث فتنة كنيسة مارمينا بامبابة.
وقال إن الحكومة مسئولة عن هذا الحادث لتخاذلها عن إعلان نتائج التحقيق في هذه القضايا بإسلام إمرأة من عدمه، لافتا إلى أن ما يحدث في قضية كاميليا وغيرها هراء قد يدفع البلاد إلى فتنة كبيرة، خاصة بعد مجاملة الأقباط في مثل هذه القضايا وعدم حلها جذريا، مشيرا إلى أن ظهور فتاة تدعي أنها كاميليا على فضائية خارجية تعمل ليل نهار على سب المسلمين ودينهم ونبيهم يثير علامات استفهام كبيرة.
وتساءل البدري: “هل حدث أن قام المسلمون باختطاف محمد حجازي حينما تنصر أو اختطاف نجلاء أو غيرها ممن ارتدوا عن الإسلام؟ لماذا يتشبث الأقباط بمثل هذه الأمور التي تثير الفتنة حتى وصل استكبارهم للاستقواء بالخارج علانية؟”.
تصفية حساب
وأكد أن ماحدث في امبابة فيه تجني على أطراف بعينها مثل السلفيين، حيث تريد بعض الجهات الإعلامية والعلمانية تصفية الحسابات معهم رغم عدم وجودهم في الحادث ورغم أن التحقيقات لم تبدأ لتثبت من بدأ بهذه الفتنة ومن تسبب فيها.
وأكد أن إطلاق نار من فوق سطح كنيسة مارمينا على المتظاهرين في محيطها يؤكد المزاعم التي أشارت لوجود أسلحة بالكنائس، مطالبا بتفتيش الأديرة والكنائس وأن تفتح لجهات التحقيق لبيان حقيقة اختطاف مسلمات من عدمه.
بدوره، حمل الدكتور محمد مختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية، النظام السابق مسئولية هذه الأحداث، مؤكدا أن هذا النظام مازال موجودا بقوة ويعرف البؤر التي تثير الفتن بين المسلمين والأقباط، مستغلين ضعف الدولة وحالة الفوضى التي تعيشها لإثارة مثل هذه الفتن.
وطالب المهدي المواطنين سواء مسلمين أو مسيحيين باستحضار اليقظة ومواجهة الخطر، خاصة وأن هناك مرتزقة ومنتفعين من وراء هذه الأحداث، داعيا إياهم للتآلف والتعاون على التصدي لكل من تسول له نفسه إجهاض هذه الثورة بإزكاء نار الفتن.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية العلماء: التجمهر أمام الكنائس يولد الفتن واستعادة المختطفات مسئولية الدولة

جزاك الله خير اخى احمد