[SIZE=4]
[B][COLOR=#000080][CENTER][FONT=Amiri][FONT=Times New Roman][COLOR=navy][size=4]
[B][FONT=Times New Roman][SIZE=3][CENTER]التعريف والنشأة
العلمانية في العربية مشتقة من مفردة عَلَم وهي بدورها قادمة من اللغات السامية
القريبة منها؛ أما في الأنجليزية والفرنسية فهي مشتقة من اليونانية بمعنى “العامة”
أو “الشعب” وبشكل أدق عكس الإكليروس أو الطبقة الدينية الحاكمة؛ وإبان
عصر النهضة بات المصطلح يشير إلى القضايا التي تهم العامة أو الشعب بعكس
القضايا التي تهم خاصته. أما في اللغات السامية ففي السريانية تشير كلمة ܥܠܡܐ
(نقحره: عَلما) إلى ما هو منتمي إلى العالم أو الدنيا أي دون النظر إلى العالم الروحي
أو الماورائي، وكذلك الأمر في اللغة العبرية: עולם (نقحره: عُولَم) والبابلية وغيرهم؛
وبشكل عام لا علاقة للمصطلح بالعلوم أو سواها وإنما يشير إلى الاهتمام بالقضايا
الأرضية فحسب
وتقدم دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بكونها: "حركة اجتماعية تتجه نح
و الاهتمام بالشؤون الأرضية بدلاً من الاهتمام بالشؤون الآخروية. وهي تعتبر جزءً
ا من النزعة الإنسانية التي سادت منذ عصر النهضة الداعية لإعلاء شأن الإنسان
والأمور المرتبطة به بدلاً من إفراط الاهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل
في اللهو اليوم الأخير. وقد كانت الإنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة
أحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاه في الحياة الآخرة
، سعت العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية".
أقدم التلميحات للفكر العلماني تعود للقرن الثالث عشر فى اوروبا حين دعا مارسيل البدواني
في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية واستقلال الملك
عن الكنيسة في وقت كان الصراع الديني الدينيوي بين بابوات روما وبابوات أفنيغون في
جنوب فرنسا على أشده؛ ويمكن تشبيه هذا الصرع بالصراع الذي حصل بين خلفاء بغداد
وخلفاء القاهرة. وبعد قرنين من الزمن، أي خلال عصر النهضة في اوروبا كتب الفيلسوف
وعالم اللاهوت غيوم الأوكامي حول أهمية: "فصل الزمني عن الروحي، فكما يترتب على
السلطة الدينية وعلى السلطة المدنية أن يتقيدا بالمضمار الخاص بكل منهما، فإن الإيمان
والعقل ليس لهما أي شيء مشترك وعليهما أن يحترما استقلالهما الداخلي بشكل متبادل
غير أن العلمانية لن تنشأ كمذهب فكري وبشكل مطرد إلا في القرن السابع عشر، ولعلّ
الفيلسوف اليهودي الملحد إسبينوزا كان أول من أشار إليها إذ قال أن الدين يحوّل قوانين
الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية. وأشار أيضًا إلى أن الدولة هي كيان متطور وتحتاج دومًا
للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة. فهو يرفض اعتماد الشرائع الدينية مطلقًا
مؤكدًا إن قوانين العدل الطبيعية والإخاء والحرية هي وحدها مصدر التشريع. وفي الواقع
فإن إسبينوزا عاش في هولندا أكثر دول العالم حرية وانفتاحًا آنذاك ومنذ استقلالها عن اسبانيا،
طوّر الهولنديون قيمًا جديدة، وحوّلوا اليهود ومختلف الأقليات إلى مواطنين بحقوق كاملة،
وساهم جو الحريّة الذي ساد إلى بناء إمبراطورية تجارية مزدهرة ونشوء نظام تعليمي متطور،
فنجاح الفكرة العلمانية في هولندا، وإن لم تكتسب هذا الاسم، هو ما دفع حسب رأي عدد من
الباحثين ومن بينهم كارن ارمن ارمسترونغ إلى تطور الفكرة العلمانية وتبينها كإحدى
صفات العالم الحديث.
يتبع[/center]
[/size][/font][/b]
[/size][/color][/font][/font][/color][/b][COLOR=#000080][/center]
[/color][/size]
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بعدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته