حبة سياسة فالإيمان صبر وشكر

[CENTER] وهنا وقفة ثالثة تدل على حكمة علي وعثمان ودورهما في نفاذ حروب الردة وبلا دورهما لما كلل الله لها النجاح لفرقة المسلمين
وقال البلاذري : لما ارتدت العرب ، مشى عثمان إلى علي . فقال : يا ابن عم ، انه لا يخرج أحد إلى قتال هذا العدو ، وأنت لم تبايع فلم يزل به حتى مشى إلى أبي بكر ، فبايعه فسر المسلمون ، وجد الناس في القتال وقطعت البعوث .
ضرع علي إلى مصالحة أبي بكر بعد وفاة فاطمة وانصراف وجوه الناس عنه ، غير أنه بقي يشكو مما جرى عليه بعد وفاة النبي حتى في أيام خلافته . وذكر شكواه في خطبته المشهورة بالشقشقية التي سنوردها في آخر هذا الباب .
وهنا وقفة رابعة وهي عربية من أهل المدينة من مهاجرين وأنصار لرجل اعتكف الناس ليجمع القرآن الكريم وهو علي الإمام ولعله الأصل في نسبة بعض الأقوال بمصحف عائشة
فلا أنسى قولك لابي سفيان لما حركك وهيجك لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم .
وروى معمر عن الزهري عن أم المؤمنين عائشة في حديثها عما جرى بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث النبي صلى الله عليه وآله قالت : " فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة اشهر فلما توفيت دفنها
زوجها ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها . وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي . ومكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توفيت " .
قال معمر : فقال رجل للزهري : فلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال : لا ولا احد من بني هاشم حتى بايعه علي . فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر … الحديث
فهل يصح قولهم بانصراف الناس عنه وهو لو وقع لكان ضرر وحجود بمكانته العالية
ورد ذلك معلوم نصرة المتردد تكون بمثل تلك الوقفة حتى ينخرط

وهنا وقفة هامة خامسة
وقال المسعودي : " لما بويع أبو بكر في السقيفة وجددت له البيعة يوم الثلاثاء خرج علي فقال : أفسدت علينا أمورنا ولم تستشر ولم ترع لنا حقا ! " فقال أبو بكر : " بلى ولكني خشيت الفتنة " ( 4 ) .
وقال اليعقوبي : " واجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلي البيعة فقال لهم : اغدوا علي محلقين الرؤوس ، فلم يغد عليه إلا ثلاثة نفر " ( 5 ) .

ثم إن عليا حمل فاطمة على حمار وسار بها ليلا إلى بيوت الانصار يسألهم النصرة وتسألهم فاطمة الانتصار له فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به ،

فقال علي : أفكنت أترك رسول الله صلى الله عليه وآله ميتا في بيته لم اجهزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه ؟ فقالت فاطمة : " ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه ! ! " ( 6 ) .

ولقد أشار معاوية إلى هذا وإلى ما نقلناه عن اليعقوبي قبله في كتابه إلى علي : وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصديق ، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق إلا دعوتهم إلى

نفسك ، ومشيت إليهم بامرأتك ، وأدللت إليهم بابنيك ، واستنصرتهم على صاحب رسول الله ، فلم يجبك منهم إلا أربعة أو خمسة ، ولعمري لو كنت محقا لاجابوك ولكنك ادعيت باطلا ، وقلت ما لا يعرف ورمت ما لا يدرك ، ومهما نسيت
فعلي يرى أنه صاحب حق وليس شيطان أخرص فلو وجد من يبيعه حتى أدنى البيعة أربعون فكان عليه القتال ولمن أخوانه لن أرضى بإتهام سيدي بمثل هذا فهم أحبائه

فمثلا الإمام علي خحر على أبو بكر التقدم للجهاد وأبقائه بالمدينة خوفا عليه وعلى الأمة وذكره بوصية النبي لأبوبكر في ذلك[/center]

حكمة علي ودوره في الحفاظ على الأمة
من كنز العمال [ جزء 5 - صفحة 867 ]
14156 - عن سويد بن غفلة قال : دخل أبو سفيان على علي والعباس فقال : يا علي وأنت يا عباس ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش وقلها ( وقلها : القل بالضم : القلة كالذل والذلة . النهاية ( 4 / 104 ) ب ) والله لئن شئت لاملأنها عليه خيلا ورجالا فقال له علي : لا والله ما أريد أن تملأها عليه خيلا ورجالا ولولا أنا رأينا أبا بكر لذلك أهلا ما خليناه وإياها يا أبا سفيان إن المؤمنين قوم نصحة بعضهم لبعض متوادون وإن بعدت ديارهم وأبدانهم وإن المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض
( كر )
فانظر حكمة علي في رأب الصدع

ومن كنز العمال [ جزء 5 - صفحة 868 ]
14158 - عن ابن عمر قال : لما ندر ( ندر : أي سقط ووقع . النهاية ( 5 / 35 ) ) أبو بكر الصديق إلى ذي القصة في شأن أهل الردة واستوى على راحلته أخذ علي بن أبي طالب بزمام راحلته وقال : إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : شم سيفك ( شم سيفك : وأصل الشيم النظر إلى البرق ومن شأنه أنه كما يخفق يخفى من غير تلبث فلا يشام إلا خافقا وخافيا فشبه بهما السل والاغماد النهاية ( 2 / 521 ) ب
ولا تفجعنا : الفجيعة الرزية وجمعها فجائع وهي الفاجعة أيضا وجمعها فواجع وفجعته في ماله فجعا من باب نفع فهو مفجوع في ماله وأهله . المصباح المنير ( 2 / 633 ) ب ) ولا تفجعنا بنفسك وارجع إلى المدينة فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا
( قط في غرائب مالك والخلعي في الخلعيات ) وفيه أبو غزية محمد بن يحيى الزهري متروك

ومن أعظم فعال علي في عز فتنة فاطمة هو عمليين جليلين يدلان على قدره وهما جمع القرآن الكريم وجمع كلمة آل البيت معه بعد دفن النبي وتكفينه وكلها من عظام تلك الأيام

فإلى عمر وغضبة فاطمة

[CENTER]وورد في كتاب العلامة العسكري كما أوردت من قبل
وروى أبو بكر الجوهري أيضا وقال : " ورأت فاطمة ما صنع بهما - أي بعلي والزبير - فقامت على باب الحجرة وقالت : يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله " .
وفي رواية أخرى : " وخرجت فاطمة تبكي وتصيح فنهنهت من الناس " .
وقال اليعقوبي : " فخرجت فاطمة ، فقالت : والله لتخرجن أو لاكشفن شعري ولاعجن إلى الله فخرجوا وخرج من كان في الدار " .
وقال المسعودي : " لما بويع أبو بكر في السقيفة وجددت له البيعة يوم الثلاثاء خرج علي فقال : أفسدت علينا أمورنا ولم تستشر ولم ترع لنا حقا ! " فقال أبو بكر : " بلى ولكني خشيت الفتنة " .
وقال اليعقوبي : " واجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلي البيعة فقال لهم : اغدوا علي محلقين الرؤوس ، فلم يغد عليه إلا ثلاثة نفر " .

ثم إن عليا حمل فاطمة على حمار وسار بها ليلا إلى بيوت الانصار يسألهم النصرة وتسألهم فاطمة الانتصار له فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به ،
فقال علي : أفكنت أترك رسول الله صلى الله عليه وآله ميتا في بيته لم اجهزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه ؟ فقالت فاطمة : " ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه ! ! " .
ولقد أشار معاوية إلى هذا وإلى ما نقلناه عن اليعقوبي قبله في كتابه إلى علي : وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصديق ، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق إلا دعوتهم إلى نفسك ، ومشيت إليهم بامرأتك ، وأدللت إليهم بابنيك ، واستنصرتهم على صاحب رسول الله ، فلم يجبك منهم إلا أربعة أو خمسة ، ولعمري لو كنت محقا لاجابوك ولكنك ادعيت باطلا ، وقلت ما لا يعرف ورمت ما لا يدرك ، ومهما نسيت

وهنا وقفة هامة نصرت فاطمة زوجها وهو واجبها فيا لها من معلمة أجيال وقاطعت في زوجها لا في صراعه كما تفعل نساء اليوم
ونسبتها فعل عمر لأبو بكر لكونه ألأمير من أمرائه
فهل يصح افتعال تلك المشكلة مع زوج بنت الرسول الإمام وأول من آمن بعد خديجة حتى تضطر بنت نبي الإمة للصياح على أمراء الأمة وتحلف بمقاطتعها للفاروق عمر فهي تراه لم يراعى واجبها عليه .
ضرورة استقرار الأمر تدعو صراحة لواجب هو دفع علي للبيعة بأي ثمن وحجر من يناصره على ذلك .
وهنا وجب معرفة قدرها وكونها كمنزلة أمهات المؤمنين كافة من كل مؤمن فلم يصر الصديق على بيعة علي الإمام وقتها بل رده إليه بلا بيعة تقديرا لحقها
فهل قصد عمر الخطأ مع فاطمة لو فعل على قدره لوجب الحد وعلي يعلم جيدا حقها [/center]

[CENTER]ومن موسوعة العلامة الكبير العسكري نورد مما سبق أسف أبو بكر على الكشف عن بيت فاطمة لكنه بين أن الأمر بالكشف هو خشية الحرب من تحت رأس هذا الإجتماع :
ومن ذلك ما رواه البلاذري وقال : بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي رضي الله عنهم حين قعد عن بيعته وقال : " ائتني به بأعنف العنف فلما أتاه جرى بينهما كلام ، فقال : احلب حلبا لك شطره والله ما حرصك على امارته اليوم إلا ليؤثرك غدا . . . " الحديث .

قال أبو بكر في مرض موته : " أما اني لا آسي على شئ في الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن - إلى قوله - فأما الثلاث التي فعلتها فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب " .
وفي اليعقوبي : " وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق على حرب " ،
وقد عد المؤرخون في الرجال الذين أدخلوا بيت فاطمة بنت رسول الله كلا من :
[FONT=‘Simplified Arabic’]1 ) عمر بن الخطاب .
2 ) خالد بن الوليد .
3 ) عبد الرحمن بن عوف .
4 ) ثابت بن قيس بن شماس
5 ) زياد بن لبيد .
6 ) محمد بن مسلمة .
7 ) زيد بن ثابت .
8 ) سلمة بن سالم بن وقش .
9 ) سلمة بن أسلم .
10 ) أسيد بن حضير.

وقد ذكروا في كيفية كشف بيت فاطمة وما جرى للمتحصنين وهؤلاء الرجال : إنه" غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير فدخلا بيت فاطمة ومعهما السلاح فبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والانصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله وإنهم إنما اجتمعوا ليبايعوا عليا فبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيتهم فاطمة فقالت : يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الامة " .

وفي أنساب الاشراف : فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب أتراك محرقا على بابي ؟ قال : نعم . . . .
والى هذا أشار عروة بن الزبير حين كان يعتذر عن أخيه عبد الله بن الزبير فيما جرى له مع " بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه الحطب لاحراقهم . . . ليدخلوا في طاعته كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لتحريقهم إذ هم أبوا البيعة في ما سلف " يعني ما سلف لبني هاشم من قضية الحطب والنار عند امتناعهم عن بيعة أبي بكر ، وفي هذا يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم :
وقوله لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنان وحاميها

وقال اليعقوبي : " فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار ( إلى قوله ) وكسر سيفه - أي سيف علي - ودخلوا الدار! " .
وقال الطبري : " أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه " .
وعلي يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، حتى انتهوا به إلي أبي بكر فقيل له بايع ،
فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الامارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، فانصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم واعرفوا لنا من الامر مثل ما عرفت الانصار لكم وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون .
فقال عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع ،
فقال له علي : احلب يا عمر حلبا لك شطره اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا . لا والله ، لا أقبل قولك ولا أتابعه ، فقال له أبو بكر : فإن لم تبايعني لم أكرهك .

هنا عمر يريد الإكراه على البيعة وهو ما رفضه أبو بكر وحقن الدماء هو التلويح بإضمار النار
فعمر القوي في الحق غالى في دفع البلوى التى وقعت مع معاوية من بعد أمثالها ولم تغفر له بنت محمد هذا الأمر حتى ماتت وكان يظنها ساعة غضب ستفهم عنه من بعد منها وفهمها علي بعدما ماتت
وسرعة اقتحام البيت ربما أدت لدفعها خلف الباب مما قد يضر بها أو بالجنين بصرف النظر عن صحة ذلك خوفا من تطور الأمور وللإنقضاض على الزبير بسرعة لولا عثرته لكن أن يقصد عمر الدفع أو أكثر أو يأمر فتلك والله لكبيرة وهي لم تغفر له عدم القصد وحق لها وعذره عند الله فتنة هي أشد من القتل ولها نظائر تدل على سعة درايته .
وهنا من قال زوابة سيف غلام لعمر أجهضت الجنين فكيف صرخت على أبو بكر وجاءته ونهرته من بعد لن تقوى أمرأة أجهضت ونزفت على ذلك قط بل ألمها على ولدها يجعل الأمر مستحيل ما لم تدخل في غيبوبة ولقد نادت على غيرها وسكنت في كنفها ولن أكذب العسكري بتلك الروايات المضادة لروايته قط ولا أمنع سرعة ولوج تدفع الباب عليها دون تحسب ضرر [/center]
[/font]

[CENTER] والخلاصة من موسوعة العسكري في خلافة أبو بكر
لم يخطئ أبو بكر وعمر حين انشغل علي بتكفين النبي واجتمعت السقيفة بالأنصار
فلو اتفقوا لكانت خرجت من قريش وهو مخالفة للحديث المعمم للخلافة حتى عهد المهدي
الجامع الصغير وزيادته [ جزء 1 - صفحة 456 ]
4554 - الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث : ما رحموا إذا استرحموا و أقسطوا إذا قسموا و عدلوا إذا حكموا
( ك ) عن أنس .

قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2788 في صحيح الجامع

فليس في ظل الحدث الرهيب وفاة النبي يمكن لعلي غير ما فعل ولأبو بكر وعمر غير ما فعلوا فقصدهم تكفين النبي ووأد فتنة لو تمت بيعة لكان الواجب المضي بها وصارت للأنصار مخالفة للحديث السالف
وقد سبق القول الصريح من بشير بن سعد هذا فقال قولته الشهيرة لولا ما سبق لوافتك الأنصار مما يعنى أنه لا يجوز خلع البيعة وهو مبدأ هام فمن بايع فقد وكل ولا ينظر في أمره إلا بمخالفة الشرع نصيا فقط
ولا يعقل أن يكلف أبو بكر وعمر بالنظر في دعوة علي وترك التكفين لحضور إجتماع نتيجته كانت على ما أراد الله والمسلمون بفضل مرض من كان ينوي قتال قريش في الفتح لو صح الفقة عنه فأوكلها النبي لولده هذا
فمن صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1559 ]
4030 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال
: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ماهذه لكأنها نيران عرفة ؟ فقال بديل بن ورقاء نيران بني عمرو فقال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس ( احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين ) . فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه ؟ قال هذه غفار قال مالي ولغفار ثم مرت جهينة قال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه ؟ قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكبعة . فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الدمار . ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة ؟ قال ( ما قال ) . قال كذا وكذا فقال ( كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة يوم تكسى فيه الكعبة ) . قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته بالحجون
قال عروة وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية ؟
قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كدا فقتل من خيل الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري

فهل تذكر عمر هذا الموقف له عمر يريد الحسم والحسم كان من التدافع لا أكثر مما يعني تلكأه في البيعة على الأغلب
[B]

فمن معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 1

[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
السقيفة وبيعة أبي بكر [/center]

[RIGHT]
اجتمعت الانصار في سقيفة بني ساعدة ، وتبعهم جماعة من المهاجرين ، ولم يبق حول رسول الله الا أقاربه ، وهم تولوا غسله وتكفينه وهم : علي والعباس ، وابناه الفضل وقثم ، واسامة بن زيد ، وصالح مولى رسول الله ، وأوس بن خولى الانصاري ( 1 ) .

السقيفة برواية الخليفة عمر قال : انه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ، ان الانصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما فقلت لابي بكر : انطلق بنا إلى اخواننا الانصار ، فانطلقنا حتى أتيناهم ، فإذا رجل مزمل ،
فقالوا هذا سعد بن عبادة يوعك ، فلما جلسنا قليلا ، تشهد خطيبهم فأثنى على الله ثم قال : أما بعد فنحن أنصار الله ، وكتيبة الاسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط . . . فأردت ان أتكلم ، فقال أبو بكر على رسلك ، فتكلم هو ، والله ما ترك من كلمة
أعجبتني في تزويري الا قال مثلها أو أفضل قال : ما ذكرتم فيه من خير له أهل ، ولن يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة فلم
أكره مما قال غيرها ، فقال قائل من الانصار : إنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، فكثر اللغط ، وارتفعت الاصوات ، حتى فرقت من الاختلاف ، فقلت : أبسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته وبايعه
المهاجرون ثم بايعته الانصار ونزونا على سعد بن عبادة إلى قوله : فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ( 2 ) . روى الطبري ( 3 ) في ذكر خبر السقيفة وبيعة أبي بكر وقال :
[/right]

[CENTER][/size][/font]* هامش *COLOR=#000080[/color] راجع النص لابن سعد في الطبقات : ج 2 / ق 2 / 70 ، وفي البدء والتاريخ قريب منه . وكنز العمال ج 4 / 54 و 60 ، وهذه عبارته : " ولي دفنه وأجنانه أربعة من الناس " ثم ذكر ما أوردناه ، والعقد الفريد 3 / 61 وقريب منه نص الذهبي في تاريخه : 1 / 321 و 324 و 326 .

B[/b]
صحيح البخاري ، كتاب الحدود ، باب رجم الحبلى من الزنا ( 4 / 120 )
B[/b]
نقلنا هذا الخبر ملخصا من تاريخ الطبري في ذكره حوادث بعد وفاة الرسول ، وما كان من غير الطبري أشرنا إليه في الهامش ، وقد اوردنا تفصيل الخبر في كتاب " عبد الله بن سبأ " الجزء الاول . ( * )
[FONT=Courier New (Arabic)][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]

[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

ج1 - ص 115 -

[/center]

اجتمعت الانصار في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله ، فقالوا : " نولي هذا الامر بعد محمد ، سعد بن عبادة ، وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض . . " . فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الانصار في الدين وفضيلتهم في
الاسلام ، واعزازهم للنبي وأصحابه وجهادهم لاعدائه ، حتى استقامت العرب ، وتوفي الرسول وهو عنهم راض ، وقال : استبدوا بهذا الامر دون الناس فأجابوه بأجمعهم : أن قد وفقت في الرأي ، وأصبت في القول ولن نعدوا ما رأيت نوليك هذا
الامر ، ثم انهم ترادوا الكلام بينهم ، فقالوا : فإن أبت مهاجرة قريش ؟ فقالوا نحن المهاجرون ، وصحابة رسول الله الاولون ، ونحن عشيرته ، وأولياؤه ، فعلام تنازعوننا هذا الامر بعده ؟ فقالت طائفة منهم : فإنا نقول إذا : منا أمير ومنكم أمير ،
فقال سعد بن عبادة : هذا أول الوهن ( 1 ) . سمع أبو بكر وعمر بذلك ، فأسرعا إلى السقيفة مع أبي عبيدة بن الجراح وانحاز معهم أسيد بن حضير ( 2 ) وعويم بن ساعدة ( 3 ) وعاصم بن عدي ( 4 ) من بني العجلان ( 5 ) .

[CENTER]* هامش *B[/b] الطبري في ذكره لحوادث سنة 11 ه‍ ، ج 2 / 456 ط . اوربا ج 1 / 1838 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الانصاري ، وابن الاثير 2 / 125 وتاريخ الخلفاء لابن قتيبة ج 1 / 5 قريب منه وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة ج 2 من ابن أبي الحديد في خطبة " ومن كلام له في معنى الانصار " .

B[/b]
ورد اسمه في سيرة ابن هشام 4 / 335 ، وأسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس ابن زيد بن عبد الاشهل بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس الانصاري الاشهلي ، شهد العقبة الثانية وكان ممن ثبت في أحد ، وشهد جميع مشاهد النبي وكان أبو بكر لا يقدم أحدا من الانصار عليه . توفي سنة 20 أو 21 ه‍ فحمل عمر نعشه بنفسه ، الاستيعاب ج 1 / 31 - 33 والاصابة ج 1 / 64 .

B[/b]
عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي ، شهد العقبة وبدر وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر وبترجمته في النبلاء انه كان أخا الخليفة عمر . وقال عمر على قبره : " لا يستطيع أحد من أهل الارض أن يقول : أنا خير من صاحب هذا القبر . " . الاستيعاب ج 3 / 170 والاصابة ج 3 / 45 وأسد الغابة ج 4 ص 158 .

B[/b]
عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي العجلاني ، حليف الانصار وكان سيد بني عجلان ، شهد أحدا وما بعدها ، توفي سنة 45 هجرية ، الاستيعاب ج 3 / 133 ، والاصابة ج 2 / 237 وأسد الغابة ج 3 / ص 75 .
B[/b]
ابن هشام 4 : 339 . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]

[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

ج1 - ص 116 -

[/center]

[RIGHT]تكلم أبو بكر - بعد أن منع عمر عن الكلام - وحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرسول دون جميع العرب ، وقال : " فهم أول من عبد الله في الارض وآمن بالرسول وهم أولياؤه ، وعشيرته ، وأحق الناس بهذا الامر
من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم " ، ثم ذكر فضيلة الانصار ، وقال : " فليس بعد المهاجرين الاولين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الامراء . وأنتم الوزراء " . فقام الحباب بن المنذر ، وقال : " يا معشر الانصار أملكوا عليكم أمركم فإن الناس في
فيئكم ، وفي ظلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولا تختلفوا ، فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض عليكم أمركم . فان أبى هؤلاء إلا ما سمعتم ، فمنا أمير ومنهم أمير " . فقال عمر : هيهات ! لا يجتمع اثنان في قرن . . . والله لا ترضى العرب
أن يؤمروكم ونبيها من غيركم . ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وولي أمورهم منهم . ولنا بذلك على من أبى الحجة الظاهرة ، والسلطان المبين من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته ( 1 ) إلا مدل بباطل أو متجانف لاثم أو متورط في هلكة .

فقام الحباب بن المنذر ( 2 ) وقال : يا معشر الانصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم ، فاجلوهم عن هذه البلاد ، وتولوا عليهم هذه الامور ، فأنتم والله أحق بهذا الامر منهم ، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به . انا جذيلها المحكك ( 3 )
[/right]

[CENTER]* هامش *COLOR=#000080[/color] لما سمع علي بن أبي طالب هذا الاحتجاج من المهاجرين قال : احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ، النهج وشرحه ج 2 في الصفحة الثانية منه .
B[/b]
الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري شهد بدرا وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر ، الاستيعاب ج 1 / 353 والاصابة ج 1 / 302 وأسد الغابة 1 / 364 ونسبه في جمهرة ابن حزم ص 359 .
B[/b]
جذيلها ، تصغير الجذل : أصل الشجرة والمحكك عود ينصب في مبارك الابل لتتمرس به الابل الجربى . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]

[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

ج1 - ص 117 -

[/center]

وعذيقها المرجب ( 1 ) أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة ( 2 ) .
قال عمر : إذا يقتلك الله . قال : بل إياك يقتل . فقال أبو عبيدة : " يا معشر الانصار إنكم كنتم أول من نصر وآزر ، فلا تكونوا أول من بدل وغير " .
فقام بشير بن سعد الخزرجي أبو نعمان بن بشير ، فقال : " يا معشر الانصار إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين ، وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا ، وطاعة نبينا ، والكدح لانفسنا ، فما ينبغي لنا أن نستطيل على
الناس بذلك ، ولا نبتغي به من الدنيا عرضا ، فإن الله ولي النعمة علينا بذلك ، الا ان محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش ، وقومه أحق به ، وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر أبدا ، فاتقوا الله ، ولا تخالفوهم ، ولا تنازعوهم . "
فقال أبو بكر : هذا عمرو هذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا ، فقالا : " والله لا نتولى هذا الامر عليك " ( 3 ) - الخ .
" وقام عبد الرحمن بن عوف ، وتكلم فقال : " يا معشر الانصار إنكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي " .
وقام المنذر بن الارقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإن فيهم لرجلا لو طلب هذا الامر لم ينازعه فيه أحد - يعني علي بن أبي طالب " ( 4 ) . " فقالت الانصار أو بعض الانصار : لا نبايع إلا عليا " ( 5 ) . "
قال عمر : فكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت ابسط ( 6 ) يدك لابايعك " ( 7 ) فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه

[CENTER]* هامش *B[/b] وعذيق تصغير العذق وهي النخلة ، والمرجب ما جعل له رجبة وهي دعامة تبتنى من الحجارة حول النخلة الكريمة إذا طالت وتخوفوا عليها أن تنعقر في الرياح العواصف .

B[/b]
أعدت الامر جذعا أي جديدا كما بدأ ، وإذا طفئت حرب بين قوم فقال بعضهم إن شئتم أعدناها جذعة أي : أول ما يبتدأ فيها .
B[/b]
لم نسجل هنا بقية الحوار وتعليقنا عليه طلبا للاختصار .

B[/b]
رواه اليعقوبي بعد ذكر ما تقدم في ص 103 ج 2 من تاريخه والموفقيات للزبير بن بكار ، ص 579 .
B[/b]
في رواية الطبري ج 3 ص 208 ( وط - اروبا ج 1 / 1818 ) عن ابراهيم ، وابن الاثير 2 / 123 " أن الانصار قالت ذلك بعد أن بايع عمر أبا بكر " .

B[/b]
قد قال عمر لابي بكر أبسط يدك لابايعك .
B[/b]
عن سيرة ابن هشام 4 / 336 وجميع من روى حديث الفلتة ، راجع بعده حديث الفلتة في ذكر رأي عمر في بيعة أبي بكر . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]

[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

ج1 - ص 118 -

[/center]

[RIGHT]الحباب بن المنذر : يا بشير بن سعد عققت عقاق ! أنفست على ابن عمك الامارة ، فقال : لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله لهم . ولما رأت الاوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد
بن عبادة ، قال بعضهم لبعض ، وفيهم أسيد ابن حضير وكان أحد النقباء : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر . ( 1 ) فقاموا إليه فبايعوه فانكسر على سعد
بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم . . . فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة . فقال أناس من أصحاب سعد : اتقوا سعدا لا تطؤوه . فقال عمر : اقتلوه قتله الله . ثم قام على رأسه فقال : لقد
هممت أن أطأك حتى تندر عضوك . فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة . فقال أبو بكر : مهلا يا عمر الرفق ها هنا أبلغ . فأعرض عنه عمر ( 2 ) . وقال سعد : أما والله لو أن بي قوة ما
أقوى على النهوض لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك : أما والله إذا لالحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع ، احملوني من هذا المكان . فحملوه فأدخلوه داره ( 3 ) .

وروى أبو بكر الجوهري : " أن عمر كان يومئذ - يعنى يوم بويع أبو بكر - محتجزا يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : ألا إن الناس قد بايعوا أبا بكر ( 4 ) " الخ .
[/right]

[CENTER]* هامش *B[/b] وفي رواية أبي بكر في سقيفته : لما رأت الاوس أن رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع قام أسيد بن حضير وهو رئيس الاوس فبايع حسدا لسعد ومنافسة له أن يلي الامر . راجع شرح النهج ج 2 / 2 في شرحه " ومن كلام له في معنى الانصار " .

B[/b]
إن هذا الموقف يوضح بجلاء جماع سياسة الخليفتين من شدة ولين .
B[/b]
الطبري : ص 455 - 459 ، وط ، اوروبا 1 / 1843 " وتندر عضوك " كذا ورد ويعني تسقط اعضاؤك .
B[/b]
في كتابه السقيفة ، راجع ابن أبي الحديد : 1 / 133 . وفي 74 منه بلفظ آخر . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]

[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]

ج1 - ص 119 -

[/center]

[RIGHT]" بايع الناس أبا بكر وأتوا به المسجد يبايعونه فسمع العباس وعلي التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " . فقال علي : ما هذا ؟ قال العباس : ما روي مثل هذا قط ! ! ما قلت لك ( 1 ) ؟ ! .

النذير وجاء البراء بن عازب فضرب الباب على بني هاشم وقال . يا معشر بني هاشم ! بويع أبو بكر . فقال بعضهم لبعض : ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمد ! ! . فقال العباس : فعلوها ورب الكعبة ! وكان عامة المهاجرين وجل الانصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الامر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .

وكان المهاجرون والانصار " لا يشكون في علي " . روى الطبري : " أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر فكان عمر يقول : ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر " ( 3 ) .

فلما بويع أبو بكر أقبلت الجماعة التي بايعته تزفه زفا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد على المنبر - منبر رسول الله ( ص ) - فبايعه الناس حتى أمسى ، وشغلوا عن دفن رسول الله حتى كانت ليلة الثلاثاء ( 4 ) .
[/right]

[CENTER][/size][/font][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]* هامش *COLOR=#000080[/color] ابن عبد ربه في العقد الفريد 3 : 63 ، وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد عنه في ج 1 / 132 ويروى تفصيله في 74 منه والزبير بن بكار في الموفقيات كما يروي عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 في شرحه " ومن كلام له في معنى الانصار " .
B[/b]
الموفقيات للزبير بن بكار ، ص 580 .

B[/b]
الطبري ج 2 / 458 . وط . أوروبا 1 / 1843 وفي رواية ابن الاثير 2 / 224 " وجاءت أسلم فبايعت " وقال الزبير بن بكار في الموفقيات برواية النهج ج 6 / 287 " فقوي بهم أبو بكر " ولم يعينا متى جاءت أسلم ويقوى الظن أن يكون ذلك يوم الثلاثاء . وقال المفيد في كتابه " الجمل " ان القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة ( الجمل ص 43 ) .

B[/b]
الموفقيات ، ص 578 ، والرياض النضرة 1 / 164 ، وتاريخ الخميس ج 1 / 188 . ( * )

[/size][/font] فموقف عمر وحكمة أبو بكر كانتا نصرة الإسلام يومها
وهنا بعض التحليلات لموقف سعد وموقف العباس وعلي[/center]
[/b]

[CENTER]ونورد الخاص من رواية العسكري هنا :

فقام الحباب بن المنذر وقال : يا معشر الانصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم ، فاجلوهم عن هذه البلاد ، وتولوا عليهم هذه الامور ، فأنتم والله أحق بهذا الامر منهم ، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به . انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة.

قال عمر : إذا يقتلك الله . قال : بل إياك يقتل . فقال أبو عبيدة : " يا معشر الانصار إنكم كنتم أول من نصر وآزر ، فلا تكونوا أول من بدل وغير " .

فقام بشير بن سعد الخزرجي أبو نعمان بن بشير ، فقال : " يا معشر الانصار إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين ، وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا ، وطاعة نبينا ، والكدح لانفسنا ، فما ينبغي لنا أن نستطيل على

الناس بذلك ، ولا نبتغي به من الدنيا عرضا ، فإن الله ولي النعمة علينا بذلك ، الا ان محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش ، وقومه أحق به ، وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر أبدا ، فاتقوا الله ، ولا تخالفوهم ، ولا تنازعوهم . "

فقال أبو بكر : هذا عمرو هذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا ، فقالا : " والله لا نتولى هذا الامر عليك " - الخ .

" وقام عبد الرحمن بن عوف ، وتكلم فقال : " يا معشر الانصار إنكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي " .

وقام المنذر بن الارقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإن فيهم لرجلا لو طلب هذا الامر لم ينازعه فيه أحد - يعني علي بن أبي طالب " . " فقالت الانصار أو بعض الانصار : لا نبايع إلا عليا . "

[CENTER]قال عمر : فكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت ابسط يدك لابايعك فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير بن سعد عققت عقاق ! أنفست على ابن عمك الامارة ، فقال : لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله لهم . ولما رأت الاوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة ، قال بعضهم لبعض ، وفيهم أسيد ابن حضير وكان أحد النقباء : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر . فقاموا إليه فبايعوه فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم . . . فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة . فقال أناس من أصحاب سعد : اتقوا سعدا لا تطؤوه . فقال عمر : اقتلوه قتله الله . ثم قام على رأسه فقال : لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك . فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة . فقال أبو بكر : مهلا يا عمر الرفق ها هنا أبلغ . فأعرض عنه عمر . وقال سعد : أما والله لو أن بي قوة ما أقوى على النهوض لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك : أما والله إذا لالحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع ، احملوني من هذا المكان . فحملوه فأدخلوه داره .
وروى أبو بكر الجوهري : " أن عمر كان يومئذ - يعنى يوم بويع أبو بكر - محتجزا يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : ألا إن الناس قد بايعوا أبا بكر " الخ .

[/center]

هنا عدة مبادئ المبدأ الأول فضل سعد بن عبادة لا ينكر فيحق له طلبها لكن هنالك الأولى بها وكما قيل لهم ليس فيهم مثل أبو بكر وعمر وكما قال بعض الأنصار البيعة لعلي وهو لو كان لحجد فضل أبو بكر وعمر في نشر الإسلام .

فلماذا وقف عمر من سعد بن عبادة وقفة عنيفة بفرض صحة الروايات لفظيا لولا حكمة أبو بكر عمر يريد إنهاء البيعة حفاظا على أمر المسلمين وقضى الله أن لا يترك أمرهم بلا أمير ولو من قبل دفن رسول الله

ومن سنن أبي داود

حدثنا علي بن بحر ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة

: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " قال نافع فقلنا لأبي سلمة فأنت أميرنا .

قال الشيخ الألباني : حسن صحيح

فضل سعد بن عبادة من كنز العمال نورد مثلا

33328 - أتعجبون من غيرة سعد ؟ وأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وما أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الجنة

( حم خ ( أخرجه البخاري كتاب النكاح باب الغيرة ( 7 / 45 ) ص ) - عن المغيرة رضي الله عنه )[/center]

[RIGHT]33329 - اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة

( د - عن قيس بن سعد )[/right]

[CENTER]وقيس هو من قاد كتبية الأنصار في الفتح عوضا عن والده

لن نحجد فضل أمير الأنصار واعتراف النبي بفضله لكن سعد كان يريد ما هو مخالفة لتوطيد حكم الإسلام في العرب ولولا أبو بكر لأرتدت العرب

ولن نخرج الأمر عن هذا الإطار فهل يصح تهمته بتلك اللفظة من عمر

الموقف مخالفة للحديث ومقولة نحن الأمراء وأنتم الوزراء فلو أصر وهو ما زال متردد في البيعة لوجب الحكم بنفاقه لو سار في درب طلبها

وليس هو ولا علي فعلا ذلك بل اكتفى بعدم البيعة

[/center]

[CENTER] كيف يتم تعيين الخليفة
سنة أبو بكر الصديق كانت التى ترتب عليها حكم دول الأمويين والعباسيين وغيرهم
أن يختار السلف الخلف ليبايع اختار أبو بكر عمر فتمت له البيعة
وكانت نية النبي العدنان في البداية عندما صرح يأبى الله ذلك والمسلمون
ومن تاريخ الخلفاء للسيوطي [ جزء 1 - صفحة 58 ]
الأحاديث المشيرة إلى خلافته و كلام الأئمة في ذلك
أخرج الترمذي و حسنه و الحاكم و صححه [ عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر ]
و أخرجه الطبراني من حديث أبي الدرداء و الحاكم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
و أخرج أبو القاسم البغوي بسند حسن [ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يكون خلفي اثنا عشر خليفة : أبو بكر لا يلبث إلا قليلا ]
صدر هذا الحديث مجمع على صحته وارد من طرق عدة و قد تقدم شرحه في أول هذا الكتاب و في الصحيحين في الحديث السابق أنه صلى الله عليه و سلم لما خطب قرب وفاته و قال : [ إن عبدا خيره الله ] الحديث و في أخره [ و لا يبقين باب إلا سد إلا باب أبي بكر ] وفي لفظ لهما [ لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ] قال العلماء : هذا إشارة إلى الخلافة لأنه يخرج منها إلى الصلاة بالمسلمين و قد ورد هذا اللفظ من حديث أنس رضي الله عنه و لفظه [ سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر ] أخرجه ابن عدي و من حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه الترمذي و غيره و من حديث ابن عباس في زوائد المسند و من حديث معاوية بن أبي سفيان أخرجه الطبراني و من حديث أنس أخرجه البزار
و أخرج الشيخان [ عن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن أبيه قال : أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأمرها أن ترجع إليه قالت : أرأيت إن جئت و لم أجدك ـ كأنها تقول : الموت ـ قال صلى الله عليه و سلم : إن لم تجديني فأتي أبا بكر ]
و أخرج الحاكم و صححه [ عن أنس رضي الله عنه قال : بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن سله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك فأتيته فسألته فقال : إلى أبي بكر ]
وأخرج ابن عساكر [ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم تسأله شيئا ؟ فقال لها : تعودين فقالت : يا رسول الله إن عدت فلم أجدك ـ تعرض بالموت ـ فقال : إن جئت فلم تجديني فأتي أبا بكر فإنه الخليفة من بعدي ]
و أخرج مسلم [ عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر أباك و أخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن و يقول قائل : أنا أولى و يأبى الله و المؤمنون إلا أبا بكر ]
و أخرجه أحمد و غيره من طرق عنها و في بعضها [ قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي فيه مات : ادعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد بعدي ثم قال : دعيه معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر ]
و أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت : من كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مستخلفا لو استخلف ؟ قالت أبو بكر قيل لها : ثم من بعد أبي بكر ؟ قالت : عمر قيل لها : من بعد عمر ؟ قالت أبو عبيدة بن الجراح
و أخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال [ : مرض النبي صلى الله عليه و سلم فاشتد مرضه فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ] قالت عائشة : يا رسول الله إنه رجل رقيق القلب إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس فقال [ مري أبا بكر فليصل بالناس ] فعادت فقال : [ مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يو سف ] فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا الحديث متواتر ورد أيضا من حديث عائشة و ابن مسعود و ابن عباس و ابن عمر و عبد الله بن زمعة و أبي سعيد و علي بن أبي طالب و حفصة رضي الله عنها : و قد سقت طرقهم في الأحاديث المتواتر و في بعضها عن عائشة رضي الله عنها : لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك و ما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا و إلا أني كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به فأردت أن يعدل لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أبي بكر
و في حديث ابن زمعة رضي الله عنه [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرهم بالصلاة و كان أبو بكر غائبا فتقدم عمر فصلى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا لا لا يأبى الله و المسلمون إلا أبا بكر يصلي بالناس أبو بكر ]
وفي حديث ابن عمر [ كبر عمر فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم تكبيره فأطلع رأسه مغضبا فقال : أين ابن أبي قحافة ؟ ]
قال العلماء : في هذا الحديث أوضح دلالة على أن الصديق أفضل الصحابة على الإطلاق و أحقهم بالخلافة و أولاهم بالإمامة قال الأشعري : [ قد علم بالضرورة أن رسول الله أمر الصديق أن يصلي بالناس مع حضور المهاجرين و الأنصار مع قوله يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ] فدل على أنه كان أقرأهم : أي أعلمهم بالقرآن انتهى
و قد استدل الصحابة أنفسهم بهذا على أنه أحق بالخلافة منهم عمر و سيأتي قوله في فصل المبايعة و منهم علي
و أخرج ابن عساكر عنه قال : لقد أمر النبي صلى الله عليه و سلم أبا بكر أن يصلي بالناس و إني أشاهد و ما أنا بغائب و ما بي مرض فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه و سلم لديننا
قال العلماء : و قد كان معروفا بأهلية الإمامة في زمان النبي صلى الله عليه و سلم
و أخرج أحمد و أبو داود و غيرهما [ عن سهل بن سعد قال : كان قتال بين بني عمرو بن عوف فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم و قال : يا بلال إن حضرت الصلاة و لم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس ] فلما حضرت صلاة العصر أقام بلال الصلاة ثم أمر أبا بكر فصلى
و أخرج أبو بكر الشافعي في الغيلانيات و ابن عساكر [ عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أنت مرضت قدمت أبا بكر قال : لست أنا أقدمه و لكن الله يقدمه ]
و أخرج الدارقطني في الأفراد و الخطيب و ابن عساكر [ عن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم سألت الله أن يقدمك ثلاثا فأبى علي إلا تقديم أبي بكر ]
و أخرج ابن سعد [ عن الحسن قال : قال أبو بكر : يا رسول الله ما أزال أراني أطأ في عذرات الناس ؟ قال : لتكونن من الناس بسبيل قال : و رأيت في صدري كالرقمتين قال : سنتين ]
و أخرج ابن عساكر [ عن أبي بكرة قال : أتيت عمر ـ و بين يديه قوم يأكلون ـ فرمى ببصره في مؤخر القوم إلى رجل فقال : ما تجد فيما تقرأ قبلك من الكتب ؟ قال : خليفة النبي صلى الله عليه و سلم صديقه ]
و أحرج ابن عساكر عن محمد بن الزبير قال : [ أرسلني عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري أسأله عن أشياء فجئته فقلت له : اشفنى فيما اختلف الناس فيه هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم استخلف أبا بكر ؟ فاستوى الحسن قاعدا و قال : أو في شك هو ؟ لا أبا لك ! أي و الله الذي لا إله إلا هو لقد استخلفه و لهو كان أعلم بالله و أتقى له و أشد له مخافة من أن يموت عليها لو لم يؤمره
و أخرج ابن عدي [ عن أبي بكر بن عياش قال : لي الرشيد : يا أبا بكر كيف استخلف الناس أبا بكر الصديق ؟ قلت : يا أمير المؤمنين سكت الله و سكت رسوله و سكت المؤمنون قال : و الله ما زدتني إلا غما قال : يا أمير المؤمنين مرض النبي صلى الله عليه و سلم ثمانية أيام فدخل عليه بلال فقال : يا رسول الله من يصلي بالناس ؟ قال : مر أبا بكر يصلي بالناس فصلى أبو بكر بالناس ثمانية أيام و الوحي ينزل فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم لسكوت الله و سكت المؤمنون لسكوت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعجبه فقال : بارك الله فيك ]
و قد استنبط جماعة من العلماء خلافة الصديق من آيات القرآن فأخرج البيهقي عن الحسن البصري في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } قال : هو و الله أبو بكر و أصحابه لما ارتدت العرب جاهدهم أبو بكر و أصحابه حتى ردوهم إلى الإسلام
و أخرج يونس بن بكير عن قتادة قال : لما توفي النبي صلى الله عليه و سلم ارتدت العرب فذكر قتال أبي بكر لهم إلى أن قال : فكنا نتحدث أن هذه الآية نزلت في أبي بكر و أصحابه { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه }
و أخرج ابن أبي حاتم عن جويبرفي قوله تعالى : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد } قال : هم بنو حنيفة قال ابن أبي حاتم و ابن قتيبة : هذه الآية حجة على خلافة الصديق لأنه الذي دعا إلى قتالهم
و قال الشيخ أبو الحسن الأشعري : سمعت أبا العباس بن شريح يقول : خلافة الصديق في القرآن في هذه الآية قال : لأن أهل العلم أجمعوا على أنه لم يكن بعد نزولها قتال دعوا إليه إلا دعاء أبي بكر لهم و للناس إلى قتال أهل الردة و من منع الزكاة قال : فدل ذلك على وجوب خلافة أبي بكر و افتراض طاعته إذ أخبر الله أن المتولي عن ذلك يعذب عذابا أليما قال ابن كثير : و من فسر القوم بأنهم فارس و الروم فالصديق هو الذي جهز الجيوش إليهم و تمام أمرهم كان على يد عمر و عثمان و هما فرعا الصديق و قال تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض } الآية قال ابن كثير : هذه الآية منطبقة على خلافة الصديق
و أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن عبد الرحمن بن عبد الحميد المهدي قال : إن ولاية أبي بكر و عمر في كتاب الله يقول الله : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض } الآية
و أخرج الخطيب عن أبي بكر بن عياش قال : أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم في القرآن لأن الله تعالى يقول : { للفقراء المهاجرين } إلى قوله : { أولئك هم الصديقون } فمن سماه الله صديقا فليس يكذب و هم قالوا : يا خليفة رسول الله قال ابن كثير : استنباط حسن
و أخرج البيهقي عن الزعفراني قال : سمعت الشافعي يقول : أجمع الناس على خلافة أبي بكر الصديق و ذلك أنه اضطر الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يجدوا تحت أديم السماء خيرا من أبي بكر فولوه رقابهم
و أخرج أسد السنة في فضائله عن معاوية بن قرة قال : ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكون أن أبا بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما كانوا إلا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما كانوا يجتمعون على خطأ و لا ضلال
و أخرج الحاكم و صححه عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء و قد رأى الصحابة جميعا أن يستخلفوا أبا بكر
و أخرج الحاكم و صححه الذهبي عن مرة الطيب قال : جاء أبو سفيان بن حرب إلى علي فقال : ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة و أذلها ذلا ؟ ـ يعني أبا بكر ـ و الله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا و رجالا قال : فقال علي : لطالما عاديت الإسلام و أهله يا أبا سفيان فلم يضره ذلك شيئا إنا وجدنا أبا بكر لها أهلا

فسنة أبو بكر في اختيار عمر كتابيا هي السنة
وعين اختياره عمر هو السنة

لكن لكن لكن لكن النبي تلكأ أن يكتب لأبو بكر وهو الحسم فكيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الكتاب يكتب حقنا للدماء ما لم يكن الأمر جلي واضح ولا أي ضر يتوقع منه

لكن عمر عمر عمر قتل غيلة ولم يكن يحسم المسئلة في نفسه بل مات وفي نفسه شئ من علمها ولم يتخذ تلك السنة بل أوكلها لستة من النقباء ليختاروا أحدهم وسنة عمر سنة لنا فهل هي السنة
ترك نبي الله أن تتم البيعة الخاصة بدلا من الكتاب لأبو بكر مكرمة لأبو بكر ثم العامة والنقباء تقابل الكتاب والسقيفة معا فهي أمره الكتابي وهي إجتماع خاص بينهم أليست هي السنة [/center]

[CENTER] ومن تاريخ الخلفاء [ جزء 1 - صفحة 120 ]
مقتله ووصيته
و في آخرها كانت وفاة سيدنا عمر رضي الله عنه بعد صدوره من الحج شهيدا قال سعيد بن المسيب : لما نفر عمر من منى أناخ بالأبطح ثم استلقى و رفع يديه إلى السماء و قال : اللهم كبرت سني و ضعفت قوتي و انتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع و لا مفرط فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل أخرجه الحاكم و قال أبو صالح السمان : قال كعب الأحبار ل عمر : أجدك في التوراة تقتل شهيدا قال و أنى لي بالشهادة و أنا بجزيرة العرب ؟
و قال أسام : قال عمر : اللهم ارزقني شهادة في سبيلك و اجعل موتي في بلد رسولك أخرجه البخاري
و قال معدان بن أبي طلحة : خطب عمر فقال : رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين و إني لا أراه إلا حضور أجلي و إن قوما يأمروني أن أستخلف و إن الله لم يكن ليضيع دينه و لا خلافته فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو راض عنهم أخرجه الحاكم
قال الزهري : كان عمر رضي الله عنه لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب إليه المغيرة بن شعبة و هو على الكوفة يذكر له غلاما عنده جملة صنائع و يستأذنه أن يدخل المدينة و يقول : إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس إنه حداد نقاش نجار فأذن له أن يرسله إلى المدينة و ضرب عليه المغيرة مائة درهم في الشهر فجاء إلى عمر يشتكي شدة الخراج فقال : ما خراجك بكثير فانصرف ساخطا يتذمر فلبث عمر ليالي ثم دعاه فقال : ألم أخبر أنك تقول : لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح ؟ فالتفت إلى عمر عابسا و قال : لأصنعن لك رحى يتحدث بها فلما ولى قال عمر لأصحابه : أوعدني العبد آنفا ثم اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه فكمن بزاوية من زوايا المسجد في الغلس فلم يزل هناك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة فلما دنا منه طعنه ثلاث طعنات أخرجه ابن سعد
و قال عمرو بن ميمون الأنصاري : إن أبا لؤلؤة عبد المغيرة طعن عمر بخنجر له رأسان و طعن معه اثني عشر رجلا مات منهم ستة فألقى عليه رجل من أهل العراق ثوبا فلما اغتم فيه قتل نفسه
و قال أبو رافع : كان أبو لؤلؤة عبد المغيرة يصنع الأرحاء و كان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم فلقي عمر فقال : يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي فكلمه فقال : أحسن إلى مولاك ـ و من نية عمر أن يكلم المغيرة فيه ـ فغضب و قال : يسع الناس كلهم عدله غيري و أضمر قتله و اتخذ خنجرا و شحذه و سمه و كان عمر يقول [ أقيموا صفوفكم ] قبل أن يكبر فجاء فقام حذاءه في الصف و ضربه في كتفه و في خاصرته فسقط عمر و طعن ثلاثة عشر رجلا معه فمات منهم ستة و حمل عمر إلى أهله و كادت الشمس أن تطلع فصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس بأقصر سورتين و أتى عمر بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يتبين فسقوه لبنا فخرج من جرحه فقالوا : لا بأس عليك فقال : إن يكن القتل بأس فقد قتلت فجعل الناس يثنون عليه و يقولون : كنت و كنت فقال : أما و الله و ودت أني خرجت منها كفافا لا علي و لا لي و أن صحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم سلمت لي و أثنى عليه ابن عباس فقال : لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من هول المطلع و قد جعلتها شورى في عثمان و علي و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد و أمر صهيبا أن يصلي بالناس و أجل الستة ثلاثا أخرجه الحاكم
و قال ابن عباس : كان أبو لؤلؤة مجوسيا
و قال عمر بن ميمون : قال عمر : الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام ثم قال لابنه : يا عبد الله انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة و ثمانين ألفا أو نحوها فقال : إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم و إلا فاسأل في بني عدي فإن لم تف أموالهم فاسأل في قريش اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل : يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه فذهب إليها فقالت : كنت أريده ـ تعني المكان ـ لنفسي و لأوثرنه اليوم على نفسي فأتى عبد الله فقال : قد أذنت فحمد الله تعالى و قيل له : أوص يا أمير المؤمنين و استخلف قال : ما أرى أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنهم راض فسمى الستة و قال : يشهد عبد الله بن عمر معهم و ليس له من الأمر شيء فإن أصابت الأمرة سعدا فهو ذاك و إلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز و لا خيانة ثم قال : أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله و أوصيه بالمهاجرين و الأنصار و أوصيه بأهل الأمصار خيرا في مثل ذلك من الوصية فلما توفي خرجنا به نمشي فسلم عبد الله بن عمر و قال : عمر يستأذن فقالت عائشة : أدخلوه فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه فلما فرغوا من دفنه و رجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير : قد جعلت أمري إلى علي و قال سعد : قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن و قال طلحة : قد جعلت أمري إلى عثمان قال : فخلا هؤلاء الثلاثة فقال عبد الرحمن أنا لا أريدها فأيكما يبرأ من هذا الأمر و نجعله إليه ؟ و الله عليه و الإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه و ليحرصن عل صلاح الأمة فسكت الشيخان علي و عثمان فقال عبد الرحمن : اجعلوه إلي و الله علي لا آلوكم عن أفضلكم قالا نعم فخلا بعلي و قال : لك من القدم في الإسلام و القربة من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قد علمت الله عليك لئن أمرتك لتعدلن و لئن أمرت عليك لتسمعن و لتطيعن ؟ قال : نعم ثم خلا بالآخر فقال له كذلك فلما أخذ ميثاقهما بايع عثمان و بايعه علي
و في سند أحمد عن عمر أنه قال : إن أدركني أجلي و أبو عبيدة بن الجراح حي استخلفه فإن سألني ربي قلت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ إن لكل نبي أمينا و أميني أبو عبيدة بن الجراح ] فإن أدركني أجلي ـ و قد توفي أبو عبيدة ـ استخلف معاذ بن جبل فإن سألني ربي : لم استخلفته ؟ قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة ] و قد ماتا في خلافته
و في المسند أيضا عن أبي رافع أنه قيل لعمر عند موته في الإستخلاف فقال : قد رأيت من أصحابي حرصا سيئا و لو أدركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به : سالم مولى أبي حذيفة و أبو عبيدة بن الجراح
أصيب عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة و دفن يوم الأحد مستهل المحرم الحرام و له ثلاث و ستون سنة و قيل : ست و ستون سنة و قيل : إحدى و ستون و قيل : ستون و رجحه الواقدي و قيل : تسع و خمسون و قيل : خمس أو أربع و خمسون و صلى عليه صهيب في المسجد
و في تهذيب المزني كان نقش خاتم عمر [ كفى بالموت واعظا يا عمر ]
و أخرج الطبراني عن طارق بن شهاب قال : قالت أم أيمن يوم قتل عمر : اليوم و هى الإسلام و أخرج عبد الرحمن بن يسار قال : شهدت موت عمر بن الخطاب فانكسفت الشمس يومئذ رجاله ثقات

وهنا فتنة الإغتيالات بدأت بفاروق ملهم لايدخل المدينة من احتلم المدينة لكنه لا يمنع القضاء قتل على يد من أدخل المدينة
عمر في نيته أن يكلم المغيرة وغلامه يدبر لقتل عمر وهو بلا حراسة

فهل الحراسة واجبة للأمير
السنة الحارس هو الله وكم رجلا اغتيل في حصنه أو بين حراسه فالنبي اتخذهم فنهي لكون الله حارسه فنام تحت شجرة وحيدا ووجده أعرابي فسل منه سيفه الهمام لكن الرجل سقط منه السيف وشل فطلب العفو

لكن حرس النبي في بدر الكبرى أعظم الغزوات وغيرها فلا ضير من الحراسة

عالم الفتن حذيفة بن اليمان جعل عمر باب درء الفتنة يكسر كسرا أدخل غير مسلم كخبير المدينة فقتل على يده بعد أن طهر جزيرة العرب من غير المسلمين وعمر كان يعلم أنه هذا الباب

فمن صحيح مسلم [ جزء 1 - صفحة 128 ]
231 - ( 144 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبو خالد يعني سليمان بن حيان عن سعد بن طارق عن ربعي عن حذيفة قال كنا عند عمر فقال أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن ؟ فقال قوم نحن سمعناه فقال لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟ قالوا أجل قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر قال حذيفة فأسكت القوم فقلت أنا قال أنت لله أبوك قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من مراه
قال حذيفة وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر قال عمر أكسرا لا أبا لك فلو أنه فتح لعله كان يعاد قلت لا بل يكسر وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط
قال أبو خالد فقلت لسعد يا أبا مالك ما أسود مربادا ؟ قال شدة البياض في سواد قال قلت فما الكوز مجخيا ؟ قال منكوسا

فهل تجوز الإغتيالات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. نعم
ولكن ولكن ولكن ولكن ولكن ولكن ولكن لو أمر بها أمير المسلمين الشرعي الشرعي الشرعي الشرعي الشرعي الشرعي الشرعي وفقط
هكذا فعل النبي مع قوم أساءوا للإسلام كثيرا ومنهم أمير يهود
[size=4]
قال ابن اسحاق ولما انقضى شأن الخندق وأمر بني قريظة وكان سلام بن أبي الحقيق وهو أبو رافع فيمن حزب الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الاوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الاشرف فاستأذن الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل سلام بن أبي الحقيق وهو بخيبر فأذن لهم

فمن يقتل أو يحاصر هو غير المسلم وأما من شهد بهم فلا فلا فلا فلا فلا فلا فلا
ومحمد لا يقتل أصحابه ولو كانوا كوافر النفاق[/center]
[/size]

[CENTER]ومن تاريخ الخلفاء للسيوطي [ جزء 1 - صفحة 138 ]
خلافته و ما حدث في عهده من الأحداث
بويع بالخلافة بعد دفن عمر بثلاث ليال فروي أن الناس كانوا يجتمعون في تلك الأيام إلى عبد الرحمن بن عوف يشاورونه ويناجونه فلا يخلوا به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحدا ولما جلس عبد الرحمن للمبايعة حمد الله وأثنى عليه وقال في كلامه : إني رأيت الناس يأبون إلا عثمان و أخرجه ابن عساكر عن المسور بن مخرمة وفي رواية : أما بعد يا علي فإني نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا ثم أخذ بيد عثمان فقال : نبايعك على سنة الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه المهاجرون و الأنصار
وأخرج ابن سعد عن أنس قال : أرسل عمر إلى أبي طلحة الأنصاري قبل أن يموت بساعة فقال : كن في خمسين من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل عليهم و لا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم
و في مسند أحمد عن أبي وائل قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف : كيف بايعتم عثمان و تركتم عليا ؟ قال : ما ذنبي ؟ قد بدأت بعلي فقلت : أبايعك على كتاب الله و سنة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر ؟ فقال : فيما استطعت ثم عرضت ذلك على عثمان فقال : نعم
و يروى أن عبد الرحمن قال لعثمان في خلوة : إن لم أبايعك فمن تشير علي ؟ قال : علي و قال لعلي : إن لم أبايعك فمن تشير علي ؟ قال : علي أو عثمان ثم دعا سعدا فقال : من تشير علي ؟ فأما أنا وأنت فلا نريدها فقال : عثمان ثم استشار عبد الرحمن الأعيان فرأى هوى أكثرهم في عثمان
وأخرج ابن سعد والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لما بويع عثمان : أمرنا خير من بقي و لم نأل

وفي هذه السنة من خلافته فتحت الري وكانت فتحت وانتقضت وفيها أصاب الناس رعاف كثير فقيل لها : سنة الرعاف وأصاب عثمان رعاف حتى تخلف عن الحج و أوصى وفيها فتح من الروم حصون كثيرة وفيها ولى عثمان الكوفة سعد بن أبي وقاص وعزل المغيرة
وفي سنة خمس وعشرين عزل عثمان سعدا عن الكوفة وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط ـ وهو صحابي أخو عثمان لأمه ـ و ذلك أول ما نقم عليه لأنه آثر أقاربه بالولايات وحكي أن الوليد صلى بهم الصبح أربعا وهو سكران ثم التفت إليهم فقال : أزيدكم ؟
وفي سنة ست وعشرين زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه واشترى أماكن للزيادة وفيها فتحت سابور
و في سنة سبع و عشرين غزا معاوية قبرص فركب البحر بالجيوش و كان معهم عبادة بن الصامت و زوجته أم حرام بنت ملحان الأنصارية فسقطت عن دابتها فماتت شهيدة هناك ـ و كان النبي صلى الله عليه و سلم أخبرها بهذا الجيش و دعا لها بأن تكون منهم ـ فدفنت بقبرص و فيها فتحت أرجان و درا بجرد و فيها عزل عثمان عمرو بن العاص عن مصر و ولى عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح فغزا أفريقية فافتتحها سهلا و جبلا فأصاب كل إنسان من الجيش ألف دينار و قيل : ثلاثة آلاف دينار ثم فتحت الأندلس في هذا العام

وهنا تغير المغيرة على الكوفة وعمرو على مصر فانتبه للدور الذي تلعبه الكوفة منذ البداية أيام عمر وأيام عثمان[/center]

[CENTER] فتنة عثمان تحت عنوان من تاريخ الخلفاء [ جزء 1 - صفحة 140 ]
لطيفة
كان معاوية يلح على عمر بن الخطاب في غزوة قبرس و ركوب البحر لها فكتب عمر إلى عمرو بن العاص أن صف لي البحر و راكبه فكتب إليه : إني رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير إن ركد خرق القلوب و إن تحرك أراع العقول تزداد فيه العقول قلة و السيئات كثرة و هم فيه كدود على عود إن مال غرق و إن نجا فرق فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية : و الله لا أحمل فيه مسلما أبدا قال ابن جرير : فغزا معاوية قبرس في أيام عثمان فصالحه أهلها على الجزية
و في سنة تسع و عشرين فتحت إصطخر عنوة و فسا و غير ذلك و فيها زاد عثمان في مسجد المدينة و وسعه و بناه بالحجارة المنقوشة و جعل عمده من حجارة و سقفه بالساج و جعل طوله ستين و مائة ذراع و عرضه خمسين و مائة ذراع
و في سنة ثلاثين فتحت جور و بلاد كثيرة من أرض خراسان و فتحت نيسابور صلحا و قيل : عنوة و طوس و سرخس كلاهما صلحا و كذا مرو و بيهق و لما فتحت هذه البلاد الواسعة كثر الخراج على عثمان و أتاه المال من كل وجه حتى اتخذ له الخزائن و أدر الأرزاق و كان يأمر للرجل بمائة ألف بدرة في كل بدرة أربعة آلاف أوقية
و في سنة إحدى و ثلاثين توفي أبو سفيان بن حرب والد معاوية و فيها مات الحكم بن أبي العاص عم عثمان رضي الله عنه
و في سنت اثنتين و ثلاثين توفي العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و صلى عليه عثمان و فيها توفي عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة من السابقين الأولين تصدق مرة بأربعين ألفا و بقافلة جاءت من الشام كما هي و فيها مات عبد الله بن مسعود الهذلي أحد القراء الأربعة و من أهل السوابق في الإسلام و من علماء الصحابة المشهورين بسعة العلم و فيها مات أبو الدرداء الخزرجي الزاهد الحكيم ولي قضاء دمشق لمعاوية و فيها توفي أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري صادق اللهجة و فيها مات زيد بن عبد ربه الأنصاري الذي أري ا لأذان
و في سنة ثلاث و ثلاثين توفي المقداد بن الأسود في أرضه بالجرف و حمل إلى المدينة و فيها غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح الحبشة و في سنة أربع و ثلاثين أخرج أهل الكوفة سعيد بن أبي العاص و رضوا بأبي موسى الأشعري
و في سنة خمس و ثلاثين كان مقتل عثمان
قال الزهري : ولي عثمان الخلافة اثنتي عشرة سنة يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئا و إنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب لأن عمر كان شديدا عليهم فلما وليهم عثمان لان لهم و وصلهم ثم توانى في أمرهم و استعمل أقرباءه و أهل بيته في الست الأواخر و كتب لمروان بخمس إفريقية و أعطى أقرباءه و أهل بيته المال و تأول في ذلك الصلة التي أمر الله بها و قال : إن أبا بكر و عمر تركا من ذلك ما هو لهما و إني أخذته فقسمته في أقربائي فأنكر الناس عليه ذلك أخرجه ابن سعد
و أخرج ابن عساكر من وجه آخر عن الزهري قال : قلت لسعيد بن المسيب : هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان ؟ و ما كان شأن الناس و شأنه ؟ و لم خذله أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ؟ فقال ابن المسيب : قتل عثمان مظلوما و من قتله كان ظالما و من خذله كان معذورا فقلت : كيف كان ذلك ؟ قال : إن عثمان لما ولي كره ولايته نفر من الصحابة لأن عثمان كان يحب قومه فولي الناس اثنتي عشرة سنة و كان كثيرا ما يولي بني أمية ممن لم يكن له مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صحبه فكان يجيء من أمرائه ما ينكره أصحابه محمد و كان عثمان يستعتب فيهم فلا يعزلهم و ذلك في سنة خمس و ثلاثين فلما كان في الست الأواخر استأثر بني عمه فولاهم و ما أشرك معهم و أمرهم بتقوى الله فولى عبد الله بن أبي سرح مصر فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه و يتظلمون منه و قد كان قبل ذلك من عثمان هنات إلى عبد الله بن مسعود و أبي ذر و عمار بن ياسر فكانت بنو هذيل و بنو زهرة في قلوبهم ما فيها لحال ابن مسعود و كانت بنو غفار و أحلافها و من غضب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها و كانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان لحال عمار بن ياسر و جاء أهل مصر يشكون من ابن أبي سرح فكتب إليه كتابا يتهدد فيه فأبى ابن أبي سرح أن يقبل ما نهاه عنه عثمان و ضرب بعض و ضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر ممن كان أتى عثمان فقتله فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل فنزلوا المسجد و شكوا إلى الصحابة في مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبي سرح بهم فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان بكلام شديد و أرسلت عائشة رضي الله عنها إليه فقالت : تقدم إليك أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم و سألوك عزل هذا الرجل فأبيت ؟ فهذا قد قتل منهم رجلا فأنصفهم من عاملك و دخل عليه علي بن أبي طالب فقال : إنما يسألونك رجلا مكان رجل و قد ادعوا قبله دما فاعزله عنهم و اقض بينهم فإن وجب عليه حق فأنصفهم منه فقال لهم : اختاروا رجلا أوليه عليكم مكانه فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر فقالوا : استعمل علينا محمد بن أبي بكر فكتب عهده و ولاه و خرج معهم عدد من المهاجرين و الأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر و ابن أبي سرح فخرج محمد و من معه فلما كان على مسيرة ثلاثة أيام من المدينة إذا هم بغلام أسود على بعير يخبط البعير خبطا يطلب أو يطلب فقال له أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم : ما قصتك و ما شأنك ؟ كأنك هارب أو طالب فقال لهم : أنا غلام أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر فقال له رجل : هذا عامل مصر قال : ليس هذا ما أريد و أخبر بأمره محمد بن أبي بكر فبعث في طلبه رجلا فأخذه فجاء به إليه فقال : غلام من أنت ؟ فأقبل مرة يقول : أنا غلام أمير المؤمنين و مرة يقول : أنا غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان فقال له محمد : إلى من أرسلت ؟ قال : إلى عامل مصر قال : بماذا ؟ قال : برسالة قال : معك كتاب ؟ قال : لا ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا و كانت معه إداوة قد يبست فيها شيء يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة فإذا بها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح فجمع محمد من كان عنده من المهاجرين و الأنصار و غيرهم ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه : إذا أتاك محمد و فلان و فلان فاحتل في قتلهم و أبطل كتابه و قر على عملك حتى يأتيك رأيي و احبس من يجيء إلي يتظلم منك ليأتيك رأيي في ذلك إن شاء الله تعالى فلما قرأوا الكتاب فزعوا و أزمعوا فرجعوا إلى المدينة و ختم محمد الكتاب بخواتيم نفر كانوا معه و دفع الكتاب إلى رجل منهم و قدموا المدينة فجمعوا طلحة و الزبير و عليا و سعدا و من كان من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ثم فضوا الكتاب بمحضر منهم و أخبروهم بقصة الغلام و أقرؤوهم الكتاب فلم يبق أحد من أهل المدينة إلا حنق على عثمان و زاد ذلك من كان غضب لابن مسعود و أبي ذر و عمار بن ياسر حنقا و غيظا و قام أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فلحقوا بمنازلهم ما منهم أحد إلا و هو مغتم لما قرؤوا الكتاب و حاصر الناس عثمان سنة خمس و ثلاثين و أجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم و غيرهم فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة و الزبير و سعد و عمار و نفر من الصحابة كلهم بدري ثم دخل على عثمان و معه الكتاب و الغلام و البعير فقال له علي : هذا الغلام غلامك ؟ قال : نعم قال : و البعير بعيرك ؟ قال : نعم قال : فأنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال : لا و حلف بالله ما كتبت هذا الكتاب و لا أمرت به و لا علم لي به قال له علي : فالخاتم خاتمك ؟ قال : نعم قال : فكيف يخرج غلامك ببعيرك و بكتاب عليه خاتمك لا تعلم به ؟ فحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب و لا أمرت به و لا وجهت هذا الغلام إلى مصر قط و أما الخط فعرفوا أنه خط مروان و شكوا في أمر عثمان و سألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى و كان مروان عنده في الدار فخرج أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم من عنده غضابا و شكوا في أمره و علموا أن عثمان لا يحلف بباطل إلا أن قوما قالوا : لن يبرأ عثمان من قلوبنا إلا أن يدفع إلينا مروان حتى نبحثه و نعرف حال الكتاب و كيف يأمر بقتل رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم بغير حق ؟ فإن يكن عثمان كتبه عزلناه و إن يكن مروان كتبه على لسان عثمان نظرنا ما يكون منا في أمر مروان و لزموا بيوتهم و أبى عثمان أن يخرج إليهم مروان و خشي عليه القتل و حاصر الناس عثمان و منعوه الماء فأشرف على الناس فقال : أفيكم علي ؟ فقالوا : لا قال : أفيكم سعد ؟ قالوا : لا فسكت ثم قال : ألا أحد يبلغ عليا فيسقينا ماء ؟ فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء فما كادت تصل إليه و جرح بسببها عدة من موالي بني هاشم و بني أمية حتى وصل الماء إليه فبلغ عليا أن عثمان يراد قتله فقال : إنما أردنا منه مروان فأما قتل عثمان فلا و قال للحسن و الحسين : اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه و بعث الزبير ابنه و بعث طلحة ابنه و بعث عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبناءهم يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان و يسألونه إخراج مروان فلما رأى ذلك الناس رموا باب عثمان بالسهام حتى خضب الحسن بن علي بالدماء على بابه و أصاب مروان سهم و هو في الدار و خضب محمد بن طلحة و شج قنبر مولى علي فخشي محمد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن و الحسين فيثيروها فتنة فأخذ بيد الرجلين فقال لهما : إن جاءت بنو هاشم فرأوا الدماء على وجه الحسن كشف الناس عن عثمان و بطل ما نريد و لكن اذهبوا بنا حتى نتسور عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم به أحد فتسور محمد و صاحباه من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على عثمان و لا يعلم أحد ممن كان معه لأن كل من كان معه كانوا فوق البيوت و لم يكن معه إلا امرأته فقال لهما محمد : مكانكما فإن معه امرأته حتى أبدأكما بالدخول فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجآه حتى تقتلاه فدخل محمد فأخذ بلحيته فقال له عثمان : و الله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني فتراخت يده و دخل يده الرجلان عليه فتوجآه حتى قتلاه و خرجوا هاربين من حيث دخلوا و صرخت امرأته فلم يسمع صراخها لما كان في الدار من الجلبة و صعدت امرأته إلى الناس فقالت : إن أمير المؤمنين قد قتل فدخل الناس فوجدوه مذبوحا و بلغ الخبر عليا و طلحة و الزبير و سعدا و من كان بالمدينة فخرجوا ـ و قد ذهبت عقولهم للخبر الذي أتاهم ـ حتى دخلوا على عثمان فوجدوه مقتولا فاسترجعوا و قال علي لابنيه : كيف قتل أمير المؤمنين و أنتما على الباب ؟ و رفع يده فلطم الحسن و ضرب صدر الحسين و شتم محمد بن طلحة و عبد الله بن الزبير و خرج ـ و هو غضبان ـ حتى أتى منزله و جاء الناس يهرعون إليه فقالوا له : نبايعك فمد يدك فلا بد من أمير فقال علي : ليس ذلك إليكم إنما ذلك إلى أهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليا فقالوا له : ما ترى أحدا أحق بها منك ؟ مد يدك نبايعك فبايعوه و هرب مروان و ولده و جاء علي إلى امرأة عثمان فقال لها : من قتل عثمان ؟ قالت : لا أدري دخل عليه رجلان لا أعرفهما و معهما محمد بن أبي بكر و أخبرت عليا و الناس بما صنع محمد فدعا على محمدا فسأله عما ذكرت امرأة عثمان ؟ فقال محمد : لم تكذب قد و الله دخلت عليه و أن قتله فذكرني أبي فقمت عنه و أنا تائب إلى الله تعالى و الله ما قتلته و لا أمسكته ابن سعد فقال امرأته : صدق و لكنه أدخلهما
و أخرج ابن عساكر عن كنانة مولى صفية و غيره قالوا : قتل عثمان رجل من أهل مصر أزرق أشقر يقال له : حمار
و أخرج أحمد عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان ـ و هو محصور ـ فقال : إنك إمام العامة و قد نزل بك ما نرى أعرض عليك خصالا ثلاثا : إحداهن : إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عددا و قوة و أنت على الحق و هم على الباطل و إما لك بابلا سوى الباب الذي هم عليه فقعد على راحلتك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك و أنت بها و إما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام و فيهم معاوية فقال عثمان : أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول [ يلحد رجل من قريش بمكة عليه نصف عذاب العالم ] فلن أكون أنا و أما ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي و مجاورة رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج ابن عساكر عن أبي ثور الفهمي قال : دخلت على عثمان ـ و هو محصور ـ فقال : لقد اختبأت عند ربي عشرا إني لرابع أربعة في الإسلام و أنكحني رسول الله صلى الله عليه و سلم ابنته ثم توفيت فأنكحني ابنته الأخرى و ما تغنيت و لا تمنيت و لا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما مرت بي جمعة منذ أسلمت إلا و أنا أعتق فيها رقبة إلا أن لا يكون عندي شيء فأعتقها بعد ذلك و لا زينت في جاهلية و لا إسلام قط و لا سرقت في جاهلية و لا إسلام قط و لقد جمعت القرآن على رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان قتل عثمان في أوسط أيام التشريق من سنة خمس و ثلاثين و قيل : قتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة و دفن ليلة السبت بين المغرب و العشاء في حش كوكب بالبقيع و هو أول من دفن به و قيل : كان قتله يوم الأربعاء و قيل : يوم الاثنين لست بقين من ذي الحجة و كان له يوم قتل اثنتان و ثمانون سنة و قيل : إحدى و ثمانون سنة و قيل : أربع و ثمانون و قيل : ست و ثمانون سنة و قيل : ثمان أو تسع و ثمانون و قيل : تسعون قال قتادة : صلى عليه الزبير و دفنه و كان أوصى بذلك إليه
و أخرج ابن عدي و ابن عساكر من حديث أنس مرفوعا [ إن لله سيفا مغمودا في غمده ما دام عثمان حيا فإذا قتل عثمان جرد ذلك السيف فلم يغمد إلى يوم القيامة ] تفرد به عمرو بن فائد و له مناكير
و أخرج ابن عساكر عن يزيد بن أبي حبيب قال : بلغني أن عامة الركب الذين ساروا إلى عثمان عامتهم جنوا
و أخرج عن حذيفة قال : أول الفتن قتل عثمان و آخر الفتن خروج الدجال و الذي نفسي بيده لا يموت رجل و في قلبه مثقال حبة من حب قتل عثمان إلا تبع الدجال إن أدركه و إن لم يدركه آمن به في قبره
و أخرج عن ابن عباس قال : لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء
و أخرج عن الحسن قال : قتل عثمان و علي غائب في أرض له فلما بلغه قال : اللهم إني لم أرض و لم أمالئ
و أخرج الحاكم و صححه عن قيس بن عباد قال : سمعت عليا يوم الجمل يقول : اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان و لقد طاش عقلي يوم قتل عثمان و أنكرت نفسي و جاؤوني للبيعة فقلت : و الله إني أبايع قوما قتلوا عثمان و إني لأستحي من الله أن أبايع و عثمان لم يدفن بعد فانصرفوا فلما رجع الناس فسألوني البيعة ؟ قلت : اللهم إني مشفق مما أقدم عليه ثم جاءت عزيمة فبايعت فقالوا : يا أمير المؤمنين فكأنما صدع قلبي و قلت : اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى
و أخرج ابن عساكر عن أبي خلدة الحنفي قال : سمعت عليا يقول : إن بني أمية يزعمون أني قتلت عثمان و لا و الله الذي لا إله إلا هو ما قتلت و لا مالأت و لقد نهيت فعصوني
و أخرج عن سمرة قال : إن الإسلام كان في حصن حصين و إنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان لا تسد إلى يوم القيامة و إن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها و لم تعد فيهم
و أخرج عن محمد بن سيرين قال : لم تفقد الخيل البلق في المغازي و الجيوش حتى قتل عثمان و لم يختلف في الأهلة حتى قتل عثمان و لم تر هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتى قتل الحسين
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن حميد بن هلال قال : كان عبد الله بن سلام يدخل على محاصري عثمان فيقول : لا تقتلوه فو الله لا يقتله رجل منكم إلا لقي الله أجذم لا يد له و إن سيف الله لم يزل مغمودا و إنكم و الله إن قتلتموه ليسلنه الله ثم لا يغمده عنكم أبدا و ما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا و لا خليفة إلا قتل به خمسة و ثلاثون ألفا قبل أن يجتمعوا
و أخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن مهدي قال : خصلتان لعثمان ليستا لأبي بكر و لا لعمر رضي الله عنهما : صبره على نفسه حتى قتل و جمعه الناس على المصحف
و أخرج الحاكم عن الشعبي قال : ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب ابن مالك حيث قال :
( فكف يديه ثم أغلق بابه … و أيقن أن الله ليس بغافل )
( و قال لأهل الدار : لا تقتلوهم … عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل )
( فكيف رأيت الله صب عليهم ال … عداوة و البغضاء بعد التواصل ؟ )
( و كيف رأيت الخير أدبر بعده … عن الناس إدبار الرياح الجوافل ؟ )
أخرج ابن سعد عن موسى بن طلحة قال : رأيت عثمان يخرج يوم الجمعة و عليه ثوبان أصفران فيجلس على المنبر فيؤذن المؤذن و هو يتحدث يسأل الناس عن أسعارهم و عن مرضاهم ؟
و أخرج عن عبد الله الرومي قال : كان عثمان يلي و ضوء الليل بنفسه فقيل له : لو أمرت بعض الخدم فكفوك قال : لا الليل لهم يستريحون فيه
و أخرج ابن عساكر عن عمرو بن عثمان بن عفان قال : كان نقش خاتم عثمان [ آمنت بالذي خلق فسوى ]
و أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عمر أن جهجاه الغفاري قام إلى عثمان و هو على المنبر يخطب فأخذ العصا من يده فكسرها على ركبته فما حال الحول على جهجاه حتى أرسل الله في رجله الأكلة فمات منها

هنا الحقيقة جلية الكتاب من عثمان كان معهم وكتاب الغلام من عبد الله بن سبأ على الأرحج وهنالك من يظن كونه من مروان بن الحكم لكونه ما زال شباب حدث صغير تصرفا منه لحماية قريبه ولكن عثمان من خيانة الأمانة برئ قطعا
ولا تعليق ولقد أنكر عثمان الكتاب فلا سبيل عليه وليس مثله بمن يكذب ولا يفعل وهو غير مجبر على كتابه لهم [/center]

[CENTER] وهنا لا داعي للتطويل في سيف لن يغمد فلا تنسى وصية من العدنان أن لا يخلع ثوبه متى ألبسه الله أياه
فليس في أقاربه مذمة بل هم صحابة بل هم صحابة بل هم صحابة
ولا أحب القصص في الصحابة لكنهم اعتزلوا الفتنة بأمر عثمان

والغريب الحسن بن علي يدافع عن عثمان ثم يقاتل معاوية علي على دم عثمان من بعد [/center]