[CENTER] والخلاصة من موسوعة العسكري في خلافة أبو بكر
لم يخطئ أبو بكر وعمر حين انشغل علي بتكفين النبي واجتمعت السقيفة بالأنصار
فلو اتفقوا لكانت خرجت من قريش وهو مخالفة للحديث المعمم للخلافة حتى عهد المهدي
الجامع الصغير وزيادته [ جزء 1 - صفحة 456 ]
4554 - الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث : ما رحموا إذا استرحموا و أقسطوا إذا قسموا و عدلوا إذا حكموا
( ك ) عن أنس .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2788 في صحيح الجامع
فليس في ظل الحدث الرهيب وفاة النبي يمكن لعلي غير ما فعل ولأبو بكر وعمر غير ما فعلوا فقصدهم تكفين النبي ووأد فتنة لو تمت بيعة لكان الواجب المضي بها وصارت للأنصار مخالفة للحديث السالف
وقد سبق القول الصريح من بشير بن سعد هذا فقال قولته الشهيرة لولا ما سبق لوافتك الأنصار مما يعنى أنه لا يجوز خلع البيعة وهو مبدأ هام فمن بايع فقد وكل ولا ينظر في أمره إلا بمخالفة الشرع نصيا فقط
ولا يعقل أن يكلف أبو بكر وعمر بالنظر في دعوة علي وترك التكفين لحضور إجتماع نتيجته كانت على ما أراد الله والمسلمون بفضل مرض من كان ينوي قتال قريش في الفتح لو صح الفقة عنه فأوكلها النبي لولده هذا
فمن صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1559 ]
4030 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال
: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ماهذه لكأنها نيران عرفة ؟ فقال بديل بن ورقاء نيران بني عمرو فقال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس ( احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين ) . فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه ؟ قال هذه غفار قال مالي ولغفار ثم مرت جهينة قال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه ؟ قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكبعة . فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الدمار . ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة ؟ قال ( ما قال ) . قال كذا وكذا فقال ( كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة يوم تكسى فيه الكعبة ) . قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته بالحجون
قال عروة وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية ؟
قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كدا فقتل من خيل الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري
فهل تذكر عمر هذا الموقف له عمر يريد الحسم والحسم كان من التدافع لا أكثر مما يعني تلكأه في البيعة على الأغلب
[B]
فمن معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 1
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
السقيفة وبيعة أبي بكر [/center]
[RIGHT]
اجتمعت الانصار في سقيفة بني ساعدة ، وتبعهم جماعة من المهاجرين ، ولم يبق حول رسول الله الا أقاربه ، وهم تولوا غسله وتكفينه وهم : علي والعباس ، وابناه الفضل وقثم ، واسامة بن زيد ، وصالح مولى رسول الله ، وأوس بن خولى الانصاري ( 1 ) .
السقيفة برواية الخليفة عمر قال : انه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ، ان الانصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما فقلت لابي بكر : انطلق بنا إلى اخواننا الانصار ، فانطلقنا حتى أتيناهم ، فإذا رجل مزمل ،
فقالوا هذا سعد بن عبادة يوعك ، فلما جلسنا قليلا ، تشهد خطيبهم فأثنى على الله ثم قال : أما بعد فنحن أنصار الله ، وكتيبة الاسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط . . . فأردت ان أتكلم ، فقال أبو بكر على رسلك ، فتكلم هو ، والله ما ترك من كلمة
أعجبتني في تزويري الا قال مثلها أو أفضل قال : ما ذكرتم فيه من خير له أهل ، ولن يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة فلم
أكره مما قال غيرها ، فقال قائل من الانصار : إنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، فكثر اللغط ، وارتفعت الاصوات ، حتى فرقت من الاختلاف ، فقلت : أبسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته وبايعه
المهاجرون ثم بايعته الانصار ونزونا على سعد بن عبادة إلى قوله : فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ( 2 ) . روى الطبري ( 3 ) في ذكر خبر السقيفة وبيعة أبي بكر وقال :
[/right]
[CENTER][/size][/font]* هامش *COLOR=#000080[/color] راجع النص لابن سعد في الطبقات : ج 2 / ق 2 / 70 ، وفي البدء والتاريخ قريب منه . وكنز العمال ج 4 / 54 و 60 ، وهذه عبارته : " ولي دفنه وأجنانه أربعة من الناس " ثم ذكر ما أوردناه ، والعقد الفريد 3 / 61 وقريب منه نص الذهبي في تاريخه : 1 / 321 و 324 و 326 .
B[/b] صحيح البخاري ، كتاب الحدود ، باب رجم الحبلى من الزنا ( 4 / 120 )
B[/b] نقلنا هذا الخبر ملخصا من تاريخ الطبري في ذكره حوادث بعد وفاة الرسول ، وما كان من غير الطبري أشرنا إليه في الهامش ، وقد اوردنا تفصيل الخبر في كتاب " عبد الله بن سبأ " الجزء الاول . ( * ) [FONT=Courier New (Arabic)][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]
[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
ج1 - ص 115 -
[/center]
اجتمعت الانصار في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله ، فقالوا : " نولي هذا الامر بعد محمد ، سعد بن عبادة ، وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض . . " . فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الانصار في الدين وفضيلتهم في
الاسلام ، واعزازهم للنبي وأصحابه وجهادهم لاعدائه ، حتى استقامت العرب ، وتوفي الرسول وهو عنهم راض ، وقال : استبدوا بهذا الامر دون الناس فأجابوه بأجمعهم : أن قد وفقت في الرأي ، وأصبت في القول ولن نعدوا ما رأيت نوليك هذا
الامر ، ثم انهم ترادوا الكلام بينهم ، فقالوا : فإن أبت مهاجرة قريش ؟ فقالوا نحن المهاجرون ، وصحابة رسول الله الاولون ، ونحن عشيرته ، وأولياؤه ، فعلام تنازعوننا هذا الامر بعده ؟ فقالت طائفة منهم : فإنا نقول إذا : منا أمير ومنكم أمير ،
فقال سعد بن عبادة : هذا أول الوهن ( 1 ) . سمع أبو بكر وعمر بذلك ، فأسرعا إلى السقيفة مع أبي عبيدة بن الجراح وانحاز معهم أسيد بن حضير ( 2 ) وعويم بن ساعدة ( 3 ) وعاصم بن عدي ( 4 ) من بني العجلان ( 5 ) .
[CENTER]* هامش *B[/b] الطبري في ذكره لحوادث سنة 11 ه ، ج 2 / 456 ط . اوربا ج 1 / 1838 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الانصاري ، وابن الاثير 2 / 125 وتاريخ الخلفاء لابن قتيبة ج 1 / 5 قريب منه وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة ج 2 من ابن أبي الحديد في خطبة " ومن كلام له في معنى الانصار " .
B[/b] ورد اسمه في سيرة ابن هشام 4 / 335 ، وأسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس ابن زيد بن عبد الاشهل بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس الانصاري الاشهلي ، شهد العقبة الثانية وكان ممن ثبت في أحد ، وشهد جميع مشاهد النبي وكان أبو بكر لا يقدم أحدا من الانصار عليه . توفي سنة 20 أو 21 ه فحمل عمر نعشه بنفسه ، الاستيعاب ج 1 / 31 - 33 والاصابة ج 1 / 64 .
B[/b] عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي ، شهد العقبة وبدر وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر وبترجمته في النبلاء انه كان أخا الخليفة عمر . وقال عمر على قبره : " لا يستطيع أحد من أهل الارض أن يقول : أنا خير من صاحب هذا القبر . " . الاستيعاب ج 3 / 170 والاصابة ج 3 / 45 وأسد الغابة ج 4 ص 158 .
B[/b] عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي العجلاني ، حليف الانصار وكان سيد بني عجلان ، شهد أحدا وما بعدها ، توفي سنة 45 هجرية ، الاستيعاب ج 3 / 133 ، والاصابة ج 2 / 237 وأسد الغابة ج 3 / ص 75 .
B[/b] ابن هشام 4 : 339 . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]
[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
ج1 - ص 116 -
[/center]
[RIGHT]تكلم أبو بكر - بعد أن منع عمر عن الكلام - وحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرسول دون جميع العرب ، وقال : " فهم أول من عبد الله في الارض وآمن بالرسول وهم أولياؤه ، وعشيرته ، وأحق الناس بهذا الامر
من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم " ، ثم ذكر فضيلة الانصار ، وقال : " فليس بعد المهاجرين الاولين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الامراء . وأنتم الوزراء " . فقام الحباب بن المنذر ، وقال : " يا معشر الانصار أملكوا عليكم أمركم فإن الناس في
فيئكم ، وفي ظلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولا تختلفوا ، فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض عليكم أمركم . فان أبى هؤلاء إلا ما سمعتم ، فمنا أمير ومنهم أمير " . فقال عمر : هيهات ! لا يجتمع اثنان في قرن . . . والله لا ترضى العرب
أن يؤمروكم ونبيها من غيركم . ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وولي أمورهم منهم . ولنا بذلك على من أبى الحجة الظاهرة ، والسلطان المبين من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته ( 1 ) إلا مدل بباطل أو متجانف لاثم أو متورط في هلكة .
فقام الحباب بن المنذر ( 2 ) وقال : يا معشر الانصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم ، فاجلوهم عن هذه البلاد ، وتولوا عليهم هذه الامور ، فأنتم والله أحق بهذا الامر منهم ، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به . انا جذيلها المحكك ( 3 )
[/right]
[CENTER]* هامش *COLOR=#000080[/color] لما سمع علي بن أبي طالب هذا الاحتجاج من المهاجرين قال : احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ، النهج وشرحه ج 2 في الصفحة الثانية منه .
B[/b] الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري شهد بدرا وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر ، الاستيعاب ج 1 / 353 والاصابة ج 1 / 302 وأسد الغابة 1 / 364 ونسبه في جمهرة ابن حزم ص 359 .
B[/b] جذيلها ، تصغير الجذل : أصل الشجرة والمحكك عود ينصب في مبارك الابل لتتمرس به الابل الجربى . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]
[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
ج1 - ص 117 -
[/center]
وعذيقها المرجب ( 1 ) أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة ( 2 ) .
قال عمر : إذا يقتلك الله . قال : بل إياك يقتل . فقال أبو عبيدة : " يا معشر الانصار إنكم كنتم أول من نصر وآزر ، فلا تكونوا أول من بدل وغير " .
فقام بشير بن سعد الخزرجي أبو نعمان بن بشير ، فقال : " يا معشر الانصار إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين ، وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا ، وطاعة نبينا ، والكدح لانفسنا ، فما ينبغي لنا أن نستطيل على
الناس بذلك ، ولا نبتغي به من الدنيا عرضا ، فإن الله ولي النعمة علينا بذلك ، الا ان محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش ، وقومه أحق به ، وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر أبدا ، فاتقوا الله ، ولا تخالفوهم ، ولا تنازعوهم . "
فقال أبو بكر : هذا عمرو هذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا ، فقالا : " والله لا نتولى هذا الامر عليك " ( 3 ) - الخ .
" وقام عبد الرحمن بن عوف ، وتكلم فقال : " يا معشر الانصار إنكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي " .
وقام المنذر بن الارقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإن فيهم لرجلا لو طلب هذا الامر لم ينازعه فيه أحد - يعني علي بن أبي طالب " ( 4 ) . " فقالت الانصار أو بعض الانصار : لا نبايع إلا عليا " ( 5 ) . "
قال عمر : فكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت ابسط ( 6 ) يدك لابايعك " ( 7 ) فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه
[CENTER]* هامش *B[/b] وعذيق تصغير العذق وهي النخلة ، والمرجب ما جعل له رجبة وهي دعامة تبتنى من الحجارة حول النخلة الكريمة إذا طالت وتخوفوا عليها أن تنعقر في الرياح العواصف .
B[/b] أعدت الامر جذعا أي جديدا كما بدأ ، وإذا طفئت حرب بين قوم فقال بعضهم إن شئتم أعدناها جذعة أي : أول ما يبتدأ فيها .
B[/b] لم نسجل هنا بقية الحوار وتعليقنا عليه طلبا للاختصار .
B[/b] رواه اليعقوبي بعد ذكر ما تقدم في ص 103 ج 2 من تاريخه والموفقيات للزبير بن بكار ، ص 579 .
B[/b] في رواية الطبري ج 3 ص 208 ( وط - اروبا ج 1 / 1818 ) عن ابراهيم ، وابن الاثير 2 / 123 " أن الانصار قالت ذلك بعد أن بايع عمر أبا بكر " .
B[/b] قد قال عمر لابي بكر أبسط يدك لابايعك .
B[/b] عن سيرة ابن هشام 4 / 336 وجميع من روى حديث الفلتة ، راجع بعده حديث الفلتة في ذكر رأي عمر في بيعة أبي بكر . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]
[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
ج1 - ص 118 -
[/center]
[RIGHT]الحباب بن المنذر : يا بشير بن سعد عققت عقاق ! أنفست على ابن عمك الامارة ، فقال : لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله لهم . ولما رأت الاوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد
بن عبادة ، قال بعضهم لبعض ، وفيهم أسيد ابن حضير وكان أحد النقباء : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر . ( 1 ) فقاموا إليه فبايعوه فانكسر على سعد
بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم . . . فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة . فقال أناس من أصحاب سعد : اتقوا سعدا لا تطؤوه . فقال عمر : اقتلوه قتله الله . ثم قام على رأسه فقال : لقد
هممت أن أطأك حتى تندر عضوك . فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة . فقال أبو بكر : مهلا يا عمر الرفق ها هنا أبلغ . فأعرض عنه عمر ( 2 ) . وقال سعد : أما والله لو أن بي قوة ما
أقوى على النهوض لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك : أما والله إذا لالحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع ، احملوني من هذا المكان . فحملوه فأدخلوه داره ( 3 ) .
وروى أبو بكر الجوهري : " أن عمر كان يومئذ - يعنى يوم بويع أبو بكر - محتجزا يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : ألا إن الناس قد بايعوا أبا بكر ( 4 ) " الخ .
[/right]
[CENTER]* هامش *B[/b] وفي رواية أبي بكر في سقيفته : لما رأت الاوس أن رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع قام أسيد بن حضير وهو رئيس الاوس فبايع حسدا لسعد ومنافسة له أن يلي الامر . راجع شرح النهج ج 2 / 2 في شرحه " ومن كلام له في معنى الانصار " .
B[/b] إن هذا الموقف يوضح بجلاء جماع سياسة الخليفتين من شدة ولين .
B[/b] الطبري : ص 455 - 459 ، وط ، اوروبا 1 / 1843 " وتندر عضوك " كذا ورد ويعني تسقط اعضاؤك .
B[/b] في كتابه السقيفة ، راجع ابن أبي الحديد : 1 / 133 . وفي 74 منه بلفظ آخر . ( * ) [/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=1]
[/size][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
ج1 - ص 119 -
[/center]
[RIGHT]" بايع الناس أبا بكر وأتوا به المسجد يبايعونه فسمع العباس وعلي التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " . فقال علي : ما هذا ؟ قال العباس : ما روي مثل هذا قط ! ! ما قلت لك ( 1 ) ؟ ! .
النذير وجاء البراء بن عازب فضرب الباب على بني هاشم وقال . يا معشر بني هاشم ! بويع أبو بكر . فقال بعضهم لبعض : ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمد ! ! . فقال العباس : فعلوها ورب الكعبة ! وكان عامة المهاجرين وجل الانصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الامر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
وكان المهاجرون والانصار " لا يشكون في علي " . روى الطبري : " أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر فكان عمر يقول : ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر " ( 3 ) .
فلما بويع أبو بكر أقبلت الجماعة التي بايعته تزفه زفا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد على المنبر - منبر رسول الله ( ص ) - فبايعه الناس حتى أمسى ، وشغلوا عن دفن رسول الله حتى كانت ليلة الثلاثاء ( 4 ) .
[/right]
[CENTER][/size][/font][/font][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]* هامش *COLOR=#000080[/color] ابن عبد ربه في العقد الفريد 3 : 63 ، وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد عنه في ج 1 / 132 ويروى تفصيله في 74 منه والزبير بن بكار في الموفقيات كما يروي عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 في شرحه " ومن كلام له في معنى الانصار " .
B[/b] الموفقيات للزبير بن بكار ، ص 580 .
B[/b] الطبري ج 2 / 458 . وط . أوروبا 1 / 1843 وفي رواية ابن الاثير 2 / 224 " وجاءت أسلم فبايعت " وقال الزبير بن بكار في الموفقيات برواية النهج ج 6 / 287 " فقوي بهم أبو بكر " ولم يعينا متى جاءت أسلم ويقوى الظن أن يكون ذلك يوم الثلاثاء . وقال المفيد في كتابه " الجمل " ان القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة ( الجمل ص 43 ) .
B[/b] الموفقيات ، ص 578 ، والرياض النضرة 1 / 164 ، وتاريخ الخميس ج 1 / 188 . ( * )
[/size][/font] فموقف عمر وحكمة أبو بكر كانتا نصرة الإسلام يومها
وهنا بعض التحليلات لموقف سعد وموقف العباس وعلي[/center]
[/b]