فى بيان شديد اللهجة:جبهة علماء الأزهر تطالب بإقالة الجمل

فى بيان شديد اللهجة أصدرته جبهة علماء الأزهر طالبت فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بضرورة إقالة نائب رئيس الوزراء الحالى يحيى الجمل والذى أخطأ فى الذات الألهية فى برنامج مصر النهاردة مما أثار العديد من المواطنين وكذلك من العلماء الإسلاميين وجاء نص البيان كالتالى

من جبهة علماء الأزهر إلى نائب رئيس الوزراء المصري
الأستاذ الدكتور يحيى الجمل( ما غرَّ ك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك)

لقد عزَّ علينا ما صدر عنك وسُجِّل عليك من عبارات في حق الذات العلية لا يليق صدور عشر معشارها عن غيرك، ولا عنك حتى لو كنت بغير منصب مصري رفيع ، فكيف وقد صدر عنك ما يملأ الفم؟

ولهذا سارع من سارع بالاعتذار عنك من بعض الشيوخ بغير إذن من الشارع لهم، ولا حق أعطي لهم منك.

الأستاذ الدكتور لو أن غيرك هو الذي صدر عنه هذا الاستخفاف بالله جل جلاله لكان أول المشكو إليه منه هو أنت، فكيف بك وأنت القائل على رؤوس الأشهاد ب" أن الله لو نزل ودخل في استفتاء لحصل على 70% من الأصوات ويحمد ربنا" صحيفة الدستور العدد 1273، 17 من ربيع الآخر 1432هـ 22 مارس 2011م، فأي رب يكون هذا سيادة الدكتور الذي سيحمده الله جل جلاله؟ وسيادتك خير من يعلم أن الرئيس جمال الذي كنت أحد وزرائه كان ينال أكثر من هذه النسبة على مرأى ومسمع منك ، ولم تقل فيه ما قلت ؟ !

سيادة الدكتور قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، والترمذي، وابن ماجة في سننيهما ، والإمام مالك في الموطأ ، وأحمد في المسند – وهذا لفظ البخاري- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها؛ يَزِلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق"، " وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سُخْط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم" البخاري في صحيحه، ك الرقاق ب حفظ اللسان. ولفظ أحمد عنه " إن الرجل ليتكلم بالكلمة يُضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثُّرَيَّا" أحمد في المسند 15/ 121.
وعنه كذلك بسند صحيح " إن الرجل ليتكلم بالكلمة وما يرى أنها تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا" السابق 16/ 523.

قد تكون سيادة الوزير نائب الرئيس هازلا! وهذا أحسن التقديرات فيك على هذا العمر الذي بلغت، والمكانة التي أقامك الله فيها ، وهذا شأنك أنت لو كنت بغير منصب رفيع، وإن كان السكوت عليك لو نشر لك هذا الاستخفاف آنئذ يعد بميزان الحق جريمة، فكيف وأنت إلى الآن لم يصدر عنك ما يشفي الصدر أو يصحح الخلل، وأنت أنت؟

الأستاذ الدكتور: كم كنا نودُّ أن نكون معك على العهد بنا مع غيرك من ذوي المكانة والشرف، لكن كيف لنا هذا ومن مأثور القول فينا أنَّ منْ وقَّرَ صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" فكيف بصاحب القول الذي لا يحتمل قوله غير الكفر؟ - إلى الآن نقول قوله فقط- و نحن إلى الآن لم نقل بكفرك أنت، ولا نحب أن نسمعها فيك ، لكن مثل هذا القول لا يخرج في أحسن التقديرات له أنه قولٌ هازل ، وفي حقه يقول الله جل جلاله( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) والجواب سيادة الدكتور كما نظن أنك تعلمه لن يكون في غير قول الله تعالى)( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة 66.

سيادة الأستاذ نائب الرئيس:

سيادة الدكتور : كلنا أمل فيك أن تُعفي مجلس الوزراء من تبعة شركتهم التضامنية منهم لك في تلك الواقعة على وفق ما تقضي به الأعراف الدستورية والقواعد القانونية ، فإن ربنا جل جلاله دمدم على قوم بعذابه الآخذ جرَّاءَ سكوتهم على جريمةِ واحدٍ فيهم أراد أن يكون بها شجاعا على الله تعالى، لا هازئا بالله، فقال جل جلاله فيه وفي قومه الذين سكتوا عليه ( كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها * فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها * فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها* ولا يخاف عقباها) .

لم يكن العاقر غير واحد، ولم يكن المجرم في تلك الجريمة التي تعلقت بواجب شرعي فقط غير واحد، لكنَّ سكوت القوم عليه في جريمته جعلهم كلهم شركاء له فيما فعل، فكانوا جميعا أهلا لعذاب الله الآخذ الماحق الذي لا ِقبـَلَ لأحدٍ به ولا قزم أو جماعة به، خاصة ونحن في هذا المنعرج الخطير، رجاؤنا أن تجنب الأمة الحرج مما سيتوجب عليهم إن لم تفعل فلا تكون أنت فيهم كصاحب ثمود، جنب أمتك أن تسمع قول الله مدويا فيهم بسببك إن لم تفعل ( ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود)


"وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون "

قال الله جل وعلا في حق نبيه: لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا
وفي الحديث الذي يرويه أنس قال نادى رجل رجلا بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه رسول الله فقال يا رسول الله إني لم أعنك إنما دعوت فلانا فقال رسول الله تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فمجرد التفات النبي للرجل ورده عليه “ما كنش قصدي إنت”، اعتبرت انتقاصاً من شأن النبوة

أنا ذكرت ذلك فقط لأبين كيف شان النبي، فما بالكم بالله وفي مرة أتاه أعرابي من الصحراء، قال: {يا رسول الله! جاع العيال، وضاع المال، وانقطع الغيث، فاستسقِ لنا الله، فإننا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك، فقال عليه الصلاة والسلام: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! ويحك! ويلك! أجعلتني لله نداً إن الله أعظم من ذلك إن شأن الله عظيم، إنه لا يستشفع به على أحد من خلقه