قصه حياه الرئيس السادات

[CENTER][B][SIZE=5]قصه حياه الرئيس السادات

بطل الحرب والسلام

اولا المقدمه

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوز بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انته من يهديه الله فهو المهتد ومن
يضلل فلن تجد له وليا مرشدا …

اما بعد ,

انى من محبى الرئيس السادات حبا شديدا حبا لا يعلم مداه الا رب الأرض والسماء .
انى فضلت ان اختار هذه الشخصيه على باقى جميع الشخصيات لان هذه الشخصيه غيرتى عندى اشياء كثيره .
ومنها
تغيرت شخصيتى كلها لانى اعتبرت ان الرئيس السادات رئيس قدوه خير وسندى لى ،ومن كثرت حبى للرئيس السادات وكثره سماعى لجميع خطبه ولجميع احاديثه حفظها مما ادى ذلك الى حدوث موهبه عندى وهى تقليد الرئيس السادات فى جميع خطبه.
اولا :مانا التزمت به فى هذا البحث هو اظهار شخصيه الرئيس السادات ،والرد على جميع من يكره الرئيس السادات من خلال هذا البحث ،وان الرئيس السادات لم يكن مخطا فى عمليه السلام التى عملها مع اسرائيل، وان الجماعات الاسلاميه التى اغتالت الرئيس السادات كانت مخطئه،وان السادات كان عنده بعد نظر شديد جدا.

ثانيا :سوف اذكر قبل كتابه البحث نبذه عن الرئيس السادات.

ثالثا:سوف اذكر قصه حياه السادات من اول مولده الى يوم وفاته الى محاكمه قتله السادات
1


نبزه عن الرئيس السادات

اولا:نبذه سريعه ومختصره عن الرئيس السادات
كان الرئيس السادات ولازال اشهر رئيس مصرى حكم مصر ونال قدرا كبيرا من الشهره الاعلاميه ليس خلال فتره حكمه وحسب والتى امتدت لمده احدى عشر عاما وشهدت الكتير من الاعمال التى بهرت العالم وليس من خلال عمليه اغتياله وحسب و التى تمت بطريقه دراماتيكيه صدمت العالم وانما ايضا امتدت تلك الشهره بعد وفاته لتصدر اعمال كثيره وفى صور شتى احيانا عن حياته واحيانا عن سياساته واحيانا عن مفاجاته واحيانا اخرى نقدا موضوعيا لفتره حكمه واحيانا اخرى سبابا فيه ولعنه عليه وعلى فتره حكمه واحيانا اخرى تمجيدا فيه .وسوف نحاول فى هذا القسم جاهدين ان نستعرض مقتطفات من حياته
متمنين من الله عز وجل ان يوفقنا
الرئيس الراحل محمد انور السادات

رئيس جمهوريه مصر العربيه 1970-1981
"
وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصروآماله. نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه … وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء "

محمد انور السادات

1973/10/16
فى حرب اكتوبر المجيده

2
__________________________________________________ ____________تواريخ فى حياه السادات
تواريخ هامة
• شهدت قرية ميت أبو الكوم ميلاده فى 25 ديسمبر 1918.
• 1925 أنتقل إلى القاهرة بعد عودة أبيه من السودان مع الجيش المصرى.
• 1936 حصل على شهادة التوجيهية من مدرسة رقى المعارف.
• 1938 تخرج من الكلية الحربية وتم تعيينه فى منقباد .
• 1941 اعتقل من الإنجليز ثم أفرج عنه .
• سجنه الإنجليز لمدة عامين عندما أراد أن يقدم مساندة عسكرية مصرية للألمان مقابل استقلال مصر.
• 1944 هرب من السجن وعمل سائقا و تخفى فى اسم " الحاج محمد".
• أتهم بالاشتراك فى قضية مقتل" أمين عثمان" و سجن لمدة عامين فى زنزانة 54 ثم حكم عليه بالبراءة .
• 1948 عمل بجريدة المصور ومن أشهر مقالاته ( 30 شهر فى السجن) بقلم اليوزباشى أنور السادات
• 1949 أنفصل عن زوجته الأولى ثم زواجه من السيدة جيهان رؤوف صفوت
• 1952 اشترك مع الضباط الأحرار فى القيام بثورة 23 يوليو وأذاع بصوته أول بيان رسمي للثورة .
• 1960 أنتخب أنور السادات رئيسا لمجلس الأمة .
• 1961 عين رئيسا لمجلس التضامن الافرو أسيوى .
• 1967 اندلاع حرب الستة أيام فى 5 يونيو و انتصار إسرائيل على مصر .
• 1969 اختير النائب الأول للرئيس جمال عبد الناصر.
• 1970 أنتخب رئيسا للجمهورية بعد وفاة جمال عبد الناصر و قام بتصفية الحراسات الخاصة و أعاد لكل ذى حق حقه كمدخل لأمن الوطن و المواطنين.
• 1971 قام بثورة التصحيح للقضاء على مراكز القوى و لتصحيح مسار الثورة وتحقيق سيادة القانون وقام بإحباط محاولة انقلاب ضده .
• 1972 قام بالاستغناء عن خدمات17000 خبير روسي فى أسبوع واحد لإعادة الثقة بالنفس لجيش مصر وإعداده لحرب التحرير .
• 1973 قاد مصر إلى تحقيق أكبر نصر عسكري فى العصر الحديث وعبر بها من الهزيمة إلى الانتصار فى حرب أكتوبر .
• 1974 إتخذ قرار الانفتاح الإقتصادى انطلاقا لتحقيق الرخاء لمصر .
• 1975 قام بإلغاء المعاهدة المصرية السوفيتية تأكيدا لمبدأ حرية مصر و عدم انحيازها لأى حلف دولي
• 1975 إعادة افتتاح قناة السويس
• 1976 قام بإعلان قيام الأحزاب فى مصر .
• 1977 قام بمبادرة السلام الشجاعة حقنا للدماء وزيارة للقدس الشهيرة .
• 1978 قام بعقد اتفاقية (كامب ديفيد) التى أعادت باقي الأرض المحتلة للوطن الغالي .
• 1978 حصل على جائزة نوبل للسلام فى ديسمبر 1978 .
• 1979 قام بعقد معاهدة السلام مع إسرائيل كمدخل هام لتحقيق السلام الشامل لمصر و الوطن العربي .
• 1980 قام بإلغاء الأحكام العرفية تتويجا للعمل الديمقراطي وإرساء لقواعد الديمقراطية التى اختارها كأفضل نظام للحكم.
• 1981 و تحديدا يوم 6 أكتوبر نالته أيدي الغدر أثناء الاحتفال بذكرى العبور العظيم .


ميلاد جميل فى يوم جميل
محمد انور السادات
1918-1981

ولد محمد أنور السادات في 25 ديسمبر 1918 بقرية ميت ابو الكوم بالمنوفيه
وبدات دراستة بكتاب القرية و حفظ القران الكريم كلة وهو مايزال صبي .
التحق بالمدرسة الحربية بواسطة من إبراهيم باشا والذي كان والدة يعرف صول من الذين يعملوا في خدمتة فرتب هذا الصول لقاء بين الوالد و الباشا و معهم الطالب محمد أنور السادات جاء الباشا بكل عنجهية وغطرسة وتحدثة مع والدة بكل كبرياء وهو يسير نحو الباب والاب يسير وراءة مثل الخدم ولهذا كان هذا الموقف علي وجة التحديد من المواقف التي لم تبرح وجدانة ابدا وقال في كتابة البحث عن الذات فيما بعد ان هذا الموقف لن ينساة ابدا وقبل السادات فى المدرسة الحربية .

تخرج في فبراير 1938 و يعين في منطقة المكس ثم ينتقل الي منقباد وهناك يكون لقاء القمة لاول مرة بين كل من جمال عبد الناصر و أنور لسادات .

يتكون في الجيش بعد ذلك تنظيم اطلق علية تنظيم الضباط الاحرار يهدفوا الي التفكير و العمل علي اصلاح الفساد المتنامي في الجيش و الحكومة و القصر الملكي و الاحزاب السياسية

5

__________________________________________________ _______-
كان السادات من البارزين في هذا التنظيم ولهذا عرف الإنجليز كرهة الشديد لهم و علموا بنشاطة المستمر ضدهم فاوعزوا الي قيادة الجيش محاكمته عسكريا وفصلة من الجيش و اعتقاله في المنيا ، وعندما أقيلت وزارة النحاس باشا لم يستطيع احمد ماهر باشا الإفراج عن السادات مثلما تم الافراج عن باقي المعتقلين هذا يرجع الي انة كان معتقل بأمر من الإنجليز لكنة بذكائه الخارق الذي يشهد بة الجميع وضع خطة للهروب و نفذ هذه الخطة بنجاح في نوفمبر 1944 ، وبعد ذلك عندما رفعت الأحكام العرفية عن مصر اصبح من حقه الظهور علانية . ثم بعد ذلك جاء اسم السادات مرة اخري عام 1946 بين اسماء المتهمين بقتل امين عثمان الذي كان من مؤيدي الاحتلال البريطاني فوجة الاتهام الي السادات و الذي كان ترتيبة السابع في القائمة الخاصة بالمتهمين في قضية الاغتيال ، ولكن كان الله معة فحكم علية بالبراءة في 24 يوليو 1948وبعد الافراج عنة بدء في كتابة مذكراتة .

و عندما جاءت ثورة يوليو كان السادات من اول الصفوف و كان اول خطاب يصدر عن هذا التنظيم كان بصوتة . و في الساعة السابعة و النصف من صباح يوم 23 يوليو 1952 كان البكباشي محمد أنور السادات قد احتل دار الاذاعة المصرية بالقاهرة وتحدث منها للعالم كلة .

تولي السادات منذ بداية الثورة عدة مهام منها عضوية محكمة الثورة ، رئاسة البرلمان ، ثم عين بعد ذلك نائب لرئيس الجمهورية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر و بعد وفاة عبد الناصر عين السادات رئيس للجمهورية و بدء العمل الفعلي في 17 اكتوبر 1970 . و بدء السادات علي الفور في في مواجهة مراكز القوي التي كانت سببا في تدهور الأوضاع في مصر .

و في عهدة اصبح كل المواطنين آمنين علي انفسهم و أموالهم و أولادهم بل وايضا شجع علي الاستثمار و الحرية الشخصية و حرية الصحافة و الديمقراطية . في 21 اكتوبر 1972 عقد الرئيس السادات اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمدة اربع ساعات متواصلة لكي يفسر لهم قرار الحرب الذي اتخذة بلا رجعة وبالإمكانيات المتاحة للبلاد و الظروف الدولية السائدة وقتها بعد انتهاء الحرب الباردة .

جرت ترتيبات بين كل من الرئيس السادات و الرئيس الأسد للتنسيق بين الجبهتين المصرية و السورية . و كان انتصار اكتوبر الذي لم يصدقة العالم كلة والذي جاء بذكاء ومكر السادات .

و في غمرة الفرحة بالنصر العظيم ، نادي أنور السادات بالسلام و دعا العالم كلة الي انتشار السلام في العالم كلة والشرق الاوسط بالتحديد ، وقام السادات بخطوة اذهلت العالم كلة حين ذهب بنفسة الي اسرائيل في زيارة من اجل السلام ، وفي عام 1978 تم توقيع معاهدة السلام بين مصر و اسرائيل بالولايات المتحدة ، حصل السادات علي جائزة نوبيل للسلام فتبرع بقيمة الجائزة لاعمار مسقط راسة بقرية ميت ابو الكوم كما انة تبرع بقيمة ما حصل علية من كتاب البحث عن الذات لبناء مساكن جديدة .

6


حرب اكتوبر
34 عاماً مرت علي حرب أكتوبر …73 النصر الذي حققه المصريون جيشاً وشعباً… قدموا خلاله سيمفونية رائعة من العطاء والتحدي وفاءً لوطنهم… وثأراً لكرامتهم… وإثباتاً أنهم جند الله المصطفون… لقنوا عدوهم درساً قاسياً وفريداً في فنون العسكرية… قهروا المستحيل وتحدوا الإحباط والعالم من أجل تحقيق الحلم والنصر.

اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية المصرية في حرب 73 وأحد أبطال ورجال أكتوبر الذين حققوا هذا النصر يكشف العديد من الأسرار والخبايا والدور المهم الذي لعبته المخابرات المصرية في تحقيق المفاجأة المذهلة التي شلت العدو وقطعت أوصاله… يتحدث عن الثغرة… وكيف نجحت المخابرات في التغلب علي الأقمار الصناعية الأمريكية واستطلاع الدولة العظمي حتي يتحقق الهدف… وكيف احتفظت بسرية الخطة… وقرار الحرب وتوقيته… تساؤلات وأسرار كثيرة يكشف عنها اللواء نصار في هذا الحوار بعد 34 عاماً علي حرب .1973

  • كيف تري حرب أكتوبر بعد مرور 34 عاماً؟.
    ** لابد أن نعترف بعد مرور 34 عاماً أن حرب أكتوبر هي هرم في تاريخ العسكرية المصرية بعد عودة الجيش المصري من حرب 5 يونيه فاقداً طيرانه وسلاحه وآلاف الأسري والقتلي الشهداء. ولكنه ظل محتفظاً بكرامته وإيمانه بعد أن ظنت العسكرية في العالم أنه لا يمكن إعادة بناء هذا الجيش وتجهيزه قبل 10 سنوات. إلا أن القوات المسلحة نجحت في تكوين جيش من مليون شخص وتدريبه وتسليحه وتخوض به الحرب بعد 6 سنوات فقط وتحقق الانتصار.
    حرب الجواسيس
  • كيف واجهتم تدفق المعلومات وحرب الجواسيس الإسرائيلية؟.
    ** كشفت هذه الحرب عن معجزة أخري بعد أن تفوقت إسرائيل في الحصول علي المعلومات من خلال الإمداد الأمريكي المستمر بالأجهزة المطورة ومدها بمعلومات دقيقة عن طريق الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع بعيدة المدي. ورغم ذلك أثبتت حرب 1973 أن التفوق المخابراتي لا يتوقف علي المعدات. إنما علي الإنسان الذي يقف وراء هذه المعدة. لذلك نجحنا في تدريب الأفراد علي التغلب علي هذه الآلة الإلكترونية وقمنا بملء سيناء بالرادارات البشرية التي تسمع وتري وترصد وتصف وتستنتج. فهي عقول وليست أجهزة العدو الصماء.
    المفاجأة
  • كيف نجحت المخابرات المصرية في تحقيق المفاجأة رغم التقدم المذهل لمخابرات العدو وحليفته أمريكا؟.
    ** حققت المخابرات المصرية مفاجأة من العيار الثقيل ضد عدو يري بالعين المجردة كل ما يحدث أمامه وسلاح مخابراتي كان يعتبر الرابع علي العالم بعد المخابرات الأمريكية والروسية والبريطانية. وكان يعمل بالتعاون المباشر مع المخابرات الأمريكية إلا أن خطة الخداع الاستراتيجي حطمت أسطورة أكبر جهازي مخابرات في العالم بالعقل المصري الذي خدع الأجهزة المتطورة في الاستعدادات وموعد الحرب والإجراءات الوهمية حتي تأكدت إسرائيل والعالم أن الجيش المصري لن يتحرك.
  • ما هو أصعب موقف تعرضت له كرجل مخابرات أثناء الحرب؟.
    ** هو كيفية عبور المانع المائي. فهو من أصعب العمليات العسكرية وأكثرها خسائر خاصة أن قناة السويس ذات مواصفات خاصة. فهي عرضها 200متر وشواطئها عمودية مما يصعب استخدام المعدات البرمائية ويقع علي الشاطئ الغربي مانع ترابي من 18 إلي 25 متراً عمودياً علي القناة. وفوقها تحصينات خط بارليف ودشم قوية محصنة ومجهزة بالنابالم علي سطح القناة بدرجة حرارة 700 درجة وبارتفاع متر ونصف المتر مما جعل العسكرية العالمية تؤكد استحالة عبور المانع إلا باستخدام القنبلة الذرية.
  • كيف تغلبتم علي هذه العقبات؟.
    ** الإنسان المصري قادر علي عمل المستحيل… وبالنسبة لمشكلة أنابيب النابالم توصل أحد الضباط لدينا لطريقة لسد الفتحات من خلال نوع من الخشب يتشرب الماء وينتفش ويسد هذه الفتحات. ونجحنا في إغلاقها يوم 5 أكتوبر رغم أن إسرائيل كانت تقوم بتجربة يومية كل صباح لاختبار أجهزتها ولكنهم في يوم كيبور تأخروا في التجربة حتي العاشرة مساءً وعندما حاولوا معرفة السبب لم يتعرفوا عليه وجاءوا بالضابط الذي صنع هذه الأنابيب وقبل أن يصل قامت الحرب ونجحنا في أسر هذا الضابط وتعرفنا منه علي كل ما حدث. وكنت أضع يدي علي قلبي لحظة العبور خوفاً من أن تتحول القناة إلي جهنم وتحرق جنودنا بهذا النابالم. وتم العبور بنجاح.
    وبالنسبة لخط بارليف فقد وقف ديان وزير الدفاع الإسرائيلي عليه وقال: بنينا مقابر للجيش المصري… وشاء الله أن تكون مقبرة لمن بناها.
    ديان يعترف
  • وماذا قال ديان بعد الحرب؟.
    ** سئل ديان بعد الحرب: كيف تحصل مصر علي كل هذه المعلومات عن جيش إسرائيل وليست لديها وسائل إلكترونية ولا طائرات استطلاع ولا تأخذ معلومات من دول كبري؟. فكانت إجابته: أن مصر نجحت في استخدام العنصر البشري في خطة الخداع والتضليل وإخفاء نوايا الحرب.
    أسطورة وهمية
  • إسرائيل كانت تصف جيشها بالذراع الطويلة والتي لا تقهر؟.
    ** اعتمدت إسرائيل في دعايتها علي الحرب النفسية وعلي حالة التفوق العسكري في مختلف الأسلحة ونشوة حرب يونيه إلا أننا لم نخف من ذلك. واستطاعت القوات الجوية بقيادة حسني مبارك قطع الذراع الطويلة لإسرائيل بالضربة الأولي التي دمرت خطوط الدفاع الإسرائيلية في الساعة الأولي للحرب. ونجح الجندي المصري بإيمانه بالله ووطنه وقضيته من تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. بل وأسر قياداته.
  • كيف توليت مسئولية هذا الجهاز الهام بعد هزيمة يونيه؟.
    ** اتصل بي المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية عام 1972 وقال: الرئيس السادات يطلب منك رئاسة المخابرات الحربية. فطلبت مهلة 3 أشهر لأنها مسئولية جسيمة لأنني لو فشلت وحدثت هزيمة سأقتل نفسي بالرصاص في مركز القيادة… وتحدث معي السادات لبدء العمل بعد ذلك.
  • ما هي أول مهمة قمت بها؟.
    ** قمت بدراسة العدو ووجدت معلومات عن إسرائيل كانت كاملة وشاملة وحديثة وعملت مقارنة بين القوات المصرية والإسرائيلية ووجدت تفوقهم علينا في كل شيء في الطيران والدبابات والصواريخ والمد الأمريكي بكل ما هو جديد. وفي ذلك الوقت صدرت أوامر بمنع استخدام القوات المسلحة في الاستطلاع لوجود هدنة. فلم أجد أمامي سوي استخدام الإنسان.
    منظمة سيناء
    أنشأت منظمة سيناء واستقبلت أحد شبابها وعينته برتبة عقيد لتجنيد أفراد من سيناء شمالاً وجنوباً لمدنا بالمعلومات ثم أنشأت قوات خاصة في مبان بها غرف منفصلة. وفوجئنا بتطوع الكثير من أبناء سيناء وتم تدريبهم علي أجهزة اللاسلكي وكيفية الإرسال بالشفرات والإقامة خلف خطوط العدو. وعند عودتهم كنت أقوم بمقابلتهم وتوجيه رسالة شكر لهم من القيادة السياسية علي دورهم البطولي. وفي إحدي المرات طلبوا التصوير معي والمشير أحمد إسماعيل بملابسهم البدوية للاحتفاظ بالصور لتحكي تاريخهم للأبناء والأحفاد وكان بينهم ممرضة في مستشفي غزة لعبت دوراً كبيراً في تدفق المعلومات.
  • وأين كان رجال المخابرات الحربية؟.
    ** كانت توجد كتيبة في المخابرات للاستطلاع خلف خطوط العدو وهي كتيبة مدربة علي الحصول علي المعلومات واستمر عملها 9 أشهر دون أن يعلم بها أحد وفي أواخر شهر أغسطس 73 أرسلت 20 مجموعة من هذه الكتيبة إلي سيناء استعداداً للحرب وأعطوني معلومات دقيقة وكاملة عما يدور في سيناء ومراقبة حركة المطارات ومخازن الطوارئ ومناطق الحشد العسكري وتحركات القيادات الإسرائيلية.
    وظلت هذه القوات منذ إرسالها إلي ما بعد الحرب وكان يتولي إعاشتها منظمة سيناء.
    الورقة الرابحة
  • البعض يحاول التشكيك في دور أبناء سيناء في الحرب؟.
    ** هذا الكلام عار تماماً من الصحة لأن أبناء سيناء كانوا الورقة الرابحة في حرب أكتوبر وقدموا أرواحهم وأبناءهم فداءً للوطن. بل كانوا يسارعون في التطوع لتقديم معلومات عن العدو وكل ما يقال غير ذلك. فهي محاولات إسرائيلية مكشوفة.
    أسرار الثغرة
  • مازالت ثغرة الدفرسوار تحمل أسراراً وألغازاً فأين الحقيقة؟.
    ** إسرائيل قامت بمشروع في بحيرة طبرية ورصدته مخابراتنا وكتبت تقريرا للرئيس السادات قلت فيه: إن إسرائيل تتدرب علي عبور قناة السويس عن طريق البحيرات المرة التي تشبه بحيرة طبرية. فتم وضع خطة بتواجد فرقة مدرعة في هذه المنطقة للتصدي للقوات الإسرائيلية وبعد عدة أيام من الحرب ازداد الضغط علي الجيش السوري وطلبت سوريا تطوير الهجوم لدينا لتخفيف الضغط عليها. وبدأت الفرقة المدرعة في العبور للضفة الشرقية. وفي تلك اللحظة قامت أمريكا بإبلاغ إسرائيل بالعبور. فقام شارون وفرقته بالهجوم ودخل الثغرة.
  • كيف تعاملتم مع هذه الثغرة؟.
    ** فوجئنا أثناء عبور القوات الإسرائيلية للثغرة بقيام صاروخ غريب يدمر كتائب الصواريخ المصرية دون أن يرصد أو تتصدي له صواريخنا والمضادات. فاتصل بي الرئيس السادات لمعرفة حقيقة هذه التدميرات. وكشف هذا اللغز طبيب ترك الطب وعمل بالمخابرات في البحوث العسكرية الذي توصل إلي أن هذا الصاروخ أمريكي حديث ومطور جداً. يستطيع أن يركب شعاع الرادار ويدمر مواقع الصواريخ. فأخبرت السادات بذلك. فقال قولته الشهيرة: “إنني أستطيع أن أحارب إسرائيل وليس أمريكا”.
    ديان والثغرة
  • وما حكاية موشي ديان في الثغرة؟.
    ** رجالنا تابعوا ما يحدث تفصيلياً في الثغرة وأبلغوني أن ديان جاء إلي الثغرة ليلتقي بالقوات الإسرائيلية. وعلي الفور اتصلت بالسادات. فطلب مني تحديد موقعه علي مسافة 20 متراً * 20 متراً فأعطي أمرا للقوات الجوية بضرب هذه المنطقة بالنابالم. وبالفعل نفذت القوات العملية وتم حرق المنطقة وأبلغت السادات وانتظرنا خبر موت ديان. وفي اليوم التالي جاءتني صور ديان فوق نخلة والنار تحته مشتعلة وأوصلت هذه الصور للسادات.
    دروس أكتوبر
  • ما هي الدروس المستفادة من حرب أكتوبر؟.
    ** حرب أكتوبر غيرت مفاهيم كثيرة في العسكرية علي مستوي العالم وكيفية عبور القناة والتغلب علي المصاعب والاستيلاء علي خط بارليف في زمن قياسي… ويتم تدريسها في المعاهد العسكرية كمثل في نجاح المفاجأة في تحقيق الهدف. وكذلك استخدام الزوارق وتغيير أسلوب القتال في القوات البحرية والصواريخ المضادة للطائرات وبناء حائط الصواريخ. واستخدام الأسلحة اليدوية الصغيرة المضادة للدبابات بواسطة الأفراد مما غير مفهوم الصراع بين الدبابة والفرد في العمليات العسكرية.

قصه السادات وزياره القدس
الحرب والسلام .
وفى 9 نوفمبر 1977 أعلن السادات انه مستعد انه يذهب إلى إسرائيل من اجل التباحث حول مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي وفى الكنيست الإسرائيلي ذاته ( البرلمان الإسرائيلي ) , وسارعت إسرائيل بدعوة السادات إلى زيارة القدس ظنا منها أن كلام السادات لم يكن إلا للاستهلاك المحلى أو حماسه زائدة وأنها بذلك تحرج السادات رئيس اكبر دوله عربيه أمام الرئى العام العربي والعالمي . وقبل زيارة القدس سافر الرئيس السادات إلى سوريا في محاوله لإقناع الرئيس السوري حافظ الأسد بالمشاركة مع في تلك المبادرة وتأييدها ولكن الرئيس السوري رفض ذلك وقال للسادات إن الأيام
سوف تثبت لك انك مخطئا ولكن مع مرور الأيام أثبتت الأيام عكس ذلك وان الرئيس السوري هو الذي كان مخطئا وان إسرائيل تقوى باستعداء العرب .



اتفاقيه كامب ديفيد
وفي 19 نوفمبر 1977 قام السادات بزيارة إسرائيل وسط دهشة وانبهار العالم بهذه الزيارة التي وصفها البعض من الذين عايشوها وشاركوا فيها إنها كانت بمثابة الهبوط على سطح القمر وسط تغطيه إعلاميه من العالم كله, وفى إسرائيل القي السادات خطابه الشهير في الكنيست الاسرائيلى وطرح الحقائق كاملة أمام شعب إسرائيل وأمام العالم كله بما مفاده أن الشعب العربي والمصري يريد السلام وان على إسرائيل أن تتخلى عن أحلام الغزو وعن الاعتقاد بان القوه هي خير سبيل للتعامل مع العرب وانه لا حل للقضية الصراع العربي الاسرائيلى دون حل مشكله
ولم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارة لإسرائيل وعملت الدول العربية على مقاطعة مصر وتعليق عضويتها بالجامعة العربية، ونقل المقر الدائم للجامعة من القاهرة إلى تونس (العاصمة)، وكان ذلك في القمة العربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي احمد حسن البكر في 2 نوفمبر 1978 والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح مع إسرائيل(ملحوظة: دعا الرئيس السادات بعد ذلك وقبل بداية كامب ديفيد ياسر عرفات وحافظ الأسد للمشاركة بالمفاوضات واسترا جاع أراضيهم المحتلة بعد عام 1967 ولكنهم رفضوا ذلك واصفين إياه بالخيانة والعمالة لإسرائيل وأمريكا ويا ليتهم كانوا معه ولم يفهموا أن إسرائيل تقوى باستعداء العرب وان السادات كان يستثمر النصر الذي أحرزه في أكتوبر قبل أن يضيع في طي النسيان ) إلا أن السادات رفض ذلك مفضلا الاستمرار بمسيرته السلمية مع إسرائيل.

وفى 1977 اتخذ السادات إجراءات اقتصادية من شأنها تحويل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد القطاع الخاص بعد أن كانت مصر خاضعة للمعسكر الشيوعى بقيادة روسيا أصبحت تابعة للغرب ، حيث تبنى بما يعرف بسياسة الانفتاح ورفع الدعم عن بعض السلع مما حدي بطبقات من الشعب المصري للقيام بمظاهرات ضد الارتفاع في الأسعار الذي صاحب رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية مثل الدقيق والزيت والسكر أدت بالرئيس السادات إلى التراجع عن إجراءاته .

حفل التوقيع النهائى على اتفاقية كامب ديفيد 1979

معاهده السلام …
وفي عام 1979، وبعد مفاوضات مضنيه بين الجانب المصري الاسرائيلى بوساطة أمريكية وفي كامب ديفيد، تم عقد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، عملت إسرائيل على أثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلى مصر. وقد نال الرئيس السادات مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناخيم بغين جائزة نوبل للسلام للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط… وتبرع السادات بقيمة الجائزة لأعمار مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم كما أنة تبرع بقيمة ما حصل علية من كتاب البحث عن الذات لبناء مساكن جديدة

الرفض العربي لموقف السادات
وقد ترتب على هذا الموقف الحازم الذي قام به السادات الكثير من المعارضة من الدول العربية التي قاطعت مصر، وعلقت عضويتها بالجامعة العربية، وتم نقل المقر الدائم للجامعة من القاهرة إلى العاصمة التونسية" تونس"، وقد سعى السادات من إفشاء السلام واسترجاع الأراضي ليست المصرية فحسب ولكن الفلسطينية والسورية أيضاً فدعا كل من الرئيس السوري حافظ الأسد والفلسطيني ياسر عرفات للمشاركة بالمفاوضات واسترجاع الأراضي المحتلة وأن يتم استثمار النصر الذي حققه المصريون بأكتوبر، إلا أنهم قابلوا هذا الموقف بالرفض وتم اتهامه بالخيانة والعمالة
معارضه
معارضة
جاءت بعض القرارات التي اتخذها السادات أثناء فترة حكمه لتقلب عليه الكثير من الأشخاص والتي يعد من أقواها حملة الاعتقالات التي شهدها يوم الخامس من سبتمبر عام 1981، والتي تم فيها حصد العديد من رجال الدين والفكر والسياسة والذين تجاوز عددهم الألف والخمسمائة من المصريين، واللذين يمثلون الفئات المعارضة للحكومة وسياستها، هذه الاعتقالات التي بررها السادات حينها بعدم إعطاء إسرائيل فرصة للتنصل من تعهداتها بالانسحاب من سيناء بناء على ما قاله مناحم بيجين له " كيف نضمن استمرار مصر في الالتزام بالسلام معنا بينما هناك معارضة شديدة له ؟ " ، وقد كان في نيته إخراج هذه المجموعات المعتقلة من السجن عقب تنفيذ إسرائيل وعدها بالانسحاب.

وقد شملت الاعتقالات العديد من الطلبة الشباب، وأعضاء الجماعات الدينية، ورجال السياسة والمثقفين وعدد من القيادات الدينية مسلمين ومسيحيين، وأساتذة الجماعات ورؤساء الأحزاب، وعدد من الوزراء السابقين، وقد أحدث هذا القرار القاسي من السادات وقتها الكثير من السخط والبلبلة والغضب في الأجواء المصرية، وجاءت أحداث الخامس من سبتمبر قبل اغتيال السادات بشهر.

+_________________________________________________ _____
كيف جري التحضير لعملية الاغتيال؟

25 عاما مضت علي اغتيال الرئيس أنور السادات إنها لحظة فارقة في عمر التاريخ لا تزال مثار بحث وستبقي إلي فترة طويلة من الوقت. وعلي الرغم من المظالم التي تعرض لها المصريون علي يد حكامهم… لم يتعرض أي منهم للاغتيال… حتي الحاكم والمحتل كليبر لم يقتل علي يد مصري… بل قتله المناضل السوري سليمان الحلبي. مفاجأة الاغتيال أنه حدث في أهم يوم في حياة السادات، يوم احتفاله بانتصار أكتوبر وهو يرتدي الزي العسكري وسط رجاله وقواته المسلحة وبالقرب من أفراد أسرته. ولكن في مواجهة المفاجأة… كانت مصر في حالة انتظار فالوضع المحتقن والمتوتر بعد اعتقالات سبتمبر التي شملت كافة التيارات… كان ينذر بأن البلاد علي حافة الخطر… أمام شاشات التلفاز… جلس المصريون يتابعون العرض العسكري… وعندما انقطع الإرسال… كان تعليق أغلب المشاهدين السادات سقط مضرجا في دمائه ورحل. وبسبب حالة الاحتقان والغضب الذي سيطر علي المصريين قبل الاغتيال بدا مشهد المصريين ممزوجا بالدهشة والترقب والانتظار، دون أن يعبروا عن حزن أليم كهذا الذي رافقهم مع رحيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

والآن وبعد ربع قرن من الحادث جاء من يستدعي القضية من التاريخ مطالبا بالتحقيق الدولي ليس حبا في ‘السادات’ ولكن انتهازا للفرصة وبحثا عن دور وشهرة وإن كانت الدلائل تقول إن القضية أعمق من ذلك بكثير وأن المسألة لها أبعادها خاصة إذا ما عرفت طبيعة علاقة طلعت السادات بالعدو الصهيوني وكل الكارهين لهذا الوطن. لقد تم رفع الحصانة عن طلعت السادات لتبدأ فصول قضية جديدة أمام المحكمة العسكرية قريبا بتهمة الإهانة ونشر أخبار كاذبة.
وفي هذا الملف تستعرض ‘الأسبوع’ بعض فصول الحدث ووقائع اللحظة الراهنة.
الأربعاء 23 سبتمبر 1981، الوقت صباحا، كان الرائد مكرم عبدالعال قائد وحدة عسكرية تابعة للواء 333 مدفعية قد جلس إلي مكتبه، بعد قليل راح يتفحص بعض الأوراق، في العاشرة والربع تحديدا طلب من الجندي المرافق أن يستدعي علي الفور الملازم أول خالد الإسلامبولي.
دقائق معدودة حتي كان الاسلامبولي يقف أمام قائد الوحدة … بادره الرائد مكرم علي الفور قائلا: 'لقد وقع عليك الاختيار للاشتراك في العرض العسكري بمناسبة الاحتفالات بعيد السادس من أكتوبر وانك سوف تقود وحدة من 12 مدفعا في طابور العرض … فوجئ الاسلامبولي بهذا التكليف، طلب من قائد وحدته أن يعفيه من هذه المهمة، قال له: لقد رتبت أموري لقضاء إجازة عيد الأضحي مع الأسرة في بلدي ‘ملوي’ بمحافظة المنيا، خاصة أن موعد 6 أكتوبر سوف يأتي مع عيد الأضحي المبارك.
وأمام رفض قائد الوحدة لهذا العذر، لم يكن أمام الاسلامبولي من خيار آخر سوي القبول، يومها قال الاسلامبولي مقولة أصبحت لها دلالتها بعد: ‘ولتكن مشيئة الله’.
خرج الاسلامبولي من مكتب قائد الوحدة التي كانت تتمركز بمعسكر ‘هايكستب’ بالقرب من مطار القاهرة، ثم راح في تفكير عميق، كان خالد متدينا، شأنه شأن أخيه محمد الاسلامبولي الذي اعتقل ضمن أحداث 3 سبتمبر من نفس العام، بل كان عضوا في تنظيم سري هو الجماعة الإسلامية، وسبق أن التقي سرا بعض عناصره.
وكان محمد قريبا إلي قلب وعقل شقيقه خالد، وكان خالد حانقا علي اعتقال أخيه لكنه لم يحاول أن يظهر ذلك بأي حال من الأحوال داخل وحدته العسكرية.
تذكر خالد في هذا الوقت أنه سمع بأذنيه حكما أصدرته الجماعة الإسلامية علي الرئيس السادات بالموت لخروجه عن دين الإسلام الصحيح وتوقيعه اتفاقا للصلح مع اليهود وانه أبلغ من خلال الخلية التي كان ينتمي إليها أن هناك فتوي دينية كانت قد صدرت من الشيخ عمر عبدالرحمن تبيح قتل الحاكم الذي لا يطبق ما أنزل الله … وكان علي رأس الخلية العنقودية التي انتمي إليها الاسلامبولي: المقدم عبود الزمر الذي لم يكن الاسلامبولي يعرف باسمه حتي سبتمبر 1981 وفي هذه الفترة تحديدا فترة ما بعد سبتمبر 1981، كان الحديث يدور في سرية تامة حول عملية يخطط لها لاغتيال الرئيس السادات، تارة بالقيام بهجوم مسلح علي استراحة القناطر أثناء تواجد الرئيس وتارة أخري بالبحث في إمكانية شن هجوم بطائرة هليكوبتر أثناء العرض العسكري.
كانت هذه الأنباء قد وصلت إلي خالد الاسلامبولي، فكر في الأمر جيدا، ووجد نفسه أمام خيار قد يحقق النتائج التي يسعي من أجلها إخوانه في الجماعة، خاصة أنه حانق علي السادات وعلي قراره بالتوقيع علي اتفاق الصلح مع العدو…
ويروي خالد الاسلامبولي خلال التحقيق معه هذه الواقعة بالقول: ‘لقد ترددت في الاشتراك في العرض العسكري، ثم وافقت بعد إلحاح الرائد مكرم عبدالعال، لقد خطر في ذهني فجأة أن إرادة الله شاءت أن تتيح لي أنا هذه الفرصة لتنفيذ هذه المهمة المقدسة’.
وعندما سئل الاسلامبولي في التحقيق: لماذا قررت اغتيال السادات؟ حدد ذلك في ثلاثة أسباب هي:
ان القوانين التي يجري بها الحكم في البلاد لا تتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعه، وبالتالي فإن المسلمين كانوا يعانون كافة صنوف المشقات.
أن السادات أجري صلحا مع اليهود.
اعتقال علماء المسلمين واضطهادهم وإهانتهم.

لم تكن ¬ كما ذكرت مسبقا ¬ تلك الأسباب هي وحدها التي دفعت الاسلامبولي إلي المشاركة في عملية الاغتيال، بل ان اعتقال شقيقه الأكبر محمد كان له بالغ الاثر في قراره.
لقد حكت والدة خالد الاسلامبولي الرواية لابنها عندما سافر إلي قريته صبيحة يوم 3 سبتمبر 1981 وقالت له ان الشرطة اعتقلت شقيقه في منتصف الليل وانهم اهانوه أمام عينيها، وهو أمر دفع خالد إلي البكاء، وقرر أن يصطحب والدته معه إلي القاهرة علٌها تستطيع زيارة ابنها الذي لا تعرف عنه شيئا.
لم يستطع خالد ولم ينجح في أن يدبر لها زيارة لشقيقه، فقد عجز حتي عن معرفة السجن الذي قيدت فيه حرية محمد الاسلامبولي، وقد ترك ذلك الأمر اثرا سيئا في نفس خالد، خاصة وهو يري أمه تتمزق ألما إلي جواره في مصر الجديدة.
ہہہ
في اليوم التالي لمفاتحته بأمر الاشتراك في العرض العسكري كان خالد الاسلامبولي يشارك وحدته في تجربة لطابور العرض العسكري، نظر إلي المنصة الرئيسية التي يفترض أن يجلس فيها السادات ورجال الحكم، وراح يدرس ساحة العرض بدقة وكأنه قد اتخذ هذا القرار في هذا الوقت تحديدا.
تأمل الاسلامبولي المسافة بين الطابور والمنصة، أدرك ان الأمر لا يحتاج لأكثر من عنصرين أو ثلاثة وأن الخطة قد تأتي بنتائجها… وبعد نهاية العرض التجريبي انصرف إلي منزل شقيقته في مصر الجديدة واغلق علي نفسه حجرة لساعات طوال وكان مستغرقا في التفكير.
في ذات اليوم وفي السابعة من مساء الجمعة 25 سبتمبر كان هناك موعد لخالد الاسلامبولي مع المسئول الرئيسي عن خليته العنقودية محمد عبدالسلام فرج، وقد تم اللقاء في بيت أحد أصدقاء عبدالسلام فرج، وهناك روي الاسلامبولي كل ما كان يساوره من أفكار لقتل السادات، وقال ان الفرصة قد حانت للانتقام ¬ وهنا راح خالد الاسلامبولي يسأل عبدالسلام فرج عن رأيه في عملية الاغتيال وعما إذا كان هناك من يساعده لتنفيذ العملية.
كان عبدالسلام فرج هو صاحب كتاب ‘الفريضة الغائبة’ … وكانت فكرة الكتاب تدور حول ضرورة التخلص من الحاكم الظالم، وكانت نسخة من هذا الكتاب قد وقعت في يد خالد الاسلامبولي الذي قرأها واستوعب ما فيها.
كانت العلاقة يبن الاسلامبولي وعبدالسلام فرج تمتد إلي صيف 1980، تعمقت العلاقة وتواصلت بين الطرفين داخل الخلية العنقودية، ولذلك عندما فاتح الاسلامبولي عبدالسلام فرج بفكرة الاغتيال كان علي يقين بأنه سيتلقي الإجابة الشافية.
وهكذا في اليوم التالي كان عبدالسلام فرج قد جاء لخالد الاسلامبولي بمساعدين له لديهما من الاستعداد والجرأة ما يمكن من نجاح العملية بكل سهولة ويسر.
التقي خالد بالشابين في منزل صديق عبدالسلام فرج وكان يدعي عبدالحميد عبدالسلام عبدالعال، كان الأول هو عطا طايل حميدة وكان ضابط احتياط في القوات المسلحة … أما الثاني فقد كان يدعي حسين عباس محمد وكان قد جاء ونشأ بالقوات المسلحة ومختصا بالتدريب علي الأسلحة النارية في مدرسة الدفاع المدني، وكان قد حصل علي بطولة الجيش للرماية لسبع سنوات متتالية، ومن بعد اتضح انه هو الذي اطلق الطلقة الأولي وأصاب الرئيس السادات.
وفي هذا اللقاء تم وضع الخطة الكاملة وكانت خطة خالد الاسلامبولي التي ذكرها في هذا الاجتماع، انه سوف يقود طابورا مكونا من اثني عشر مدفعا عيار 131مم وان مدافعه ستكون مشدودة بجراراتها التي تركبها في نفس الوقت أطقم المدافع.
وتبدأ الخطة كما وضعها الاسلامبولي بأن يسهل للمشتركين معه دخول منطقة التجمع للاستعراض باعتبارهم جنودا ملحقين جددا علي وحدته، وسوف يزودهم بخطابات تحمل هذا الأمر لهم لتسهيل دخولهم منطقة التجمع والالتحاق بوحدته وسوف يرتب لهم ان يركبوا نفس الجرار الذي يركبه هو في مقدمة طابوره، فإذا ما وصل الجرار إلي أقرب نقطة من منصة العرض الرئيسية كان عليهم أن يتحركوا بسرعة لإطلاق النار علي السادات.
وقد أكد الاسلامبولي انه قاس بنفسه المسافة بين خط سير الطابور وبين المنصة فوجدها ثلاثين مترا وأنهم يستطيعون إطلاق الرصاصات الأولي من الجرار نفسه، بينما يتقدم بعضهم تحت حماية هذه الطلقات وفي غمرة المفاجأة نحو المنصة لإكمال تنفيذ المهمة من أقرب مسافة ممكنة، وقال لهم خالد انه علي استعداد في مناقشات تالية ان يطور خطته بمزيد من التفاصيل الدقيقة.
ساعتها أقسم الخمسة المجتمعون في شقة عبدالحميد عبدالسلام عبدالعال ان يحفظوا السر ثم ظلوا لمدة ساعة معا يقرأون القرآن، ولم ينس خالد أن يذكرهم قبل انصرافه بأن اشتراكهم في العملية يقتضي منهم حلق لحاهم حتي لا يلفتوا الأنظار إليهم.
وكان خالد الاسلامبولي قد طلب من محمد عبدالسلام فرج ان يزوده ببعض الأسلحة والذخائر والقنابل، خاصة أن اجراءات الأمن لا تسمح للمشتركين في العرض بأي نوع من الذخائر في أسلحتهم، كما جري نزع إبر ضرب النار من كافة الأسلحة المشاركة.
وبالفعل في يوم الأحد 27 سبتمبر كان محمد عبدالسلام فرج قد أحضر أربع قنابل يدوية ومسدسا و120 طلقة من الذخيرة قدمها إلي الاسلامبولي ورفاقه.
بعد ذلك قرر عبدالسلام فرج أن يستشير المسئول العسكري للخلية المقدم عبود الزمر وكان الزمر مراقبا من البوليس وعندما اختفي قبيل اعتقاله بقليل اضطر وزير الداخلية النبوي إسماعيل أن يبلغ الرئيس السادات بخطورة ما يعد له عبود الزمر، مما دفع السادات إلي أن يوجه بنفسه انذارا إلي الزمر بواسطة التليفزيون يوم 25 سبتمبر ويقول: ‘إنني أعرف أن هناك ضابطا منهم هارب، وربما يكون يسمعني الآن، لقد اعتقلنا كل الآخرين في خمس دقائق، وإذا كان هو قد تمكن من الفرار فإنني أقول له: إننا وراءه هو الآخر’.
وفي اليوم التالي من هذا الانذار كان هناك لقاء تنظيمي جمع عبود الزمر وأحد اعضاء التنظيم هو صالح أحمد صالح الذي بعث به محمد عبدالسلام فرج، حيث أبدي الزمر اعتراضه علي خطة اغتيال السادات وقال: إن تنفيذها مستحيل، وحتي إذا نجحت الخطة فهذا لن يكون كافيا لتحقيق أهداف الجهاد، ورأي يومها أن يتم الانتظار لحين الإعداد والتعبئة للاستيلاء علي الحكم في البلاد.
غير أن عبدالسلام فرج رفض اعتراضات الزمر وقرر الاستمرار في تنفيذ الخطة، كان رأيه أن نجاح الخطة من شأنه أن يحقق الخلاص من السادات وأركان الحكم جميعا الذين سيكونون متواجدين هناك في هذا الوقت… وهكذا في السادس من أكتوبر جري تنفيذ عملية إعدام رئيس.

لحظة الاغتيال…!!

في المنصة الرئيسية لساحة العرض العسكري الكبير للقوات المسلحة المصرية وفي الساعة الواحدة إلا دقيقة ظهر الثلاثاء 6 اكتوبر 1981 وقعت حادثة اغتيال السادات لحظة مرور الطائرات الميراج والعيون كلها متجهة إلي السماء، وقد بدأ سيناريو الحادث مساء يوم 5 أكتوبر حينما اتصل الملازم أول خالد الاسلامبولي بقائد مجموعة طابور عرض المدفعية وأبلغه أن ثلاثة من طاقم مدفعه قد اصيبوا بإسهال مفاجئ وارتفاع في درجة الحرارة وقد سمح لهم بالخروج للعلاج، وأنه قد أعد ترتيباته للاستعانة بثلاثة آخرين من قوات احتياطي المنطقة المركزية كما ذكرت مجلة ‘آخر ساعة’ في عددها التذكاري الصادر يوم 14 أكتوبر .1981
وفي الرابعة والنصف فجر يوم 6 أكتوبر كان قد بدأ الإعداد لطابور العرض، حيث وصل الثلاثة إلي مكان عرض المدفعية، وكانوا يحملون تصاريح مزورة من خالد الاسلامبولي، وقدمهم إلي قائده علي أنهم من احتياطي المنطقة المركزية وقد حضروا للمشاركة رمزيا في طابور العرض، وفي السادسة صباحا بدأ ركوب العربات والاستعداد للوقوف في طابور العرض، وفي السادسة والنصف قام خالد الاسلامبولي بتوزيع الذخيرة سرا علي زملائه بعد أن أخرجها من مكان كان يخفيها به في العربة وأعطاهم القنابل اليدوية واحتفظ لنفسه بقنبلتين.
وفي الحادية عشرة وصل ركب الرئيس إلي مكان الاحتفال وانطلقت المدفعية تحية من القوات المسلحة لقائدها الأعلي، ثم اتجه إلي المنصة وصافح كبار القادة ثم أخذ مكانه متصدرا المنصة الرئيسية وقرأ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد آيات من القرآن الكريم، وألقي وزير الدفاع كلمته، ثم اتجه السادات ونائبه حسني مبارك وكبار القادة إلي ساحة النصب التذكاري للشهداء ووضع إكليلا من الزهور عليه وقرأ الجميع الفاتحة علي أرواحهم الطاهرة، وعزفت الموسيقي سلام الشهيد، ثم عاد إلي موقعه في صدر المنصة.
وفي الحادية عشرة و24 دقيقة بدأ طابور العرض المدرع أو الوحدات الراكبة وظهرت في سماء العرض أيضا طائرة هليكوبتر تحمل فريق مصر للقفز الحر بالبراشوتات وتوالي هبوط هؤلاء الأبطال وتقدموا إلي المنصة لتحية القادة.
وفي الثانية عشرة وخمسين دقيقة بدأ عرض المدفعية حيث تقدمت الصواريخ ميلان وسونج والقاذفات الصاروخية التي صنعت في مصر وبعدها بخمس دقائق بدأ عرض المدفعية المجرورة طراز هاونز عيار 130 ملليمترا وبدأ المذيع الداخلي يشرح مزاياها، وظهرت في سماء العرض طائرات ل 29 والميراج وهي تتنافس في تقديم عرض للأكروبات الجوية في حركات ودقة بالغة.
وفي الثانية عشرة و59 دقيقة توقفت عربة من بين مجموعة من أربع عربات تجر المدفع الهاونز، وكان السائق مترددا في ايقافها امام المنصة ولكن خالد الاسلامبولي جذب الفرامل بعد أن هدد بتفجير العربة، ثم فتح الباب وقفز منه ثم نزل زملاؤه الآخرون، وبعد عدة ثوان تقدم خالد حاملا مدفعه الرشاش، وكان يسبقه زميله الثاني وهو يحمل بندقيته الآلية، وعلي اليمين واليسار اندفع بعدهما الآخران وألقي خالد بقنبلة يدوية دفاعية تصل قوتها التدميرية إلي دائرة قطرها خمسة أمتار وقوتها التأثيرية إلي 30 مترا، ولكنها لم تنفجر، فألقي زميله بقنبلة أخري وأعصابه متوترة لتصل إلي وجه الفريق عبدرب النبي حافظ رئيس الأركان وتسقط أمامه علي الأرض ولا تنفجر أيضا، ثم يعاود خالد إلقاء قنبلة دخان فتنفجر وسط المنصة وتنشر حالة من الذعر ليسود الهرج والمرج ليستغل القتلة هذه اللحظات ويتقدموا نحو المنصة ليطلقوا الرصاص من مدفع رشاش قصير يحمله خالد وثلاث بنادق آلية يحملها الآخرون، وكان الرئيس الراحل أنور السادات قد قام واقفا من مكانه حينما سمع انفجار القنبلة وطلقات الرصاص الذي كان هو هدفها الأول.
في الساعة الواحدة ودقيقتين كان كل شيء قد انتهي حيث حاول القتلة الهروب واللحاق بالعربة مرة أخري ليختفوا وسط الزحام إلا أن قوات الأمن تمكنت من القبض عليهم وبعد دقيقة وصلت طائرة هليكوبتر خلف المنصة لتحمل السادات وهو مصاب وتنقله إلي مستشفي المعادي، ثم تصدر الأوامر إلي باقي قوات العرض التي كانت قد توقفت عن السير بالاستعداد فورا لإعادة تمركزها في أماكنها ثم تخرج السيارات من ساحة طابور العرض تحمل المشاركين في العرض من الشخصيات العامة والوفود الأجنبية، ولم تمر سوي دقائق حتي سادت المنطقة حالة من الهدوء وتصدر الأوامر بعدم السماح بالاقتراب من المنصة والتحفظ فورا علي السيارة التي نزل منها القتلة، والقبض علي سائقها، كما تم نقل القتلة الأربعة إلي المستشفي العسكري.
التقرير الطبي
وكان السادات قد فارق الحياة قبل وصوله المستشفي وأكد التقرير الطبي الذي اعلنه اللواء طبيب عبدالمجيد لطفي حسين نقيب اطباء القاهرة ورئيس أقسام الجراحة والجهاز الهضمي بمستشفي القوات المسلحة بالمعادي أن سبب وفاة الرئيس هو صدمة نزيفية نتيجة للنزيف الشديد الذي تعرض له وليس صدمة عصبية كما تصور البعض، وقال إنه قام علي الفور بابلاغ خبر الوفاة للسيد حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية والسيدة ُيهان السادات قرينة الرئيس والنبوي اسماعيل وزير الداخلية، والذين كانوا ينتظرون التقرير الطبي عن الحالة بعد أن دخل قسم الرعاية المركزة لجراحة القلب والصدر وكان هناك بصيص من الأمل في استمراره علي قيد الحياة لأن جهاز رسم المخ الكهربائي سجل تموجات تشير إلي أن خلايا المخ مازالت حية رغم أنه عند وصوله المستشفي كانت كل المعايير الطبية تؤكد أنه فارق الحياة، فجميع الانعكاسات في الجسم مفقودة بالإضافة إلي توقف التنفس وضربات القلب واتساع حدقتي العين، وعندما تم توصيل جثمان الرئيس علي اجهزة مراقبة القلب وكذلك توصيل جهاز رسم المخ الكهربائي لتسجيل نشاط المخ ودرجة حيويته ظهرت مفاجأة ضخمة ألهبت حماس الاطباء حيث سجل مؤشر جهاز رسم المخ علي الورق الحساس رسومات عبارة عن تموجات وهذه التموجات تشير إلي أن خلايا مخ الرئيس مازالت حية، وهناك أمل في انقاذه، وأسرعوا في تقديم الاسعافات العاجلة أولها تدليك خارجي للقلب بالضغط علي الضلوع باليد، وفي نفس الوقت إعطاء منشطات للقلب بالحقن داخل القلب مباشرة بواسطة حقن ادرينارلين والكالسيوم، كما تم اعطاؤه كميات كبيرة من الدم كما قام فريق الأطباء بعمل تنفس صناعي عن طريق جهاز خاص اتوماتيكي وبعد أن تم توصيل الجسم بأجهزة مراقبة القلب مع تسجيل مستمر للضغط للتدليك الخارجي الذي كان يجري بالضغط علي الضلوع وظل النبض غير محسوس وتم إجراء فتحة في القلب عن طريق الصدر أسفل الثدي الأيمن لعمل تدليك داخلي للقلب بواسطة اليد.
وعندما تم فتح صدر الرئيس اكتشف الاطباء انه مملوء بالدم المتجلط داخل التجويف الصدري كما وجدوا ان القلب مترهل وجذر الرئة اليسري متهتك بما فيه الأوعية الدموية مع تهتك كامل بالرئة فالطلقات أصابت جذر الرئة اليسري مما نتج عنه تمزق بالأوردة الرئوية والشريان الرئوي الأيسر والشعبة الرئوية اليسري مما صاحبه نزيف شديد بعد الاصابة وتم عمل مجموعة من الاشعات منها أشعة علي الفخذ اليسري اظهرت وجود شظايا متعددة داخل الجهة اليسري من التجويف الصدري، وكذلك رصاصة علي الترقوة اليمني وهي العظمة الموجودة اسفل الرقبة وأشعة علي الجمجمة وكانت سليمة، وكذلك الساعد الأيمن .
وفي تمام الساعة الثانية وأربعين دقيقة ظهرا أعطي مؤشر جهاز رسم المخ رسومات منتظمة تشير إلي أن خلايا مخ الرئيس قد توقفت بعد وصوله إلي المستشفي بنحو ساعة وعشرين دقيقة لتعلن وفاة الرئيس.

لماذا قال بطرس غالي: اغتيال السادات تأخر أربع سنوات؟!

في مذكرات بطرس غالي في كتابه ‘طريق مصر إلي القدس قصة الصراع من أجل السلام في الشرق الأوسط’ وتحت عنوان نهاية الاستعراض… كتب يقول: منذ ان اقتحمت القوات المصرية خط بارليف الإسرائيلي علي جبهة سيناء كان يقام استعراض عسكري كبير كل عام في السادس من أكتوبر وهو يوم الاحتفال بأروع أيام بطولتنا ولقد كنت شديد الحساسية دائما إزاء مثل هذه الاستعراضات وكنت أدبر لسفري إلي الخارج في كل مناسبة من هذا القبيل بيد أنني في هذه السنة كنت في القاهرة وتعرضت لضغط شديد من أجل الحضور. وقيل لي انه من غير المعتاد ألا يحضر وزير في مثل هذه الظروف. غير انني كنت متعبا وأردت تمضية عطلة نهاية الأسبوع في الاسكندرية. وكانت المدينة خالية في مثل هذا الوقت من السنة وكان الطقس لطيفا والبحر جميلا وكنت قد تقابلت مع قرينتي في الإسكندرية، وكان حنين الماضي طاغيا فسوف نقيم مع اصدقائنا من أفراد أسرة وحدة.
وأبلغت الفريق كمال حسن علي بقراري وعاتبني بمودة وقال انني أدرك انك مرهق غير انك إن لم تحضر الاستعراض العسكري، فسوف يلاحظ الرئيس غيابك وتخطر باستيائه منك وقلد صوت السادات وهو يقول: يا بطرس يا بطرس… وضحكنا معا وألح عليٌ مرة أخري… حاول أن أكون في الاستعراض لأن الرئيس يعلق أهمية كبيرة علي وجود جميع الوزراء، وسوف يساء تفسير غيابك… انني رجل عسكري. وأؤكد لك أن لدينا حساسية إزاء مواقف المدنيين تجاهنا.
ولم آخذ بنصيحة الفريق كمال فقد كنت أريد بضعة أيام من الراحة، وسافرت وأسعدنا لقاء آل وهبة وبعد العشاء دار حديث ممتع حيث واصلت حوارا كان قد بدأ منذ أربعين عاما مع مجدي وهبة، عندما كنا طلابا في كلية الحقوق، وطرح مجدي رأيا يقول إن نظام الحكم يخسر بسرعة وإن السادات فقد شعبيته وكل مصداقيته، وإن الاعتقالات التعسفية للأصوليين والوفديين ومحمد حسنين هيكل قد جرت من منطلق الانتقام الشخصي للسادات أكثر من كونها لأسباب تتعلق بالدولة. انك في السلطة ولذلك فأنت معزول في برج عاجي لقد فقدت كل الاتصال مع الواقع السياسي، وقد تتداعي سياستك الخارجية إن لم تأخذ في اعتبارك ما يحدث داخل البلد… وامتد الحوار حتي ساعة متأخرة، وفي اليوم الثاني في المنتزه كان الشاطئ خاليا والبحر هادئا والجو شاعريا… ونحن في رداء السباحة مستلقين علي مقاعد طويلة نتناول الغداء… توقفت سيدة متقدمة في السن وتساءلت: انت الوزير بطرس غالي أليس كذلك؟
وأجبت: نعم يا سيدتي أنا. فردت: هل استمعت إلي راديو مونت كارلو؟ لقد وقع حادث خطير صباح اليوم أثناء الاستعراض العسكري الذي كان قد توقف وقلت: يا سيدتي لا تستمعي إلي الاذاعات الأجنبية انها متحاملة وتركتنا السيدة والتفتنا مرة أخري ناحية البحر ثم ظهرت السيدة من جديد وقالت: إنني آسفة لازعاجكم مرة أخري يا سيدي الوزير، ولكن إذاعة البي بي سي قد أكدت لتوها أن حادثة خطيرة وقعت أثناء الاستعراض العسكري وفتحنا محطة الاذاعة المصرية التي اكدت ان الاستعراض العسكري قد انتهي غير انها لم تذكر أي شيء غير مألوف.
وعادت السيدة المسنة للمرة الثالثة وكانت أشد إصرارا: ‘هذه المرة هي إذاعة صوت أمريكا التي تؤكد ما سمعته لتوي’. وقررت العودة الي المدينة غير أن السائق والحراس كانوا غائبين… وقد نصحوني بعدم ركوب سيارة أجرة ووجدنا صديقا أعادنا إلي مقر اقامة أسرة وهبة حيث كان ضباط الأمن ينتظرونني عند الباب وقالوا إن وجودي مطلوب في القاهرة ومن الأفضل ألا تعود بالسيارة بل تستقل قطار السادسة حيث حجزت لك مقصورة. وأضافوا اننا نعرف بالضبط ما حدث في القاهرة ‘محاولة انقلاب والحالة خطيرة’. وفي محطة السكة الحديد أحاط بي أربعة من الحراس اصطحبونا إلي المقصورة التي كانت محجوزة لنا واصبحت الأنباء أكثر دقة لقد جرت محاولة اغتيال الرئيس السادات الذي أصيب باصابات خطيرة ونقل بالطائرة المروحية إلي المستشفي العسكري في المعادي.
وتوقف القطار في بنها وهي تقع علي مسافة ساعة من القاهرة واقترب مني أحد الحراس وأعلن وفاة السادات في المستشفي وبدلا من أن يتركني بمفردي فقد اصر علي البقاء الي جانبي ويبدو انه كان يريد معرفة رد فعلي. وحاولت كبح دموعي غير أنني لم استطع التغلب علي عواطفي وانفجرت باكيا وتراءي أمامي المرة تلو المرة كما لو كان فيلما قديما يعاد عرضه مرة بعد أخري وتذكرت الوقت الذي ادينا فيه الصلاة في المسجد الأقصي في القدس عندما كنت خائفا من الاغتيال والآن بعد مضي أربع سنوات حدث ما كنت أخشاه لقد قتل السادات نفس النوع من المتعصبين الذين قتلوا جدي عام 1910 ومثل النبي موسي لن يري السادات الأرض الموعودة. ولن يشهد عودة سيناء، الحلم الكبير الذي خاطر وضحي من أجله كثيرا جدا.
وازدحمت التساؤلات عن مصير السلام وانتقال السلطة ووجدت سيارتي تنتظر عند محطة السكك الحديدية في القاهرة، وتوجهت مباشرة إلي وزارة الخارجية، حيث وجدت الفريق كمال حسن علي. وتعانقنا في صمت ثم قال: إنها خسارة لا تعوض لقد كانت مؤامرة عظيمة الخطر جدا.
وكان سؤالي: هل تسلل الأصوليون إلي صفوف الجيش؟
ورد كمال بسرعة: إن الجيش لن يلوثه أبدا الأصوليون ولا الشيوعيون إن الجيش شديد الولاء لوطنه في المحل الأول.
ثم تمهل في حديثه ونظر إليٌ، وقال: لقد أفلت ببركة دعاء الوالدين وأضاف انت محظوظ لانك لم تحضر الاستعراض العسكري، لقد كان هناك عدد كبير من القتلي والجرحي في مقصورة الرئاسة ثم قال بابتسامة تهكمية: لقد كانت مؤامرة علي المستوي الوطني ولقد عثرنا علي قائمة تضم اسماء الشخصيات التي كان مقررا اغتيالها.
هل تعرف من كان في أول القائمة؟
انه بطرس غالي ومن هو الشخصية الثانية؟ كمال حسن علي وسكت ‘انه تميز لماذا تكون انت الشخصية الثانية؟’. وضحكنا بحسرة علي سوء حظ بلدنا… انتهي الاقتباس من مذكرات بطرس غالي. ونفهم منه ان اغتيال السادات تأخر اربع سنوات عندما سافر السادات الي إسرائيل وصلي في القدس. مثلما حدث مع الملك عبدالله بن حسين ملك الأردن الذي قتله احد الفلسطينيين عام 1951 اثناء دخوله المسجد الأقصي للصلاة وكانت تهمته التعاون مع إسرائيل … وغامر السادات بنفس المصير ولكن لم يحدث الاغتيال داخل المسجد أو امامه حيث كان رجال الأمن الإسرائيليون في كل مكان يتطلعون إلي كل ركن من أركان المسجد والحرم الشريف ولذلك لم يحدث الاغتيال وقتها… ليخرج إلي الساحة المكشوفة وسط مظاهرة من الفلسطينيين المعترضين


ادعوا الله انه وفقنى فى ذللك العمل واتمنى انه ينا اعجابكم[/SIZE][/B][/CENTER]

اخوكم الصغير /محمد حامد الغنام
الشهره/محمد السادات

طبعاً رأيي أن السادات هو أفضل من حكم مصر كرئيس بلا منازع، بل وأنا من محبيه لنه اعتمد في بداية حكمه على المصالحة العامة مع جميع طبقات الشعب الفكرية وأحسبه أنه كان عنده ولاء لمصر

ولكن لي بعض تحفظات على ما ذكر في المقالة السابقة منها؛ أن اتفاقية السلام لو قرأتها من منظور تاريخي آخر وهو “تاريخ العرب مع إسرائيل” لوجدت أن عليها انتقادات كبيرة منها أنه ولأول مرة أخواني الكرام يقال “دولة إسرائيل” بلسان عربي مبين، وقبلها كان لا يقال إلا العدو اليهودي “أو الصهيوني” أما دولة إسرائيل فلم تسمع إلا في هذه المعاهدة. طبعاً وأنتم تقرأون كلامي لا تقدروا معناه لأنكم لم تعيشوا هذه الأجواء (وأنا أيضاً مثلكم) ولكني قلت أننا لو قرأنا هذه المرحلة من منظور “تاريخ العرب مع إسرائيل” فالأمر سيتغير (في ظني) شئً ما، ونتمنى أن لو لم كا يحدث. ولكن قدر الله وما شاء فعل
أما بالنسبة لتكفير السادات، فقضية التكفير هذه من أعظم البلايا التي ابلتينا بها في عصرنا وللأسف أنها ألصقت بالمتدينيين وظنها الناس سمتاً لهم. فكلمة الأصوليين التي تردد ذكرها أكثر من مرة الآن ألصقت وأدمجت إلى السلفيين وأصبح معروفاً أن السلفيين تكفريون وهم والله منه براء
أطلب من الأخوة سماع سلسلة للعلامة الألباني إمام السلفية في قرنها الأخير وهي بعنوان “التحذير من فتنة التكفير”

ولكن هذا لا يمنع أن نبكي حالنا وما وصلنا إليه من ضعف وذل وهوان عندما نتذكر رئيساً لنا اعتلى المنصة يوماً ليعلن هزيمة إسرائيل وارتفاع كلمة التوحيد على الأرض المباركة من الله طور سيناء
نسأل الله أن يخلف علينا من يعلن تحرير جميع أراضي المسملين

اخر رجل حكم بالعالم اعجبت به هو السلطان عبد الحميد الثاني والسبب انه يختلف عن هذا الرجل ب 180 درحة من حيث الاخلاص والحكم ويكفي انه لا يدعوا لا الى وطنية ولا الى اي مذهب غربي اضف الى ذلك موقفه من بني صهيون حينما طلب منه اليهود قطعة صغيرة من فلسطين فكان موقفه ان فلسطين لكل المسلمين لا يمكنني التفريط بشبر واحد منها ولو قطغتموني اربا اربا ما حصلتم على شبر واحد
وليس موقفه سلام وحماية اسرائيل وووووووووووووووووووووووو