السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة رثاء لشاعر يمني اسمه محمد يحي الإرياني قرأها علي أحد أصحابي ووجدتها على أحد المنتديات فأعجبني حرارة عباراتها وقوة معانيها فأحببت أن أنقلها لكم عسى أن تعجبكم
وخلونا نعمل مسابقة صغيرة، ما هو أقوى بيت فيها من وجهة نظركم، يارب تجربتي الشعرية هذه لا تفشل معكم هذه المرة مثلما فشل موضوعي السابق “شاركنا أقوى أبيات شعر مرت عليك”
[CENTER]
من نصف قرن ونيف قد أنست بها … فــــــــــــي خير عيش فلا هم ولا كدر
إذا طغى الخطب واسودت نوازلــه … تبسمت فتــــجلى ليــــــــــــــله العكر
كانت ضماد جروحي وهي داميــة … هي الحياة, هي الدنيا, هي العـــــمر
يا نفحــــة من جنــــــاب الله طيبة … مسكية العرف يزكو عرفـــــــــــها العطر
قدسية الـــروح, أطــــــهار عرائقها … لم يثــــــــــــن من عزمها سقم ولا كبر
طـــهر الضمير فـــــلا غل ولا حسد … عــف اللســــــــــــــان, فلا لغو ولا هذر
ســـــــمحاء طيبة الأعراق من نفر … سمــوا كأن لهم فوق الســـــــهى وطر
آباؤها الطــــــهر أحياء في ضمائرنا … كأنـــما القوم ما ماتــــــــــــــوا ولا قبروا
لما توارت وحلت في مضـــــاجعهم … ضـــاءت بهم وتســــــامت فيهم الحفر
كانت مثالاً من التــــــقوى لها صلة … بالله, أخـــــــــــــلاقها ( القرآن ) تزدهر
هــــــــــالوا التراب عليها وهي نيرة … كالشمس تحت سحاب الأفق تستتر
****
يا ربة البيت يا مشكاة بهـــــــجته … العيش بعدك مر كله صبر
في كــــــل زاويــــــة منـــك بها أثر … إذا مررت عليـــــــــه يبكي الأثر
كانــت لنــــــــــــا فيه أوطار تعللنا … باختفائك عـــــــنه انتهى الوطر
وحولنا في زوايـــــــاه, لـــنا شجر … فروعها أينعت منا لــــــــــها ثمر
ما زال منك بأفكاري وفــي بصري … وفي سويداء قلبي تطلع الصور
تسّودّ في عيني الدنيا إذا خطرت … كأنما الكون لا شمـــس ولا قمر
****
بكيت ( أريان ) وانهالت مدامعها …وكاد يبكيك من جدرانها الحجر
وناح ( ريمان ) واهتزت جوانبـــه … وكاد للهول والمأساة ينفـــــطر
عشنا عليه زمانا في شبيبتنا … والدهر سلم, فلا خوف ولا خطر
كأن ساحاته العليا لنا حــــــرم … لا لهو في عيشنا فيها ولا بطـر
ما زلت أذكر فيها خـــــطونا وأنا … وأنت نحبوا إلى أن عاقنا الكبـر
أصداء أقدامنا فيــــــها لهم نغم … وخطونا لم يزل فيها لــــــها أثـر
****
أن أنسى لا أنسى أسفارا لنا جمعت … حياتنــــــــــــــــــا وخطا أعمارنا سير
ست وخمسون عاما كلـــــــــــها سفر … ألقيت فيها عصاك وانتهى الســــــفر
أما أنا فعصــــــا التـــــرحال تـــــــدفعني … للخطو في الدرب, مرسوم بها القدر
يا ربة البيت يا مشـــــــــــــــكاة بهجته … العيش بعدك مر كــــــــــــــــــــله صبر
ماذا وراء الموت ما ســــــــر الحياة فقد … تاهت بأسرارها الألـــــــــــباب والفكر
ماذا ترين وراء المـــــــــوت هل كشفت … لك الحقيقة عما تحــــــــــجب الستر
جحافل الموت تمضـــــي وهي مسرعة … فيها العظات وفيـــــــــــها للورى عبر
ورقدة الموت فـــــي القبـــــــــــر دائمة … لا صحو فيها ولا نـــــــــوم ولا سهر
لا أمس فيــــــــــــها بــــــــذاكرة يحركها … ولا غد بأمــــــــانيه لــــــــــــــه أثر
إن الحيـــــاة وإن طالـــــــــــــت لها أمد … إليه ينتهي التــــــــــــــرحال والسفر
استقــــــــبلتك من الرحـــــمن رحمته … دامت عليك إلى أن يحـــــشر البشر
صلــــــى الإله على قبــــــــــر نزلت به … ما طاف بالبيــــــت أقوام وما اعتمروا[/center]