مكتبة الأسكندرية
أُنشئت المكتبة علي يد خلفاء الأسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفي عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم والتي وصل عددها آنذاك إلي 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو، كما درس بها كل من إقليدس وأرشميدس بالإضافة إلي إيراتوثيوس أول من قام بحساب قطر الأرض
وقد احترقت المكتبة عن بكرة أبيها في ظروف غامضة، حيث اختلف المؤرخون حول المسئول عن تدميرها وتشير معظم أصابع اتهامهم إلي يوليوس قيصر الذي أرسل سفنه الحربية عام 48 قبل الميلاد لتدمير سفن دولة البطالمة المرابطة بالمرفأ المجاور، حيث يعتقد البعض أن هذه السفن قد قصفت الحي الملكي بالمدينة عن طريق الخطأ
وتوجد مكتبة الإسكندرية الجديدة في الوقت الراهن علي نفس الموقع الذي كانت تشغله المكتبة القديمة إحياءً لذكري أشهر مكتبة في التاريخ… وقد طُرحت فكرة إحياء المكتبة لأول مرة عام 1974، ثم تجدد العرض مرة أخري في أواخر حقبة الثمانينات حين قامت منظمة اليونسكو بالدعوة للمساهمة في إحياء المكتبة. وعلي الفور أنشأ الرئيس مبارك الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية حيث تم إجراء مسابقة دولية لتصميم المكتبة، وفي سبتمبر 1987 رشحت الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية شركة مصرية، والتي قامت بأعمال التصميمات الخاصة بالمكتبة
يشمل تصميم المكتبة الجديدة أربعة مستويات تحت الأرض وستة طوابق علوية من أعلي نقطة من السطح الدائري شديد الانحدار… والمكتبة الجديدة تتميز بسقف دائري مائل لتقليل دخول شعاع الشمس المباشر للمبني إلي الحد الأدنى، وهي مغطاة بغلاف بيضاوي بمحور رئيسي مقاسه 60 متر… ويتسم جسم المبني بأنه يغوص أسفل الأرض لحماية محتوياته النفيسة من عوامل البيئة الخارجية
وتُعد قاعات القراءة العديدة المفتوحة هي السمة البارزة في مكتبة الإسكندرية، حيث تضم 2500 قسم للقراءة تؤدي إلي سبعة شرفات
تضم مكتبة الإسكندرية مجموعة من المكتبات المتخصصة منها
أولاً: مكتبة الوسائط المتعددة؛ وتشتمل على أنواع مختلفة من الوسائل السمعية والبصرية، والتي تغطي موضوعات متنوعة… تعليمية، دينية، ثقافية، سياسية، تسجيلية، سينمائية، بالإضافة إلى وسائل ذاتية لتعليم اللغات المختلفة وبرامج الكمبيوتر وغيرها من وسائل التعليم الذاتي في شتى المجالات، بالإضافة إلى تسجيلات لجميع المؤتمرات والحفلات الموسيقية والفنية والمعارض التي تتم في مكتبة الإسكندرية
وتتضمن مكتبة الوسائط المتعددة قاعتين للعرض الجماعي وقاعات فردية بها أجهزة مختلفة لاستخدام المواد السمعية والبصرية وجميع المواد السمعية والبصرية، والموارد الإلكترونية متاحة من خلال نظام Multimedia View وهذه المواد مقسمة على أربع قواعد (الكسندرينا ـ عامة ـ موسيقى ـ تعليم ذاتي)
ثانياً: مكتبة طه حسين؛ وهي تمثل مفهوماً جديداً يفتح آفاق جديدة للمكفوفين وضعاف البصر، وتمكنهم من الدخول على مصادر مكتبة الإسكندرية وأيضا مصادر الإنترنت، لتمكينهم من الوصول للمعلومات، وبالتالي إدخالهم إلى عصر جديد من المعرفة وتكنولوجيا المعلومات
جناح نوبل؛ ويقع في الدور الثالث، ويتكون من ثلاث قاعات هي
قاعة نوبل وتقدم خدماتها فقط للباحثين والمتخصصين في علم الأدب بفروعه وهي عبارة عن قاعة إطلاع تضم أعمال الأدباء الحاصلين على جائزة نوبل في الأدب منذ بداية منح جوائزها منذ عام 1909 وحتى عام 2001
قاعة استماع جاد راوسينج، وهي عبارة عن قاعة يعقد فيها اجتماعات وندوات وتلقى فيها المحاضرات. قاعة انتظار زودربرج، وهي صالة انتظار خارج القاعتين الأخريين، وتضم جهازي كمبيوتر حفظ عليهما متحف نوبل الإلكتروني
كما تضم مكتبة الإسكندرية مجموعة من المراكز البحثية المتخصصة، من أهمها
مركز دراسات الإسكندرية وحضارات البحر المتوسط (أليكس ميد)، ويهدف إلى توثيق ونشر الثقافة السكندرية وثقافة البحر المتوسط، وفي ذات الوقت تشجيع الحوار والتفاهم المتبادل… من خلال إقامة برامج لتبادل الطلاب بين المعاهد المحلية والمتوسطية والعالمية
مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، يهدف المركز إلى توثيق تراث مصر الحضاري والطبيعي، علاوة على ذلك فقد حدد لمسيرته عدة أهداف منها… صياغة وإنجاز خطة قومية لبرنامج التوثيق الشامل ـ العمل على زيادة الوعي العام بموارد التراث الحضاري والطبيعي في مصر ـ تقديم العون الفني، للجهات المعنية من خلال برامج للدعم المؤسسي وبناء القدرات
مركز الدراسات والبرامج الخاصة (CSSP)، أُسس بالقرار الجمهوري رقم 361 لعام 2002، وهو مؤسسة علمية مستقلة لا تهدف للربح، يهدف إلى تمويل شباب العلماء بمصر في مرحلة ما قبل الحصول على درجة الدكتوراه ـ الارتقاء بالعلوم، والتعليم والتوعية الشعبية ـ العمل كمحور لخلق ودعم شبكة دولية من التعاون مع استمرار المركز في كونه مركزاً علمياً ـ تحفيز الطلاب الموهوبين من بين المدارس والجامعات المصرية
مركز الخطوط، أحد المراكز البحثية في المكتبة، وهو مركز غير نمطي يهدف إلى دراسة النقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحالي، في كافة أنحاء العالم