من منا لا يسعى لبناء منزل الأحلام الذي لطالما سعى له وبذل من أجله الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة خطط لها كثيرا في مخيلته ومن ثم شاركها أهله ومن حوله من أصدقاء ومقربين. لينطلق بعدها في تحويل هذه الأفكار إلى مخططات بمساعدة مكتب استشارات هندسية، لتأتي في الأخير خطوة اختيار مقاول إنشائي مميز يعمل على تنفيذ هذه المخططات وتجسيدها على أرض الواقع.
بصفتي [مقاول] بخبرة تمتد إلى أزيد من عشرة سنوات سأعمل في الأسطر القادمة على إمدادك بأبرز النصائح التي ستساعدك على الاختيار الصائب.
سابقة أعمال معبرة
بالتأكيد دائما ما يكون عامل الجودة من أكثر ما يتم التركيز عليه في عملية اختيار المقاول الإنشائي، فهو وحده الذي قد يشعر أصحاب المشاريع بمزيد من الارتياح وهذا ما يجعل الكثير منهم لا يتوانى عن دفع مبالغ إضافية للحصول على جودة أكبر لما سيشرع في بنائه سواء كان منزل أحلامه أو مقرا لشركته أو غيره مما قد قضى وقتا طويلا في التخطيط له. وهنا يأتي دور الأعمال السابقة للمقاول الإنشائي فهي مرآة عاكسة تستطيع من خلالها التأكد من احترافية المقاول ومدى مطابقة لكل معايير جودة البناء.
كما قد يكون تصميمك المعد مسبقا من قبل مكتب الاستشارات يحتوي كمية من التصميمات المعقدة لبعض العناصر الإنشائية كالسلالم الحلزونية أو الواجهات، ولا يخفى عليك أن أي مقاول إنشائي بخبرة بسيطة سيجد الكثير من المعوقات لتنفيذ مثل هذه التصاميم لهذا ستكون أعماله السابقة معيارا حاسما لاختيار المقاول الإنشائي.
تواصل مع عملائه السابقين
بعد التأكد من جودة خدمات المقاول الإنشائي ينبغي التأكد من إلتزامه الشخصي بعمله، هذه الخطوة تأتي كضمان مستقبلي لوتيرة إنجاز مشروعك. فبتواصلك مع بعض من عملائه السابقين ستعمل على الاستطلاع حول ما واجههم من مشاكل مع هذا المقاول مثل الالتزام اليومي بالعمل وتوفيره لليد العاملة المؤهلة اللازمة، أيضا الاستفسار حول تاريخ تسلم مشاريعهم ومدى مطابقتها لما تم الاتفاق عليه مسبقا.
بالإضافة إلى تقبل المقاول الإنشائي للنقد وللتعديل، هذه النقطة بالتحديد هي الأهم هنا فمهما بلغت احترافية المقاول ستواجهك أثناء عملية البناء والتنفيذ الكثير من العوائق التي قد يلزم إعادة تعديلها. وتأتي أهمية هذه النقطة في كونها تساعد على اختيار المقاول السلس المرن في التنفيذ حسب متطلبات المشروع بهدف الوصول إلى أفضل نهاية ممكنة.
المقاول الأفضل هو من يستطيع التكفل بكل مراحل البناء
بعد إتمام كل المخططات والتصميمات اللازمة لمشروعك ستجد نفسك تمضي الكثير من الوقت لاختيار المقاول الإنشائي المثالي. وبما أنك تتمحص في قراءة هذه المقالة فأنت تعلم أنه في وقتنا الحالي أصبح الأمر غاية في الصعوبة ويتطلب الكثير من الاتصالات والبحث للوصول إليه.
إذن أنا متأكد من كونك لا تحبذ تكرار هذه العملية الشاقة لأكثر من مرة، لهذا اعمل على اختيار فقط من بمقدوره التكفل بكل مراحل البناء انطلاقا من عملية الحفر إلى الأشغال الكبرى بل حتى أعمال السباكة ومختلف الإكساءات اللازمة.
تأكد من الاتفاق على كل الشروط
بعد كل ما ذكرته سابقا سيتوجب عليك التواصل مباشرة مع المقاول الإنشائي، للاتفاق أكثر حول جل متطلبات المشروع ولعرض مختلف التصاميم والمخططات عليه. هذه الخطوة تحديدا سيتم من خلالها رسم كل مراحل المشروع المراد إنجازه، لذا ستكون كصاحب مشروع ملزما بطرح كل شروطك في هذه اللحظة مثل تاريخ الانطلاق في التنفيذ ومدة الإنجاز المسطرة وكل المتطلبات التقنية للمشروع.
لإتمام هذه المرحلة بنجاح سينبغي عليك سماع كل آراء المقاول والأخذ والرد للوصول إلى الاتفاق النهائي المثالي والملم لكل نقطة في كل مراحل البناء.
مهارات التواصل دائما هي الأساس
خلال مدة الإنجاز ستكون ملزما بالتواصل مع المقاول الإنشائي بشكل أسبوعي على أقل تقدير، لهذا سيكون من السيء جدا الاضطرار للتواصل مع مقاول عصبي بشدة لا يقبل أي رأي مخالف لرأيه. ولتجنب كل هذا وما قد ينجر عليه من أضرار لمشروعك أولا ولنفسيتك ثانيا عليك توخي الحذر خلال مرحلة الاتفاق على الشروط والانتباه إلى معالم شخصية المقاول الإنشائي الذي تحاوره ومدى تفهمه لمتطلباتك. وهنا لا أقصد تقصي كل عيوبه فمن منا الذي يخلو منها بل ما أقصده هو التركيز فقط على نقطة قدرته على التواصل السلس فوحدها التي تمثل عامل مهم في اختيارك لهذا المقاول.
كانت هذه أبرز النصائح التي أتمنى أن تساعدك ولو بالقليل في إيجاد المقاول الإنشائي المثالي لتنفيذ مشاريعك على النحو الأفضل. كما سيسعدني أنا المقاول مالك أحمد العبد الله تلقي رسائلك وتعليقاتك للمزيد من التساؤلات أو لتناقش بعض الأفكار.