الأمراض الجنسية عقوبة ربانية (1)

كتبه/ د.علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
لم تشهد البشرية عبر تاريخها الطويل مثل ما وصلت إليه الحضارة الغربية الحديثة من الانحطاط الخلقي والاجتماعي، حيث تفشت الفواحش، وعم اقتراف الموبقات باسم الحرية الشخصية، وأطلقت حرية الممارسات الجنسية المحرمة والممارسات الجنسية الشاذة، ولم يعد من المستغرب أن يكون للرجل عشيقة أو أكثر، وكذلك للمرأة، بل صارت الدعارة مهنة وحرفة لها منظموها، وتفاقم السعار الجنسي بين الشباب، فالكل يبحث عن المزيد من الإثارة والمتعة، والشواذ لهم من يدافع عنهم، ويقر زواج الرجل بالرجل وزواج المرأة بالمرأة، ولهذا تفشت الأمراض الجنسية بشكل ملحوظ، وتعددت أنواعها، وظهر منها ما لم يكن معروفاً من قبل، ورغم قدم العديد من الأمراض الجنسية إلا أن العلم الحديث لم يستطع القضاء عليها، بل انضمت إليها أمراض جنسية جديدة هي أشد فتكاً وضرراً، وعادت بعض الأمراض الجنسية القديمة تظهر في أطوار جديدة أشد تأثيراً.
ورغم كل ذلك فالغرب يروج لما هو عليه بين شعوب العالم شرقاً وغرباً، ويربط الاستفادة من تقدمه العلمي ودعمها المادي بتبني نموذجه الاجتماعي الخلقي بدعوى إطلاق الحريات، وتحرير الإنسان والارتقاء بمستوى المعيشة. وتعد الأمراض الجنسية المتفشية في المجتمعات البشرية على تنوعها وما تحصده من الأرواح، وتكبده من المليارات من الدولارات سنوياً هي عقوبة ربانية دنيوية عاجلة، إلى جانب ما ينتظر أصحابها من العقوبات الأخروية، ولا غرابة في ذلك؛ ففي الحديث المرفوع: (إذا ظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) رواه الحاكم وصحح إسناده، وافقه الذهبي وحسنه الألباني، وفي الحديث المرفوع أيضاً: (لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكون مضت في أسلافهم الذي مضوا) رواه ابن ماجة، وصححه الألباني.
ويؤيد كذلك أنها عقوبة ربانية أمور منها:
1- إن هذه الأمراض الجنسية لها خصائص ليست لغيرها، مما يحفظ بقاءها واستمرارها، ويمنع استئصالها والقضاء عليها، فليست كغيرها من الأمراض يمكن السيطرة الكاملة عليها نتيجة التقدم الطبي الحديث.
2- إن المصابين بها من أشد المرضى بؤساً، وأكثرهم معاناة نفسياً وبدنياً، فهذه الأمراض تنغص عليهم حياتهم، وتضطرب معها معيشتهم، وقد يمتد أثرها طوال العمر بالعقم أو الآلام المزمنة، وقد تمتد إلى ذراريهم ومن حولهم.
3- إن الميكروبات المسببة للأمراض الجنسية تمتاز عن غيرها بسرعة انتشارها وشدة تأثيرها، فيكفي اتصال جنسي واحد محرم لينقل لفاعله أكثر من مرض جنسي تناسلي عبر جلد الجسم الخارجي، كما أن هذه الميكروبات متغيرة الأطوار، منوعة من جراثيم وفطريات وفيروسات، لذا تتعدد الأمراض الجنسية، وتختلف في آثارها وأعراضها ومظاهرها المرضية.
مرض الزهري:
فمرض الزهري يصيب الأعضاء التناسلية، ويمتد أثره إلى أعضاء الجسم الأخرى عبر ثلاثة أطوار للمرض، وينتقل من المر المصابة إلى جنينها عند الحمل، ومضاعفاته تهدد حياة المصاب به.
مرض السيلان:
أما مرض السيلان فيمتد إلى مجرى البول وعنق المثانة البروستاتا في الرجال، وإلى عنق الرحم والرحم والمبيضين في النساء، وقد يسبب العقم للجنسين، وتمتد مضاعفاته إلى مفاصل الجسم وأعضائه الأخرى.
الهربس الجنسي:
أما مرض الهربس الجنسي، فيبدأ بحكة يعقبها ظهور بثور وتقرحات كثيرة العدد، تزداد في الحجم مع الوقت مسببة آلاماً شديدة، وقد تتآكل هذه التقرحات وتلتهب، فيخرج منها الصديد، وقد تمتد إلى الفخذين ومنطقة العانة، ويصاحبها تضخم للغدد الليمفاوية في منطقة الإصابة، وهي مما لا علاج فعال لها.
وهناك أمراض جنسية أخرى يصاحبها ظهور تقرحات، أو ثآليل وأورام حول الأعضاء التناسلية تسبب الألم الحسي والقلق النفسي، وغالبها نتيجة فيروسات يحتاج علاجها لوقت طويل، ويصعب في العادة منع مضاعفاتها، خاصة إذا تأخر المريض في بدء علاجها حرجاً أو خوف الافتضاح.
وبالإضافة إلى هذه الأمراض الجنسية فهناك أمراض أخرى تنتقل عبر الاتصال الجنسي هي من أمراض الجهاز البولي، ومن الأمراض الجلدية تنتقل بالملامسة من المصاب إلى السليم، تسببها ميكروبات وفطريات وطفيليات تنتشر أيضاً بين طالبي المتعة الحرام، والشواذ جنسياً، فتسبب التهاب المجاري البولية، والالتهابات الفطرية والطفيلية.
مرض الإيدز:
ويعد مرض الإيدز (فقدان المناعة المكتسبة) أسوأ الأمراض التي ظهرت حديثاً في قائمة الأمراض الجنسية، ورغم أن بداية ظهوره كان بين الشواذ جنسياً، فقد صار ينتقل لغيرهم من غير الشواذ، بل وبين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن الغير معقمة، ورغم مرور ربع قرن تقريباً على اكتشاف المرض، فلم يستطع العلم الحديث السيطرة عليه أو التوصل إلى علاجه، وينتهي المرض بالوفاة الحتمية للمريض بعد رحلة عذاب بلا مداواة، فيالها من عقوبة ربانية رادعة، فهل من معتبر؟؟

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف

mechkouuuuuuuuuuuur