الموقف الفكرى الابداعى للمعمارى المصرى

الموقف الفكرى الابداعى للمعمارى المصرى
ان تقلص دور المعمارى المصرى وضمور فعاليته وانخفاض صوته فى الإطار الحضاري لمجتمعه انما هو نتيجة لضعف الحركة الابداعية الفكرية فى العمارة المصرية ويؤكد تبعيتها للحركات الفكرية الغربية دون تحليل وفهم عميق لهذه الحركات من حيث مبادئها ومفاهيمها وانساقها المؤثرة على الإبداع المعمارى .
وبمزيد من الصدق والموضوعية فان التفسير المقبول لاختفاء المعمارى المصرى من خريطة التميز المعماري محليا وإقليميا ودوليا هو ضمور فكرى فى التوجهات الإبداعية وباستثناءات محدودة للغاية فان المعماريين المؤثرين والمسئولين عن مشروعات كبرى ومتعددة يتراجعون امام اى مواجهة إقليمية او دولية .
والواقع المعماري فى مصر يؤكد ان العمارة لا ترى كوسيلة للتنمية الشاملة وبالتالي فان المعماري لم يعد مهتما بان العمارة هى استخدام الخيال والحس الإبداعي لتناول ومعالجة الواقع بإمكاناته واطروحاته المختلفة . ومما يزيد تعقيد الأمور هو عدم وجود الحد الأدنى من المفاهيم المشتركة والحوارات النقدية بين المعماريين بسبب ندرة الندوات والمعارض والمؤتمرات والتقلص المذهل فى حركة التأليف والنشر ,وغيرها من العوامل التى تساهم فى خلق مناخ فكرى يسمح بتناول الآراء وتفاعلها ويسمح بحرية التعبير عن الاتجاهات والمدارس الفكرية المختلفة ويعرضها للنقد والتحليل ,وغيبة هذا المناخ يؤدى الى مزيد من التخلف الإبداعي والعلمي والحضاري ومزيد من التبعية السطحية للغرب دون مقاومة من المعماريين الممارسين او النقاد والمنظرين