حوار بين تقي وشقي

[CENTER]قصة الحجاج مع سعيد بن جبير ظل الحجاج يطارد العالم الجليل سعيد بن جبير ثماني سنوات أو أكثر حتى عثر عليه، وسعيد بن جبير هذا عالم ورع تقي ظل يجاهد لإعلاء راية التوحيد وليرفع لا إله إلا الله عالية خفاقة وظل ينشر العلم وكان عالماً عاملاً فلما قبضوا على سعيد بن جبير على الحجاج فقال له الحجاج: ما اسمك وهو يعرف اسمه؟ فقال له: اسمي سعيد بن جبير. فرد عليه الحجاج قائلاً: بل أنت شقي بن كسير. فقال له: أمي أعلم إذ سمتني. فقال له شقيت أنت وشقيت أمك، ثم قال له: والله لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى. قال: لو أعلم أن ذلك إليك لاتخذتك إلهاً، فقال الحجاج: إلي بالذهب والمال. فأتوه بأكياس الذهب والفضة فنثروها بين يدي سعيد بن جبير ليفتنه. قال سعيد بن جبير: يا حجاج إن كنت اتخذته رياء وسمعة وصداً عن سبيل الله فوالله لن يغنيك من الله شيئاً. فقال: علي بالمغنية (جارية تغني) فقال لها الحجاج: غني واعزفي. فبكى سعيد بن جبير، قال له الحجاج: هل تبكي من الطرب؟ فقال له سعيد: والله ما بكيت طرباً ولكن بكيت لجارية سُخرت لغير ما خُلقت له لأنها ما خلقت لتغني وعود قطع لمعصية الله ! فقال الحجاج: خذوه وولوه إلى غير القبلة والله يا سعيد بن جبير لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من الناس. قال سعيد: يا حجاج اختر لنفسك أي قتلة أردتها والله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله بمثلها فاختر لنفسك أي القتلة تريد؟ قال الحجاج: ولوه إلى غير القبلة. قال سعيد “أينما تولوا فثم وجه الله” (سورة البقرة آية 115) قال الحجاج: أنزلوه أرضاً. قال سعيد "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " ( سورة طه آية 55) قال الحجاج: اقتلوه. فقال سعيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله خذها يا حجاج حتى تلقاني بها غداً عند الله، اللهم لا تسلطه على أحد بعدي يا قاسم الجبابرة اقسم الحجاج وفي نفس المجلس ظهرت بثرة في يد الحجاج فظل يثور مثلما يثور الثور شهراً كاملاً لا ينام من شدة الألم والتعب ولا يعرف يأكل ولا يشرب. يقول الحجاج عن نفسه: ما مرت بي ليلة إلا ورأيتني أسبح في الدم وما مرت بي ليلة إلا ورأيت كأن القيامة قامت وأن الله يحاسبني ويقتلني عن من قتلته قتلة واحدة إلا سعيد بن جبير قتلني به الله سبعين مرة وقصمه الله بعد شهر

وصلتني خلال الربيد الالكتروني[/center]