مقالة عجبتني جدا

المقالة المرفقة عجبتني جدا عشان كده قولت اكيد هتعجبكوا انتو كمان لان مضمونها مهم جدا

هناك مشكلة في المرفقات … لم يشتغل عندي

أنا أيضا لم تشتغل معي المرفقات

السلام عليكم
انا فتحتها تاني وفتحت معايا مش عارفة المشكلة فين وعموما انا هابعتها تاني

الراقص معالذئاب

بقلم: أ. عيسى الشارقي
"الراقص مع الذئاب" هو اللقب الذيأطلقه الهنود الحمر على الجندي الذي كان يحرس التخوم في الفيلم الأمريكي الذي يحملالاسم نفسه. وهذه التسمية تعكس أسلوباً تربويّا عندهم، حيث يعتمد على الحث لإنجازعمل مميز يكتسب به صاحبه درجة من الشرف الإجتماعي .
فالأسماء عندهم لا ثبات لها، فكلماأنجز الفرد إنجازاً يستحق الإشادة تُبدل القبيلة اسمه ليحمل انجازه، وهكذا دون ثباتحتى آخر حياته. فهناك " أول من يرمي " وهناك " النسر الطائر " مما يبرز مجموعةالقيم المعظّمة عندهم .
هذا المنهج يجعل الإنسان مطالباً بشكلدائم ليقدم إنجازاً جديداً إذا ما أراد أن يتسنم منزلة عالية في القبيلة. وهذ اللقبأشد التصاقا وخصوصية من الرتب العلمية والعسكرية من مثل: الدكتور والجنرال فهو مفصلعليه خصوصاً لا يشاركه فيه غيره، وهو مرتكز على نفسه باستقلال لايعتمد على اسمعَلَمٍ ثابت، إذ يزول عندهم اسم العلم ليصبح اللقب هو الإسم وبلا إضافات، إنهلايرتكز حتى على اسم العائلة أو مجد الأب .
وفي ثقافتنا العربيّة القديمة تجدنوعاً من ذلك ولكن مزاوجا بين صفة الإنجاز وثبوت اسم العلم، والذي كثيراً ما يغيبعن لغة المخاطبة، فأنت تسمع مثلا بالشاعر المعروف " تأبط شرّا " واسمه الحقيقي ثابتبن جابر، شاع عنه هذا اللقب حيث كان من الصعاليك المتمردين على النظام القبلي،المشهورين بالبأس والحيلة والسرعة فكأنه لا يرى إلا والشر تحت إبطيه .
وشاع كذلك لقب “آكل المرار” واسمه عمروبن حجر، والمرار نبت شديد المرارة، ولا أعرف سبب التسمية ولكنه يدل على شدة البأسوهو جد امروء القيس الشاعر. و"ملاعب الأسنة " عامر بن مالك أحد أجداد العباس بن عليلأمه أم البنين، و"حامي الظعينة " ربيعة بن المكدّم الذي تعرّضت ظعينته لقطّاعالطرق وكان فيها أمه وأخته وزوجته، وكان منفرداً إلا من عبيده ، فقاتل القوممنفرداً حتي قتل منهم فهابوه؛ وكان معروفاً بالشجاعة، فلما تحاشوه ووجد نفسه مصابابجرح مخوف، أمر الظعينة أن تسير منفردة نحو الحي؛ ولم يكن مبعداً كثيراً، ووقف هوفي قبال القوم متفاديا إبداء ضعفه بالإتكاء على رمحه من فوق فرسه، فلما بلغتالظعينة سلامتها أطلقت عليه العرب "حامي الظعينة " وهو الذي أشار إليه السّيد جعفرالحلي في قوله:

حامي الظعينة أين منه ربيعةأم أين من علياً أبيــه مكدّم

وفي لغة العرب وذوقهم الكثير منالكناية عن الشيء بما اشتهر به وتكرر معه ولازمه، وهو من جميل اختيارهم ، فيكنون عناللص بـ " ابن الليل "، وعن غصن الريحان بـ “ابن المسرّة”، والصبح “ابن ذكاء” وهيالشمس، والعالم " ابن بُجدتها " بضم الباء وهي حقيقة الشيء، والفرس الفارة " ابنالنعامة"، والليالي “بنات المنى”، والهموم " بنات الصدر "، والدواهي "بنات بئس "،والذئب " أبو جعدة " ، والثعلب " أبو الحصين " ، والراية " أم الحرب "، واللواء " أم الرمح " ، والخبز " أم جابر " ، والرحى " أم عطية "، والخمرة " أم ليلى " وهىالنشوة.
ولقد استخدم القرآن الكريم هذه الطريقةدون الإشارة إليها بالطريقة المعهودة عند العرب في الكناية بأم وأب وبنت وأخت ، ممالم يلفت اليها الأنظار، فنحن نظن أن آدم هو اسم علم لأبينا آدم عليه السلام ولكنآدم هو اسم جنس للبشر الذين اصطفى الله أبينا من بينهم لتلقي النفخة القدسيّة،ومعنى آدم المتكيّف أو بالأحرى المتلائم من الفعل آدم بفتح الدال والميم، ومنهنستعمل كلمة إدام “اودام” بالعامية وهو الذي يلائم اللقمة للبلع ويجعلها مستساغة،فآدم يعني المتلائم مع الحياة والأشياء المتكيف معها والمكيف لها.
وكذلك حوّاء فهي اسم جنس للمرأة وبيانلسرّها في الخلق، وهي من الحوي والإحتواء، فهي التي احتوت البشرية ولولاها ماتجمعتاسرة ولا تكون مجتمع، إن المرأة هي مفتاح تكون المجتمعات البشرية والإنسانية، ليسبالولادة كما يظن البعض، ولكن بما بعد الولادة من حياطة للإنسان الصغير، ومودةللإنسان الكبير.
أما قابيل وهابيل فلو كان الأمر علىمقياسي لجعلت القاتل هابيل والمقتول قابيل، فالهابل المحتال الآخذ والقابل الموافقالضامن، فإن صح ذلك فأيهما أحق بأيهما؟ اللهم إلاّ أن يكون لهما معنى يوافقأفعالهما في اللفظتين لا أعرفه.
ويأجوج ومأجوج سميا كذلك لطبيعتهماالسلوكية فأحدهما يؤجج الآخر على فعل الشّر. وفرعون هو المتكبر العالي ذي الشرورالمتفرعة كتفرع الأغصان، والهامان لفظ فارسي بمعنى باب الملك الممهد له وهو رجلالدين، وأما قارون فهو المنشغل بجمع وقرن المال للمال وهم اصحاب رؤوس الأموال،وبهؤلاء تكتمل عدّة الحكم: السلطان والكاهن –العالم المثقف المشير– ثم أصحابالأموال . فهذه ليست أسماء شخصية إنها أسماء لوظائف تتحكم في الحياة وتفعل فيها. فرعون وهامان وقارون مسمّيات طبقية وليست شخصية أفرادها الحقيقيون نماذج تحمل أسماءشخصية أخرى.
والسامري هو صاحب حديث الليل، الذيأحدث انقلابا وفتنة بعد غياب موسى، فهذا هو اسم فعله، وصفة عمله التي تشير إلى أنهدبّر أمره بليل، ولم تكن صناعة العجل إلا خاتمة الفصل.
والإسلام جعل مثل ذلك من وسائل تربيتهمحبباً للطفل من حين ولادته ثلاثة أشياء تتعلق بشخصيته أولها: حسن اختيار اسمهفيسمى بالحسن منها، وثانيها أن يلقب بلقب يحمل معنى حسناً وثالثها أن يكنى بكنيةحسنة أيضاً لعل هذه الاشياء تشجعه على اقتفاء آثار الأعمال الطيبة فيسمى مثلا بـ: محمد أو علي أوحسن أو عبدالله أو غيرها من الاسماء التي إما تشير إلى شخصيات متميزةبالشرف أو إلى صفات طيبة كراشد وعقيل وجميل.
ويكنى بكنية مثل أبو علي أو ما شابهأملاً في اصطباغه برجولة الرجال أو وقار النساء. ثم يلقب بلقب مثل الجواد، الباقر،الصادق، من الأخلاق الحسنة والفضائل. ولهذا فأنت ترى اسماء الأولين هكذا مثلاً: أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق. ولم تكن شخصية المولود تذوب في اسم العائلة أو المهنةأو المنطقة والقبليلة كما نفعل اليوم. ومن الطريف أن الاسم والكنية لا يتغيران ولايتكاثران، بعكس الألقاب فهي عند العرب تتكاثر بتكاثر المآثر والإنجازات.
والسؤال: هل هناك طريقة للاستفادة منطريقة الهنود الحمر، أو طريقة العرب، أو سنة الإسلام في تفعيل التربية والحث علىالإنجاز؟

يعطيك العافية