[RIGHT]
نحو منهج هندسى للفكر الإصلاحى
B الشعب فى منظومة الدولة[/b]
ما أود طرحه الأن هو محاولة فهم دور الشعب فى منظومة الدولة. وهنا مربط الفرس كما يقال. لأن الإصلاح أولاّ وأخيراّ هو فى مصلحة الشعب… مصلحة الملايين من البشر الذين يعيشون على أرض هذا الوطن…مصر…لذلك لابد لنا ان نضع أقصى ما يمكن من الأولوية و الإهتمام بهذا الجزء من تركيبة منظومة الدولة…الشعب…الناس…المواطنون. وكما تتذكرون فالدولة كمنظومة تتركب فى أعم مستوى من
والسلطة بلا شعب لا قيمة لها…السلطة تحتاج شعب… مواطنين، وهذا ما يجب ان نعمل بقوة على تذكير السلطة به ، وهذا ما يجب ان يفهمه كل مواطن. اما الشعب فهو الذى يجب ان يؤلف سلطة لتسيير امور الحياة… الشعب يوجد السلطة إذا لم تكن موجودة، وعلى قدر فهم الشعب ووعيه لمعنى السلطة يكون دوره معها… هل يعبدها؟ يخاف منها بلا سبب سوى إنها سلطة؟هل يطيعها دون ان تؤدى واجبها؟ هل ممنوع عليه ان يحاسبها فى أداء وظيفتها؟… وظيفة الدولة هى خدمة الأرض والمواطن… هذا هو المعروف حاليا عن مفهوم الدولة ومفهوم السلطة… هذا هو ما يجب ان ينتشر بين الناس…ان يزداد الوعى به. السلطة فى حاجه إلى مواطنين…ناس…شعب
لتتحكم فيه…لتستبد به…لتتسلط عليه…لتكسب من وراءة… لتستمتع بالشهرة والمنصب والتسهيلات والإمتيازات…ووظيفة المواطن ان يمدحها…يؤلهها…يعجب بها… و يضع من فى السلطة فى أعلى عليين؟
لتعمل على تحقيق مصالحه، وتحل مشاكله ، وتوفر له الحياة الكريمة، وتحميه، سلطة تعيد لكلمة الأمن معناها الصحيح، وتعيد للأرض مكانها المناسب فى منظومة الدولة؟
فماذا يريد الشعب؟ أى نوع من السلطة يريد؟ ربما يظهر هنا أهم أدوار الإصلاح الخاصة بالشعب، ان يعرف ما هى السلطة وما هى وظيفتها فى منظومة الدولة. وهذا ما يجب علينا ان نهتم به عندما نتكلم عن الشعب كجزء أساسى فى منظومة الدولة.
لكى نفهم مشاكل مصر ، ولكى يمكننا ان نعرف مواضع الخلل، ومستويات وصعوبات الإصلاح ، ولكى نحدد الأولويات ونعرف من أين نبدأ ، علينا ان نفهم الدولة كمنظومة، فهما يعتمد على طريقتين متكاملتين للرؤية:
الدولة كمنظومة لها تركيب من عناصر متفاعلة، تعمل معا من أجل أهداف ووظائف محددة. ولها قوانين تعمل من خلالها ، وهناك قيود على عملها. بالنسبة لمصر كدولة، كنت قد سألت عن الأهداف والمصالح والأمن القومى والرؤية الإستراتيجية لمصر وشعبها. وما هىالخطط التى وضعت لتحقيق مصالح مصر و أهدافها وأمنها ، وطلبت ان نعرف أين نجد هذه الأشياء الغامضة حتى عند أكثر مفكرى مصر ومثقفيها. والطلب لازال مطروحاّ لعل أحد الأعضاء يمكن ان يفيدنا فى معرفة أهداف ومصالح وأستراتيجية مصر وأمنها القومى. وتكلمت عن مفهوم السلطة فى المرة السابقة، كجزء من مفهوم منظومة الدولة، ويبقى بعد ذلك ان أكمل باقى عناصر المنظومة وهما الشعب والأرض وهنا نكون أكملنا تركيب عناصر منظومة الدولة ويبقى بعد ذلك ان نفهم القوانين التى تحكم عمل منظومة الدولة والقيود المفروضة عليها…إنه مشوار طويل لفهم جذور المشاكل حتى نفكر فى تقديم الحلول.
أعزائى مهندسى مصر المهتمين بالإصلاح
كل ما أحاوله هنا ان اشجعكم كمهندسين ان تستعملوا المنهج الهندسى الذى تجيدوه عندما تنزلون للعمل العام طالبين الإصلاح. و كى نصلح لابد لنا:
- ان نفهم جيدا المشكلة التى نريد حلها، ونصيغها صياغة علمية تساعدنا على إقتراح الحلول.
- ان نحدد مشاكل المستوى الذى نبحث عن إصلاحه ونحدد البديل فى شكل مشروع. البدائل كثيرة ومتعددة وعلى عدة مستويات، من أعلى مستوى للدولة الى مستوى حياة المواطن اليومية وما يعانية من مشاكل. المهم التحديد الجيد للمشكلة ووضع بدائل للحلول.
- لابد لنا ان نعمل فى شكل فرق كثيرة لمشاريع متعددة فى نفس الوقت،و نستفيد من تنوع وتعدد خبرات ومعارف ومهارات مهندسى مصر.
- لابد ان يكون عندنا تصور ما لكيفية تنفيذ البديل الذى نريد به إصلاحاّ.
وكل ما أرغب فيه وارجوه هوالأتى: ان كان ما أطرحه مقنعاّ ومقبولاّ فعليكم بمناقشته والتحاور حوله معى ومع كل من تعرفون من أصدقاء. المهم ان تتسع دائرة الإهتمام والمناقشة الجادة حتى نصل لتصور كبير لمصر ورؤية مستقبلية لها. وإقتراح عدد من المشاريع على كل المستويات من مستوى المواطن فى حياته اليومية ومشاكله الملحة الى أعلى مستوى وهو حول مفهوم الدولة ومفهوم المصالح والأمن القومى وأهداف الدولة الإستراتيجيه. ومن المؤكد اننا سوف نجد فى كل المهندسين الإهتمامات المتعددة التى تغطى كل هذه المستويات من أعلى مستوى للإصلاح…مستوى الدولى… الى أقرب مستوى إلى حياة الناس المباشرة… البيت والشارع والوظيفة… وغيرها…
ما قلته هنا هو للتذكير بأهمية العنصر الأساسى المكون لمنظومة الدولة وهوالشعب…المواطن، ولأهمية هذا العنصر عندى أمل كبير فى مشاركتكم بعد ان انتهى من شرح أهمية هذا العنصر. ان هذا العنصر من أهم ما يجب ان نفهمة لكى نصلح الدولة… ان الشعب…المواطن…هو الأساس لوجود دولة ما…اذاّ الشعب هو ما سوف أكمل الحديث عنه فى المرة القادمة، ومع…
[/right]