التكيف

التكيف اصطلاح اكتسبه علم النفس من البيولوجيا وفقا لما جاء في نظرية النشوء والارتقاء لدارون التي تؤكد أن الكائن الحي يحاول وبشكل مستمر أن يوائم بين نفسه والعالم الطبيعي الذي يعيش فيه من أجل البقاء.
وهذا أمر لا يقتصر على الجوانب البيولوجية من الحياة الإنسانية، بل ويتعمم أيضا على الجوانب النفسية، أي على السلوك وردود الفعل (الاستجابات) في التعامل مع متطلبات البيئة وضغوطها المتعددة.
والموائمة التي استخدمها دارون للتعبير عن وجهة النظر البيولوجية، استخدمها علماء النفس والاجتماع في مجالهم الإنساني تحت مفهوم التكيف أو التوافق استنادا إلى حقيقة علمية مفادها:
إذا كان الإنسان قادراً على التلاؤم مع البيئة الطبيعية فإنه قادر أيضا على التلاؤم - أي التكيف - مع المتغيرات والظروف الاجتماعية والنفسية التي تحيط به.
وهذه حقيقة تحتم قيامه بأنشطة مستمرة تهدف إلى التفاعل بينه وبينها (الظروف والمتغيرات) بهدف الحصول على قدر من الرضا والاتزان تعتمد مستوياته بوجه عام على التداخل والتفاعل الحاصل بين جانبين هما:
أ) ظروف البيئة، ومتطلبات الحياة المحيطة بالإنسان التي تحتم نوعا من التكيف يقتضيه الاستمرار في البقاء.
ب) مقدرة الإنسان على التكيف، من خلال ما يتمتع به من قدرات عقلية كفوءة لهذه المهمة النفسية.
ومن هذا المنطلق جاءت بعض التفسيرات للسلوك الإنساني والصحة النفسية منسجمة وهذا الاتجاه عندما عد قسم من المختصين في مجالها أن التكيف لمطالب الحياة ومتطلباتها أحد معايير هذه الصحة وركن من أركان السواء في السلوك البشري(3).
هذا وإن التكيف اصطلاح في علم النفس يعني تلك العملية الديناميكية المستمرة التي يهدف بها الشخص إلى أن يغير سلوكه ليحدث علاقة أكثر توافقاً بينه وبين البيئة المحيطة؛ وبناءا على هذا الفهم يمكن تعريف هذه العملية:
بأنها القدرة على تكوين العلاقات المقبولة بين الفرد وبيئته.