الأرامل واليتامى والمساكين

[CENTER]أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جَحَدَ بهِ وكَفرْ ,
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيهُ وخليله
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا
( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين ,
من إعتمد على علمهِ ضلّ
ومن إعتمد على سلطانهِ ذلّ
ومن إعتمد على مالهِ قلّ
ومن إعتمد على الناس ملّ

[B][SIZE=5][COLOR=#000066]ومن إعتمد على عقلهِ إختل

ومن إعتمد على الله[/color][/size][/b]

فلا ضلَ
ولا ذلَ ولا قلَ ولا مل ولا اختلّ … [/center]

[COLOR=#ff0000][B][SIZE=5]

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

[/size][/b][/color]

[CENTER]قال الله تعالى فى كتابه العزيز
(أوَلَمْ يَرَوْا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون *
فآتِ ذا القربى حقهُ والمسكين وابن السبيل ذلك خيرٌ
للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون
وما آتيتُم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله
وما آتيتُم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المُضْعِفون *) الروم 37ــ 39
أى الذين تتضاعف لهم الحسنات

{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245
{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }النساء40
{مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11
{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد18
{إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }التغابن17
وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }البقرة272
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273
{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }آل عمران92
وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }سبأ39
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9
وطبعا العكس صحيح… يعنى البخيل الشحيح لا يكون من المُفلحين …
وعن حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال:
أتى رجل من بني تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله إني ذو مال كثير، وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني كيف أصنع، وكيف أنفق ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك
وتعرف حق المسكين والجار والسائل)
فقال يا رسول الله أقلل لي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(آت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا)
فقال:يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله ؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ولك أجرها وإثمها على من بدلها )
رواه أحمد والطبراني
أيها الأخوات والإخوة :

لقد فرض الله عزوجل(الزكاة ) على الأغنياء
وأمرهم بأداء حق هذا المال الذي هو من حق الفقير
وحذر الأغنياء من أن يمنعوا زكاة أموالهم وصدقاتهم عن الفقراء والمحتاجين
وذلك كي لا يفتحوا باب العداوة والبغضاء بينهم وبين الفقراء
لقد ساوى الإسلام بين الطبقتين
وأمر الأغنياء أن لا ينسوا الفقراء وأن يتصدقوا ويجودوا من أفضل أموالهم
وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يجودون بأفضل أموالهم وأحبها إليهم
وكانوا يزورون الفقراء برمضان وغير رمضان
لأنهم أدركوا أن الله لا يرحم العباد إلا عندما يرحم الناس بعضهم بعضا
وأدركوا معنى الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم :
( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود والترمذي
أما عندما يمنع الأغنياء زكاة أموالهم فإنهم يمنعون القطر من السماء
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا)
رواه ابن ماجة والبزار والبيهقي
لذلك نجد والد الفقراء عملاق الإسلام
(عمر بن الخطاب )رضي الله عنه
عندما أتاه أعرابي وكيف أجاد بقميصه الذي لا يملك غيره
فعندما وصل هذا الأعرابي على عتبة عمر بن الخطاب وخاطبه بهذه الأبيات :
يا عمر الخير جزيتَ الجنة… إكسِ بناتي وأمهن
وكن لنا في ذا الزمان جنة… أقسم بالله لتفعلن
فقال عمر :
(وإن لم أفعل يكون ماذا )
فقال الإعرابي :
إلى أبا حفص لأمضين
فقال عمر :
(وإذا مضيت يكون ماذا )

فقال الأعرابي :
والله عنهن لتسْألُن يوم تكون الأعطيات منة
وموقف المسئول بينهن إما إلى نار وإما إلى جنة
فلم يتمالك نفسه رضي الله عنه إلا أن زرفت دموعه على لحيته
ودخل فلم يجد شيئاً في بيته
فما كان إلا أن خلع قميصه وقال لخادمه ياغلام :
(أعطهِ قميصي هذا الذي لا أملكُ والله غيره لذلك اليوم لالشِعره )
أيها الأخوات والإخوة :
حديثي اليوم في هذا الشهر الفضيل والذي يتم خلاله بدفع
( زكاة الفطر )
عن شريحة من الفقراء والأرامل والمحتاجين
( المتعففين )
والمتعفف هو الذي يحفظ ماء وجهه ويصون كرامة نفسه
ولقد أرشدنا القرأن الكريم إلى هذه الناحية الهامة والحساسة في حياة المجتمع الإسلامي
إلى أنه لا ينبغي على الأغنياء وعلى المجتمع الإسلامي
أن يهمل أو ينسى أصحاب العفة
فهناك أناس في المجتمع لو أنكم بحثتم عنهم
لن تستطعوا أن تحصوا عددهم
هناك أناس في المجتمع يعانون من قلة في المال وكثرة في العيال
وربما يعانون من مرض لا يستطيعون مداواة أنفسهم
وهناك وهناك ؟؟؟!!!
لا يسألون الناس إلحافاً ويصعب عليهم أن يطلبوا من الناس أو أن يقفوا على أبواب الأغنياء
لا يسألون الناس إلحافاً ويقفون على أبواب المساجد وإشارات المرور ؟؟؟؟
(لا يسألون الناس إلحافاً أي لا يُلِحّون في السؤال والطلب )
[/center]

[COLOR=#ff0000][B][SIZE=5]

لأن كرامتهم تفوق مال الدنيا كلها

[/size][/b][/color]

[CENTER]

ومن يحفظ ماء وجهه فإنهُ يحفظ كرامة نفسه
أما إذا رأيت إنساناً يتملقُ على أبواب الأغنياء ويلحُ في السؤال
فاعلم أنهُ إنسان يأكلُ مال غيره
ويأخذُ زكاة وصدقةً لا يستحقها
فالفقير الحق هو الذي لا يُلحُ في السؤال ولا يأخذ من الناس
لذلكَ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ليس المسكين الذي يطوف علي الناس ترده اللقمة واللقمتان
والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غني يغنيه
ولا يُفطن له فيُتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس )
رواه البخاري في الزكاة. فتح الباري 4/104
هذا المسكين لا يُفطن له هو الذي ينبغي أن يأخذ الزكاة وأن يأخذ الصدقات
لأنهُ متعفف لا يتملق لا يلحُ في السؤال والطلب

هذا الذي ينبغي على الغني أن يبحث عنهُ
هذا الذي على أصحاب المسؤوليات أن يتفقدوا حالهم ؟؟
الفقراء والمساكين والمتعففين
وفي رواية يقول عليه الصلاة والسلام :
( ليس المسكين الطوّاف عليكم فتطعمونه لقمة إنما المسكين المتعفف
الذي لا يسأل الناس إلحافا)
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ,
بين لنا المتعففين أما إذا إستغنيت بالله أغناك الله ,وإنك إذا تعففت عن السؤال
يهىءُ الله لكَ أسباب الحلال وأبواب المال
وقد روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(من استعف أعفه الله،ومن استغنى أغناه الله
ومن سأل الناس وله عدل خمس أواق،فقد سأل إلحافا)
أي من سأل الناس ويملك كفايته من المال فقد نال الناس إلحافا
كم أناس أصحاب أجرة لا يستطيعون دفع إيجار مسكنهم
وكم أناس لا يستطيعون أن يؤدوا زكاة الفطر
وكم من أرامل ولديهم أطفال ولكنهن متعففات لا يستطعن الطلب تعففا
ولا ننسى هنا طلاب العلم الذين يتابعون دراستهم وليس لهم مورد
كم من طلاب حصلوا على الشهادة الجامعية ولكنهم لم يحصلوا على فرصة عمل
هنا أرجوا أن تكون صحوة بالمجتمع
ويتهافت الأغنياء والمقتدرين مادياً
بالبحث عن هذه الشرائح بمجتمعنا ويمدون لهم يد المساعدة
ولكن أن يأخذوا حذرهم من هؤلاء… الصور تتكلم عنهم:

[/center]

]((المتعفف )) لا تنسى أخي المسلم هذه الكلمة :
أختي الكريمة :
تفقدى أقاربك وأعطي ذوالقربى حقه
تفقدى جيرانك ,والمسكين , وابن السبيل
وخير صدقة ماأنفقت على الزوجة والأولاد
أيها الأخوات :
فلقد وُصِف عليه الصلاة والسلام بأنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر
قال أنس رضي الله عنه :
(ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صدقة إلا أعطاه
قال : وجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه
فقال : يا قوم أسلموا ، فإن محمدا يُعطي عطاءا لا يخشى الفاقة ) رواه مسلم
وقال الله تعالى في كتابهِ العزيز:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)
الأحزاب: الأية 21
وهذه الأية تدل على استحباب التأسي والإقتداء به
في الأخلاق والقيم والمواقف العامة
كان يبحث ويسأل عن أصحاب الحاجة والمعوزين
وقد سار على نهجه أمراء المؤمنين والخلفاء الراشدين
كان أمير المؤمنين (عمربن الخطاب ) رضي الله عنه
يعج ليلاً في المدينة باحثاً عن أرملةٍ متعففة
باحثاً عن يتيمٍ ليس له من يعينه
باحثاً عن فقير يسد له حاجته
باحثاً عن مسكين متعفف
فكان مجتمعاً سليماً قائماً على الحب والألفة والأخوة بين المسلمين
فلنكن متبعين سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
ونتحلى بأخلاقهِ
وبقيمه ومواقفه الأنسانية
ونحن بهذا الشهر الكريم
لنرسم بسمة على شفاه طفل يتيم أو امرأة أرملة
أو نضع بلسم على ألم مريض ( والشافي هو الله )
أو نرفع معنويات طالب يتابع دراستهُ وليس له مورد
وقد قال الشاعر أبو تمام:
تعَوّدْ بسط الكَف حتى لو أنهُ , ثناها لِقبـْض لـم تطعـه أناملـُه
و لو لم يكن في كفه غير رُوحِهُ , لجاد بهـا فليتـق الله سائلـُه
هو البحر من أي النواحي أتيتهُ , فلجته المعروف و الجود ساحلُه


وفي الختام أدعوا الله لي ولكم أن يعيننا على الصيام والقيام

وغض البصر وحفظ اللسان وأن يجعلنا من عتقائهِ من النيران…

[COLOR=#ff0000][B][SIZE=5]

كماأدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18…وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[/size][/b][/color]