ربع قرن والمهندسون يدورون في حلقة مفرغة

جريدة الرياض اليومية

[CENTER] ترقبوا تنظيم المهنة وصدموا بواقع “اللجنة” …
ربع قرن والمهندسون يدورون في حلقة مفرغة
يتساءل المهندسون هذه الأيام مع قرب انتهاء فترة الدورة الأولى لأول مجلس منتخب للهيئة السعودية للمهندسين عن النتائج التي حققها المجلس.
وهل نفذ الأعضاء الوعود التي قطعوها على أنفسهم إبان فترة الترشيح وما هي العقبات التي واجهتهم أو حالت دون تنفيذ وعودهم ولأهمية القضية التي عانى منها المجتمع الهندسي على مدى ربع قرن مضت فقد عرضناها على
المستشار الدكتور مهندس خالد بن عبدالعزيز الطياش
وقد استهل حديثه قائلاً: في يوم 13رمضان 1423ه صدرت موافقة مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على نظام الهيئة السعودية للمهندسين حيث ينص القرار على ان الهيئة السعودية للمهندسين هيئة مهنية علمية تهدف إلى النهوض بمهنة الهندسة وكل ما من شأنه تطوير ورفع مستوى هذه المهنة والعاملين فيها ومن مهامها وضع أسس ومعايير مزاولة المهنة وتطويرها بما في ذلك شروط الترخيص ووضع القواعد والامتحانات اللازمة للحصول على الدرجات والرخص المهنية وإعداد الدراسات والأبحاث وتنظيم الدورات وإقامة الندوات والمؤتمرات ذات العلاقة بالمهنة وتقديم المشورة الفنية في مجال اختصاصها وفقاً للضوابط التي يقرها مجلس إدارة الهيئة. أهداف جيدة هي حلم كل مهندس سعودي يسعى إلى الرقي بمهنته وتطويرها لآفاق عليا هذه هي الأهداف التي لأجلها أنشئت الهيئة السعودية للمهندسين فلقد جاءت الانتخابات لأعضاء مجلس الإدارة كأول مجلس إدارة منتخب بالكامل وكحدث فريد طبق لمهنة مميزة وتقدم للترشيح مجموعة من خيرة المجتمع الهندسي وتم ترشيح أعضاء مجلس الإدارة بعدما جرى التعريف بكل مرشح من خلال اجتماعات للتعارف عقدت في كل من الرياض وجدة والدمام وكانت أجواء الانتخابات واجتماعات التعارف والحملات الإعلامية والدعاية المصاحبة للحدث تنبئ بأن الهيئة قادمة لا محالة إلى تطوير يفوق الطموح ويتعدى الأماني إلاّ ان الأمور بعد الانتخابات بخيبة ظن وآمال الكثيرين بمجلس اكتفى بعد ترشيحه بالزيارات التشريفية والاحتفالية غير المسبوقة بوجود سيدة ضمن أعضاء مجلس الإدارة وكأن ذلك غاية الطموح ثم انشغل كل عضو بارتباطاته وكأنه أنهى المهمة التي انتخب من أجلها ومرَّت ما يقرب من ثلاث سنوات ولم يظهر خلالها بداية التطوير وتحقيق الأهداف وكأن مرحلة ما بعد الانتخابات تتناسب عكسياً مع مرحلة ما قبل الانتخابات كانت الآمال والتطلعات ان أعضاء الهيئة لمجلس الإدارة سوف يسابقون الزمن لتحقيق أهداف الهيئة لكنهم اقتنعوا بعضوية مجلس الإدارة فقط وأصبحت الهيئة هي امتداد للجنة الهندسية فقط اختلف المسمى. وما البرامج والندوات والمحاضرات إلاّ امتداد للنشاط السابق ولم يلاحظ أي نقلة نوعية في فعالياتها ومواضيعها. ومع قرب انتخابات أعضاء مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين في دورتها الثانية أعدت الاطلاع على النشرة التي قامت أمانة الهيئة بإصدارها قبل الانتخابات وكانت تحتوي على تعريف بالمرشحين للمنافسة في الانتخابات تبين مؤهلاتهم وأهدافهم وما يسعون إلى تحقيقه من خلال ترشيح أنفسهم لعضوية مجلس إدارة الهيئة في دورته الأولى وقد ركزت في اطلاعي على أهداف مجمل المرشحين وخاصة على المرشحين الفائزين لاحقاً في الانتخابات وقرأت بتمعن كبير أهدافهم ووسائل وأساليب تحقيقها كما يرونها ويسعون إليها وكانت في مجملها أهدافاً سامية ورائعة وايجابية وتدل على ان القادمين لعضوية مجلس إدارة الهيئة كلهم حماس وتفانٍ للارتقاء بالمهنة وتطويرها. والآن ومع قرب انتهاء الدورة الأولى للهيئة أتساءل ومعي أكثر من عشرين ألف مهندس سعودي وأكثر من مائة وعشرين ألف مهندس غير سعودي ماذا تغير خلال تلك الدورة وما هي درجة تطور وارتقاء المهنة وما هي الإضافة التي قدمت لمهنة الهندسة في بلادنا قبل ثلاث سنوات وحتى الآن؟ اتساءل كثيراً عن ماذا تم في تلك الدورة وأين نتائج عملكم خلال ثلاث سنوات مرت أو تكاد تمر أين محصلة تلك الأعمال وأين الأهداف التي وعدتم بتحقيقها وماذا عملتم لتحقيقها في ظل مناخ اقتصادي متميز وتحت مظلة ميزانية مالية مرنة بحجمها وأسلوب انفاقها أعطيت للهيئة ووسط صلاحيات ورعاية مادية وعضوية من جميع القطاعات الحكومية والخاصة.
أتمنى من كل مرشح فاز بالانتخابات السابقة ان يطلع على تلك النشرة الذي أوضح فيها أهدافه أمام كل مهندسي المملكة وماذا حقق منها وماذا عمل لأجل تحقيقها وما هي العقبات التي واجهته وحالت دون تحقيق تلك الأهداف. حبذا لو كان ذلك من خلال صفحة (العمران والتنمية) ليطلع عليها جميع المهندسين فنعذره ويعذر نفسه ونتعاون جميعاً لتذليل العقبات والصعاب التي حالت دون تحقيق الأهداف.
لقد مضت سنوات تفوق الثلاثين عاماً ومجتمع المهندسين يدور في حلقة مفرغة وتعددت خلالها مظلات الوصاية عليه ولم يطرأ على تنظيم المهنة وتنظيم العمل بها سواء في مجال تنظيم المكاتب الاستشارية والهندسية وتحديد تخصصاتها وتصنيفها أو السعي لدراسة وضع المهندسين السعوديين بايجاد كادر وظيفي خاص بهم يحقق للمهندس الاستقرار والتطور والرقي.
لذا وقبل ان تبدأ مرحلة الترشيح للدورة القادمة لابد من مراعاة النقاط التالية:

  • لابد من مراعاة التخصص الهندسي للمتقدمين للترشيح لعضوية مجلس إدارة الهيئة حيث ان اعداد مهندسي لبعض التخصصات الهندسية يفوق وبمراحل كبيرة اعداد المهندسين في التخصصات الأخرى ومن الأفضل ان تراعى النسب المئوية لكل تخصص لكي يكون مجلس إدارة الهيئة عند تكوينه ممثلاً بكل التخصصات الهندسية المختلفة وهذا يضمن ان يكون المجلس مطلعاً على كل العقبات والصعوبات التي تواجه كل تخصص ويجد من يمثله في مجلس الإدارة ويراعى حقوقه وهذا يحقق لكل التخصصات الهندسية التمثيل في المجلس ويحول دون اتخاذ قرارات قد تخدم تخصص معين دون الآخر.
  • يجب تفعيل التواصل بين أعضاء الهيئة السعودية للمهندسين وأعضاء مجلس الإدارة وان لا يكون وضع التواصل كما كان في الدورة السابقة حيث عانى كثير من المهندسين أعضاء الهيئة من صعوبة الاتصال أو الاجتماع بأعضاء مجلس الإدارة حيث كان الاحتجاج بأعذار مختلفة للحيلولة دون تحقيق ذلك ووقوف أمانة الهيئة السعودية للمهندسين موقف المتفرج تجاه ذلك رغماً ان نظام الهيئة ينص على انعقاد اجتماع مجلس الإدارة مع الأعضاء في حال طلب عدد معين من الأعضاء ذلك قبل ان يغير في هذه الدورة.
  • على الاخوة المرشحين للانتخابات القادمة معرفة ان عضوية مجلس إدارة الهيئة تحتاج إلى جهد مضاعف خصوصاً وان الهيئة لازالت تخطو خطواتها الأولى ومهنة الهندسة تحتاج إلى تطوير وارتقاء قياساً بوضع المهنة في الدول المتقدمة وان الفوز بعضوية مجلس الإدارة يعتبر تكليفاً وليس تشريفاً وان الهدف هو تحقيق آمال وتطلعات زملاء المهنة والارتقاء وتطوير مهنتهم وبمختلف التخصصات.
    [/center]