مميزات الإنترنت:

مميزات الإنترنت:
توفر الإنترنت للباحث مميزات كثيرة، نذكر منها ثماني نقاط:

1ـ الخروج من محيط البلد الضيق إلى مساحة العالم الرحبة:
تتيح الإنترنت للباحث القدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء
العالم، وتسمح له بالاطلاع على جل ما كتب في بحثه ومسألته العلمية.

2ـ تعدد المصادر والتحديث المستمر:
الإنترنت ‘بوابة المعلومات’ تسمح للباحث أن يجد ما يحتاجه من مصادر
مختلفة، ولا يعتمد على الكتب التي صدرت في بلدٍ معينةٍ مثلاً، أو الموجودة
في مكتبة جامعية ما، وإنما أمامه بوابة، ما إن يفتحها حتى تقدم له ما
يحتاجه يأتيه من كل حدبٍ وصوب.

3ـ سهولة الوصول للمعلومة، وتوفير وقت الباحث:
إن وجود محركات البحث المتعددة والمتطورة بما فيها من قدرة عالية وسهلة
على البحث والتصفح، تمكن أي باحث من البحث دون الحاجة إلى مساعدة من
أحد، إضافة إلى تعدد هذه المحركات، وهذا ما يتيح البحث في أكثر من محرك
في آن واحد، أو الانتقال من محرك إلى آخر عند عملية البحث، مما يؤدي إلى
استحضار المعلومات المطلوبة من أكثر من مكان، كما أن تواجد محركات
البحث يسمح للباحث أن يصل للمعلومة من خلال عدة مداخل، عبر الكلمة أو
الموضوع أو الكاتب أو جهة النشر أو الجامعة أو البلد أو غير ذلك،
وعملية البحث المباشر، ابتداءً من إعداد البحث، ووضع استراتيجية له إلى
تنفيذه، والحصول على النتيجة تستغرق في المتوسط ما يتراوح بين ثلاثين
وأربعين دقيقة فقط، وهو وقت قليل مقارنة بالوسائل الأخرى.

4ـ حداثة المعلومات:
لعل أهم ما يميز الإنترنت هو ما تتميز به من قدرة ‘مثالية’ على تحديث
معلوماتها، فأي تطوير أو تحديث في كتاب سنوي مثلاً يحتاج عامًا كاملاً
انتظارًا لصدور العدد السنوي منه ليتم هذا التعديل، والحال أصعب عندما
يكون الأمر مرتبطًا بطبعات الكتب غير محددة الموعد، أما الإنترنت فالأمر لا
يستغرق سوى بضع دقائق يتم خلالها تعديل المعلومة أو تحديثها أو إضافة
معلومة جديدة.

5ـ انفتاح الإنترنت ماديًا ومعنويًا:
إن بإمكان أية شبكة فرعية أو محلية أن ترتبط بالإنترنت وتصبح جزءًا منها
بصرف النظر عن موقعها الجغرافي أو توجهها الديني أو الاجتماعي أو
السياسي؛ ولهذا حققت الإنترنت ما لم تحققه أية وسيلة أخرى في تاريخ
البشرية، فبينما احتاجت خدمة المذياع نحو أربعين عامًا حتى يصبح لديها
خمسون مليون مشترك؛ واحتاجت خدمات التلفزة ‘التليفزيون’ إلى ثلاثة عشر
عامًا لتحقيق ذلك الرقم، نجد أن الإنترنت قد حققت في نحو أربعة أعوام
أكثر من ذلك الرقم، وهو في تزايد مطرد ومستمر، فقد تجاوز عدد
المستخدمين للإنترنت اليوم الثلاثمائة مليون مستخدم.

6ـ عدم التقيد بساعات محددة أو أماكن بعينها:
المادة معروضة مدة أربع وعشرين ساعة، ويمكن الحصول عليها في أي مكان
وزمان.

7ـ المساعدة على التعلم ‘التعاوني الجماعي’:
ويمكن أن نسميها ‘مجتمع الباحثين’ إن جاز التعبير؛ حيث تقدم الإنترنت
إمكانية الوصول إلى الباحثين أو المتابعين في مختلف أنحاء العالم، بل
تمنح الإنترنت الفرصة للتواصل مع العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين
والحصول على آرائهم وتوجيهاتهم، وهذا أمرٌ ـ ولا شك ـ مهمٌ وأساسي في
احتياجات الباحث العلمية، كما تسمح بتداول الحوار العلمي بين المختصين،
وهو ما يثري البحث العلمي وينميه ويطوره.

8ـ حرية المعلومات ومنع الاحتكار:
تساعد الإنترنت على حرية المعلومات متجاوزة مشكلات الرقابة وتتيح كذلك
التساوي بين العديد من الدول، وتتيح كذلك التساوي بين الناس في تهيئة
الوصول للمعلومات، فلا تحتكر هذه المعلومات لصالح جهة ما أو مكان واحد
أو بلد بعينه، وهذا كله يسهم بدوره في حرية التفكير وفي تحقيق الحرية
الفكرية، ويمنح الباحث فرصة الاطلاع على كافة الآراء والأقوال فيما يبحث
فيه دون أن يقيد بقيد سياسي أو فكري أو معلوماتي.

مجالات استخدام الإنترنت في البحث العلمي:
تخدم الإنترنت البحث العلمي من وجوهٍ عديدة نذكر منها أربع نقاط:

1ـ المساعدة على توفير أكثر من طريقة في البحث والتعليم، ذلك أن
الإنترنت ما هي إلا مكتبة كبيرة متشعبة المجالات ومترامية الأطراف تتوفر
فيها الكتب والدراسات والأبحاث والمقالات في المجالات المختلفة.

2ـ الاطلاع على آخر الأبحاث العلمية، والإصدارات من المجلات والنشرات العامة
والمتخصصة.

3ـ الاستفادة من البرامج والدورات والدراسات التعليمية الموجودة على
الإنترنت، وهو ما يعرف بـ’E Learning’, وهذه البرامج بتنوعها تفيد
الباحثين في مجالاتهم أو في المجالات المرتبطة بها ككيفية كتابة الأبحاث
مثلاً، كما أنها متاحة للباحثين حتى وإن لم تتواجد مثل هذه البرامج في
بلده أو مدينته.

4ـ التنوع في وسائل العرض، فهناك الوسائط المتعددة، وهناك الوثائق
والبيانات، وهناك الأفلام الوثائقية، إضافة إلى الأشكال التقليدية للمقال،
وهذا كله يهيئ فرصة الاطلاع والاستفادة بصورة واسعة وغير مملة.

رغم أن الإنترنت قد حققت الكثير من المزايا للباحثين وللبحث العلمي، إلا
أن الأمر لا يخلو من عوائق وعقبات تقف في طريق البحث العلمي، منها ما هو
ماديٌّ، ومنها ما هو بشري، حيث ذكر الباحث مايكلز ‘Michels’ في دراسته
لنيل درجة الدكتوراه التي تقدم بها لجامعة مينسوتا عام 1996م، أنه
بالرغم من تطبيقات الإنترنت في المصانع والغرف التجارية والأعمال الإدارية
إلا أن تطبيقات استخدام هذه الشبكة في التعليم أقل من التوقع، وتسير
ببطء شديد عند المقارنة بما ينبغي أن يكون، وذكر أن أسباب عزوف بعض
أعضاء هيئة التدريس راجعة إلى عدم الوعي بأهمية هذه التقنية أولاً، وعدم
القدرة على الاستخدام ثانيًا، وعدم استخدام الحاسوب ثالثًا.

رغم أن الإنترنت قد حققت الكثير من المزايا للباحثين وللبحث العلمي، إلا
أن الأمر لا يخلو من عوائق وعقبات تقف في طريق البحث العلمي، منها ما هو
ماديٌّ، ومنها ما هو بشري، وهي كثيرة نذكر منها ستة:

1ـ عدم المعرفة بالحاسب الآلي والإنترنت:
ذكر الباحث مايكلز ‘Michels’ في دراسته لنيل درجة الدكتوراه التي تقدم
بها لجامعة مينسوتا عام 1996م، والتي كانت بعنوان: 'استخدام الكليات
المتوسطة الإنترنت… دراسة استخدام الإنترنت من قبل أعضاء هيئة التدريس’
أنه بالرغم من تطبيقات الإنترنت في المصانع والغرف التجارية والأعمال
الإدارية إلا أن تطبيقات استخدام هذه الشبكة في التعليم أقل من التوقع،
وتسير ببطء شديد عند المقارنة بما ينبغي أن يكون، وذكر أن أسباب عزوف
بعض أعضاء هيئة التدريس راجعة إلى عدم الوعي بأهمية هذه التقنية أولاً،
وعدم القدرة على الاستخدام ثانيًا، وعدم استخدام الحاسوب ثالثًا.

2ـ عشوائية الإنترنت، وعدم دقة المعلومة:
بدأت الإنترنت عشوائية التأسيس، واستمرت كذلك، فكل إنسان بإمكانه فتح
موقع يبث فيه ما شاء من معلومات، وينتج عن ذلك مظاهر كثيرة، منها عدم
معرفة مدى صحة المعلومة أو دقتها، كما يمكن أن تنشر معلومة بشكل ما
لتخدم غاية وراءها، يضاف إلى ذلك أن نتائج البحث مهما كانت دقيقة فإنها
بالقطع ستحمل في طياتها نتائج عشوائية نظرًا لعشوائية المدخلات، كما لا
يمكن التوثق من المعلومة عبر الإنترنت، إذ لا توجد وسائل ولا آليات
للتوثيق عبر الإنترنت، لأن المعلومة ما هي إلا معلومة منثورة في بحر لجي
من المعلومات، قد تمر دون تدقيق، وقد لا يلتفت إليها أحد، كما لا يمكن
لمراكز الأبحاث والدراسات مهما بلغت من القوة والوسع أن تتابع كل كلمةٍ
تنشر في هذا البحر المعلوماتي.

وقد أشار غليستر ‘Glister’ في بحثه الذي نشره في إحدى المجلات في
الولايات المتحدة عام 1986م، وكان عنوانه: “The Determination of
Computer Competencies Needed by Teachers”

أشار الباحث إلى أن نتائج الأبحاث دلت على أن الباحثين عندما يحصلون على
المعلومة من الإنترنت فإنهم يعتقدون صوابها وصحتها، وهذا خطأ في البحث
العلمي، ذلك أن هناك مواقع غير معروفة أو على الأقل مشبوهة، ولهذا فعلى
الباحثين تحري الدقة قبل اعتماد المعلومة.

كما لا يخفى أن معظم المواقع تسعى للحصول على إعلانات أو رعايات إعلانية،
وهنا يصبح للمعلن دور وتأثير في مسائل الاتصال العلمي، بدلاً من المستفيد
النهائي ـ وهو الباحث ـ الذي كان يتحكم في مسيرة التفاعل بينه وبين ما
ينتج من معلومات علمية، مما يضر بالمصلحة العلمية لصالح المصلحة
التسويقية.

3ـ عدم اعتماد الإنترنت كمصدر علمي موثوق:

ما زالت الإنترنت تعاني من مسألة التوثيق أو الأصالة فيما تقدمه من
معلومات وبحوث, فمعظم الجامعات لم تعترف بها كمصدرٍ معلوماتي للبحث
العلمي، فيضطر الباحث بالتالي إلى أن يبحث عن الكتب أو المصادر الورقية
التي أشارت إليها المعلومات الموجودة على الإنترنت ليضعها كمصادر في
بحثه، وهي مشكلة مستعصية وصعبة, خاصة إذا كانت هذه المصادر متوفرة في
بلد بعيد، وقد يضطره هذا إلى تجاوز الأمانة العلمية إما بذكر مراجعها
المذكورة على أنه اطلع عليها، أو بنسبتها لنفسه دون الإشارة إلى الكاتب
الحقيقي، كما لا ننسى أن هناك العديد من المعلومات على الإنترنت غير
مذيلة باسم صاحبها الحقيقي، بل ينسبها شخص آخر لنفسه، وهذا ما يشير إلى
مشكلة متصاعدة يوميًا هي ‘حقوق النشر’ لأنها تم تجاوزها بمراحل كبيرة على
شبكة الإنترنت.

4ـ التكلفة المادية:

وهذه قضية شرحها يطول، والحديث فيها متشعب، فعلى سبيل المثال
يعتبر ‘التأسيس’ للتواصل مع الإنترنت مكلفًا، ذلك بأن تأسيس هذه الشبكة
يحتاج لحواسب مجهزة، ولخطوط هاتف، كما أن الاتصال نفسه له تكلفة، يضاف
إلى ذلك تطور البرامج والأجهزة المستمر واليومي، مما يضيف عبئًا جديدًا
على الباحثين ومراكز الأبحاث.

يضاف إلى ذلك ما يعرف في مجال الإنترنت باسم ‘Syndication’ أو الاشتراك،
حيث لا يمكن الوصول إلى مواقع عديدة إلا بدفع مبلغ يتم اشتراك الباحث من
خلاله، والحقيقة أن العديد من المواقع المتخصصة ذات السمعة الطيبة
والموثوق بها تستخدم هذا النظام، وهو ما يمثل عبئًا ماديًا آخر.

5ـ اللغة:

نظرًا لأن معظم البحوث المكتوبة في الإنترنت باللغة الإنجليزية ‘47% من
مجموع المواقع على الإنترنت، بينما لا تتجاوز المواقع العربية 0.6%’, لذا
فإن الاستفادة الكاملة من هذه الشبكة ستكون من نصيب من يتقن هذه اللغة،
والباحثون العرب في مجملهم مستواهم ضعيف على صعيد اللغات الأخرى، مما
يحرم باحثينا العرب من معلومات مهمة ومفيدة لهم.

6ـ المشاكل الفنية التقنية:

إن انقطاع خط الإنترنت أو التيار الكهربائي أثناء البحث والتصفح مشكلة
يواجهها مستخدمو الإنترنت، مما يضطر المستخدم إلى الرجوع مرة أخرى إلى
الشبكة ليبدأ من جديد، كما قد يفقد البيانات التي كتبها، وفي معظم
الأحيان يكون الدخول على الشبكة أو الرجوع إلى مواقع البحث التي كان
يتصفح فيها الباحث أمرًا ليس بالسهل نظرًا لتشعب شبكة الإنترنت وتداخلها
وتشابكها.

كما أن تعطل جهاز الحاسب لأي سبب كان يعتبر عقبة تقنية أخرى تعطل
الباحث، وتؤخر بحثه.

هذا عوضًا عن انتهاء الاشتراكات الخاصة بالدخول على الإنترنت، وغير ذلك من
عوائق تقنية فنية.