لماذا علينا أن نكون قادة؟!

لماذا علينا أن نكون قادة؟!
في سلسلة المقالات القادمة، تستوقفنا مواضيع هامة نراها على رأس سلم أولويات الجيل القادم، ولأننا نؤمن بأن الجيل الجديد هو المعوّل عليه في بناء لحضارة ونهضة الأمة، فإنه كان لزاماً علينا تقديم كل ما يساند هذا الجيل من أفكار وأسس، وتدعيم هذه الحضارة القادمة ودقِّ أوتاد ثباتها وقوتها.? ولما كانت الأمة بحاجة إلى قيادات من الطراز الأول، يخرجونها من حالة التقزّم، ويرتفعون بها من درك الانحطاط، وجدنا أن موضوع القيادة هو أهم ما يجب الاهتمام في وقتنا الحالي، فكيف نبني من الجيل قيادات رائعة للأمة!؟
إن التعريف المختصر للقيادة هو: "عملية تحريك الناس نحو الهدف وسواء كان هذا الهدف دنيوياً أو أخروياً، فإنه لابد أن تكون للقائد صفات مميزة تؤهله ليكون على رأس هرم الجماعة، والسراج المنير لمسيرتها حتى تصل إلى هدفها المنشود. وبهذا المعنى يصبح رب الأسرة هو قائدها ليكون أولاده صالحين فاعلين، وكذلك يصبح رئيس المؤسسة هو المسؤول عن تسيير شؤونها لما فيه نجاحها، والمعلم مسؤول عن طلابه. وهكذا ينمو المجتمع كوحدة متكاملة، وروح منسجمة.
أهمية القيادة

إن عملية القيادة ووجود القائد الجيد على رأس عمله أمر غاية في الأهمية، بل نكاد نقول إن جزءاً كبيراً من تخلف الأمة في شتى الميادين بما فيها العلمية والتجارية والاقتصادية يرجع لعدم وجود ما يكفي من القادة في منظماتنا ومؤسساتنا الاقتصادية والتجارية. إذ كيف تبحر السفينة بدون ربان وكيف تصل دون تخطيط ودراسة للطريق الذي تسلكه وحالة البحر وما إلى ذلك.
فالقيادة لا بد منها حتى تترتب الحياة، ويُقام العدل، ويُحال دون أن يأكل القوي الضعيف. والقيادة هي التي تنظم طاقات العاملين وجهودهم لتنصب في إطار خطط المنظمة بما يحقق الأهداف المستقبلية لها ويضمن نجاحها. كما يعمل القائد بشكل دائم على تدعيم السلوك الإيجابي للأفراد والمجتمعات، وإنه يبذل قصارى جهده لتقليل السلوك السلبي، موجداً بذلك مناخاً أفضل للعمل والإنتاج الهادف، ثم إن على القائد أن لا يُستهلك بالتعامل مع الأمور اليومية والروتينية، بل إن أهم عمل له هو استشراف المستقبل، ووضع الخطط المستقبلية وتطويرها، وحل أي مشكلات مستقبلية متوقعة قد يواجهها.
كما أن على القائد الناجح والمؤثر في منظمة ما، أن يستشف التغييرات الآتية في المجتمع الذي تعمل فيه المنظمة ويواكبها، ويساعد المنظمة على التأقلم معها والاستفادة منها ما استطاعت. ومن أجل تهيئة المنظمة لمواكبة التغييرات يحتاج القائد إلى تنمية قدارات الموظفين والعاملين ورعايتهم من خلال البرامج التدريبية المستمرة التي تلائم احتياجات هذه المنظمة والعاملين فيها، وترفع من قدراتهم وإمكانياتهم.
ولكننا لا نستطيع إغفال الحقيقة المهمة، وهي أن غالبية الناس يعيشون اليوم دون أن يفكروا في التخطيط للقيادة والارتقاء بالنفس إلى مراتب القياديين. وكيف نلومهم وهم غارقون في البحث عن الاحتياجات الضرورية وكيفية تأمينها لأطفالهم؟!? لقد وافق الإنسان على حمل أمانة عظيمة هي قيادة الكون حين كلّفه الله بها، ورفضت السماوات والأرض والجبال تحملها، إن هذه المهمة الثقيلة تدعوه ليتفكر كثيراً في كونه قائداً مكلفاً من قبل رب العالمين تعالى، ومن ثم يقوم بدوره في القيادي في عمارة الأرض وإصلاحها.

نقلاً عن :- د .طارق السويدان

مقاله مفيده جدا
وجزاك الله خيرا على نقل مثل تلك المقالات القيمه

نعم اخى الفاضل علينا ان نتعلم ان نكون قاده وليس قاده بمفهوم اليوم فالقائد اليوم يعتبر ان الدنيا خلت من سواه وانه لا عمل الابه ولا مبدع غيره اخى نحن نحتاج ان نتعلم اداب ديننا اولا قبل ان نتعلم ان نصبح قاده فهذا الاساس ان نحكم بالعدل وان نحترم كبيرنا وان نتلطف بصغارنا نحتاج ان نشعر اننا لا زلنا بشر ولسنا الات همها جمع المال فقط وشكرا للك على تميز مواضيعك

اشكرك رغد على اعاده التذكير بالموضوع المفيد