في غياب للرؤية الرقابية البيئة العمرانية.. والتجديد

في غياب للرؤية الرقابية البيئة العمرانية… والتجديد
المهندس نداء بن عامر الحربي@
فصل الصيف يغري بكثير من الأنشطة خصوصاً بعد انتهاء العام الدراسي، ومن بين ذلك ترميم المساكن والمكاتب والمحال التجارية وغيرها.
شيء جميل أن نحافظ على صلاحيات الأبنية السكنية وعلى قدرتها الوظيفية وتحسين نوعيتها لتتجدد حيويتها ودورها نحو الأفضل خصوصاً وأن للأبنية عمراً زمنياً قد يقصر إذا كانت خدماتها ومرافقها منفذة بصورة غير صحيحة أو بمواد ذات نوعية سيئة.

غير أن اللافت في الأمر هو عدم مراعاة النواحي الهندسية، علماً أن ذلك يحتاج إلى موافقة البلدية قبل الشروع بذلك، فبعضهم يصبح لديه الهوس والتقليد للديكورات وكأنها موضة، ولذلك يعيد تقطيع مسكنه أو مكتبه أو محله على حساب بنية البناء الأساسية كإزالة عارضة اسمنتية أو أكثر أو إضافة سطح أو بلكون لا يستطيع البناء تحمله أو إضافة خزانات ماء ومازوت على السطح المشترك.

والغريب أن بعض المنازل أو المحال التجارية تستغل رخصة الترميم لتتوسع طولاً وعرضاً على حساب الجوانب الخضراء للبناء أو على حساب الرصيف وكأنه ملك شخصي لهم طالما لا أحد يشتكي إلى البلدية المعنية أو لا أحد يسأل عن ذلك من المعنيين بالأمر. والمشكلة أيضاً تكمن بالاعتقاد أن هذه الرخصة تسمح لهم بفعل كل شيء بما في ذلك إزعاج الجوار وإقلاقهم بأصوات الهدم وبالغبار والروائح المنبعثة من هذه الأشغال الخاصة أو حتى العامة وكأنه لا توجد ضوابط وأنظمة بناء لا من حيث الوقت المناسب لها ولا من حيث كيفية إزالة الأنقاض ونقلها وإدخال مواد البناء من رمل وبحص واسمنت وغير ذلك.

وفي كثير من الحالات وعوضاً عن أن يتعاون الجوار على تحسين وتجميل أبنيتهم نراهم يتشاجرون ويشغلون الجهات الرسمية من شرطة ودوائر خدمات وقضاء بمشكلاتهم التي تكون صغيرة عادة تحل بالتفاهم، لكن المسألة تتحول إلى عنتريات والشاطر من له دعم أكثر ليغيظ الطرف الآخر.

ولو نظرنا إلى بعض الأبنية القديمة لوجدنا فعلاً حاجتها للتجديد والترميم وهذا يتطلب التعاون، وتشجيع العمل الجماعي أو الفردي في الترميم أو تحسين المرافق المشتركة عبر قروض ميسرة، وكذلك تشجيع أعمال التجميل الجماعي للأبنية من خلال الدهان المشترك أو التصوينة المناسبة وغير ذلك.

والأهم من ذلك هو توفيرحلول هندسية بسيطة ومواد غير مكلفة وسهلة التركيب وهذا معمول به ومنذ سنوات طويلة في أوروبا إذ بالإمكان تركيب جدار من البلاستيك الرخيص جداً (شبيه بورق الجدران) عوضاً عن السيراميك وهو لا يحتاج إلى مواد نهائيا ولا يستغرق سوى دقائق ويعطي نفس مفعول التقليدي بل ويتفوق عليه في كثير من الحالات.

فلماذا لا تفكر الشركات الوطنية بإنتاج مثل هذه المواد أو استيرادها لتحل مشكلة دائمة ومستمرة وتوفر الوقت والجهد والمال ولا تحتاج إلى رخصة ترميم وسهلة التركيب والإزالة.

@ باحث بالتصميم العمراني

_

مشكووووووووووووووووووووووووور