المباني المستوردة

م. فهد بن عبدالرحمن الصالح@
أخذ نمط البناء الحديث اتجاها جديداً نحو استخدام الواجهات الزجاجية ومادة الالوكوبوند التي راج استخدامها في العمارات التجارية في المدن السعودية، وبالرغم من بعض المزايا التي يحويها هذا النمط الجديد إلا أنه أخفى معالم الهوية العمرانية المحلية وأصبحنا شيئاً فشيئاً نتخلى عن أهم ما يميز عمارتنا المحلية.
هذا النمط المستورد يعود إلى ضعف وقصور سياسات الحفاظ على التراث العمراني التي أخذت في مفهومها أن التراث العمراني مناطق أومباني يجب المحافظة عليها من خلال رؤية متحفية لها، إضافةً إلى وجود بعض المهندسين الأجانب الذين يأتون بأفكار من بلدانهم ويحاولون تطبيقها في التصاميم والمخططات الجديدة دون النظر إلى تقاليد البلد المحلية والسلبيات التي قد تنتج عن هذا النمط.

هذه المباني التي طغت على كثير من التصاميم العمرانية لاتنناسب مع بيئتنا وأجوائنا المناخية فهي من أكبر العوامل التي تساعد على ارتفاع درجات الحرارة في محيط تلك المباني في فصل الصيف، حيث إن الواجهات الزجاجية العاكسة تتسبب في انعكاس أشعة الشمس مما ينتج عنه إشعاع حراري يرفع الإحساس بالحرارة، وبالتالي ارتفاع استهلاك الكهرباء من خلال الإضاءة وأجهزة التكييف التي تعمل من أجل معادلة الجو في تلك المباني.

هذا الانتقاد لمثل هذه المباني لايعني عدم الانفتاح على تقنيات البناء الجديدة، بل يجب السعي من أجل تطوير الأفكار العمرانية والبحث عن بدائل أخرى تطبق الأساليب والمفاهيم الجديدة في التخطيط الحضري من خلال الأبنية الذكية والأبنية الخضراء التي تتعامل مع التنمية المستدامة مع التمسك بالهوية العمرانية المحلية وتطعيمها بالتقنيات العالمية الحديثة، لأن الإبداع في البناء يتجلى في الحفاظ على التراث العمراني والقدرة على توظيف التقنيات والأفكار الجديدة.

@ متخصص في التخطيط العمراني

.,._

السلام عليكم…
انا اتفق مع هذا الرأى تماما،بس هى دى سياسة الاستهلاك التى
تعيش عليها الدول العربية
وفعلا بستغرب مثلا فى مصر لم يظهر الشعب حتى الان طراز معمارى
يميز شخصيته على الاقل فى ال 200 سنة الاخيرة
يعنى فعلا الهوية المصرية او العربية بتقتل على يد ابنائها