من قصص الشهداء العرب في البوسنة

من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك
أبو ثابت المهاجر المصري 10


لاتنظمن قصيدة في مدحـــــهم *** اعيا السلاحف ان تطول القمـم
قوم كأن وجوههم شمس الضحى *** ظهرت فولى الليل كالح مظلما

لله دره من رجل ، ضرب وسطر أعظم معاني البطولة والفداء والتضحية ، ولد رحمه الله في ارض الكنانة ارض مصر المباركة ولد في صعيد مصر نشأ وتربى تربية صالحه ونشأ نشأة طيبه حتى ترعرع ونمى وقوي عوده واشتد بأسه فسمع عن اخوان له في الدين يذبحون ويبادون ويقتلون لا لشيء الا ان يقولوا ربي الله ، سمع عن المجاهدين في ارض افغانستان وسمع قصص الشهداء هناك فطارت روحه شوقا واخذ خافقه يخفق حبا للجهاد والاستشهاد وفعلا عزم الأسد على الذهاب الى ارض افغانستان ، وما ان وصل هناك حتى تميز عن اقرانه بسرعة بديهته وبحافظته العجيبه وبلياقته العاليه وبإتقانه لمعظم الاسلحه الثقيله والخفيفه حتى اختير مدربا لاخوانه هناك ، فكانت له الصولات والجولات في اراضي المعارك على ارض افغانستان وكان رفقاء دربه هم : المعتز بالله المصري ووحي الدين المصري وابوثابت المصري .
بعد انتهاء القتال في افغانستان وفتح مدينة كابل خرج من افغانستان واتجه نحو بلاد جديدة الا وهي البانيا حيث استقر هنالك وتزوج من البانيه وعمل في احد الهيئات الخيرية هناك واخذ يترقب الوضع في البوسنه والهرسك حيث سبقه إليها رفقاء دربه ، وبعد استشهاد وحي الدين و ابو ثابت أمير الجبهة رحمه الله تحرك شوقا الى الشهادة وسافر الى بلاد البوسنه فاستقبله اخوه المعتز بالله استقبال الأخوة لبعضهم وفرح به فرحا شديدا ، واكتسبت كتيبة المجاهدين مكسبا عظيما وكنزا ثمينا وخبرة عسكريه بل وكتيبة اخرى في رجل واحد، فتولى امارة الجبهه نائبا لأبي عبدالله الليبي رحمه الله وبعد مقتل ابي عبدالله تولى هو امارة الجبهه بعده .
من قصصه البطوليه رحمه الله انه ذات يوم وهو يتفقد الخط الأول اذ اتاه خبر محزن وهو ان احد الأخوه المجاهدين البوسنويين والعرب ضلوا الطريق بين الخنادق ودخلوا على خندق به رجل ملتحي فظن المجاهدان انه مجاهد واذا به يستل بندقيته ومن معه من الصرب وامطروهم بوابل من الرصاص فقتل الأخ العربي رحمه الله على الفور واستطاع البوسنوي الهرب واتجه مباشرة الى ابي ثابت ، فاستشاط ابي ثابت غضبا وزأر الأسد انتقاما لأخيه المجاهد العربي فذهب هو ومعه احد المجاهدين فقط والدليل البوسنوي الذي هرب حتى وصلوا الى الخندق وأشار البوسنوي على الصربي الملتحي انه هو الذي قتل الأخ العربي المجاهد واذا بالصربي الملتحي يقص بطولته على اخوته الصرب وكيف انه قتل العربي فانقض عليه الأسد ومزقه شر ممزق بأنياب الإيمان بالله والتوكل عليه واحتز ابي ثابت رأس الصربي الملتحي فإذا به احد قساوسة النصارى الصرب فحمل ابي ثابت رأس الصربي الكافر وضعه بين الأخوه ثأرا لله ثم للأخ المجاهد فارتفعت بذلك معنويات المجاهدين .
وكان رحمه الله آية في الشجاعة والاقدام والتدريب والتخطيط العجيب للمعارك هناك فهو ممن شارك في اعداد الخطة العسكريه لاقتحام منطقة فوزوتشا(52) كلم مربع معركة بدر البوسنه فكان من شجاعته انه في الترصد نزل الى المدينه الصربيه وتجول بها آخذا كل المواقع العسكريه وراصدا لها وتكرر دخوله اكثر من مره مع رفيق دربه ابو محمد الفلبيني ، مما اتاح للمعركة سلاسه وسهوله في ضرب المواقع الصربيه ومحاصرتهم وسط ذهول قادة الجيش البوسنوي وجنرالاته حتى ان الرئيس علي عزت بيقوفيتش اتى بنفسه بعد فتح المنطقه ليشكر المجاهدين على ما قاموا به من انجاز عظيم في معركة بدر البوسنه ، نرجع الى ليثنا بعد سقوط الخط الأمامي للجبهه اخذ ابي ثابت رحمه الله يوزع المجاهدين ويتابع سير المعركه فإذا بقذيفة تنفجر بالقرب منه وتدخل شظية بجسده في صدره اضافة الى طلقة قناصه فخر رحمه الله مقبلا غير مدبر صابرا محتسبا ان شاء الله وحزن عليه المجاهدون ايما حزن اذ انهد ركن عظيم من اركان الجهاد وقادته في البلقان كله ، فرحم الله ابو ثابت واسكنه فسيح جناته والهم اهله وابنته الصبر والسلوان

رحمه الله و اسكنه جناته