عالم مصري في ألمانيا يطور إنتاج أحماض أمينية تزيد من نشاط الجهاز المناعي

عالم مصري في ألمانيا يطور إنتاج أحماض أمينية تزيد من نشاط الجهاز المناعي


حامض أرجنين وحامض أسبارجين يمثلان جزءا هاما لعدد لا حصر له من المواد المكملة للأغذية

طور عالم أحياء من أصل مصري تقنية خاصة تجعل من الممكن إنتاج مركب أميني بشكل تجاري، حيث يأمل أن يساعد الركب المكون من الحمضان أرجنين وأسبارجين في زيادة نشاط الجهاز المناعي وفي علاج أمراض الدورة الدموية وأمراض القلب.

حصل الباحث المصري الأصل أحمد سلام على براءة اختراع دولية لتصنيع مواد يمكن أن تمنح الإنسان المزيد من القوة والطاقة،ويستعد سلام، الباحث في جامعة مونتسر في غرب ألمانيا، إلى تأسيس شركة لإنتاج هذه المواد خلال العام الجاري بمنحة من وزارة الاقتصاد الاتحادية الألمانية. وتقوم فكرة الدكتور أحمد سلام على اثنين من الأحماض الأمينية وهما حامض أرجنين وحامض أسبارجين وهما يمثلان جزءا هاما لعدد لا حصر له من المواد المكملة للأغذية، التي يفضلها الكثير من الرياضيين.

ويقضي عالم الأحياء المصري البالغ من العمر 33 عاما وقت فراغه في دراسة قوانين السوق. ويشير الدكتور سلام إلى دراسة تقدر أن حجم سوق الأحماض الأمينية في أوروبا وحدها يبلغ نحو مليار يورو على الأقل مما يؤكد صحة فكرته. ومن المنتجات النهائية التي يدخل فيها الحمضان أرجنين وأسبارجين مواد منشطة وأغذية للحيوانات وعقاقير دوائية.

أحماض أمينية مميزة


الدكتور سلام استخلص حمضي أرجنين وأسبارجين من مادة مخزنة من البكتريا الزرقاء تتميز أحماض الدكتور سلام الأمينية عن المواد الموجودة فعلا في الأسواق بأنها تمثل مركبا أمينيا مستقلا يعرف بـ"ديببتيد". واستخلص سلام الحمضين من مادة مخزنة من البكتريا الزرقاء التي تعرف على نطاق واسع باسم الطحالب الزرقاء.

ويجري الباحثون دراسات منذ عام 1995 برئاسة البروفيسور ألكسندر شتاينبوشل في معهد الأحياء الجزيئية الدقيقة في جامعة مونستر على المادة، التي تخزن هذين الحمضين والتي يطلق عليها اسم سيانوفيسين. غير أن أحدا لم يهتم بالحمضين أسبارجين وأرجنين كما فعل الدكتور سلام، الذي ينتمي لفريق باحثين تحت إشراف البروفيسور شتاينبوشل.

وفي هذا الإطار أكد سلام أن نسبة امتصاص الجسم لمركب ديببتيد أكثر بكثير من امتصاص الأحماض الحرة وأن ما يتميز به هذا المركب هو أن الجسم يستطيع التخلص بصورة أسرع من تبعات هذا المركب وأنه يجعل العضلات تتكون بشكل أكثر فعالية. ويأمل سلام في أن يساهم هذا المركب في زيادة نشاط الجهاز المناعي وفي علاج أمراض الدورة الدموية وأمراض القلب.

وحيث أن استخلاص هذا المركب من الطبيعة لا يتم إلا بجهد جهيد، فقد طور سلام تقنية خاصة تجعل من الممكن إنتاجه بشكل تجاري. ويتوقع سلام أن يتمكن في البداية من إنتاج ما يصل إلى 250 كيلوجراما باستخدام هذه التقنية وهي كمية هائلة خاصة إذا علمنا أن الوحدة الواحدة من الديببتيد أصغر من أن ترى باستخدام المجهر العادي.

تسويق الابتكارات العلمية


العديد من الجامعات الألمانية تدعم فكرة الربط بين النظرة التجارية والأبحاث العلمية ويشير سلام إلى أن القيمة السوقية للكيلوجرام من هذا المركب تبلغ ثلاثة آلاف يورو. يذكر أن الجامعات ترغب في تبني الباحثين بها فكرة الربط بين النظرة التجارية والأبحاث العلمية التي يعتمد عليها سلام. وأنشأت بعض الجامعات مراكز وشركات خاصة تساعد على تسويق ابتكارات باحثيها. ولكن سلام قرر ألا يتبع الإجراءات الروتينية المعتادة، التي تلزمه بتقديم طلب تلو طلب لتسويق إنتاجه. غير أنه يتوخى الحذر فيما يتعلق بنشر الدراسات العلمية.

وترى السيدة كاترينا كروجر، من مركز جامعة مونستر، لتسويق الابتكارات العلمية أن نشر هذه الدراسات يضر بالبراءات العلمية كثيرا وأن تسجيل البراءة العلمية يمكن الباحثين والجامعات من ضمان حقوقهم العلمية في الابتكارات التي يجب التكتم عليها إلى أن يتم تسجيل براءة الاختراع. ويمكن أن تستمر فترة التكتم المطلوبة فترة طويلة.

واضطر سلام للانتظار ثلاثة أعوام كاملة قبل أن يصبح باستطاعته الإعلان عن ابتكاره ورغبته في تأسيس شركة لإنتاج هذه المواد. ويقول سلام واثقا من نجاح فكرة تأسيس شركة لإنتاج هذه المواد:" لابد من توافر عدة شروط لتحقيق النجاح هي الحزم والقدرة على الثبات ودعم ذوي الخبرة من الزملاء".

(ط.أ/ د ب أ)

مراجعة: لؤي المدهون