تعريب العلوم

[RIGHT]أن اللغة العربية ولا ريب , هى لغتنا التى نعتز بها ونفخر فهى لغة حية طيعة كأداه التعبير . غير أن الأقدار قد شاءت لسبب أو لأخر أن تنبثق الثورات العلمية والهندسة والصناعة خلال القرنين الثامن والتاسع عشر من أوروبا ويتفجر مع تلك الثورات سيل هائل من الأسماء والمسميات والاصطلاحات باللغة الأوربية ذات الجذور اللاتينية . حيث بنى أساس كافة العلوم والفنون برموز ومصطلحات لاتينية ولغات أوربية , فألفت الكتب والمجلدات ونشرت البحوث ودرست مختلف فروع العلم ومن ضمنها الهندسة باللغة الأجنبية .

ونقلت هذه العلوم إلى بلادنا بنفس لغتها الأوربية عن طريق جموع البعثات العلمية التى أرسلت إلى أوربا فى تلك الفترة فتعلمت هناك اللغة الأجنبية وعادت لتكون نواة لهيئة التدريس بالجامعات العربية تقدم العلوم الهندسية باللغة الأجنبية بالمعاونة مع بعض الأساتذة الأجانب . وصار من المعتاد فى كليات الهندسة والمعاهد العليا – حتى وقتنا هذا – ندرس أكثر العلوم باللغة الإنجليزية .

وهكذا أصبح طلبة الهندسة أمام مشكلتين : (الأولى) إتقان اللغة الأجنبية للتحصيل عن طريقها , (والثانية ) تحصيل الماده ذاتها , وذلك على عكس ما يجرى فى الجامعات الأوربية والأمريكية إذ لا يجد طالب الهندسة أمامه سوى مشكلة تحصيل العلم فقط . ومن الواضح أن إتقان لغة أجنبية للتحصيل عن طريقها أمر لا يستطيعه الطالب المتوسط , فيصبح والحالة هذه – أمام كل من لم يتقنوا هذه اللغات الأجنبية – سدا طبيعيا يوقفه عن تحصيل والتفهم الكامل لمادة العلم ذاتها .

وها نحن اليوم نتطلع إلى التقدم فنرى أنفسنا فى موقف تدفعنا منها الى تعريب دراستنا حوافز وامال استقلالية نأمل بها توطيد وتوثيق عرى الصلات العلمية والثقافية بين البلاد العربية وإنماء الحركة العلمية والفنية بين ربوعها … وبهذه الدوافع حاول الكثيرون من علمائنا العرب المحدثين تطوير التدريس بالكليات والمعاهد الهندسية وتعريبه . إلا أن كثيرا من المشاكل والعقبات وقفت وما تزال تقف أمام المتخصصين ممن يرغبون التغيير قدما فى إحياء العلوم الهندسية بالعربية .

eng.t
[/right]

جزاكم الله خيراً يا أخي الكريم
أولاً اريد أن أشكرك على مجهوداتك في منتدى علم وفن الهندسة الإنشائية
ثانياً أريد أن أنوه إلى أنه يوجد موضوعين مثبتين في نفس المنتدى العام يستغيثان بمن يساندهما والمشاركات فيهما وإن كان مستواه راقٍ جداً إلا عددها أقل من المطلوب لأنهما طرحا في صوة ملتقى حواري وورشة عمل

ثالثاً أنا لي تعقبات على ما تناولته في موضوعك وهي كما يلي
أن البعثات العلمية التي سافرت في القرن الثامن عشر لم تعد لتدرس الهندسة باللغة الأجنبية وإنما كانت الهندسة وسائر العلوم تدرس باللغة العربية وأشهر صاحب لهذه البعثات هو محمد علي الذي كان يرسل مع كل بعثة شيخاً ليحافظ على دينهم وعلى لغتهو العربية وقصة رفاعة رافع الطهطاوي مشهورة، وكذلك في عهد جمال عبد الناصر كانت الهندسو باللغة العربية، فموضوع دراسة الهندسة باللغة الإنجليزية تحديداً بدعة محدثة على حد ما أمتلك من معلومات (وربما أكون مخطاً)
وكذلك تكرر في الموضوع ذكرك لكلمة “اللغة الأجنبية” ولكن أي لغة هي أهي الإنجليزية أم الفرنسية أم الألمانية أم الإيطالية أم حتى الصينية أو اليابانية أو الروسية أو الكورية أو أو أو
لي مشاركة يا أخي الكريم في الملتقى الهندسي الثالث للحوار “الهندسة واللغة العربية … بين العملية والعولمة” أكون سعيداً لو قرأتها وتناولت فيها إشاعة أن الهندسة لغتها الأصيلة هي اللغة الإنجليزية وبينت فيها زيف هذا الادعاء وأزيد على ما ذكرت فيها من أمثلة ما عايشته أمس في اجتماع جمعني مع ممثلين من شركة snamprogetti الإيطالية أحد شركات مجموعة Eni المشهورة والمعروفة لجميع العاملين في مجال المقاولات البترولية وكان في الاجتماع اثنان إيطاليان أحدهما يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة رائعة (ثم تبين لنا فيما بعد إنه يدرس أيضاً اللغة العربية ليس في المملكة ولكن في روما) أما الآخر فلا يحسن أن يتحدث باللغة الإنجليزية لمدة 10 دقائق بل عندما يبدأ يتكلم من كثرة تردده ومحاولة عصر رأسه لإيجاد الكلمة الإنجليزية نكون قد نسينا ما قد قال في البداية حتى يبين لنا زميله في أكثر من مرة ما يريد أن يقوله صاحبه، وهو يعمل بمنصب لي سبقليل في شركته
وسافر زميل لنا اليابان العام الماضي وعندما تناولت معه هذا الموضوع وأردت أن أعرف منه عن طبيعة الحياة في اليابان فقال لي كلمة عجيبة وهي أن المهندس الممثل لشركته واسمه هوري-سان أوصاه أن يحاول قدر المستطاع أن تتجنبا لمحادثة باللغة الإنجليزية حتى لا تتوه، في اليابان، نعم في اليابان، والصين أصعب من ذلك بكثير ولا داعي أن أحكي عن صعوبة التحدث باللغة الإنجليزية مع الصينيين

بجد لو قرأت المشاركة أكيد ستستمتع

يا جماعة ببساطة موضوع قصر دراسة الهندسة بالإنجليزية هو من نتاج تهاوننا مع قضية العلمانية والعلمانيين فهؤلاء أساس كل تخلف نعانيه اليوم، وهم سبب هذا المسخ العلمي الذي نحياه، وذلك فرحاً من كل واحد منهم أنه صار يملك جواز سفر كندي ربما يستخدمه في بلده أكثر ما يستخدم هويته