علي بريشة يكتب: الليبرالية وزواج الشواذ


الدكتاتور الليبي معمر القذافي

[SIZE=4]الديمقراطية : أو " Democracy" كلمة مكونة من مقطعين (Demo يعني الدهماء) و(Cracy بمعنى كراسي ) فالكلمة معناها (الدهماء على الكراسي) … وحقوق النشر الخاصة بهذا التعريف اللوذعي ترجع لعلامة زمانه وفريد عصره وأوانه الديكتاتور القذافي.

الواقع أن كثير من القوى السياسية تتعامل مع مصطلحات سياسية جادة بنفس الطريقة القذافية الزنجا زنجاوية … كثير من التسطيح وكثير من الرفض وقليل جدا من الفهم أو الرغبة في التفاهم مع النقضاء السياسيين … وفي هذا الإطار يمكن أن نقوم بسلسلة من التعريفات المبتسرة لكثير من المصطلحات السياسية التي تحيط بواقعنا المعاصر … خذ عندك مثلا :
الليبرالية : هي الإيمان بضرورة زواج الشواذ.
السلفية : هي الجلد وقطع اليد وفرض الجزية على الأقباط.
الإخوان المسلمون : هم السلفيون المنافقون الذين يمكن أن يتحالفوا حتى مع شيطان الليبرالية للوصول إلى أهدافهم.
الشيوعية : هي الإلحاد والعياذ بالله.
الإشتراكية : هي صورة مصغرة من الشيوعية يؤمن بها أشخاص يرفضون الإستحمام و"رجلهم ماتت وعفنت من زمان" على حسب الإيفيه المسئ الذي أطلقه عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة.
العلمانية : هي الشيوعية و الليبرالية في كيان واحد يعني الإلحاد الممزوج بزواج الشواذ اللهم احفظنا.

هذا الشكل من التعريف المبتسر والقاصر لكثير من التيارات والقوى السياسية يروج في أوساط المنتمين لهذه التيارات تجاه بعضهم البعض … أنا هنا لا أتحدث فقط عن القاعدة الشعبية لهذه القوى السياسية والتي قد لا تتمتع بثقافة كافية تخولها التفرقة بين السمات الاساسية لهذه القوى أو تلك …
أنا أتحدث (وهذه هي المشكلة) عن نخب ثقافية في هذه القوى السياسية والتي تجنح أحيانا وبشكل متعمد إلى توجيه أتباعها إلى تبني مفاهيم سلبية خاطئة تجاه (الآخر) في محاولة لحشد الأتباع نحو مكاسب سياسية ضيقة ولكنها تتسبب (وهذه هي الخطورة) في تسميم الحياة السياسية بشكل عام …
فمثلا عندما تختزل قيادات سلفية خطابها المضاد للبرادعي أو غيره بأنه رجل علماني ليبرالي (والعياذ بالله) … أو تختزل قيادات أخرى موقفها من التيارات الدينية بأن برنامجهم السياسي يتلخص في إقامة الحدود بمعناها الحرفي وفرض الجزية على الأقباط وتحطيم الأصنام (الآثار) والأضرحة … فهذا شكل من أشكال من أشكال التسطيح المخل الذي يحول الحياة السياسية إلى فاصل من الردح الغامض على طريقة "فوزية البرجوازية ".
المرحلة القادمة والحساسة التي أصبحت مصر مقبلة عليها تحتاج إلى كثير من الوعي بأصول اللعبة الديمقراطية …
فهي لا يمكن أن تتم بين أطراف متقاتلة لا يجد كل منهم في الآخرين شركاء بقدر ما يجد فيهم أعداء … ففي هذه اللعبة يمكن أن تجد نفسك اليوم حليفا لتيار كنت تختلف معه بالأمس ولكن أصبحت تجمعك به حكومة إئتلافية مثلا … من حق كل تيار أن يحتفظ بسماته المميزة وأن يحاول أن يوسع من أرضيته في الشارع وفي الحياة السياسية … ولكن دون أن يمارس منطق الإقصاء والتجريح والطعن والتشوية والتكفير تجاه الآخرين … هذه المسؤولية تقع على عاتق النخب قبل أن تقع على عاتق الأتباع … وللأسف الشديد … فكثير من النخب في الوقت الحالي تقع في هذا الفخ المعيب الذي يمكن أن يضرب التجربة الديمقراطية الناشئة في مقتل…
الكرة الآن في ملعب النخب السياسية قبل أن تكون في ملاعب رجل الشارع العادي … فقد أثبت الشارع المصري خلال الشهور الماضية وعيا يتجاوز بكثير الوعي الذي تمارسه النخب السياسية … للأسف الشديد.[/size]
المصدر : http://dostor.org/opinion/11/april/7/39694