مقال رائع من جريدة المصريون : البرادعي..وخالد سعيد

السيد البابلي | 18-04-2011 00:16 [SIZE=4]

[/size] [SIZE=4]لا يوجد شخصية سياسية علي المسرح السياسي المصري حاليا تواجه كمًا من الإشاعات والأكاذيب مثل ما يتعرض له الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية والمرشح حاليًا للرئاسة المصرية.

فالبرادعي يواجه باتهامات من نوع أنه من دعاة العلمانية، وأنه ساهم في ضرب و"تضييع" العراق وأنه عميل للغرب… وما إلى ذلك من أقاويل تستهدف النيل منه ومن سمعته.

والواقع إن الدكتور البرادعي الذي سبق وعبرنا عن اختلافنا معه في رؤيته لبعض القضايا أو تصوره لكيفية معالجتها لم ينل ما يستحقه من تقدير واحترام لدوره المؤثر في التمهيد لثورة 25 يناير.

فالبرادعي الذي عاد لمصر قبل عامين بعد فترة عمل طويلة بالخارج حرك المياه الراكدة في الساحة السياسية المصرية، وكان ظهوره علي الساحة وحديثه عن التغيير باعثا للشباب علي أن تجميع جهودهم وقيادة مسيرة التغيير، فقد عبر البرادعي عن آرائه بأن الأمل معقود علي جيل الشباب الذين ليس لهم ترتيبات مع النظام ولديهم المستقبل أمامهم بعيدا عن النخبة الذين سمحوا لأنفسهم بأن يصيبهم النظام بالفساد وهي نخبة لا تريد أي تغيير.

ولأن البرادعي كان ملهما لحركة التغيير السلمي الجديد فقد أنصب الهجوم عليه من كل الأطياف السياسية مما منح الفرصة لشباب الانترنت بالعمل في هدوء والتنظيم بعيدًا عن أعين النظام الذي كان منشغلاً فقط بتشويه البرادعي وأسرته…

ولكنه سبب قلقا كبيرًا للنظام السابق، فهو يتمتع بحصانة دولية وعلاقات متشعبة مع قادة العالم، والاقتراب من قضية بالغة الصعوبة، وما كان يقوله كان أكثر صعوبة للنظام فهو أول من استخدم كلمة التغيير بديلاً عن كلمة الإصلاح، كما بدأ في تسويق ونشر لغة جديدة لمعنى التغيير تعتمد على التخلص من ثقافة الخوف التي أوجدها النظام.

وساعد البرادعي على نشر أفكاره بين الشباب ظهور قضية الشاب خالد سعيد في الإسكندرية الذي أعتبر شهيدًا لقانون الطوارئ، والذي قتل على يد ضابط شرطة واثنين من المخبرين وهي قضية تناقلتها مواقع الانترنت واهتمت بها جمعيات حقوق الإنسان وتسببت في كثير من الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات في مصر.

وكانت القيمة الحقيقة لقضية خالد سعيد أنها ألهمت وأثارت حماس شباب مصر علي مواقع الانترنت فأطلقوا الكثير من المواقع الإلكترونية التي اهتمت بأحوال المصريين وما يتعرضون له من مضايقات وتعذيب في ظل قانون الطوارئ وانتهاك حقوق الإنسان، وساهمت هذه الصفحات في حشد أعداد كبيرة من الشباب الذين كان البرادعي يبحث عنهم من قبل وينتظر حادثا مماثلا يساهم في تجميعهم وتحريكهم.

وأصبح حادث مقتل سعيد هو بمثابة أيقونه الغضب الشعبي أو “بو عزيزي مصر” حيث تجمع المصريين حوله للمطالبة بحقوق الشعب و"أخذ حق أخونا"…!

وتوحدت كل هذه الجهود وتبلورت في الاستجابة الشبابية الرائعة لوقفة 25 يناير التي تحولت إلي ثورة باركها الشعب والتف حولها بعد أن ترجم الشباب وعبر عن كل تطلعات وأحلام السنين والتي وقفنا جميعا عاجزين عن تحقيقها أو أن يحدونا الأمل في أنه كان من الممكن التفكير فيها.

ويستحق البرادعي لذلك أن نعتذر له بأننا لم نكن علي مستوي رؤيته وشجاعته، وأننا لم نسانده بما يكفي، فقد وقفنا مع دعوته للتغير، واختلفنا معه في كيفية التغيير، ولكننا احترمنا رؤيته ودورة ونقف معه اليوم في مواجهة ما قد يتعرض له من تشهير واتهامات لا تليق بما قدمه الرجل وبما أحدثه من حراك سياسي مختلف في المجتمع المصري وبما أحدثه أيضا من تغيير.

أن من حق البرادعي أن يشعر بالأسى والألم عندما يري أن البعض قد قذفوه بالحجارة في منطقة الزلزال في المقطم عند التصويت علي الاستفتاء، فالبرادعي بتوجهه للتصويت هناك كان يأمل في الاحتفال بالحرية مع الجماهير التي طالب بالتغيير من أجلها، وأن يستقبلوه بالورود وليس بالحجارة…ولكنها السياسة وألاعيب البعض القذرة تحجب الحقيقة وتجعل من الأبطال عملاء والعملاء أبطالا…ويحدث هذا وسيظل يحدث لأن الشرفاء لا يجيدون حيل ومكائد الصغار وأساليبهم الشيطانية…![/size]
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=55721