فى بيتنا مجرم

أشرقت الشمس بنور ربها وصبح الصباح وأطلق الجيران سراح فراخ المنور وبدأ البواب فى غسيل السيارات وأذاع التليفزيون أقوال الصحف أمام النيابة وتمركز باعة الفول فى المواقع الاستراتيجية وتقدر تقول «الدنيا فرشت»، فيصحو الجميع لكن تظل عيون العدالة «معصوبة» مثل الشاب الإيطالى «فيتوريو»… ونحن ضد كل أنواع الاغتيال المادى والمعنوى والدينى والوطنى ويستوقفنى قتل «عبدالرحيم باشا» فى فيلم (فى بيتنا رجل) الذى يعرضه التليفزيون فى المناسبات الوطنية، داعياً المشاهدين إلى قتل الخصوم، وأظل سنوات أتساءل: لماذا يقتل «عادل إمام» المصريين فيصبح فيلم (فى بيتنا إرهابى) وعندما يقتل «عمر الشريف» المصريين يصبح الفيلم (فى بيتنا رجل)؟،
لماذا نستنكر الجريمة إذا كان فاعلها له «ذقن» ويظن أن الضحية كافر، ثم نشجع الجريمة إذا كان فاعلها له «نظارة» ويظن أن الضحية خائن؟… فى الأولى تحتضن الأسرة القاتل وتعلمه هى وتجعله شخصاً جديداً يعرف معنى الحرية، وفى الثانية تحتضن الأسرة القاتل ويعلمها هو ويجعلها أسرة جديدة تعرف معنى الوطنية… هذه التفرقة بين القتلة والضحايا هى التى تجعل الأسرة تطلق فراخ المنور، بينما تطارد فئران المنور… ويظل باعة الفول فى أماكنهم لا يتقدمون ولا يتأخرون والعالم من حولهم يجرى وتظل عيون العدالة «معصوبة» ليس لعدم التمييز بين المتهمين ولكن ليلحق رأسها برأس «فيتوريو»…
(أتحدث عن قتل المواطنين لا مقاومة المحتلين)… فى كل أسرة لها طفلان «ندلع واحد فيطلع حرامى ونقسو على الثانى فيطلع معقد» (راجع ثنائية الوطنى والإخوان، وفتح وحماس) فإذا قتلنا الأول تصبح «بلطجة» وإذا قتلنا الثانى تصبح «إرهاب»… بحجة أن العربة فيها قدرتان واحدة «فول» والتانية «بليلة»، والعدالة لها عينان: واحدة «معصوبة» والتانية «معطوبة»… هذه الازدواجية الناتجة عن الهوى الذى ليس له «دوا» هى التى جعلتنا ننجح أمام حصون «بارليف» ثم نفشل أمام تلال «القمامة»، ونتوحد فى الثورة ونتفرق بعدها… ونربط أحياناً بين اختفاء «الكرنب» ووقف تصدير «الغاز» إلى إسرائيل.

بارك الله فيك اخى احمد

بارك الله فيك مهندس احمد

كتابات جلال عامر دائما رائعه , وانتظر" تخاريف " يوميا واضايق فى الايام اللى مش بتزل فيها يتميز اسلوبة بانى سياسي هزلى ومعبر عن الحدث بابسط الاساليب

بارك الله فيك اخى احمد على الموضوع

واياكم اخت منار