كلمة وائل غنيم أمام أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم

بدقيقة حداد على أرواح الشهداء، بدأ الحفل الذي أقامته مجلة التايم الأمريكية، لأكثر مائة شخصية تأثيرا في العالم، والتي تصدر قائمتها الناشط السياسي المصري وائل غنيم.
بدأ وائل كلمته قائلا “قبل أن أبدأ أن أطلب منكم جميعا أن نتذكر كل الشهداء الذين ماتوا في العالم العربي دفاعا عن حقهم في وطن ديمقراطي وحر”.وأضاف غنيم في كلمته التي ألقاها خلال الحفل: “أنا لست متقنا لفن الخطابة العامة وأنا أعرف أكتب التعليقات على الفيس بوك وتويتر، ولكنني لست جيدا في الحديث، فأرجو ألا تركزوا كثيرا على طريقتي في الحديث، والمفاجأة الثانية، هي أنني لم أحضر لهذا الحديث ولا أعرف ما الذي سأقوله، فأنا أؤمن أن الأفضل أن تتحدث مباشرة بما يدور بخاطرك دون الحاجة لتجهيز الخطابات، في البداية فكرت كثيرا أثناء مجيئي إلى هذا المكان لتكريمي وشعرت أنني لا أستحق هذا المنصب، فأنا لا أستحق كل هذه المكانة والتكريم، وكل ما حدث في مصر لم يكن بسببي، بغض النظر عن كون وسائل الإعلام تحب أن تصنع من بعض الأشخاص أبطالا، لم يكن هناك بطلا واحدا في ثورتنا المصرية، فكلنا كنا أبطالا وكلنا ساهمنا في إنجاح الثورة، والحقيقة أنني لست صاحب الدعوة للتظاهرات فصاحب الدعوة كانت الرسائل والتعليقات الغاضبة من أعضاء الصفحة، فبعد الثورة التونيسية شعر كثير من المصريين بالغضب وتسائلوا إذا كان هذا قد حدث في تونس فلماذا لا يحدث في مصر وطالبوني بالدعوة للمظاهرات، فكل ما فعلته هو الاستجابة لهم، أنشأت حدثا على الصفحة وكتبت ثورة 25 يناير، ونشرته، فكان هذا ما ساهمت به في الثورة، بالإضافة لدعوة أعضاء الصفحة من يومها لـ25 يناير للنزول للشاعر، اليوم أشعر بالفخر أني عربي واشعر بالفخر أنني مسلم وأشعر بالفخر أنني مصري، لأنني كنت أتضايق كثيرا في السنوات الماضية لأنني أرى أن صورتنا في العالم الغربي مرتبطة بالإرهاب، وإثارة المشاكل، فاليوم أثبت المصريون والعرب أننا مثل كل شعوب العالم… نحن مثلكم، نبحث عن حياة تحترم الحرية والكرامة، والحقيقة أننا لم نكن سعداء بالأنظمة الديكتاتورية التي تحكمنا، لقد كنا غاضبين ورافضين، ولكننا لم نعرف كيف نتصرف مع هؤلاء، فمبجرد الاعتراض يتم إخراس صوتك وتحدث لك آلاف المشاكل من كل اتجاه”.
وأضاف وائل ساخرا: “التفتيش العشوائي في المطارات، ليس من هذه المشاكل، يمكنهم القبض عليك، ووضعك في المعتقل بسبب رأيك، إن ما حدث في مصر وتونس واليمن والبحرين وسوريا هو بمثابة جرس إنذار، إذا أردنا التعبير عنه بشكل لطيف، ويمكن أيضا أن نسميه صفعة على وجه المجتمع الدولي، هؤلاء السياسيون الذين فضلوا الاستقرار على الديمقراطية، وأن المصالح أهم بكثير من المبادئ، فاستقرار المنطقة أهم عندهم من ظروف المعيشة السيئة للشعوب، جرس الإنذار رسالة لنا جميعا، ويجب علينا جميعا أن نستوعب الدرس، اليوم أقول لكم أنه إذا كان اليوم يمكن للأفراد أن يقدموا أعمالا كبيرة لبلادهم باستخدام الإنترنت، والتواصل المباشر، دون الحاجة لوسائل الإعلام، أعتقد أن المشاهير أمثالكم، عليهم دورا ومسئولية أكبر، أعتقد أنه من المهم الآن أن تؤمنوا أنكم قادرون على تغيير العالم”.
وأضاف غنيم: “كان لديا قناعة منذ أكثر من عام، أنني سأساهم في تغيير مصر، فزوجتي رغم أنها كانت تساندني، لكننا دائما ما كنا نتجادل بسبب الوقت الذي أمضيه وقلة ساعات نومي التي كانت ثلاث أو أربع ساعات يوميا، وكانت زوجتي كثيرا ما تسألني: ماذا تفعل؟ حتى عندما كنت أذهب للسينما أكتب على الصفحة من الموبايل، كانت تقول لي: استيقظ من حلمك… فإنك لن تغير العالم، ولكنني كنت مؤمنا أنه باستطاعتي المساعدة، وكنت مؤمنا أنه لو أننا عملنا باستمرار، فستحدث الإنجازات التي نأمل أن تتحقق، وشكرا بالطبع للتقنيات والشركات مثل التي أعمل بها وفيسبوك وتويتر لأن الوصول للناس أصبح أكثر سهولة”.
وانهى غنيم كلمته قائلا:"أرغب بإنهاء كلمتي برسالتين، الأولى: كتبتها على الصفحة بعد خروجي من المعتقل، “هاننتصر لأننا مش بنفهم في السياسة … هاننتصر لأن دموعنا من قلوبنا مش من عيوننا … هاننتصر لأن عندنا حلم ومستعدين نموت عشان نحققه”، المصريون والتونسيون والعرب أثبتوا للعالم كله أن قوة الشعوب أقوى من قوة من يحكمونهم.