المؤامرة حقيقة بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

لم أعد أتابع الفيس بوك بنفس المعدل منذ عودتى للوطن. ولكن لاحظت زوجتى أمرا خطيرا وهو أن بعض التعليقات الواردة فى حوارات المسلمين والمسيحيين فيها حدة شديدة ولغات تكفير وأوصاف «قذرة».

فما كان منها سوى أن تتبعت أولئك الذين يقومون بكتابة هذه التعليقات. ولأنها فيس بوكاوية محترفة وصلت لاستنتاج يستحق التسجيل وهو أن معظم من يستخدمون ألفاظا «قذرة» شاركوا فى حوارات أخرى على الفيس بوك بصدد قضايا أخرى ويستخدمون فى حواراتهم لهجات غير مصرية وبنفس الحدة حتى لو كانوا يعلقون على نتائج مباريات كرة القدم فى دول عربية أخرى.

وبما أنها أبلغتنى بالأمر، فما كان منى سوى أن اتصلت بصديق فيس بوكاوى أكثر خبرة واحترافية منى ومنها، وطلبت منه تتبع الأمر. وقد وصل لاستنتاجين يستحقان التسجيل:
أولا: هؤلاء الأشخاص يستخدمون نفس الأوصاف تقريبا مثل «النجسين، الأراذل، كلاب الأرض» وغيرها كثير، فى كل حواراتهم سواء مع شباب مصريين أو عراقيين أو أردنيين فى قضايا محلية ترتبط بكل دولة. وهذا ما تم رصده فقط وربما يكون لهم دور أكبر فى إشعال الفتن فى دول أخرى.

ثانيا: هؤلاء الناس نشطاء للغاية فى تأجيج أى حوار. فتكون القضية موضوع النقاش مثيرة للجدل فعلا، ويبدأ المشاركون فى النقاش فى إبداء آرائهم ثم فجأة يتدخل هؤلاء لتتحول ساحة النقاش إلى ساحة للسباب والشتائم، ويستدرج المشاركون إلى حالة من الغضب المتبادل وصولا إلى «شيطنة الآخرين». إذن الكثير منا لديه بالفعل قابلية عالية للاستدراج.

مما سبق نتعلم درسين ليسا جديدين ولكن بعض القديم يحتاج إلى تجديد. الدرس الأول، دعاة الفتنة كثيرون، وفينا سمَّاعون لهم. وهذا موضع مذمة أن نكون فريسة لمن يريدون بنا شرا. قدرة هؤلاء على استدراج شبابنا للفتن والسباب بهذه الطريقة تعنى أننا لم نحسن التربية ولم نحسن التدريب على التفكير المنطقى.

الدرس الثانى، فلننضم جميعا إلى التيار الرئيسى المصرى الذى يجعل إنسانية الإنسان ومصرية المصرى وإسلام المسلم ومسيحية المسيحى صفات غير متعارضة بل متكاملة بإرادة الخالق: «هكذا أراد رب الكون». وليكن التيار الرئيسى المصرى قويا قادرا على الفرز ورفض الفتن.

مواطنو مصر، مسلمين ومسيحيين، شركاء فى الوطن والمواطنة، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم فى القصد والخطأ.

اجتمعوا على أرض واحدة، وعلم واحد، ونيل واحد، ومستقبل واحد. وعلى عقلاء الوطن أن يمنعوا جهلاءه من أن يستدرجونا ويورطونا معهم فى فتن مصطنعة ويكون الخاسر هو الوطن. لن نسمح لأى أحد أن يحرق سفينة الوطن، أو يخرقوها، أو يختطفها أو يجبر أحدا على القفز منها.

ليس كل التآمر نظرية، فبعض المؤامرات حقائق، وقد سبق لرئيس مخابرات إسرائيل أن أشار إلى سجله الناجح فى زرع الفتن فى مصر. يا أهل مصر لا تكونوا أداة العدو لتدمير الوطن. ربنا واحد ووطننا واحد.

موعدنا فى إطلاق وثيقة التيار الرئيسى المصرى فى يوم الجمعة، السابعة مساء، فى حديقة الأزهر.