نحو رؤية مستقبلية للتعليم للمئة سنة القادمة

بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزتى الفاضلة وعزيزى الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه هى الخطوط العامة لمشروع تطوير مستقبلى للتعليم فى العالم العربى، أرجو منك دراستها بإمعان. لقد تعودنا هنا فى مجال العلوم الهندسية والطبيعية و الاجتماعية والتربوية أن يرسل مؤلف الكتاب كتابه إلى مجموعة من الملمين بموضوع الكتاب ويسألهم قراءة كل الكتاب أو بعض الفصول منه ويطلب منهم إفادته بالأمور الغامضة والأمور المختصرة والمسائل التى تحتاج إيضاح وكل ما من شأنه أن يحسن من مستوى الكتاب. وبعد أن يعدل المؤلف كتابه يكتب فى مقدمة كتابه شكراً لكل من راجع الكتاب ، ومع ذلك يقول المؤلف للقارىء إن أى خطأ أو تقصيراً يجده فى الكتاب فهو من مسئولية الكاتب وحده. ولأننى تعودت على ذلك فأنا بدورى أسألك أن تقرأ هذا المشروع والرجاء إفادتى بالأمورالغامضة والنقاط التى تحتاج حذف أو توضيح أو إضافة ، وبعد ذلك يمكننا العمل على نشرهذا المشروع البديل لما هو موجود حالياً.

وهذه الدراسة مبنية على رؤية فى محاولة لحل الإشكاليات الكثيرة للتعليم فى العالم العربى و الدعوة لإصلاحه من منظور مختلف

و لتكن البداية هنا بعد عرض الدراسة الحوار حول التعليم فى العالم العربى على كل المستويات

و تحياتى

شكر و تقدير: اشكر الأستاذ محمد يوسف فهمي للمراجعة اللغوية و الإملائية لهذا المشروع ، و إن ظهرت أخطاء هنا متكررة فهى من مسئوليتى فى الطباعة

[CENTER]نحو رؤية مستقبلية للتعليم للمئة سنة القادمة

أفكار غير مألوفة[/center]

[CENTER]بقلم

عبد الحميد قاسم مظهر

دكتوراة فى هندسة وعلوم الطيران والفضاء من معهد جورجيا للتكنولوجيا، أتلانتا، ولاية جورجيا، الولايات المتحدة الأمريكي

حالياً

1) بروفيسور فى قسم الهندسة الميكانيكية-جامعة واشنطن-ولاية واشنطن

2) مستشار فى شركة فارويلة للمفاعلات النووية-ريتشلاند-ولاية واشنطن

3) إختصاصى فى تطوير التعليم الهندسى و حائز على جائزة فولبريت لتطوير التعليم الهندسى ، أوبرن ، ألاباما ، الولايات المتحدة الأمريكي

سابقاً

1) أستاذ علوم و هندسة الطيران والفضاء-جامعة تسكيجى – ألاباما

2) خبير علوم طيران كلية خليفة بن زايد-الإمارات العربية

3) باحث علمى معهد جورجيا للتكنولوجيا- أتلانتا- جورحيا

4) مستشار فى شركة ا. م. الهندسية، اتلانتا، ولاية جورجيا

5) مدرس مساعد ، قسم هندسة الطيران والفضاء- جامعة القاهرة[/center]

نحو رؤية مستقبلية للتعليم فى بلادنا العربية

نعرض هنا إقتراحا لتغيير جذرى للعملية التعليمية ، تغييرا يتلاءم مع منجزات العصر الذى نعيش فيه. والهدف الأساسى من التغيير هو أن نكون مساهمين فى إنجازات عصرنا و مشاركين فى صنع أحداثه ، وليس فقط متفرجين و متأثرين بما يدور حولنا. ولكن كيف نكون فاعلين دون أن نغير و نطور من قدرات الإنسان المصرى و العربي ؟ وإن كان التعليم هو أحد الوسائل ، فلماذا لا نطوره ليقوم بدوره في هذه المهمة الحضارية؟

ربما كان من المناسب لشعوب العالم الثالث أن تبتكر أفكارا جديدة ، قابلة للتطبيق ، لتساعدهم على الإسراع فى عملية التنمية و النمو لشعوبهم للوصول بعد جيل أو جيلين إلى المشاركة فى قيادة البشرية. فإذا لم نبذل جهدا ونقبل التغيير فى هذا الإتجاه ، فسوف يتأخر إقلاعنا الحضارى و سوف نبقى فى آخر الركب. وأساس التغيير هو الإنسان ، والتعليم السليم هو الذى يبنى الإنسان السليم. فإذا كان عدد قليلا من الأفراد المؤهلين للقيادة يستطيعون أن يفعلوا الكثير لبلادهم و أوطانهم و حضارتهم ، فما بالك بزيادة العدد ليشمل نسبة كبيرة من شبابنا المتعلم؟ وهنا يتضح دور التعليم و مؤسساته فى البناء الحضارى المعتمد على الإنسان ، وهنا نجد أنفسنا فى أشد الحاجة لفكر تعليمى جديد.

سوف أعرض هنا الخطوط العامة لإستراتيجية تعليمية جديدة لقرن قادم. وهى مبنية على رؤية مستقبلية للتعليم فى مصر و العالم العربى ، و هى رؤية غير مألوفة لأنها تهدف إلى تغيير كلى وشامل لنظام التعليم الحالى بكل مشاكله وتبنى نظامٍ آخر يصلح لأجيال عصر المعلومات وثورة المعرفة والذكاء الصناعى. وهى تهدف أيضاً إلى بناء جيل مستقبلى قادر على تنمية الحياة و انتاج العلوم وحل المشكلات بدلاً من الكلام حول المشاكل و العلم. وبعد مناقشة هذه الرؤية مع كل مهتم بالتعليم ، ومراجعتها بالتعديل والحذف والإضافة ، ومن ثم الاتفاق على صلاحيتها يمكن لنا أن نعمل معا كفريق من أجل التخطيط لمشروع قومى مستقبلى لتطوير التعليم مبنى على هذه الرؤية.




SIZE=5[/size]

التعليم ومشاكله التى لا تنتهى

[RIGHT]
يدور الحديث كثيراً عن إصلاح التعليم ، وتكررت كثيراً قضية تطوير و جودة التعليم ، وتكلم العديد من المهتمين وكتبوا عن تعقيدات نظام التعليم الحالى ومشاكله المتشابكة والتى لا تنتهى. الجميع يشتكى ، الطلاب والمدرسون والمدراء والنظار وأولياء الأمور. ومن أمثلة الشكاوى من نظام التعليم الحالي : كثرة المقررات، صعوبة الإمتحانات ، طول سنوات الدراسة ، التركيز على الحفظ والتلقين ، حفظ الأسئلة و أجوبتها النموذجية ، إرتفاع نسبة الرسوب ، الأمية التعليمية ، الهدر التعليمي والتسرب ،الدروس الخصوصيه ، إنشغال المدرسين بطرق أخرى للكسب لضعف رواتبهم ، مشاكل المبانى والتجهيزات ، و مشاكل سلوك الطلاب و طرق التدريس و أسالبب التقويم، وغيرها من مشاكل العملية التعليمية وعناصرها من منهج وكتب ومدرسين ورواتب و إدارة تعليمية وتعليم خاص. ومن أهم المشاكل عدم وجود ارتباط بين التعليم وسوق العمل و بين التعليم ودوره فى التنمية الحقيقية للمجتمع. بالإضافة إلى أن ما يدور فى عقل الطالب وهو البحث عن شكل أو منصب إجتماعى عن طريق الحصول على درجة علمية أو شهادة ، فقد أصبح الإهتمام الأول والأخير عند غالب الطلاب هو الحصول على شهادة وليس التعلم.

SIZE=5[/size][/right]

أسئلة قبل التفكير فى الإصلاح


وقبل أن ننطلق فى إطلاق أفكارٍ للإصلاح علينا أن نتأمل فى عددٍ من الأسئلة التى تساعد وترشد إلى الطريق الأكثر صواباّ. وهذه الأسئلة سوف تساعد على الإختيار بين تعديلات فى النظام الحالى أو تغييره كلياً.

[RIGHT]- لماذا أصلاً التعليم ؟ وهل المجتمع فى حاجة لنظام للتربية والتعليم؟

- ما هو المقصود بالتربية؟

- ما الفرق بين التعلم والتعليم عند المدرس وهو يقوم بواجبه فى قاعة الفصل؟

- هل التعليم يفيد الدولة والمواطن؟ وكيف؟

- هل نحن فى حاجة لمدارس وجامعات ومعاهد حكومية أو خاصة؟

- لماذا الحديث الآن عن الإصلاح والتجويد؟

- كيف نقيس نجاح العملية التعليمية؟

- هل التطوير الحالى الجديد يبحث عن تعليم أم تعلم؟ وما الفرق بينهما وبين التربية، فكلها أصبحت دروساّ تقرأ وكلاما يكتب ، وعباراتٍ تحفظ؟

- وهل نحتاج التربية فى التعليم العالى أيضا؟

- ماهو معيار نجاح نظام تعليمى ما؟

- ماذا تعنى جودة نظام التعليم؟ ما هى معاييرها؟ هل يمكن قياسها موضوعياً؟

- ومن الذى سيقوم بقياس الجودة؟

- هل مجرد زيادة عدد المدرسين يصلح التعليم؟ هل زيادة رواتب العاملين فى نظام التعليم سيحسن التعليم؟

- هل تغيير الكتاب والمقررات سيصلح التعليم؟

- هل إعطاء كل طالب حاسب آلى وحساب على الإنترنت سيصلح التعليم؟

- هل تغيير طرق التدريس وأسئلة الإمتحانات وغيرها من وسائل التقويم سيصلح التعليم؟

- هل يمكن أن يؤثر التعليم بطرقه الحالية فى تغيير سلوك الطلاب ومهاراتهم الفكرية؟

- هل يكسب التعليم الحالى الطلاب عند تخرجهم ما يمكن قياسه من علم ومعرفة ومهارات فكرية وحياتية وقدرات على حل المشاكل و التواصل والحوار والنقاش؟

- وهل يمكن لنظام التعليم أن يلغى التأثيرات السلبية للإنترنت والقنوات الفضائية والفيديو والسينما بما تمثله هذه الوسائل من قيم حياتية وسلوك مقبول؟

- هل التكاليف الإقتصادية التى تصرفها الدولة على التعليم العام والجامعى ، وهى جزء مقتطع من ميزانية الدولة ، هل لها عائد على الدولة والمواطن والتنمية البشرية للمجتمع؟[/right]

إعتماداّ على أجوبة الأسئلة السابقة ، هل يمكن إصلاح نظام التعليم الحالى من خلال مجموعة من التعديلات والإجراءات التى تحل مشاكل المقررات والتدريس والإمتحانات و رواتب المدرسين وملائمة المبانى والتجهيزات وأعداد الطلاب فى الفصل، والدروس الخصوصية، دون مراجعة شاملة لدور التعليم فى الدولة والمجتمع؟ أم من الأفضل تبديل نظام التعليم و ابتكار نظام تعليمى جديد قادر على التحكم فى العملية التعليمية لإخراج مواطن يصلح لإدارة الحياة فى بلدنا فى المئة سنة القادمة؟

SIZE=5[/size]

نحومشروع قومى للتعليم للمئة سنة القادمة

بعد مراجعة الأسئلة السابقة يلح علينا الفكر فى الإختيار بين بعض التعديلات والتغيرات فى نظام التعليم الحالى وبين تبديل كل النظام السائد. و عندما نفكر لمشروع مستقبلى ،لمئة عام قادمة ، فإننا يجب أن نغير طرق التفكير المألوفة ونعتمد على توقعات للمستقبل مبنية على معارفنا واحتياجتنا الحالية ، وعلى ماذا نريده من التعليم حتى يحقق رؤيتنا لمستقبل المجتمع والدولة؟ ولأن مدة مئة سنة هى فترة طويلة فيجب أن تتضمن خطط التطوير المستقبلية آلية دورية للمراجعة والتعديل . فما رأيكم في قبول دعوة للتغيير، تغيير النظام التعليمي كله. فأى تعليم نريد؟ ومن يقرر التغيير ؟ وكيف يقبل هذا الفكر الجديد؟ وهل يمكن أن يطبق؟ هذه الأسئلة سوف نجيب عليها تحت العناوين الآتية:

أولاً: التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية

ثانياً: رؤية إستراتيجية للتعلم

ثالثاً: رؤية غير مألوفة للتعليم العام

رابعاً: التعليم العام ومفهوم التربية المأمول

خامساً: ما بعد التعليم العام من منظور مختلف

سادساً: وماذا عن التعليم العالى أو الجامعى

سابعاً: مسؤليات إضافية لدور التعليم فى التنمية البشرية

ثامناً:نحوخطوات للإعداد والتنفيذ

تاسعاً:مشروعات مقترحة

عاشراً: المعوقات

B[/b]

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم ولكن لماذا لم تكمل البحث ؟