تعليقي على فوز أوباما

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أصبح مؤكداً نجاح أوباما في تولي فترة رئاسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية بعدما كسر حاجز 270 نقطة على الرغم أن الولايات المتبقية حتى الساعة هي ولايات داعمة له وهو ما يعني في الغالب كسره لحاجز 300 نقطة، ولقد التزمت الصمت طوال هذه الفترة لإيماني الداخلي أنه لا فرق بين ميت رومني ولا أوباما فيما يخص ملف الشرق الأوسط بصفة أنه ما يهمني في منصب رئيس أكبر “بلطجي” في العالم وهو دولة أمريكا. مادامت فلسطين مغتصبة فلن تتغير السياسة الأمريكية تغيراً ملحوظاً، ولكن بالطبع الخطاب العدائي الذي كان يستغله الجمهوريين في تمرير مصالحهم الشخصية والنفعية أمر مسئ ولحد ما غير موجود عند الديمقراطيين.

ولكن لفت نظري عدة ملاحظات على الانتخابات الأمريكية وعلى فوز أوباما أيضاً:

أولاً نظام الانتخاب في أمريكا ليس بالتصويت المباشر، فمن الممكن أن يحصل المرشح على غالبية الأصوات في الولايات المتحدة مجتمعة ولكنه لا يكون هو الرئيس المُقَلد. لأنهم يعتمدون على نظام النقاط (المجمع الانتخابي) ولتبسيط الموضوع، لو فرضنا أن ولايتان لهما نفس عدد السكان والثقل الانتخابي في المجمع، ومثلاً لكل واحدة منهما 10 نقاط ويسكنها 10 مليون نسمة، وجاءت النتيجة أن الولاية الأولى فاز فيها مرشح الديمقراطيين بـ 5.5 مليون صوتاً في مقابل الجمهوري الذي حصل على 4.5 مليون صوتاً فيكون بذلك قد حصل على 2 نقطة من هذه الولاية، أما الولاية الأخرى فقد حصل فيها الجمهوري على عدد 9 مليون ناخب في مقابل 1 مليون فقط للديمقراطي، فبذلك يحصل الجمهوري فقط على 2 نقطة أيضاً، ليصبحا متعادلين، فإذا جئنا لولاية ثالثة ليس لها ثقل وفيها مثلاً 2 مليون ناخب ولها نقطة واحدة فنجح الديمقراطي بنسبة 1.1 مليون صوتاً فيما حصل فقط الجمهوري على 0.9 مليون صوتاًـ فبذلك تكون النتيجة كالتالي:
على حسب النظام الأمريكية:
10 || 00
00 || 10
01 || 00

11 || 10
نجح المرشح الديمقراطي

نظام التصويت المباشر:
5.5 || 4.5
1.0 || 9.0
1.1 || 0.9

7.6 || 14.4
نجح المرشح الجمهوري بأغلبية ساحقة في مجموع الأصوات، وحدث هذا بالفعل عندما نجح جورج بوش الابن بنسبة 271 نقطة في حين أنه لم يحصل على أغلبية الأصوات.

ثانياً لا يوجد صمت انتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية فحتى آخر لحظة والحملات الانتخابية لم تتوقف. فموضوع الصمت الانتخابي المفروض على المصريين في الانتخابات لا محل له من الإعراب في الانتخابات الأمريكية.

ثالثاً أن أوباما أعلن فوزه قبل أن تعلن الهيئة الفيدرالية للانتخابات عن فوزه، أو لا توجد أصلاً لهم هيئة مركزية للانتخابات، يعني لما مرسي أعلن فوزه لم يكن هذا خروجاً على الشرعية ولا “خرقاً” للانتخابات كما نعق البعض، فهذا أوباما أعلن فوزه ولا يزال ثلاث ولايات كبار لم تعلن نتيجتها ولم يعلن رسمياً فوزه.

رابعاً رغم فوز أوباما وحزبه في مجلس الشيوخ إلا أن البرلمان لا يزال تحت سيطرة الجمهوريين، ومع ذلك أمريكا ماشيه، أما في مصر على الرغم من أن كل شئ في يد واحدة، إلا أن صوت “البلطجة” السياسية الغير مقننة لا يزال يسيطر على القرار الرئاسي وحتى الآن لم يمرر ولا قرار للرئيس باستثناء إقالة المشير والتي حاول البعض إفشالها واستغلالها للإطاحة بمرسي ولكن نظراً لخطورة المجازفة بمثل هذه القضية نكصوا على أعقابهم لما لمسوا الانصياع لدى طنطاوي وعنان.

خامساً استخدام الدعاية الدينية كان على مرأى ومسمع من الجميع بل وفي مناظرة علنية يعلن ميت رومني أنه كان يعمل مبشراً في الكنيسة وهذا عادي من المرشح الجمهوري لكن أن يكون الرد عليه من المرشح الديمقراطي الليبرالي المنحل والذي سن في عهده قانون الزواج المثلي في ثلاث ولايات أمريكية يكون رده عليه وأنا أيضاً عملت كمبشر للكنيسة ، بدل ما يخلع الجذمة ويضربه فوق دماغه ويقول له لا تستخدم الدعاية الدينية فإذا به ينافسه في الدعاية الدينية، فيما كان يعد جرماً شنيعاً لو تم استخدامه في مصر.
يعني تعالوا نتخيل مثلاً إنه فيه انتخابات ومناظرة بين حازم صلاح أبو اسماعيل وبين عمرو حمزاوي، فقال حازم أبو اسماعيل، أنا الأقرب للناس أنا كنت أعظ الناس واعلهم الإسلام في مسجد أسد ابن الفرات وكان لي برنامج وعظي في قناة الناس، فيكون الرد من عمرو حمزاوي وأنا أيضاً كنت سلفي قديم وأعمل محفظاً للقرءان الكريم

وطبعاً استخدام ميت رومني لهذه الدعاية لم يأت من فراغ، بل هو ضرب على وتر ما قد كادت هيلاري كلينتون أن تطيح به أوباما أصلاً من الحزب الديمقراطي في الانتخابات السابقة عندما قالت أن أوباما “مسلم” وأن أباه مسلم وأن اسمه باراك حسين أوباما. وهو يعد خرقاً للديمقراطية والتي فرض علينا في مصر أن ديانة الرئيس لا يمكن أن تكون جزءً من النظام الديمقراطي.

سادساً وهذا هو بيت القصيد، أن الديمقراطية أو النظام الديمقراطي ليس له قالباً واحداً ولكن له أسس وضوابط فقط مثل تداول السلطات والمشاركة الشعبية في الحكم ومراعاة الأقليات، لكن أن يكون له قالباً واحداً ومن تجاوز منه نقطة فهو خارج للديمقراطية ومعيد لنظام الديكتاتورية القديم، فهذا كله كلام باطل.
كل دولة وكل شعب وكل فكر وكل دين له نظامه الخاص أو سموه حتى ديمقراطيته الخاصة، فلا يمكن أن يؤخذ نظاماً ويفرض على الناس ومن تجاوزه فهو ظالم ومنتج لنظام مبارك القديم.

سابعاً لقد بات راسخاً في نسي ومما لم يعد هناك شك فيه أن “الليبراليون” في مصر ما هم إلا “مَسْخ” غربي لا بيفهموا في الليبرالية ولا هم أصلاً ليبراليون إنما هم “مهلبيون” لا ليهم لا في الطور ولا في الطحين، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم، عاوزين يخربوا البلد.

ثامناً، يا رب سلمنا من شر أوباما ومن شر رومني ومن شر كل ذي شر.

تاسعاً، سلمولي على حمدين صباحي وعلى البرادعي وعلى عمرو موسى، وبالمرة عمرو أديب وسخافات أبو حمالات، ولاميس الحديدي والشلة البغيضة.

عاشراً يا دكتور مرسي قربنا نزهق، يا تبقى رئيس بجد، يا تقول للمصرين عودوا مرة أخرى لميدان التحرير، العالم كله واخد راحته إلا احنا، لا ديمقراطية نافعة ولا ثورية نافعة، مش هاينفع إلا مذبحة القلعة لأننا خارجين من ثورة، وكما قالت أسماء محفوظ أو أحمد ماهر على تويتر سابقاً، “الثورة هي قمة اللادستورية” فكيف لايزال يتشدق الناس بالدستور المنحل مع رئيسه كما صدعوا أدمغتنا عن الفراغ الدستوري في حال تنحي مبارك، وكما يبشر الناس جميعاً الآن محامي شفيق أن شفيق سيعود لرئاسة مصر خلال شهرين، والله بالنظام ده ممكن تحصل.