وحدة توليد كهروحرارية 30 ميجاوات بالتكامل مع مجمعات التركيز الشمسية

بسم الله الرحمن الرحيم


موضوع البحث:
يتعلق البحث بمحطات توليد الطاقة الكهروحرارية والتي تعمل حاليا بالوقود الاحفوري التقليدي الفحم الديزل المازوت الغاز الطبيعي.
وكما هو معلوم ان استهلاك المحطات البخارية من الوقود التقليدي كبير جدا وذلك لانتاج الطاقة الكهربائية وقد تمت ابحاث كثيرة في مجال تخفيض استهلاك الوقود والوصول الى مرود عالي لتخفيض الاستهلاك عن طريق تحسين قيم المردود الحراري للدورة البخارية المعروفة وقدتم الوقوف عند قيم محددة للمردود اصبح من الصعب تجاوز هذه القيم بسبب الحاجة الى استخدام خلائط معدنية تستطيع مواجهة ارتفاع الحرارة والضغط للبخار المسلط على ريش التوربين او عدم القدرة على تجاوز قيم عالية لتخلخل الضغط في المكثف او تعقيد الدورة وارتفاع التكاليف من حيث استخدام مسخنات استرجاعية لمياة التغذية الداخلة لمولد البخار ولكن الموضوع الذي تناولته هو استخدام التكامل بين المحطات التقليدية الحالية وانظمة توليد الطاقة المتجددة واخص بالذكر الطاقة الشمسية لانتاج الطاقة الحرارية بشكل هجيني او مشترك وليس لانتاج الكهرباء كما هو الان حاليا في تلك الانواع من المحطات الشمسية الكهروحرارية والحصول على مردود اعلى يتجاوز القيم المحددة في محطات توليد الطاقة التقليدية الحالية وقد اظهرت النتائج للدراسة التي اقوم بها (في جامعة لاسابيينزا في روما قسم هندسة الطاقة الكهربائية) بنتائج ممتازة من حيث التقليل من استهلاك الوقود ورفع استطاعة التوربينات البخارية وخفض معدلات التلوث الناتجة عن الاحتراق في مولدات البخار للوحدات الانتاجية.
من الجدير ذكره ان توليد الطاقة الكهربائية بواسطة مصادر الطاقة المتجددة مازال ضيق الانتشار بسبب التكلفة العالية لبناء محطات توليد الطاقة بواسطة هذة المصادر وعلى سبيل المثال محطات التوليد الكهروحرارية بواسطة الطاقة الشمسية الحرارية تحتاج الى عدد كبير من المجمعات الشمسية لانتاج كمية صغيرة للطاقة الكهربائية مقارنة بالمحطات التقليدية العاملة بالوقود الاحفوري حاليا. كما ان تكلفة الكيلووات الساعي من الكهرباء مازال مرتفعا بسبب التكلفة العالية للانشاء والاستثماروايضا انخفاض المردود التحويلي من طاقة حرارية شمسية الى كهرباء ولاسباب جغرافية تتمثل في الموقع الجغرافي لمناطق محددة في الارض ذات اشعاع شمسي يختلف بحسب الموقع الجغرافي لمثل هذه الانواع من مصادر الطاقة المتجددة.

الهدف من البحث:
تهدف هذه الدراسة بشكل رئيسي الى تطوير الاداء ورفع المردود العام لمحطات التوليد الكهروحرارية العاملة حاليا من خلال :
˗ تخفيض استهلاك الوقود في محطات توليد الطاقة البخارية العاملة حاليا في مختلف مناطق العالم خاصة ذات الاشعاع الشمسي العالي
-الحد من الملوثات الناتجة عن حرق الوقود في محطات توليد الطاقة الكهروحرارية الحالية.
-ادخال مصادر الطاقة المتجددة كمصدر بديل للوقود الاحفوري ودخوله من باب تنافسي قوي مع مصادر الوقود الاحفوري.

الدول المستفيدة من هذا البحث
نستطيع تمييز نوعين من الدول التي من الممكن ان تستفيد من هذا البحث :
اولا: الدول الواقعة مابين خطي العرض 35 شمالا وجنوبا تتميز بشدة اشعاع شمسي عالي انظر الشكل 1 حيث تستفيد من وفرة الاشعاع الشمسي للتسخين في محطاتها الكهروحرارية التقليدية العاملة بالوقود الاحفوري حاليا .


الشكل 1 خريطة الدول الواقعة في منطقة الحزام الشمسي Sun belt

نلاحظ انا منطقتنا العربية هي الاغنى بقيم شدة الاشعاع الشمسي.

ثانيا : الدول المصنعة للمحطات الكهروحرارية تستطيع انتاج وحدات ذات تسخين باستخدام مجمعات الطاقة الشمسية بدلا من التسخين الاسترجاعي بواسطة مسخنات الضغط العالي وبالتالي انتاج وحدات توليد اصغر حجما وارخص تكلفة اضافة الى سهولة تركيب توربينات بدون مخارج استنزاف للبخار هذا من ناحية الدول المصنعة لوحدات الانتاج الكهروحرارية بالاضافة الى ذلك شركات تصنيع المجمعات الشمسية ذات التركيز الخطية الاسطوانية وانظمة التخزين الحراري مثل تلك التي تنتجها شركة اينيا الايطالية والتي اثبتت فعاليتها عالميابعد حصولها على جوائزنوبل لتطويرها المرايا العاكسة وانابيب الامتصاص بتكلفة اقل وكفاءة اعلى واستخدام بدائل النواقل الحرارية كالاملاح المصهورة التي وصلت درجات حرارتها الى 550 درجة مئوية.

طريقة البحث:
تعتمد طريقة البحث على المشابهة في التحليل الترموديناميكي لدورة البخار التقليدية في حالة عملها بشكل طبيعي الشكل 2 وفي حالة خروج مسخنات الضغط العالي من الخدمة الشكل 3 و في حالة ادخال نظم الطاقة الحرارية بواسطة مبادل حراري في خط نظام مياة التغذية الداخلة لمولدالبخار الشكل 4 ومقارنة نتائج قيم الاستهلاك في حالات تغير الاحمال مع التركيزالى قيم حدود درجات الحرارة لمياة التغذية الداخلة لمولد البخار وعدم تجاوز القيم الحرجة والتي تتعلق بالضغط العامل في الغلاية.


الشكل 2 نتائج التحليل الترموديناميكي لوحدة توليد 30 ميجاوات محطة راس كتنيب الحديدة – اليمن

الشكل يبين وضع الوحدة الخامسة في الحالة العادية عند حمل اسمي 30 ميجاوات حيث تستهلك 8ونص طن تقريبا من الوقود في الساعة الواحدة
طبعا حاليا لايمكن ان تنتج 30 ميجاوات بسبب تقادمها فقط تستطيع انتاج 27 ميجاوات بدون مشاكل قد تظهر في نظام الاحتراق في مولد البخار.



الشكل 3 نتائج التحليل الترموديناميكي لوحدة التوليد 30 ميجاوات في حالة خروج مسخنات الضغط العالي من الخدمة

الشكل 4 نتائج التحليل الترموديناميكي لوحدة التوليد 30 ميجاوات في حالة خروج مسخنات الضغط العالي من الخدمة بالتكامل مع نظام التسخين الشمسي

الشكل يبين اضافة مبادل حراري يعمل بالطاقة الشمسية في خط الضغط العالي لمياه التغذية الداخل لمولد البخار توضح الدراسة الاولية الى امكانية توليد 30 ميجاوات ب 7وربع طن تقريبا من الوقود في الساعة بدلا من 8 ونص طن كما في المثال السابق
اي اننا نستطيع توفير طن وربع تقريبا في الساعة من الوقود دون ظهور اي مشاكل في نظام الاحتراق لمولد البخار وبدون تعديلات اساسية لنظام التشغيل مع العلم اننا نستطيع توليد 30 ميجاوات كامله او اكثر قليلا عند تجاوب الوحدة للاحمال العالية فترة الذروه و بالمقارنة مع الوضع الاخر عند خروج المسخنات عن الخدمة فان التوفير بالوقود فعليا يكون 2.12 طن بالساعة الواحدة وهو مقدار كبير بحيث اننا نستطيع تركيب المجمعات الشمسية في غضون 4 اشهر تقريبا من عوائد توفير الوقود.

ان استخدام التحليل الحراري لنطام المبادل الحراري الملحي والمشابهة بالتكنولوجيا المستخدمة لمشروع ارخميدس في جزيرة صقليا الايطالية والخاص بشركة اينيا والذي يتناول التوليد المشترك للوحده البخارية والغازية وتكنولوجيا الطاقة الحرارية الشمسية لتوليدالبخار .
ومن خلال النتائج التي يتم الحصول عليها لدرجة الحرارة والضغط في مدخل مولد البخار يمكن تحديد عدد المجمعات الشمسية اللازم تركيبها في محطة التوليد الكهروحرارية التقليدية وحساب كمية الحرارة اللازمة لمياة التغذية والتي تعتمد على حجم وحدة التوليد الحرارية ومن ثم حساب كمية الاستهلاك للوقود وللغازات المنبعثة في كلا الحالتين والخروج باستنتاج لقيمة كمية التوفير في استهلاك الوقود و مقارنة كمية الانبعاثات وحساب مقدارالانخفاض في الانبعاثات الملوثة.
شركة اينيا و مشروع ارخميديس في صقلية:
استخدمت شركة اينيا الايطالية الدورة المركبة غازية بخارية شمسية لتوليد الكهرباء الشكل 5 و بالتعاون مع شركة الكهرباء الايطالية اينيل في واحدة من المحطات التي تم بناؤها في جزيرة صقلية الواقعة في اقصى جنوب البلاد حيث تتميز بشدة اشعاع شمسي عالي مقارنة ببقية مناطق ايطاليا حيث تم ابتكار نوع جديد للتوليد المشترك للطاقة واستخدمت المجمعات الشمسية الاسطوانية ذات التركيز الخطي والتي تم تصنيعها وتطويرها في مختبرات شركة اينيا وقد اظهرت النتائج المخبرية تفوق المجمعات الشمسية التي تنتجها هذه الشركة مقارنة بالمجمعات الشمسية المنتجة في شركات اوربية وامريكية اخرى وايضا تم استخدام مرايا عاكسة بمواصفات عالية وتكلفة اقل اضافة الى استخدام الاملاح المصهورة كسائل ناقل للحرارة بدلا من الزيوت المعدنية المستخدمة في بعض الدول التي تستخدم تقنيات الطاقة الحرارية الشمسية الامر الذي ادى الى ارتفاع مردود التحويل الحراري .


الشكل 5 مخطط الدورة الحرارية لمشروع ارخميديس في جزيرة صقلية بايطاليا
حيث يتم انتاج البخار بواسطة الطاقة الشمسية ودمجها مع الدورة المركبة البخارية الغازية

لكن بالمقابل لم تنجح هذه الطريقة في المنافسة لانتاج طاقة كهربائية بتكلفة اقل بكثير من المحطات التقليدية الاخرى بسبب ارتفاع كلفة التاسيس والانشاء والاحتياج الى عدد كبير من المجمعات الشمسية لتوليد البخار في المحطة المركبة في مشروع ارخميديس.
من هنا جاءت الفكرة في موضوع البحث الذي تناولته وهو استخدام تقنيات الطاقة الشمسية بواسطة نفس تلك المجمعات المطورة من شركة اينيا لتسخين مياه التغذية قبل الدخول لمولد البخار وليس لتوليد البخار كماهو الحال في مشروع ارخميديس او لانتاج الكهرباء كماهو الحال في معظم المحطات الشمسية الحرارية المنتشرة حول العالم حاليا و بالتالي تحقيق هدفين مهمين :
اولا: الاستغناء عن مسخنات الضغط العالي ومشاكلها التي عادة ماتؤدي الى استهلاك كميات اضافية من الوقود وزيادة تكاليف اعمال الصيانة والتشغيل.
ثانيا : امكانية تسخين مياة التغذية الى قيم اعلى بكثير من تلك التي تستخدم انظمة المسخنات ذات الضغط العالي.
كما ذكرنا سابقا ان اهم ماحد انتشار المحطات الحرارية الشمسية هو ارتفاع تكلفتها الانشائية واحتياجها الى مساحات شائعه لضمان عملها من اجل انتاج البخار لادارة التوربينات البخارية.
لذا فان باب المنافسة بين هذه المحطات والمحطات التقليدية الاخرى مازال كبيرا من حيث تكلفة الكيلووات الساعي الناتج عنهما.
والحل ببساطة هو استخدام هذه التقنيات بشكل متكامل مع محطات التوليد التقليدية العاملة حاليا من اجل تسخين مياه التغذية باستخدام عدد بسيط من المجمعات وبالتالي رفع المردود الحراري لوحدة التوليد الكهربائية وهذا يضمن لنا توفير بالوقود اضافة الى تكلفة انشاء للمجمعات الشمسية فقط اقل بسبب تركيب عدد مجمعات اقل وعدم الحاجة لبناء مولد بخاري او توربين بخاري (يمكن للمحطة استرجاع قيمة تركيب هذه المجمعات بالمقارنة مع التوفير للوقود الناتج باربعة شهور فقط او اقل).

مقارنة استخدام الطاقة الحرارية الناتجة عن المجمعات الشمسية لتوليد الكهرباء وتلك المستخدمة في البحث:
ان استخدام المجمعات الشمسية لتوليد الكهرباء لم يدخل في حيز المنافسة القوية مع تلك المحطات التي تستخدم الوقود الاحفوري حاليا حيث ان تكلفة الطاقة الكهربائية المنتجة بواسطة المجمعات الشمسية هي اكثر بكثير من تلك التي يتم انتاجها بواسطة المحطات الكهروحرارية الحالية سواء البخارية او الغازية ومن هنا يجب الانتباه الى ان كلفة التاسيس لمحطات الطاقة الحرارية الشمسية هي عالية ولم تستطيع التنافس في ظل اسعار النفط الحالية وانما سيكون هناك ميزات افضل لاستخدام تقنيات الطاقة الشمسية في المستقبل في ظل ارتفاع اسعار الوقود الاحفوري عندما يصل سعر البرميل للنفط 124 دولار حيث يتساوى سعر انتاج الكهرباء في كلا النوعين من المحطات عند القيمة 0,14 c$/Kw انظر الشكل 6.


الشكل 6 تكلفة الكيلوات الساعي الناتج عن محطات التوليد الكهروحرارية التقليدية ومحطات التوليد الكهروحرارية الشمسية في ظل اسعارالوقود

مايجدر الاشارة اليه هنا هو ان ارتفاع كلفة التاسيس للمحطات الحرارية الشمسية هو بسبب الاحتياج الى تركيب اعداد هائلة من المجمعات الشمسية للحصول على طاقة كهربائية صغيرة وبناء على ذلك فقد ركزت في هذا البحث الى امكانية استخدام اعداد قليلة جدا من المجمعات الشمسية ليس بهدف الحصول على الطاقة الكهربائية مباشرة وانما الحصول على طاقة حرارية وادخال منظومة المجمعات الشمسية في اندماج مع محطات التوليد الكهروحرارية الحالية وذلك لسببين رئيسيين:
الاول: استخدام عدد مجمعات اقل وبالتالي كلفة تاسيس منخفضة .
الثاني:اعتماد مردود اعلى للتحويل من الطاقة الشمسية الى طاقة حرارية مقارنة بمردود التحويل الى طاقة كهربائية.

حقل التطبيق العملي للبحث:
باعتبر اني اعمل في محطة التوليد الكهروحرارية في(المحطة المركزية في راس كتنيب - الحديدة- اليمن) في ادارة التشغيل كنائب لمهندس التوليد المناوب وبالاستفادة من فترة وجودي في ادارة التشغيل والاستفادة من المراقبة اليومية لوحدات التوليد والمشاكل المتكررة التي تحدث والمؤثرة على قيم المردود وبالتالي الاستهلاكات المختلفة للوقود لكافة وحدات التوليد وخاصة خروج مسخنات الضغط العالي عن الخدمة ومع مراقبة مؤشرات التدفقات والضغوط والحرارة لمسخنات الضغط العالي لنظام مياة التغذية والموفر في مولد البخارتمت الدراسة الترموديناميكية والتحليل الحراري لوحدة التوليد الكهروحرارية رقم 5 بمحطة راس كتنيب في الحديدة والتي تتالف من 5 وحدات باستطاعة 30 ميجاوات لكل وحدة.
تم اخذ بيانات الوحدة عند الاحمال التالية 100% و 75% و 50%
ومن ثم اجراء التحليل الترموديناميكي لدورة البخار ومقارنة نتائج التحليل في كل حالة لتحديد الاحتياج الحراري لوحدة التوليد لخط مياة التغذية قبل دخولها الى الموفر في مولد البخار.
تم تحليل ومقارنة النتائج لاستهلاكات الوقود في الحالتين :
اولا: عند عمل الوحدة ومسخنات الضغط العالي رقم 2 و 3 في الخدمة وعند مختلف الاحمال.
ثانيا:عند خروج المسخنات عن الخدمة وعند مختلف الاحمال.
تم دراسة الموقع الجغرافي للمحطة وحساب شدة الاشعاع الشمسي السنوي وذلك باستخدام طريقتين :
اولا: المواقع الالكترونية مثل موقع ناسا للارصاد الجوية وغيرها من المواقع العالمية الشهيرة في هذا المجال.
ثانيا: استخدام الطريقة التقريبية لحساب شدة الاشعاع الشمسي لموقع الاختبار وذلك باستخدام الخلايا الكهروضوئية وتحديد القيم المتاحة لشدة الاشعاع الشمسي بواسطة معرفة شدة التيار والفولت الناتج عن اللوح الشمسي او الخلايا الكهروضوئية.
ومن هنا وبعد معرفة الاحتياج الحراري لوحدة التوليد امكن تحديد عدد المجمعات اللازم تركيبها لكل وحدة وتعميمها على كافة الوحدات الاخرى (يمكن تركيب مبادل حراري شمسي واحد لكافة الوحدات الانتاجية).
ايضا يمكن معرفة القيم الاولية لتصميم مبادل حراري شمسي يستخدم الاملاح المصهورة من خلال التحليل الحراري لدورة البخار ومعرفة كمية الاشعاع الشمسي ومعرفة البيانات الخاصة بعمل المجمعات الشمسية وتحديد بارامترات درجات الحرارة والضغط والانتالبي والتدفق للاملاح المصهورة والتي تتضمن نظام التخزين الملحي لضمان عمل وتشغيل المنشاءة ايضا في فترات الليل والغياب الشمسي لفترات طويلة.
ومن خلال هذا البحث اصبح بالامكان اجراء المشابهة لمحطات التوليد الاخرى في مناطق مختلفة من العالم ولمختلف سعات الوحدات التوليدية العاملة.

الاستفادة من البحث في المجال التطبيقي العملي
في هذا البحث الذي تناولته في تحضير رسالة الدكتوراة بجامعة لاسابينزا رومافي قسم الهندسة الكهربائية تم التركيز على الجانب العملي وامكانية التطبيق بشكل سهل وعدم التعرض للتعقيد الذي غالبا ماتتناوله رسائل الدكتوراة والتي تكون احيانا شبة خيالية او نظرية بحته اومستحيلة التطبيق في الحياة العملية احيانا اخرى مع التركيز على الانتباه من عدم تغيير بارامترات التشغيل او التعرض لاحداث تغييرات جوهرية تستدعي التغيير للتركيبات الحالية لوحدات الانتاج.
كما ذكرت سابقا استخدام التقنية التي طرحتها في موضوع البحث ليست خيالية ولامعقدة بل على العكس تماما فيمكن لمحطة توليد كهروحرارية استخدام تقنية ذات كلفة بسيطة يمكن ان تتوفر من الاعتماد المالي للمحطة نفسها .
ايضا يمكن الاستفادة من البحث في مجالات اخرى في وحدات التوليد الكهروحرارية كاستخدام نظام تسخين الوقود السائل او تسخين هواء الاحتراق الداخل للمولد بدلا عن استخدام مسخنات الهواء الحالية والتي كثير ماتوقف الوحدات الانتاجية بسبب احتراقها او تاكلها بسبب التقادم.

مكونات ومتطلبات التتطبيق العملي للبحث :
يلزم لتطبيق التقتية المستخدمة في البحث مايلي:
اولا: من اجل وحدة توليد كهروحرارية ذات استطاعة توليدية 30 ميجاوات تقع في منطقة ذات مجال اشعاعي شمسي سنوي وسطي يتراوح بين 2200 - 2300 وات/مترمربع/سنة و تدفق مياه التغذية 132 طن/ساعة بضغط 70 بارعند الحمل الاسمي للوحدة نحتاج الى 30 مجمع شمسي للحصول على كمية من الحرارة تقدر ب 12 ميجاوات حراري تقريبا لتسخين مياه التغذية في منطقة الضغط العالي وايصال درجة الحرارة الى القيمة 220 درجة مئوية عند مدخر الموفر بحيث نحصل على حرارة 260 درجة مئوية عند مخرج الموفراي الى القيمة التي تقل عن درجة حرارة التشبع والتي يبداء عندها الماء بهذا الضغط في التبخر(يبداء الماء بالتبخر عند درجة حرارة 286 درجة مئوية تقريبا) اي اننا نحتاج الى كمية حرارة صغيرة للتبخير والتحميص في مولد البخار بواسطة الوقود الاحفوري المستخدم في مولد البخار التقليدي.
ثانيا: نحتاج الى مبادل حراري (ملح- ماء) يتوضع في منطقة الضغط العالي لمياة التغذية يستمد حرارته من الاملاح المصهورة والتي تنتقل عبرالمجمعات الشمسية حيث ترفع درجة حرارة مزيج الاملاح المصهورة (كربونات الصوديوم وكربونات البوتاسيوم) الى درجة حرارة 550 درجة مئوية .
ثالثا: كمية من الاملاح المصهورة لتامين تدفق مستمر تبلغ قيمتة كحد اعظمي 32 كيلوجرام في الثانية
رابعا: نظام التسخين الكهربائي والذي يؤمن لنا بقاء الاملاح المصهورة في الحالة السائلة وتجنب مشكلة تصلب الاملاح داخل الانابيب في حالة غياب الشمس لفترات طويلة وهنا نحتاج الى مسخن كهربائي عادي ويمكن ايضا استخدام البخاربدلا عن المسخن الكهربائي لاذابة الاملاح.

خصائص البحث:
يمكن تلخيص اهم مميزات وخصائص هذا البحث في النقاط التالية :
- سهولة تطبيقة في محطات التوليد الكهربائية العاملة حاليا.

- يتم ادخال المبادل الحراري في نظام مياة التغذية بدون تعديلات كبيرة على نظام العمل لمولد البخار وبالتالي تجنب احداث تغييرات في التكوين الانشائي والبارامترات التشغيلية لوحدة التوليد الكهروحرارية.
- سهولة عزل نظام المسخنات الحرارية وادخال نظام المبادل الحراري الشمسي بكل سهولة.
- سهولة عزل نظام المبادل الحراري الشمسي لاغراض القيام باعمال الصيانة.

كماهو معلوم ان الطن الواحد من الوقود يحوي 7,3 برميل فاذا افترضنا ان اسعار الوقود الثقيل تتراوح بين القيمتين 40 دولار للبرميل و100 دولار يمكن حساب مقدار التوفير السنوي كما يلي:
اولا : باعتبار ان سعر الوقود 40 دولار للبرميل

التوفير السنوي من الوقود هو 18571 طن في السنة بعامل تحميل 100% ويعادل 5422732 دولار امريكي.

ثانيا : باعتبار ان سعر الوقود 100 دولار للبرميل

التوفير السنوي من الوقود هو 18571 طن في السنة بعامل تحميل 100% ويعادل 13556830 دولار امريكي.
كما نلاحظ ارقام خيالية لقيمة التوفير والحل كامن وراء الشمس.


والان لنحسب قيمة التوفير السنوي للوحدة الخامسة فقط من الوقود وهي الفاتورة التي تدفعها مؤسسة الكهرباء لوزارة النفط (كما هو الحال في اليمن)
2,12 طن في الساعة من الوقود تعادل 50,88 طن في اليوم
وتعادل 18571 طن في السنة باعتبار عامل تحميل 100%
فاذا كان سعر الليتر الوقود 50 ريال يمني (سعر مدعوم من الحكومة) فان مقدار التوفير يعادل 928550000 ريال يمني وهو مايعادل 4318837 دولار امريكي هذا فقط للوحده الخامسه.
اما لكامل الخمس الوحدات فهو 21594186 دولار امريكي.
وباعتبار ان سعر الوقود وسطيا عالميا 70 دولار للبرميل يمكن معرفة قيم التوفير السنوي من محطة صغيرة كما هو الحال في مثالنا هذا وبطبيعة الحال تزداد الارقام بشكل اكبر عند تطبيقها لمحطات اكبر استطاعة.
ليس فقط هذا التوفير وانما هناك ميزات اخرى يمكن سردها بشكل مختصر وهي كما يلي:
˗ تخفيض كمية الغازات الملوثة للبيئة كنتيجة طبيعية بسبب تخفيض استهلاك الوقود المحترق.
˗ تقليل مشاكل الترسبات في انابيب مولد البخار والتي غالبا ماتؤدي الى توقف الوحدة وبالتالي توقف انتاج الكهرباء.
˗ تعطي هذه الطريقة فكرة مستقبلية للشركات المصنعه سهولة تصنيع محطات توليد طاقة باقل الاسعار نتيجة استغناء الوحدة لمسخنات الضغط العالي وكذلك تصميم التوربين بدون مخارج استنزاف البخار.
˗ وايضا مدخل قوي للمنافسة في مجال الطاقات المتجددة بالمقارنة مع المحطات الكهروحرارية التي تعتمد على الوقود الاحفوري مع تلك الكهروحرارية الشمسية التي ظلت بعيدة عن الاستثمار بسبب ارتفاع تكاليف انشائها.