اللهم انصر عبدك مرسي ! .. د/ راغب السرجاني

[CENTER][SIZE=“4”]

اللهمَّ يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك… لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد أبدًا أبدًا…

اللهمَّ صلِّ على النبي محمد، صلاةً ترضيك عنا وترضيه يا رب العالمين، واحشرنا تحت لوائه يوم الدين…

اللهمَّ إنَّ نبيك صلى الله عليه وسلم علَّمنا أن ندعو لأئمتنا وزعمائنا الصالحين، فقال: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قال النووي: يصلُّون أي يدعون.

اللهمَّ إني أخصُّ بهذا الدعاء عبدك مرسي، والذي اخترتَه يا رب، بمنٍّ منك وفضلٍ، ليكون رئيسًا لوطننا مصر، في هذا الوقت الذي تتزلزل فيه البلاد، ويُفتتن فيه الناس، ويبيت فيه الحليم حيرانَ، والمعصوم مَنْ عصمتَه يا رب العالمين…

اللهمَّ إنك تعلم أن صلاحه يقود إلى صلاح الأمة، وهدايته تعود بالنفع على المسلمين…

اللهمَّ نوِّر له بصيرته، واشرح له صدره، ويسِّر له أمره، واهده إلى الرأي الحكيم، والقول السديد، وافتح لكلامه قلوب العالمين، وألقِ حبه في أفئدة الناس، واجعل الحقَّ في قلبه، وعلى لسانه، وبين يديه… وأخلص نيَّته لك، واجعل اعتماده عليك، وثِقَته فيك، ولقِّنه الحُجَّة البالغة، وارزقه دقَّة الفهم، وسعة العلم، وحُسْن البيان… واجعله من عبادك الصالحين المصلحين، العالِمين العاملين، الساعين –بتوفيقك- لنصرة دينك وأمتك… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ وفِّقْه إلى تطبيق شرعك، وإعزاز دينك، وإقرار المعروف، وإزاحة المنكر، ويسِّر له نشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، واجعل القرآنَ العظيم هاديًا له ولشعبه، والسُّنَّة المطهرة دليلاً له ولأمته، واجعله سببًا في جمع كلمة الأمة، وتوحيد شتات المسلمين… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ أعنْه على رفع الظلم عن المظلومين، وتفريج كرب المكروبين، وتخفيف آلام المستضعفين والمنكوبين، ويسِّر له توفير الأمن والأمان لكل أفراد شعبه، من المسلمين وغير المسلمين، وبارك له في قوت بلده، وارفع عن وطنه المحن والبلايا، وضَعْ في قلبه الرحمة على شعبه، وارزقه القرب منهم، والاختلاط بهم، وحبِّبه فيهم، وحبِّبهم فيه… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ اجعله مُعْليًا لشأنِ الجهاد في سبيلك، زارعًا لهذه العقيدة النبيلة في قلوب جيشه وشعبه، معظِّمًا لأمر الشهادة، مدافعًا عن حرمات الدين، منقذًا لأهلنا في فلسطين وسوريا وسائر بلاد المسلمين، ناشرًا للحقِّ في ربوع الدنيا، رافعًا لرايات التوحيد، موحِّدًا لجيوش الإيمان، معزًّا لهذه الأمة، وناصرًا لها، لا يطلب في ذلك أجرًا إلا منك، ولا يرجو في ذلك أحدًا إلا أنت… برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ ارزقه البطانة الصالحة، التي تأمره بالخير، وتحضُّه عليه، وأبعد عنه بطانة السوء التي تأمره بالشرِّ، وتحضُّه عليه، واجمع حوله الأقوياء الأمناء، الأصفياء الأتقياء، ونقِّ صفَّه من المنافقين والمُدلِّسين، وأبعد عنه الأدعياء والمفسدين، وأيِّد كلمته بالمؤمنين، واجعل وزراءه ومستشاريه ممن لا يريدون الدنيا، ولا يحرصون عليها، ولا تجعل أحدًا ممن كان معه وتَرَكَه عينًا عليه، أو طاعنًا فيه، وعوِّضه عمَّن تَرَكَه مَنْ هو أفضل منه، وأقرب إليك، وأرضى لك، وأنفع للأمة والدين… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ أنزِل على نفسه السَّكِينة، واملأ روحه بالبشر والتفاؤل، واجعله في نصرك من الواثقين، ولفرجك من المنتظرين، وألقِ الطمأنينة في قلبه وقلوب شعبه، وازرع السعادة في نفسه ونفوس أمته… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ زهِّده في الدنيا، واصرفه عنها، ولا تجعله من الطامعين في منصب أو جاه، أو مال أو شهرة، بل اجعله طالبًا لرضاك في كل كلمة، باحثًا عن طاعتك في كل فعل، مُتذكِّرًا للموت دائمًا، مترقِّبًا للحساب أبدًا، أمله في الفوز بالجنة والنجاة من النار، لا يطلب من عبادك شيئًا، ولا يرجو بسخطك رضاهم أبدًا… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ إنك ترى أن كثيرًا من الأحزاب قد اجتمعوا لحربه، ورغبوا في إفشاله، وتعلم أنهم ما فعلوا ذلك إلا رفضًا للإسلام، وكُرهًا في تطبيق الشريعة، وتعلم أنهم تعاونوا مع المفسدين والمجرمين، والمرتزقة والمأجورين… اللهمَّ إنك تعلم المفسد من المصلح، وتعلم المتقين من الفجار…

اللهمَّ لا تجعل لاجتماعهم هذا سبيلاً إلى النجاح، ولا طريقًا للفوز، بل انصر عبادك الصالحين، وأعْلِ كلمتي الحقِّ والدين، وانصر عبدك مرسي على المتآمرين والماكرين، واكشف أباطيلهم وزيغهم، وامنع شرورهم ومكائدهم، ومَنْ كان في قلبه منهم مثقال ذرة من خير فرُدَّه إلى دينك وشرعك ردًّا جميلاً، واقلب عداوته للإسلام حبًّا له، واجعل مكان حربه على أولياء الله نصرة لهم، وتأييدًا لصفِّهم… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ إننا رأينا في تاريخنا أنك نصرتَ عبدك “قطز” على جحافل التتار عندما قال: “اللهمَّ انصر عبدك قطز على التتار”. اللهمَّ نصرك الذي وعدت… انصر عبدك مرسي على المفسدين والمجرمين، في داخل مصر وخارجها، وأيِّده بمددك، وثبِّته بجنودك، فإنَّ لك جنود السماوات والأرض… اللهمَّ إنه يعترف بعبوديته لك، ويُقِرُّ بخضوعه لأمرك، فإني قد رأيتُ ذلك وسمعتُه منه، وأنت أعلم بما في القلوب… اللهمَّ إنَّه يحفظ كتابك في قلبه، ويسعى لتطبيقه في أرضك، فكن له عونًا ونصيرًا، فإنه لا حول له ولا قوة إلا بك… برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ إني أشهدك أني رأيت “كثيرًا” من عبادك الصالحين، في مصر وخارجها، ومن المصريين وغيرهم، يدعون له بالتوفيق والسداد، ويرجون له الفلاح والنجاح، فاستجب لدعائي ودعائهم، يا أكرم الأكرمين، ويا رب العالمين.

اللهمَّ كما ألهمتني هذا الدعاء وأنا أطوف حول الكعبة المشرفة، وعلمتني إياه وأنا أسعى بين الصفا والمروة، ورزقتني كتابته وأنا في صحن مسجدك الحرام، أنظر إلى بيتك المعظَّم… اللهمَّ فتقبَّله بفضلك، وأوصله إلى خيار المسلمين برحمتك، واجعلهم يدعون به أو بمثله أو بأعظم منه؛ فإنَّه إذا صلح الراعي صلحت الرعية، وإذا اهتدى الدليلُ وَصَلَ الركب، وإذا أحسن الرُّبَّان قيادة السفينة نجا، ونجا الناس معه أجمعون… برحمتك يا أرحم الراحمين.

وصلِّ اللهمَّ وبارك على النبي محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا…
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[/size][/center]

اللهم انصر عبدك مرسي ! … د/ راغب السرجاني