محبة ما أنزل الله؟ الثقة بما أنزل الله؟ الاعتزاز بما أنزل الله

[SIZE=5][COLOR=Blue] إذا كنت في مكتبك بين زملائك وفتحتَ المذياع على القرآن الكريم فكان أول ما قرأ القارئ: { فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ } [محمد:4][FONT=Comic Sans MS].
كيف سيكون شعورك؟ هل ستكون فخورا بكلام الله تعالى موقنا بمشروعية الحرب في الإسلام وحكمتها، أم أن الوجه سيحمر ويصفر وتسارع إلى تخفيض الصوت؟
اذا طُرح موضوع العلاقة بين الذكور والإناث في إحدى المحاضرات.وقال أحد الزملاء إن الله جعل لهذا الأمر ضوابط ثم تلا قوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [النور:30]. ظهرت على وجه المُحاضر ووجوه بعض الطلاب ابتسامة صفراء مستخفة تكاد تنطق وتقول: “إنت عايش فين؟ إنت جاي تلزمنا بقناعاتك وتفرضها علينا؟!”

ومثل هذا قد يحصل في اجتماعات الشركات التي يُحسب أنها “مرموقة” أو في مجالس تصوغ القوانين… يُطرح موضوع للنقاش ويكون لله فيه قول فصل… لكن المشاركين مع ذلك يخوضون في نقاش طويل، كلٌّ يدلي بدلوه كأن المسألة متروكة لاجتهادهم. لو أن أحدهم قال:" أثناء عملي في الولايات المتحدة لاحظت أن النظام المعمول به في هذه المسألة كذا" لأنشَدَّت القلوب وانجذبت نحوه الأبصار. لو أن أحدهم قال: “استشرتُ مكتبا قانونيا وأخبرني أن الحل كذا” لسكتت الألسنة وأصاخت الأسماع لمعرفة حكم القانون البشري وحكم الأسياد من “العالم” الغربي.

كيف تُرى يكون الحال لو أن مسلما فخورا بدينه ينبه الحاضرين أن لله تعالى في المسألة حكما وأنها ليست من الأمور المتروكة للبشر؟ كيف سيقابله الحاضرون لو قال: الحكم كذا لأن الله تعالى قال…ثم يتلو الآية.

إلا من رحم ربي… تبادُل لنظرات الاستخفاف وابتسامات غبية ممن يحسبون أنفسهم أذكياء، وكأن هذا المسلم الفخور جاء بعُرف قبَلي معمول به في مجاهيل أدغال إفريقيا.

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [الزمر:45].

هذه وغيرها ماذا نسميها؟ محبة ما أنزل الله؟ الثقة بما أنزل الله؟ الاعتزاز بما أنزل الله.
أم أنها كراهية ما أنزل الله؟ ولمن يجد هذه التسمية مبالغة، أظنك لن تمانع إن سمينا هذه نماذج للحرج مما أنزل الله. وحتى على هذا التقدير فسترى ما جزاء هذا الحرج عند الله تعالى.

أنك إن وجدت في نفسك حرجا من شيء مما أنزل الله فلست مؤمنا. قال الله تعالى:

{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء:65].

لاحظ قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ}…فإن وجدت حرجا من شيء من حكم الله ورسوله فقد أقسم الله تعالى بنفسه أنك غير مؤمن، وإذا ضاع الإيمان من القلب حل محله النفاق.
إذن لا بد أن نستقبل الإيمان بالإقبال على كل ما جاء به رسول الله، فساعة حكّم المنافقون غيره برغم إعلانهم للإسلام جاء الحكم بخروجهم من دائرة الإيمان، وعلى المؤمنين أن يتعظوا بذلك.[/font][/color][/size]

جزاك الله كل الخير