انواع امراض التمثيل الغذائي
=================
[SIZE=“4”][COLOR=“Purple”]تصنف و تقسم أمراض التمثيل الغذائي حسب نوع الغذاء الذي لا يمكن هضمه
أو باسم المواد السامة التي تتجمع بالحسم أو في بعض الأحيان باسم الخميرة التي تكون ناقصة
.وهناك تصنيفات كثيرة و تقسيمات عديدة لأمراض التمثيل الغذائي
.و لكن ابسطها تلك التي تقسمها إلى ثلاث أقسام
: :النوع الأول يدخل تحته الأمراض التي يكون فيها تسمم الخلايا(التسمم الخلوي
)و النوع الثاني يحدث نتيجة لنقص في إنتاج الطاقة النوع الثالث عادة خليط من عدة أنواع.
و يقسم التسمم الخلوي إلى قسمين رئيسيين:
قسم ناتج عن مشاكل في جزيئات صغيرة و يندرج تحته أمراض الأحماض الأمينية و العضوية (Organic Acidemia)
و النوع الثاني ناتج عن مشاكل في الجزيئات الكبيرة و التي أحيانا تسمى بأمراض التخزين(Storage Disorders).
و يندرج تحت أمراض إنتاج الطاقة نوعان من الأمراض:الأمراض المتعلقة بالميتوكندريا( Mitochondrial Disorders)
و أمراض أكسدة الدهون(Fatty Acid Oxidation disorders).
بينما يندرج تحت الإمراض التي تعتبر خليط من نقص الطاقة و تسمم للخلايا أمراض البيروكسيسومال(Peroxisomal Disorders)
و التي من اشهرها مرض زلويغر(Zellweger syndrome)
مفاهيم أساسية
بالرّغم من اختلاف الواضح بين أمراض التمثيل الغذائي المختلفة إلى إن هناك قاعدة ثابتة
عندما نتحدث عن تركيبة المرض الكيميائية.إن في الجسم شبكة مترابطة
من المواد الكيميائية. كل مادة يمكن تحويلة إلى مادة أخرى عن طريق احد الخمائر الخاصة بها.
و عند حدوث نقص في الخميرة أو فقدانها فان المادة الأولى(مادة أ)و التي تليها (المادة ب)
تتراكم في الجسم بشكل كبير بينما المادة التي من المفترض أن تتحول إليها تكون شحيحة(مادة ج
).و بما أن التفاعلات الكيميائية مترابطة مع بعضها البعض
فان المادة الأول(مادة أ)او الثانية (مادة ب) قد تبحث لها عن طريق أخر لتصريف الفائض منها
،و عادة يكون ذلك عن طريق تكوين مادة أخرى(مادة د).
ج <-------- ب <------- أ
ج <----//-- ب <------ أ
|
|
v
هـ <----- د
إن أي عامل يزيد من إنتاج المادة الأولى قد يسبب تدهور للحالة الصحية للمريض
و بما أن هذه المادة في العادة موجود بشكل طبيعي في أنسجة الجسم
فان مستواها في الدم قد يرتفع عندما يبدأ الجسم بتكسيرها من الأنسجة و يذيبها في الدم
و هذا عادة ما يحدث عن الإصابة بنزلة برد كالزكام أو عند ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الصيام.
إن نقص الخميرة في أي تفاعل ما يؤدي الى تراكم مادة و شح في مادة أخرى.
و الأعراض التي تظهر على الطفل هو نتيجة لهذا الخلل.و نظرا إلى لاختلاف و تفاوت قدرات الناس و المرضى
في قدرات التفاعلات الكيميائية و الإنزيمية فان الأعراض التي تظهر عليهم قد تكون أيضا مختلفة و متفاوتة
الأعراض
إن الأعراض التي تصاحب المصاب بمرض من أمراض التمثيل الغذائي متفاوتة بشك كبير يصعب ذكرها
في هذه العجالة . ولكن قد يكون أهم عارض هو تقلب حالة المريض من حالة سليمة إلى أخرى سيئة
و التأرجح في ما بينها، أو فقدان احد القدرات أو المهارات التي كان يتقنها الطفل.
فمثلا فقدانه للجلوس أو مسك الأشياء أو فقدان البصر و تدهور في القدرات العقلية.
قد يكون هذا التأرجح أو الفقدان للمهارات هو المفتاح المهم لتشخيص الحالة
و التي تساعد الطبيب إلى إجراء الفحوصات اللازمة لتأكد من التشخيص.و إليك بعض الأعراض الأخرى:
o الخمول و الغيبوبة.
o ارتخاء في العضلات.
o نوبات من التشنج و الصرع خاصة تلك التي يصعب علاجها بأدوية الصرع.
o انقطاع النّفس أو صعوبة في التنفس أو تنفس سريع و عميق.
o حدوث تسمم في الدم خاصة التي تكون ناتجة عن جرثومة الاي كولي.
o ظهور رائحة غريبة من الجسم.
o حدوث يرقان (اصفرار في لون الجلد).
o تغير في ملامح الوجه.
o تضخم في الكبد أو الطحال أو كليهما.
o و جود شخص أخر مصاب بنفس المرض أو حدوث علاقة نسب بين الأبوين.
الأسباب
إن أمراض التمثيل الغذائي أمراض وراثية و في العادة تنتقل بما يسمى بالوراثة المتنحية
من الأبوين إلى أطفالهم.فهي تصيب الذّكور و الإناث على السواء.كما أن الأبوين يكونان تلقائيا حاملين (ناقلين) للمرض.
نتيجة لحملهما لطفرة في احد الجينات (المورثات) .و لذلك لا ينتقل المرض من إحدى الأبوين فقط
بل يجب أن ينتقل من كلاهما في أن واحد.كما أن هناك نسبة احتمال تكرار المرض هي 25% في كل مرة تحمل فيها الزوجة.
، كما إن احتمال عدم تكرار الإصابة هي 75%.
كما يجب التنبه إلى أن بعض الأطفال السليمين سوف يكونوا حاملين للمرض كأبويهم
و عليهم أن يحترزوا عند الزواج لكي لا تتكرر نفس المشكلة في ذريتهم.
إن الكثير من الآباء و الأمهات لا تعرف أنها حاملة للمرض إلا بعد أن يصاب احد أطفاله
ا بأحد هذه الأمراض.و قد يكون ذلك في أول الأمر صدمة و قد لا يصدقون بهذا الأمر.
لتشخيص
يتم تشخيص الاشتباه بهذه الأمراض في مختبرات متخصصة و ذلك عن طريق تحلل لعينة من البول و الدم.
.كما يمكن التشخيص عن طريق عينة من الجلد أو العضلات
أو الكبد أو خلايا المشيمة ا و السائل الامينوسي لجنين خلال الحمل.
.مع تطور الطب امكن حاليا الكشف عن العديد من هذه الأمراض
عن طريق برنامج فحص حديثي الولادة لأمراض التمثيل الغذائي
عن طريق جهاز قياس الطيف الكتلة المتوالي (Tandem MS) و بواسطة. ورق الفلتر
.كما يمكن التشخيص عن طريق فحص الجينات لبعض هذه الأمراض
و لكن ذلك متوفر فقط في عدد قليل من المراكز الطبية العالمية
و في العادة لا تقوم إلا بالفحص عن الطفرات الأكثر انتشار كما هو الحال في مرض ( إم كاد) و مرض ( إل تشاد).
العلاج
إن الكشف المبكر و تطور طرق علاج هذه الأمراض أمكن الكثير من المصابين بهذه الأمراض
إلى العيش حياة طبيعية أو قريبة من الطبيعي.و ما دام الأهل حريصين على إتباع الإرشادات الطبية خاصة
التي تتعلق بالغذاء الخاصة فان مستقبل هؤلاء الأطفال يبشر بالخير.إن معظم الذين عولجوا بشكل صحيح من الأطفال
أو البالغين أمكنهم بإذن الله أن يتمتعوا بصحة جسمية و عقلية سليمة.
مع العلم أن بعض المصابين قد يحتاجون إلى تغذية خاصة
و قد تستوجب وضع أنبوب تغذية عن طريق المعدة بشكل دائم
.كما أن هناك بعض قليل من أمراض التمثيل الغذائي لم تستجب إلى العلاج حتى ولو قدم لها العلاج المبكر.
إن التغذية الخاصة للمصابين بأي مرض من أمراض التمثيل الغذائي
تعتمد على الحد من تناول الأطعمة التي لا يستطيع الجسم هضمها بشكل طبيعي
.و لكي تنجح الأسرة في تطبيق هذه الحمية فان ذلك في العادة
يشمل الدقة في اختيار الأطعمة التي يتناولها الشخص
و تحديد الكميات التي يمكن أن يتناولها عن طريق و زنها و تحديد محتوياتها الغذائية بشكل دقيق
.و قد يتطلب الأمر في كثير من الأحيان تناول مواد غذائية معدة الصنع
(كأنواع مختلفة من الطحين و المعجنات و الخبز و الحليب و الزيوت و بدائل البيض)
و قد تكون باهظة الثمن و مرهقة في تحضيرها خاصة و أن العملية تتكرر بشكل يومي
و لعدة سنوات إن لم تكن طول العمر.إن عملية تناول هذه الأطعمة
أو إعطاء أدوية خاصة قد تساعد على خفض نسبة المواد السامة في الجسم
و رفع مستوى المواد الناقصة لكي ينموا الجسم بشكل صحي
و من دون حدوث نكسات قد تؤدي إلى إعاقة عقلية أو ضعف في البنية.
كما يمكن علاج بعض هذه الأمراض عن طريق أعطاء أدوية محفزة لخمائر
و هي في العادة مجموعة من الفيتامينات
.كما أن هناك بعض أدوية تساعد في تخفيض نسبة المواد السمية في الجسم
عن طريق طردها عبر الكلى كدواء الكارنتين
.و عند تراكم السموم بشكل كبير فانه قد يلجأ الطبيب
إلى استعمال الغسيل البروتوني أو غسيل الدم و ذلك كأجراء مؤقت خاصة لحديثي الولادة
.و في السنوات العشر الماضية تمكنت بعض الشركات الدوائية من إنتاج أنواع من الخمائر
و التي تكون ناقص في بعض أمراض التمثيل الغذائي و لقد استخدم لعدة أمراض
و مازال هناك بعض العقبات في استعمال هذه الخمائر خاصة التكلفة الباهظة
و اعتمادها على الوريد في أخذها و عدم وصولها إلى خلايا المخ و التي قد متأثر بنقص الخميرة.
.كما أن بعض المراكز الطبية قامة بإجراء زراعة للكبد
أو نخاع العظم كعلاج لهذه الأمراض و هناك الكثير من النجاح و لكن مزال المشوار طويل .
إن كل مرض من أمراض التمثيل الغذائي تحتاج لرعاية خاصة و دقيقة و مختلفة،
كما إنها تحتاج مراقبة و متابعة صحية من قبل الطبيب المختصين.
إن احد مشاكل هذه الأمراض أنها تحتاج إلى أطباء متخصصون و أخصائيو تغذية
متمكنين و هذا قد لا يتوفر في كثير من المراكز الطبية نتيجة لقلة عدد المختصين
بهذه الأمراض على المستوى العالمي.
[/color][/size]
الاسترشاد الوراثي
[COLOR=“Purple”][SIZE=“4”]بما أن أمراض التمثيل الغذائي أمراض وراثية
فانه من الضروري إن تتلقى الأسرة جلسة مع أخصائي الأمراض الوراثية
أو المرشد الوراثي إن وجد لإعطاء المزيد من التفاصيل عن المرض و التكهنات المستقبلة للمرض
و شرح النواحي الوراثية و طرق انتقال المرض
و نسبة احتمال تكرار الإصابة.و طرق الوقاية و الفحص خلال الحمل.
ما هي أمراض الأحماض العضوية؟
ما هي أمراض الأحماض العضوية؟
هي مجموعة من أمراض التمثيل الغذائي الوراثية
و التي تنتج من نقص أو فقدان احد الخمائر (الإنزيمات)المهمة
لهضم الأحماض العضوية و الأمينية الموجودة في الدم و للتخلص
من مادة الأمونيا التي تنتج من هضم البروتينات.يوجد العديد من الأحماض العضوية في الدم
و كل حمض يتحلل إلى مواد كيميائية أخرى بمساعدة العديد من الخمائر
. عند نقص الخميرة فان نسبة الحمض العضوي في الدم ترتفع إلى معدلات خطيرة
و تصبح كالسم الذي يقتل الخلايا و يعيقها من القيام بوظيفتها بشكل طبيعي.
و إذا لم يعالج المرض فإنها تؤذي المخ ة تسبب تأخر عقلي و قد تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
هل هي أمراض شائعة ؟
تعتبر أمراض الأحماض العضوية و الامينية من الأمراض الوراثية النادرة
عالميا حيث يولد طفل مصاب لكل عشرة ألاف ولادة لطفل حي. ,
ولكن هذه الأمراض منتشر بشكل خاص في مجتمعنا السعودي حيث تشير التقديرات
إلى ولادة طفل مصاب لكل ألف حالة ولادة لطفل حي. , و ذلك نظرا لشيوع الزواج بين الأقارب ,
أو القبيلة الواحدة ،علما أنها قد تحدث في بعض الأسر من دون وجود صلة قرابة واضحة ,
و لكن القرابة هي الأكثر شيوعا. وبشكل عام , فإننا لا ننصح بالزواج الأقارب
عند وجود مثل هدا المرض في الأسرة كما نشجع على استشارة أطباء الوراثة للكشف عن هذا المرض قبل الزواج .
كيف يصاب الطفل بالمرض؟
إن جميع الأمراض المتعلقة بالأحماض العضوية والأمينية أمراض وراثية.
و هي تنتقل بما يعرف بالوراثة المتنحية.و هي ناتجة عن حدوث طفرة في الجين(المورث)
المصنع للخميرة المهمة في تسهيل نوع محدد من التفاعلات الكيميائية
. و حيث أن كل خميرة تصنع بنسختين من الجينات(المورثات)
فإذا أصابت الطفرة كلا النسختين أصيب الطفل بالمرض أما إذا كانت نسخة سليمة
و الأخرى غير ذلك فان الإنسان يصبح حامل للمرض…و المرض ينتقل من الأبوين إلى أطفالهم
…كما أن الأبوين يكونان تلقائيا حاملين (ناقلين) للمرض عند إصابة احد أطفالهم.
و ذلك نتيجة لحمل كل و احد منهم لطفرة في احد الجينات.و لذلك لا ينتقل المرض من أحدى الأبوين فقط
بل يجب أن ينتقل من كلاهما في أن واحد.كما أن هناك نسبة احتمال تكرار المرض هي 25% في كل مرة تحمل فيها الزوجة.
، و احتمال عدم تكرار الإصابة هي 75%. كما يجب التنبه إلى
أن بعض الأطفال السليمين سوف يكونوا حاملين للمرض كأبويهم
و عليهم أن يحترزوا عند الزواج لكي لا تتكرر نفس المرض في ذريتهم.
إن الكثير من الآباء و الأمهات لا تعرف أنها حاملة للمرض إلا بعد أن يصاب احد أطفالها
بأحد هذه الأمراض.و قد يكون ذلك في أول الأمر صدمة و قد لا يصدقون بهذا الأمر.
.و للمزيد من المعلومات عن الوراثة المتنحية يمكنك الرجوع إلى هذه الصفحة.
ما هي أعراض هذه الأمراض؟
في العادة يولد الطفل طبيعيا و تظهر أعراض هذه الأمراض خلال الأيام الأولى من العمر
خاصة بعد تناول عدة رضعات من حليب الأم و في كثير من الأحيان بعد تناول الحليب الصناعي…
و الأعراض في العادة عبارة عن ضعف الرضاعة مع قيء و خمول متواصل و كسل و نوم مفرط
و رخاوة في العضلات.و قد يزداد الخمول إلى أن يصل إلى حالة الإغماء التام .
و قد تحدث التشنجات و قد تظهر رائحة مميزة و غريبة من عرق الطفل
. و إذا لم يتم إسعاف المولود , تتدهور الحالة العامة
فيحدث هبوط الكامل لوظائف الجسم خاصة للجهازين التنفسي والقلبي
و يستدعي دخوله للعناية المركزة., و إذا لم يتم تدارك الأمر فقد تحدث الوفاة للمولود لا قدر الله.
كما قد تكون الأعراض في بعض أمراض الأحماض العضوية والأمينة اقل حده فتحدث ببطء
أو على شكل تقلبات في حالة الطفل الصحية من طبيعي إلى غير طبيعية خلال أيام أو أسابيع
و قد يستمر هذا التقلب لعدة أسابيع و في بعض الأحيان إلى عدة اشهر.
و مما يصعب الأمر على الأطباء هو تشابه أعراض هذه الأمراض مع الالتهابات الجرثومية
و التي تحدث للبعض المواليد. و تزداد الصعوبة إذا علمنا
أن بعض أمراض الأحماض العضوية قد يصاحبها التهاب جرثومي في الدم.
كيف تشخص هذه الأمراض؟
يتم تشخيص الاشتباه بهذه الأمراض في مختبرات متخصصة
و ذلك عن طريق فحص عينة من البول و الدم.كما يمكن التشخيص بفحص خلايا المشيمة ا و السائل الامينوسي لجنين خلال الحمل
. و تقاس كمية ونوع الأحماض العضوية الزائدة في البول
. كما يقوم الطبيب بقياس نسبة السكر و الكيتون والأمونيا و اللاكتيت و البيروفيت
.كما يقيس عدد كريات الدم البيضاء و الصفائح و يقوم باختبار و وظائف الكلى و الأملاح
و وظائف الكبد.كما قد يقوم بزراعة الدم للتأكد من عدم و جود أي جرثومة في الدم
.و مع تطور الطب أمكن تشخيص العديد من أمراض الأحماض العضوية
عن طريق مقياس الطيف الكتلة المتوالي (Tandem MS)بشكل سريع و عن طريق عدة نقط من دم الطفل
. و كما سمح هذا الجهاز للكشف عن هذه الأمراض عن طريق برنامج
فحص حديثي الولادة لأمراض التمثيل قبل أن تظهر الأعراض الخطيرة على المولود.
ما هو العلاج لهذه الأمراض؟
للأسف لا يوجد علاج شافي لهذه الأمراض.
.إلا أن تقديم العلاج بشكل مبكر و قبل أن تحدث المضاعفات الخطيرة
على المخ هي أحدث الأساليب العلاجية لهذه الأمراض.
وتكافح هذه الأمراض عن طريق استعمال بعض الأدوية مع التقيد بحمية غذائية خاصة.
و لكل مرض من أمراض الأحماض العضوية برنامج علاجي مختلف
.كما أن الاستجابة للعلاج تتفاوت على حسب نوع المرض و شدته.
و تعتمد الحمية الغذائية على تقليل كمية البروتينات أو الكربوهيدرات أو الدهون التي يتناولها لطفل
و خاصة التي يصعب على الطفل هضمها بشكل طبيعي حسب نوع الخميرة الناقصة و شدة نقصها
. و من أهم الأدوية التي تستخدم لعلاج هذه الأمراض هي بعض الفيتامينات ( كفيتامين ب 12 و الثيامين )
و أشباه الفيتامينات(كالبيوتين) و التي تستعمل كمواد محفزة للخمائر و مركب الكارنتين
و الذي يقوم بتخفيض نسبة المواد السمية في الجسم عن طريق طردها عبر الكلى.
كما قد يستعمل أنواع محددة من المضادات الحيوية لتقليل نسبة البكتيريا في الجهاز الهضمي.
و قد تعطى مواد قلوية لتخفيض نسبة حموضة الدم. .و عند تراكم السموم بشكل كبير
فقد يلجأ الطبيب إلى استعمال الغسيل البروتوني أو غسيل الدم و ذلك كأجراء مؤقت خاصة لحديثي الولادة.
هل هناك نصائح لرعاية الطفل المصاب؟
نعم إليك بعض من هذه النصائح:
1-من المهم معرفة أن العلاج لهذه الأمراض مدى الحياة ،
و لذلك من المهم المتابعة مع طبيب طفلك و التقيد بالحمية الغذائية
لكي تتجنب ضعف النمو و المضاعفات الخطيرة على عقل الطفل.
2- من المهم المتابعة و التقيد بمواعيد العيادة مع طبيب المختص و مع أخصائية التغذية.
3- قد تدهور صحة الطفل عند تعرضه لأي مرض كالزكام مثلا
أو عند حدوث ضعف في الشهية للطعام،ولذلك من الواجب الحرص
عند إصابته بأي مرض على إعطاءه المزيد من السوائل
و خاصة التي تحتوي على المواد السكرية كالعصيرات و تشجيع الطفل لتناول وجبته الغذائية.
4-من المهم التنبه و معرفة الأعراض المنذرة كالقيء و الخمول
و الحضور إلى المستشفى بشكل سريع لكي يتلقى الطفل العلاج اللازم و قبل أن تدهور صحته.
5- احرص عند السفر اخذ كل ما تحتاجه من احتياطات
و الحرص على أن يكون في المدينة
التي تذهب إليها طبيا له خبرة بمثل هذه الأمراض خاصة إذا كانت مدة السفر طويلة.
5- قد يكون من المستحسن اخذ تقرير طبي يذكر حالة الطفل
و الخطوات التي يجب القيام بها لو تدهورت حالته.
6- إن متابعة صحة الطفل على المدى الطويل قد يستدعي تضافر عدة تخصصات طبية لمساعدة الطفل.
فحرص على إتباع إرشادات المختصين فيما يخص الطفل.
7- عليك معرفة انه لا يوجد علاج شافي لهذه الأمراض فلذلك احرص
على عدم تجريب أي علاج إلا تحت إشراف طبيبك.
الاسترشاد الوراثي
بما أن جميع أمراض الأحماض العضوية أمراض وراثية فانه
من الضروري إن تتلقى الأسرة جلسة مع أخصائي الأمراض الوراثية
أو المرشد الوراثي إن وجد لإعطاء المزيد من التفاصيل عن المرض و التكهنات المستقبلة للمرض
و شرح النواحي الوراثية و طرق انتقال المرض و نسبة احتمال تكرار الإصابة.و طرق الوقاية
و الفحص خلال الحمل و الفحص قبل الزواج لبقية أفراد الأسرة.
طرق الوقاية و الفحص خلال الحمل
هناك عدد محدود من المراكز العالمية البحثية التي قد يكون لديها المقدرة على تشخيص الجنين المصاب بالمرض,
و ذلك خلال الأسابيع الأولى من الحمل, ويتم ذلك
بتحليل عينة الجدار الكوريونى المحيطان بالجنين (في الاسبوع العاشر من الحمل)
أو خلايا من السائل الامينوسي(في الأسبوع السادس عشر من الحمل)
وقياس نسبة الخميرة المسئولة عن حصول المرض (الإنزيم ) بدقه.
و نظرا لعدم توفر العلاج لهذه الأمراض فانه من معرفة إصابة الجنين
تكون مفيدة فقط في حالة النية في إسقاط (إجهاض) الجنين المصاب حسب الفتوى الشرعية
.
أما التشخيص الوراثي للجين ( المورث) المسبب للمرض لدى الزوجين
و الأولاد فإن ذلك يتم عن طريق البحث عن الطفرة المسببة للمرض
و التي عن طريقها يمكن معرفة ما إذا كان الأطفال السليمين من المرض حاملين للمرض كأبويهم
أم لا…و يقوم الطبيب بإجراء هذه الفحوصات عند البلوغ أو عند النية بالزواج
.و إذا ما كان الشخص حاملا للمرض فانه يترتب أن يجرى فحص آخر للمرآة أو الرجل
الذي ينوى الزواج منه.و لكن حتى الآن لا يتوفر هذا الفحص الدقيق إلا في القليل من المراكز عبر العالم.
و لا تنسى آخى و أختي الكريمين أن تخبر طبيبة النساء و الولادة و الطبيب المتابع لطفلك السابق
عند التخطيط للحمل القادم , وذلك لإتباع الوسيلة الأمثال لمتابعة الحمل
و لعمل الفحوصات اللازمة مباشرة بعد الولادة و قبل أن تدهور حالة المولود الجديد .
و أخيرا نقول أن زواج الأقارب بشكل عام يلعب دورا مهما في ظهور الأمراض الوراثية
التي لم تكن معروفة سابقا, لدلك فأن من الأساليب المتبعة للوقاية
تشمل لابتعاد عن التزاوج بين الأسر التي ينتشر فيها هذه الأمراض
. مع إجراء الفحص الطبي قبل الزواج لهذه الأمراض.
مرض بولة السكرة المحروقة هو احد الأمراض الوراثية المتعلقة بالتمثيل الوراثي
(او ما يطلق عليه الأطباء بالأمراض الإستقلابية.و هو مرض نادر على مستوى العالم
.و يندرج هذا المرض تحت مجموعة أمراض الأحماض العضوية ,
و يتلخص هدا المرض في عجز جسم الإنسان في تكسير نوع من العناصر البروتينية
.و اختصارا لاسمه الطويل إلى حد ما فان الأطباء يطلقون عليه اسم MSUD
و هي اختصارا لكلمة(Maple Syrup Urine Disease) و التي اشتقت من رائحة بول المرضى المصابون
بهذا المرض التي تشبه رائحة السكر المحروق , أو رائحة بذور نبتة الحلبة .
مقدمة عن البروتينات
يستخدم الإنسان البروتينات كمصدر أساسيي لبناء الجسم ,
وهو قادر على الاستفادة منها عند الضرورة لتوليد الطاقة ,
وتتكون البروتينات ةمن عدة وحدات صغيرة تسمى أحماض امينيه ( Aminoacids)
. ولكي يستفيد الجسم من هذه البروتينات فإنها لابد أن يكسرها أولا إلى مكوناتها الأساسية
,مما ينتج عنه العديد من الأحماض التي يستفيد منها الجسم
لإكمال عمليات البناء و إنتاج الطاقة (التمثيل الغذائي ) .و مستوى هذه الاحماض في دم ثابت و محدد. .
إن حاجة الإنسان مستمرة لإنتاج الطاقة ,
وفى سبيل دلك فأنه يقوم بتكسير المواد البروتينية إلى عدد كبير من الأحماض الأمينية ,
و في سياق حديثنا عن مرض MSUD فان هناك ثلاث أحماض امينية مهمة و هي:
ليوسين Leucine
ايزو ليوسين Isoleucine
فالين Valine
تقوم مجموعة متخصصة من الخمائر بتكسير هذه الأنواع الثلاثة
الى مواد أخرى أدق و ذات فائدة لجسم الإنسان في إنتاج المزيد من الطاقة .
و تنتج هذه الخمائر من شفرة جينيه محددة موجودة داخل الجين (أو ما يسمى بالمورث).
وهذه الجينات موجودة على الكروموسومات و التي هي أيضا موجودة في داخل النواة
في جميع خلايا الجسم…
عند وجود خلل ( أو ما يسمى بالطفرة الوراثية )
في الجين (المورث ) المتحكم بهذه الخمائر ,
فأن نسب هذه الأحماض الأمينية الثلاثة ( ليوسين , ايزوليسين و الفالين )يرتفع في الدم ,
و التي تتميز بتأثيرها السلبي و البالغ على المخ بشكل خاص,
و الذي يؤثر على الجهازين الحركي والعقلي للإنسان.
وبشكل عام , فالمواد البروتينبة التي قد تفيد الإنسان الطبيعي (السليم من المرض )
فأنها قد تضر الشخص المصاب بهذا المرض وتصبح سما ضارا بصحته .
و لهذا المرض عدة أشكال , تختلف شدتها من مريض إلى أخر ,
بحسب مقدار النقص في الخميرة , فكلما زادت شدة نقص الخميرة
زادت شدة المرض و بالتالي يظهر المرض في عمر مبكرا (الأسبوع الأول من العمر ) .
إن مرض MSUD ,من الأمراض الوراثية النادرة عالميا ,
ولكنه منتشر بشكل خاص في مجتمعنا السعودي ,
نظرا لشيوع الزواج بين الأقارب ,أو القبيلة الواحدة ،علما أنها قد تحدث
في بعض الأسر من دون وجود صلة قرابة واضحة و لكن القرابة هي الأكثر شيوعا.
وبشكل عام , فإننا لا ننصح بالزواج الأقارب عند وجود مثل هدا المرض
في الأسرة كما نشجع على استشارة أطباء الوراثة للكشف عن هذا المرض قبل الزواج .
مرض الMSUD ينتقل بما يعرف بالوراثة المتنحية ,
و هذا يعنى أن و جود طفل على الأقل في الأسرة يعني تلقائيا إن الأبوين حاملين للمورث (الجين )
المسبب لهذا المرض , و هذا تلقائيا يجعل احتمال إصابة طفل أخر
بنفس المرض هو 25 % في كل مرة تحمل فيها الأم( واحد من كل أربعة) ,
وان 75% ( ثلاثة من أربعة ) سليمين بأذن الله
. و لكن علينا التنبه أن هذه النسبة تكون خلال الحمل
و ليس لها علاقة بعدد الأطفال السليمين او المصابين السابقين .
و للمزيد من المعلومات عن الوراثة المتنحية يمكنك الرجوع إلى هذه الصفحة.
الأعراض الأولية للمرض
سنركز حديثنا عن النوع الأشد خطورة و الأكثر شيوعا ,
هو ما يطلق عليه النوع التقليديClassical ,
و الذي يتميز بحدوث الأعراض المصاحبة للمرض في عمر مبكر ( الأسبوع الأول ) .
في العادة يولد الطفل المصاب بالمرض طبيعيا دون ظهور أعراض يمكن ملاحظتها ,
وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد الأسبوع الأول من العمر
وخاصة بعد البدء في إرضاع الطفل من الحليب الصناعي.
تبدأ الأعراض بزيادة ساعات النوم مصحوب بخمول عام
،مع قله البكاء لطلب الرضاعة ( اللامبالاة بالرضاعة ), التقيؤ ,
مع تغير في الحركة الاعتيادية للمولود .
وفى هده الأثناء قد تظهر الرائحة المعتادة للمرض كما ذكرنا سابقا ,
وهى تشبه رائحة بدور الحلبة المغلية .يتطور الوضع إلى الأسوأ بظهور نوبات من التشنج ,
التي تكون على شكل حركات غير اعتيادي للطفل , او نوبات شد وارتخاء للجسم بشكل متكرر ,
مع تأرجح مستوى الوعي .و إذا لم يتم إسعاف المولود ,
تتدهور الحالة العامة إلى أن يحدث الإغماء الكامل وعدم الاستجابة لأي مؤثرات خارجية ,
ومن ثم الهبوط الكامل للجهازين التنفسي والقلبي ,
و إذا لم يتم إسعاف المولود , الموت المفاجئ للمولود لا قدر الله.
هناك أشكال أخرى للمرض , ولكنها اقل شدة ,
وذات أعراض مختلفة عن النوع التقليدي.
التشخيص السريرى والمخبرى
عند حصول أي أعراض للمولود مشابهه لما ذكرنا سابقا
يجب على الأبوين المسارعة إلى اقرب مركز طبي لعرض المولود على الأخصائي
وعمل الفحوصات اللازمة لاستبعاد أي
إمكانية لإصابة الطفل بحالة التسمم الجرثومي الأكثر شيوعا من أي مرض آخر .
في معظم الفحوصات المبدئية المخبرية كتحليل الدم و المزارع الجرثومية تكون طبيعية ,
وهده النقطة مهمة ويجب أن تثير الكثير من التوجس لدى الطبيب المعالج
و الذي يجعله يقوم بالفحص عن أمراض التمثيل الغذائي.
يعتبر مرض الــ MSUDـ من الأمراض النادرة
و التي يصعب على الكثير من الأطباء التوجس والتفكير باحتمالية حصوله لأي مولود ,
إلا إذا تم إخبار الطبيب بوجود طفل سابق مصابا بنفس المرض .
وبشكل عام , ينبغي للطبيب المعالج التفكير والتوجس بوجود أي مرض للتمثيل الغذائي ,
عند انعدام وجود أي تفسير سريري أو مخبري لتدهور صحة المولود العامة,
وعندها يجب على الطبيب المختص عمل الفحص الشامل لأمراض التمثيل الغذائي(الإستقلابية),
و الذي يجب أن يكون تلقائيا , خاصة عند وجود حالة مماثلة لدى احد الأقارب خاصة بنوا العمومة و الأخوال.
و يقوم مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بأجراء الفحص
لهذه الأمراض بشكل شبة يومي و يظهر النتائج في العادة خلال 48 ساعة.
انتكاسة المرض ( المرضى معروفي الإصابة )
مرض ال MSUD من الأمراض الانتكاسية , وخاصة عند فقدان السيطرة الغذائية .
بعد أن يتجاوز الطفل الأعراض الأولية خلال الأيام الأولى من عمره,
وعند فقدان التمسك الدقيق بالمنهج العلاجي ,
قد تعاود الرضيع نفس الأعراض السابقة كالتقيؤ و الخمول
ورفض الرضاعة خاصة في السنوات الأولى من العمر وهذه الأعراض
الانتكاسية تتدرج عادة من أسوء إلى أسوء , وخاصة عند حدوث النزلات المعوية أو الصدرية و حتى الزكام.
وهده النوبات الانتكاسية قد تسبب حالة حرجة ,
بل مميتة في بعضها . تكون هذه الانتكاسات مصاحبة لارتفاع الأحماض الامينية ,(وخاصة ليوسين )
إلى نسب شديدة وعالية السمية , مما يؤدى إلى انتفاخ أو تورم الخلايا الدماغية ,
و بالتالي فقدانها معظم الوظائف الحيوية.
إن دخول المريض لهذه المرحلة وحصول الغيبوبة الكاملة يكون متأخرا
وهذا يستدعى دخول المريض جناح العناية المركزة,
بل وفى بعض الأحيان لعملية الغسيل الدموي أو البطني او ما يسمى البريتونى peritonial Dialysis )) .
العلاج
مرض ال MSUD وكغيره من الأمراض الإستقلابية الوراثية لا يوجد له علاج ناجع و شافي له .
ولكن عند التمسك التام بالحمية الغذائية وأتباع الإرشادات الطبية ,
وإعطاء الأدوية اللازمة يمكن الحد بشكل كبير من المضاعفات الشديدة لهدا المرض.
عندما يتم تشخيص مرض ال MSUD ,
ولكن بعد حصول الأعراض السمية الشديدة للمرض ويكون المريض في غيبوبة,
يمكن أن نسمى هده المرحلة, مرحلة التسمم الدماغي الليوسينى (أو بما يعرف (Leucine Encephalopathy ,
وهى المرحلة التي يكون فيها المتسبب بحصول هده الأعراض,
ارتفاع حمض الليوسين و الذي يصيب خلايا المخ بالتضخم وفقدان وظائفها الحيوية.
عند حصول الغيبوبة , ووصول حمض الليوسين إلى التركيز السمي ,
عندها يجب التدخل العاجل للتقليل من سمية هذا الحمض ودلك بعملية الغسيل الدموي أو البطني ( البريتوني ) ,
وهده العملية لا تتوفر في جميع المستشفيات و ذلك لحاجتها إلى المراقبة الدقيقة ,
مع وجود المتخصص في مثل هده الأمراض .
الهدف الأساسي في علاج المرضى المصابون بداء الMSUD
هو إبقاء الأحماض الأمينية الثلاثة عند التركيز الامثل , أو الطبيعي
و ذلك ف‘نه قد يحتاج إلى عملية الغسيل الدموي أو البروتيني لعدة أيام
الأمر المهم أيضا و الذي يجب التركيز عليه هي الحمية الغذائية ,
فكما ذكرنا سابقا أن هذا المرض ناتج عن زيادة الأحماض الامينية الثلاثة و التي هي ناشئة أصلا من البروتينات ,
لدلك يجب التقليل منها , إلى الحد الامثل والمنصوح به في مثل هده الحالات .
كما يجب أن لا ننسى أيضا ,
إن هذه المواد في نفس الوقت مهمة جدا لنمو الجسم ,
لذلك ف‘ن المحافظة على نسبة محددة في الدم الكمية المناسبة
و اللازمة لإكمال عمليات النمو والبناء في جسم الإنسان يجب أن لا نغفلها.
إن هدا التوازن الغذائي بين الكمية المهمة للنمو والمستوى الضار للمريض
هو من أهم النقاط المهمة التي ينبغي الحرص عليها ,
لكي لا يسبب النقص الحاد لهده المواد نقصا مزمنا في النمو ,
وعلى النقيض فان الزيادة تؤدى إلى انتكاس المرض وفقدان السيطرة الكلية عليه .
هناك العديد من المنتجات الغذائية والحليب المعد مسبقا والمصنع خصيصا لهؤلاء المرضى
يحتوى على النسب الامثل من الأحماض الامينية والمواد الغذائية الأخرى .
عند فطام الطفل المصاب ,
يجب أن لا ننسى أن القاعدة الأساسية هي الحذر التام
من المواد البروتينية ( اللحوم , الألبان ومشتقاتهما ) ,
مع الحرية في تناول المواد النشوية (السكريات)و الدهنية و الفواكه و الخضروات .
وبشكل عام , فان هذه النواحي الغذائية وغيرها تستدعى المتابعة المستمرة لأخصائي التغذية المتمرس
في مثل هذه الأمراض , كما ينبغي الحذر المستمر عند إدخال نوع جديد من الأطعمة
لم تكن تعطى من سابق للمريض .كما يجب قرأت جميع مكونات المواد المعلبة
و المحفوظة لمعرفة إذا ما كانت تحتوي على مواد مضرة بالطفل.
بالإضافة إلى الحمية الغذائية هناك عدد من الأدوية التي قد تنفع ,
أو تساعد في تقليل المضاعفات المحتملة مثل:
1 . ثايامين Thiamin ) )
2 . كارنتين Carnitine ) )
خطورة المرض ومضاعفاته
تشتد خطورة هذا المرض في الأسابيع الأولى من الولادة .
وهذه الخطورة تكمن في مستوى الأحماض الثلاثة في الدم ,
والتي قد تؤدى في الكثير من الحالات إلى الهبوط الشديد في الجهازين الدوري والرئوي مع نقص الأكسجين
و بالتالي إلي الضرر البالغ بالجهاز العصبي و المراكز الحساسة بالدماغ .
وبشكل عام , فأن هذا المرض ذو انتكاسات حادة متكررة
, تؤدي في الكثير من الحالات لتعريض الطفل إلى حالة حرجة تحتاج إلى العناية و إعطاء السوائل الوريدية .
إن هذا المرض كما ذكرنا ليس له علاج ناجع و شافي كغيره من الأمراض الوراثية .
غير انه من الممكن الحد والسيطرة جزئيا على الكثير من الأعراض المؤذية إلى تضاعف خطورة وشدة المرض .
إن مرض ال Msud من الأمراض الوراثية الإعاقية التي قد تزداد سوء في معظم الحالات
ومن هده المضاعفات والمشاكل المتعلقة بالمرض نورد بعض منها :
-
التأخر العقلي و الحركي بجميع الدرجات ( شديد ،متوسط ،خفيف ) ,
وهدا التأخر يرجع إلى ضمور خلايا المخ , و كلما كانت انتكاسات المرض متكررة,
كلما تأثر المخ وتعطل نموه في فترة الطفولة الحرجة
(و لتشخيص هذا الضمور يمكن عمل فحص أشعة الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية للمخ ورؤية هده التغيرات) . -
ضعف البنية مع ضعف الشهية الأكل .
-
الصرع أو التشنجات .
-
الإمساك.
-
لقيء المتكرر والمزمن مع الارتجاع المعدي إلى المريء ,
و الذي قد يستدعي في الكثير من الحالات التدخل الجراحي البسيط ,
بأجراء عملية تضييق لفوهة المعدة العلوي . -
الصعوبة في وضع المغذيات نظرا لصعوبة رؤية الأوردة في الأطراف
و ذلك لكثرة الاستخدام لها, ويمكن التغلب على هذه المشكلة جراحيا بعمل الخط الوريدي المركزي .
إن تشخيص هده المضاعفات قد تحتاج لعمل الكثير من الفحوصات ,
لتحديد شدتها , والعمل مبكرا للتقليل من آثرها على حالة الطفل
. كما أن تشخيص المرض مبكرا بعد الولادة,و قبل حصول الغيبوبة,
والتمسك الصارم بالتعليمات الطبية قد يجنب المولود حصول هده المضاعفات .
طرق الوقاية , التشخيص الجنينى , والمبكر للمرض
هناك عدد محدود من المراكز العالمية البحثية التي قد يكون لديها المقدرة على تشخيص الجنين المصاب بالمرض ,
و ذلك في حدود الأسبوع 10-12 من بداية الإخصاب
, ويتم دلك بتحليل عينة خلايا من السائل الامنيونى او الجدار الكوريونى المحيطان بالجنين
وقياس نسبة الخميرة المسؤلة عن حصول المرض (الإنزيم ) بدقه
.
و نظرا لعدم توفر العلاج لهذا المرض فانه من معرفة إصابة الجنين
تكون مفيدة فقط في حالة النية في إسقاط (إجهاض) الجنين المصاب.
علما أن هناك خلافا شرعيا في هذه المسألة .
أما التشخيص الوراثي للجين ( المورث) المسبب للمرض لدى الزوجين و الأولاد ,
فأن هذا يتم عن طريق البحث عن الطفرة المسببة للمرض
و التي عن طريقها يمكن معرفة ما إذا كانت الطفل السليمين من المرض حاملين للمرض كأبويهم
أم لا.و يقوم الطبيب بإجراء هذه الفحوصات عند البلوغ او عن النية بالزواج
.و إذا ما كان الشخص حاملا للمرض فانه يترتب ان يجرى فحص آخر للمرآة او الرجل
الذي ينوى الزواج منه.و لكن حتى الآن ,
لا يتوفر هذا الفحص الدقيق إلا في القليل من المراكز عبر العالم .
و لا تنسى آخى و أختي الكريمين أن تخبر طبيبة النساء و الولادة
و الطبيب المتابع لطفلك السابق عندما التخطيط للحمل القادم ,
وذلك لإتباع الوسيلة الأمثل لمتابعة الحمل و لعمل الفحوصات اللازمة مباشرة بعد الولادة
و قبل أن تدهور حالة المولود الجديد .
و أخيرا نقول أن زواج الأقارب بشكل عام يلعب دورا مهما في ظهور الأمراض الوراثية
التي لم تكن معروفة سابقا ,
لدلك فأن من الأساليب المتبعة للوقاية الابتعاد
عن تزاوج الأقارب التي يوجد لديهم مثل هده الأمراض .
للمزيد من التفصيل فى هده النقاط وغيرها ,
يرجى سؤال استشاري الأمراض الوراثية و الاستقلابية المتابع لحالة ابنك المصاب .
كتبها :د.عيسي علي فقيه من مستشفى الملك فيصل التخصصي
[/size][/color]