من استقام على أمر الله فليشكر الله


[SIZE=5][COLOR=Blue][FONT=Microsoft Sans Serif] إذا كنت في طاعة فقبّل الأرض شكراً لله تعالى على أن هداك ، وعلى أن قواك وأعانك على طاعته ، الدليل قول سيدنا يوسف قال تعالى :
﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ [ سورة يوسف : 33]

فإذا استقام أحدنا على أمر الله فلا يعتد باستقامته وإنما يشكر الله عز وجل ، أقول لك مرة ثانية : إذا كنت مستقيماً على أمر الله ، إذا كنت غاضاً لبصرك ، متحققاً من دخلك، منفقاً مالك في سبيل الله ، تحضر مجالس العلم ، تحب الله ورسوله ، تحب المؤمنين ، تنفق من مالك في مرضاة الله عز وجل ، قبّل الأرض ، واشكر الله عز وجل على أن هداك وأعانك ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وإن رأيت ضالاً وعاصياً فادع له بالهدى والتوفيق هذا الموقف الكامل ، أما أن تعيّره بمعصيته فهذا ذنب يستحق العقاب ، وربما كان عقابه أنّ الله سبحانه وتعالى يتوب عليه ويبتليك به ، فالإنسان كلما كان أكثر تأدباً مع الله عز وجل كلما كان أقرب إلى الله ، سيدنا عمر حينما بلغه أنّ أحد أصدقائه كان في الشام يشرب الخمر ويعصي الله أرسل له رسالة تقطر رقة وعطفاً : أحمد الله إليك غافر الذنب ، قابل التوب، شديد العقاب ، ذي الطول ، فقيل إنّ هذا الصديق العاصي قرأها وصار يبكي إلى أن تاب ، فلما بلغ عمر رضي الله عنه ما كان من حال صديقه قال : هكذا اصنعوا مع أخيكم إذا ضلّ كونوا عوناً له على الشيطان ، ولا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم ، إذا أخطأ أحد ما عليك قبوله ، وتطييب خاطره ، وإعانته على نفسه ، ورحمته ، وإياك والقسوة عليه فيزداد بعداً عن الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[/font][/color][/size]المائدة118

والحمد لله رب العالمين