قبل رحيل رمضان

           		 		[CENTER][IMG]http://www.bascota.com/up/uploads/135273468911.gif[/IMG]

[FONT=Microsoft Sans Serif][COLOR=Blue][SIZE=5] قبل رحيل رمضان

هذهِ هي أيام رمضان … سبحان الله على سرعة انقضائها، فلنجتهد في الطاعة، ولنُجِد في العبادة، فإن بختام الشهر تنتهي عبادة الصيامِ المفروضة، وزكاةِ الفطرِ المفروضة، وبختامِ هذا الشهرِ الفضيل ينالُ كلُ عاملٍ أجره، فإما يكون خير يوم طلعت علينا فيه الشمس أو ترغم أنوفنا-عياذًا بالله- فإننا نقتربُ من موعد قبضِ الأجر ومن ميعاد استيفاء الحقوق التي تكفل اللهُ بها وعَهِدَ إلينا بها ووعده الحق والله لا يخُلف الميعاد.

لذلك ولأن كلَّ عاملٍ مهما قصرَّ في عمله فإنه لا يُقصر في أيام قبض الأجر، وإن غاب عن العمل مهما غاب فإنه لا يغيبُ عن عمله في اليوم الذي يتقاضى الناسُ فيه أُجُورهم، من أجل ذلك كان رسولُنا صل الله عليه وسلم أشدَّ حرصًا على آخرِ رمضان من أوله، كان أشدَّ حرصًا على العشرِ الأخير من رمضان أكثرَ من حرصهِ على بداية الشهرِ، لأن هذه أيامٌ تُعقدُ فيها الأعمال، فهي مَربطُ الفرس، وهي النفسُ الطويل، وهي الجُهدُ الدائم غير قومٍ بدءوا رمضانَ بطاعة وما لبثوا أن انقطعوا، فبدءوا مع بداية الشهر ثم لم تبلغ بهم هممهم إلى نهاية العمل فكانت نشوةً وذهبت، وكانت نزوةً ومضت؛ نسأل الله الثبات على طاعته، لأن أحب الأعمال إلى الله أدوَمُهَا وإن قل.

لذا احتجنا إلى وقفات، أو منازل ننزل إياها في سفرنا إلى الله، لأن السائر لابد أن يمر بمنازل ولابد أن يزل فيها كالسفر الحسي قبل انصرام ما بقي من أيامٍ قلائل، كما قال تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ [البقرة: 184] فنندم ونخسر وتُرغم أنوفنا، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ، أَوْ أَحَدُهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ.

فالطريق إلى الله على جانبيه منازل كالفنادق تنزل بها تستريح وتنطلق حتى تصل إلى غايتك، فالمنازل إلى الله كثيرة ولابد أن ننزل فيها، وفي شهر رمضان يقبل الناس عادة على العبادة ثم بعد ذلك تفطر هممهم مرة أخرى، فيا تُرى ما هو السبب الذي يجعلنا نرجع ونضعف كلما مرت أيام من الشهر حتى إذا انقضى عاد الواحد منا إلى سابق عادته إلا من رحم الله؟

                               [COLOR=Red]  وآخِر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربّ العالمين[/color][/size][/color][/font]


[/center]